


الحمد لله والصلاة ُ والسلام على رسول الله وعلى آله وأزواجه وأصحابه وأتباعه ومن والاه وجميع من أستنَّ بسنته وأتبع هُداه
اما بعد

قال الله تعالى في كتابه العزيز
إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَة
وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ
وقالَ الحبيب ُ المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه في الحديث الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه
مثل ُالمؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا إشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهرِ والحُمى

فهذه الأخوة التي نحن ُ فيها .. أعلى من أخوةِ النسب .. وأعلى من أخوة الحسب .. وأعلى من أخوة التراب والأوطان .. وأعلى من أخوة العزَّ والسلطان .. فهي تسمو بنا وترتقي إلى أعلى الجبال ِ .. وفوق هامات السحاب بأذن الله وهذه الأخوة التي نعيشها الآن ونتعايشها .. منطلقة تحت غطاء واحد وهو الكتاب والسنة .. فكتابهم واحد .. وربهم واحد .. ونبيهم واحد..وقدوتهم واحدة .. ومنهجهم واحد .. وقبلتهم واحدة .. ومعتقدهم واحد .. وقائدهم وأميرهم واحد .. ولله الحمد ُ والمنة والفضل
ولكن أكثر الناس لا يعلمون

الأخوة الإيمانية .. لا يعرف قدرها إلا الكيَّس العاقل الفطن الذي يتدبر كلام الله عزوجل في كتابه .. وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم .. ويعلم إنه مُفضَّل عند َ الله ِ على كثير ممن خلق تفضيلا ً .. فقد قال عزَّ في علاه
وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنْ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ

كانت هذه المقدمة المتواضعة .. في الحثِّ على الأخوة الإيمانية التي نريد ُ أن نحيا عليها ونموت عليها ونحشر بها ونلقى الله بها طبعا ً تحت لواء وكلمة التوحيد
لا إله إلا الله محمد رسول الله
وأختم ُ مقدمتي بهذا الحديث الذي رواه الإمام أحمد في مسنده من حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : قال صلى الله عليه وسلم
قال َ الله ُ عزوجل وجبت محبتي للمتحابين فيَّ والمتجالسين فيَّ والمتزاورين فيَّ والمتباذلين فيَّ
أسال الله العظيم رب العرش العظيم ان يبارك لنا في اوقاتنا
وان ينفعنا بما علمنا ويزدنا علما يارب العالمين

اخترت لكم هذا الموضوع
وجمعته لكم
لاتحدث فيه عن الابتلاء والصبر
كلنا تمر علينا ابتلاءت عظيمة
فــ سبحان الله منا من يصبر فيؤجر
ومنا من هو ساخط ناقم على الله وعلى قدر الله
والعياذ بالله , الا يعلم هذا ان العسر يعقبه
يسر , والشدة يعقبها الرخاء ,والتعب يعقبه
الراحة , والضيق يعقبه السعة
فـ إلى من عصفت به رياح البلاء
الى كل من سكنته الأحزان
وحار به الفكر وجالت به الأوهام
اليكم أحبتي سطور ..حوت بعضا من الكلمات
التي أردتها أن تنزل سكينة وبردا وسلاما على قلوبكم
هل هناك منكم من يشكو ؟؟
هل هناك منكم من ضاقت عليه نفسه وضاقت عليه الأرض بما رحبت ؟؟
هل هناك منكم من غابت عن شفتاه البسمة ؟؟
هل منكم من كتم الهم أنفاسه ؟
وسكن الوجع جسده ؟؟
اليكم جميعا أقول :
لا تحزنوا لعله خير
قال تعالى وعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا
ليتنا نتدبر ّأيات الله ونفهم معناها
ربنا الرحيم اللطيف الكريم يغدق علينا بالنعم والعطايا
وعند حدوث أدنى بلية أومشكله
تضيق أنفسنا ونكتئب ونحزن لماذا الحزن ؟؟
أين الرضا والتسليم
الله سبحانه أعلم بأنفسنا منا وماهو الأصلح والأفضل لها
بينمانحن البشر معرفتنا قاصرة ومحدودة
ولا نعلم أين يكمن الخير ؟؟
قال تعالى والله يعلم وأنتم لاتعلمون
أيها الانسان علام الحزن والضيق والهم؟
هل هو على دنيا ام دين
ان كان حزنك على تقصير في أمر من أمور دينك أو تفريط في حق من حقوق الله
أو التمادي في ارتكاب الذنوب والخطايا ...
فابشر فهذا دليل على يقظة قلبك وزيادة ايمانك فكلما زاد حزنك زاد ايمانك
وكفر الله عنك سيئاتك وزادك خضوعا وخشوعا ...
وان كان حزنك على ضياع دنيا مثل ابتلاء
في الجسد من مرض واعاقة
فهذا رحمة من الله يريد أن يعلي درجتك اذا صبرت ..
الم يقل رسولنا الحبيب عليه السلاممن يرد الله به خيرا يصب منه
وان كان حزنكم على خسارة الاموال وضياع الممتلكات
أو على موت الاحبة وفراق الاصحاب او على الجوع والجهل .....الخ
وكلها ابتلاءات لا يسلم منها احد من البشر والجميع معرض لها ..
ولكن ان قابلناها بالصبر والاحتساب
جزانا الله بالخير الكثير من حيث لا نعلم ..
أفلا نحتسب اذن ؟الا نصبر ؟
حتى لا يفوتنا ضياع الاجر
هل سيعيد الحزن ما فقدناه ؟
هذا هو حال الدنيا طبعت على كدر وأنت تريدها ,,,,خالية من الأنكاد والأكدار
ان حياتنا مثل كتاب كبير صفحاته أيامنا
ان صادفتنا يوما صفحة سوداء أو حتى رمادية
فبكل سهوله اقلب الصفحه ولا تنظر للخلف وافتح صفحه جديده بيضاء نقية ..
الماضي ذهب ولن يعود انتهى بكل مافيه من أحزان
وأتراح وهموم وبلايا
مالفائده من استرجاعه أم اننا نهوى تعذيب أنفسنا وتحطيم ذواتنا ؟؟
والمستقبل غيب لا يعلمه الا الله فلماذا نشغل أنفسنا بالتفكير
بما سيحدث فيه
فلنعش اللحظه واليوم كما قال ابن عمر رضي الله عنه
اذا أمسيت فلا تنتظر الصباح وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك
ما مضى فات والمؤمل غيبُ
ولك الساعة التي أنت فيهافلم الحزن واليأس والهم على ما فات أو على ما لم يحصل أو ما حصل أو ما قد يحصل ؟
فلنجعل مداركنا أوسع ونؤمن بأن كل مصيبه وبلاء وراءها خير كبير لا تدركه عقولنا ..
فلتطمئنوا جميعا فكل عسر بعده يسر ...
وكل حزن يعقبه فرح باذن الله ...
تفاءلوا كما أمرنا رسولنا عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم
تفاءلوا بالخير تجدوه .
وان صادفتكم بلية أو مشكله أو ضائقه رّّددوا بكل ايمان ورضى وسكينه
لعله خير ان شاء الله