بسم الله الرحمن الرحيم



أبَى القلم إلا أن يتكلم نيـابة عن صاحبة الألم
تقمص الدور وانسجم رغم أن الجرح لم يلتئم
...
غرقـــت السفيــــــنة!!
كـالعادة ......
أقضم أظافــري
يزداد توتـــري
أشد بعنف شعري
ونار حرى تشتعل بصدري
أفور كالمرجل!!!
وأنا طريحة فراش يحترق ولا ينطفئ
فقد نحرني من الوريد إلى الوريد
وبذات السكين بتر بلا رحـــــمة
كل جارحة أسقته من مزنة الوفاء
عقدا ويزيد..........
لازلت تحت وقع الصدمة
محطمة ....
منومة .....
مسجاة بلا حراك
كأن الزمن توقف في تينك اللحظة
واقلباه حنانيك لازلت غير مستوعبة
ولا مستعدة..

بـتوأدة يعقم يديه !!..
يمسك الضمادة .. ..
يغرس فيّ إبرة مسمومة
يتأملني بنصف ابتسامة
أبدو رابضة كـــحمامة
يوخز دبوسا خامسا
فسادسا .. ..
ولا يزال الجرح مفتوحا
غائرا.. ..
فقدت الإحساس
أشعر بالخــَدر
وأغيب عن الوعي متعمدة
حتى لا أشاهد ذلك الكابوس الحقير
أحاول نسفه من خريطتي
فتجثم الحقيقة كبوصلة
توجهني و تشير إليه
وتقودني إلى مثلث برمودا

حـاولت طمس كل المعالم المخزية
ومسح كل الطعنات المبللة بماء الغدر
ودفنها في واد النسيان السحيق
وأعود لأبدأ من جديد و أستأنف
ألُـفّ و ألـُفّ ثمّ ألـفّ
و تكاد أعصابي تتلف
و ألْف سؤال يقتحمني مجددا
لماذا؟ و لماذا و لماذا؟؟؟...
ومنذ متى بدأت هذه الحماقة
أشعر بإغماءة .. ..
لكن رائحة العفونة تستفيق!!!
ضحكات خسيسة ملوثة
وكلمات موزونة خبيثة
لست أعي ولا أبالي بما حولي
فأبدو كجثة هامدة

آهات مكتومة
وأدوات الجريمة أمامي ماثلة
ملاءتي الليلكية والوسادة
الصور الكريهة تلاحقني
كأشباح تلازمني تطاردني
أغفو ليعاودني في أحلامي
في حديث نفسي .. ..
وفي صمتي وفي خلواتي
صرت أفر من نفسي إلى نفسي
و تفــر نفسي من الهــواجس
وتفر دموعي بلا هوادة

فليته يحقنني بحقنة الموت الأبدي
أختنق و يحتقن لوني
أرتطم بالجدار.. ..
أشعر بالدوار.. ..
أسقط بعد أن سقطت كل الأقنعة
تلوثت الصفحة الناصــعة
فقدت بريقها المغري المثير
وأطيح بعرش الهيبة المصون
واهتزت أعمدة وخرّ سقف
وانـ ـفرطت حبات اللؤلؤ المرصّعة
بعد أن طوق جيدي بعقده الوضيع
وباع نفسه للشيطان
وها أنا سأبيع قلبك الرخيص
بلا مزايدة

كـانت غشاوة حتى أبصرت!!
لقد كان نجما فهوى
كان قمرا فتوارى
كان غيمة منها أرتوي
فصعقني ما أرى!!
وأمطرني بكاءً واستغباء
كان حضنا و بات سجنا
وكنت له الصدر الحنون
فقابل الإحسان بالطعون
كان ظلا وارفـــا
فصار سمّا زعافا
وبعد أن أهداني سمّ أفعى
وبعد آخر رشفــــة
أقسمت أن أنزع حبه من جوفي
بــلا تردّد.. ..

جدّفي يا أحرفي جدفي!!!
فقد غرقت سنينا في وحل الخديعة
سأعتبره مجرد طيف أو زوبعة
قد أسميها طعنــة أو صفعـــة
بل وهم واختفى !!!
أتساءل فقط كـــيف ؟؟
جدفي يا أحرفي جدفي!!!
فخلفي رائحة الجيف
بألوان العراء والزيف
..لازال حبري لم يجف
ولازلت أحاول أن أستل ذاك الخنجر
ولازلت أفور كالمرجل
ففاجئني خبر عاجــل
لقد غرقت توا سفينة الخيانة
فسبحان الديّان ..
سبحان الديّان..
وطارت الحمامة
بشبه سعــادة!/..
...
كان نقلا لفصل واحد من مسرح الحــــياة وكم تتعدد المشاهــد
لا تزال تتكرر رغم اختلاف الوجوه ويبقى الألم الإنساني واحد
بقلم و إمضاء :أختكن روح الفـــن

والكتاب مبين من عنوانه
بمجرد أن قرأت العنوان عرفت أن يخبئ نصا ساحرا
سلمت يدكـ