يبدأ الاستعداد لهذا الشهر الفضيل مع الأيام الأولى من شهر شعبان ويتمثل ذلك في مظاهر قد تبدو بسيطة ولكنها أكثر
خصوصية, حيث يبدأ الأهالي بتكديس المواد الغذائية وشراء الأواني المنزلية استعداداً للولائم والعزائم التي تحلو مع
نفحات هذا الشهر الكريم, ومن أشهر العادات تلك التجمعات العائلية في بيت كبير العائلة وتناول طعام الإفطار أو
السحور جماعة، وهذه السمة سائدة في معظم مناطق ومدن المملكة,,
في هذا الشهر يقبل الناس على شراء اللحوم بانواعها منها ما هو خاص بالشوربة التى تصنع من بالحب او الفريك ومن
اللحم يايؤخذ من الهبرة لفرمها في المنزل ثم يضاف اليها البصل وقليلا من البهارات الخفيفة وبه تصنع السمبوسك
باشكالها المعروفة و لاننسى التزاحم على الفوالين لان هذا الثلاثي العجيب الشوربة والسمبوسك والفول هم قوام المائدة الرئيسيةولا يزال الفووووووووول يمثل الأكلة الشعبية الأولى في وجبة الإفطار, وأجود أصنافه ما كانت حبته صغيرة، كماتعد الصيادية من أشهر الأكلات الأساسية في وجبة السحور خاصة لأهالي جدة, ومكونها الأساسي هو السمك وهي تعد بطريقة تحمير الأرز بعد خلطه بالبصل المقلي والزيت والحُمر ومن ثم يسقى بحساء السمك المسلوق ليصبح لونه أسمر ...
وأهل جدة أدرى بالصيادية من غيرهم فهم العارفون بأصناف السمك وأنواعه, وتعتبر هذه الوجبة عادة لهم منذ قديم
الأزل وخصوصاً في شهر رمضان المبارك.وتعد السوبيا المشروب المفضل والأساسي في شهر رمضان المبارك والمسيطره على أغلب الموائد الرمضانية في جدة ومكة المكرمة والمدينة المنورة, وهي من أشهر المشروبات التي ترتبط بهذا الشهر الكريم والتي تعود عليها أهل جدة منذ القدم...
ويشتهر في مكة المكرمة سوبيا الخضري أو سوبيا العم خضري ..
اما في المدينة فسوبيا الخشة واللذي يتميز عن غيره من السوبيا .,,
أما الدبيازة فهي نوع من الحلوى المعروفة لدى أهل جدة ومكة والمدينة ويبدأون في
تجهيزها أواخر شهر رمضان المبارك استعداداً لتناولها في أيام عيد الفطر السعيد خاصة في وجبة الإفطار الصباحي
وهي عبارة عن مجموعة من المكسرات التي تتألف من الزبيب والبندق واللوز والمشمش الجاف وعين الجمل وهذه الأكلة
يحرص عليها أهل الحجاز بصفة عامة وأهل جدة بصفة خاصة, وتقوم ربات البيوت بتجهيزها داخل البيوت.و لاننسى ماء
زمزم المبارك التى لا تخلوا منه صفرة في رمضان..
ويعتبر المعمول (الكعك) بالتمر واللوز والسكر من الأكلات التي يحرص على تناولها أهل جدة ومكة والمدينة في وجبة الإفطار في أول أيام عيد الفطر المبارك, لذلك تبدأ ربات البيوت وخصوصاً في الأيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك بشراء لوازم المعمول لتجهيزه وهذه من العادات الأساسية للأهالي والتي يحرصون عليها حتى يومنا هذا.,,
والحجاز منطقة لا تنام على مدار اليوم الحركة في الشوارع لاتهدا وان خفت في بعض الاوقات ..فمثلا تكون الشوارع
مزدحمة قبل المغرب فتجد الزحام على الفوالين وبائعي السوبيا والشريك والكعك
وتهدا الحركة عند اذان المغرب وكأن هذا البلد لايوجد به احد وتعود الحركة الى الشوارع عند قرب اذان
العشاء فتجد اغلب الناس تستعد لصلاة العشاوالتراويح اما في المسجد الحرام والنبوي الشريف
اوغيرها من المساجد ..فتسمع تداخل اصوات المساجد في صلاة التراويح تداخل قد تشتاق لسماعه إن جربت
الصوم في غير مكة أو المدينة .
ومن العادات المحببة الى النفس في هذا الشهر الكريم تبادل العوائل فيما بينها للمأكولات التى يتم طبخها في المنزل
(طعمه) ...اصبر يا واد لا تروح بالصحن فاضي خليني احط فيه
حاجة...عيب ايش يقولوا علينا الناس ...
" يا بليلة بللوكي .. سبع جواري طبخوكي "
مظاهر هذا الشهر الكريم في الشوارع كثرة بسط البليلة في الحارات والازقة والاسواق التى يقول بائعها "
يا بليلة بللوكي سبع جواري طبخوكي" وايضا بسطات الترمس والبطاطا المقلية ويبدأ
فرش البسطات هذه بعد الإفطار وايضا بسطات تشبه المطعم المصغر على ارصفة الشوارع في أماكن معينه لتقديم اطباق
الكبده الجملي او الضاني ....ومن يقوم بالبيع في هذا البسط هم من ابناء المنطقة نفسها ..
المسحراتي
ارتبط شهر رمضان بالكثير من المناسبات والعادات والتقاليد الجديدة التي ظهرت ولم يكن العرب يعرفونها من قبل مثل
شخصية "المسحراتي" وهو الرجل الذي يطوف ليلاً بالبيوت ليوقظ الناس لتناول وجبة
السحور قبيل آذان الفجر، أي أنه هو الذي يقوم بعملية التسحير، والسحور وعملية التسحير هي دعوة الناس للاستيقاظ
من النوم لتناول الطعام في ليالي شهر رمضان، والمسحراتي هو الرجل المميز في شهر رمضان المبارك والذي ينحصر
عمله فقط في هذا الشهر الفضيل،,
ومن المعروف أن لكل حي مسحراً أو أكثر حسب مساحة الحي وعدد سكانه، ويبدأ المسحر عمله قبل موعد الإمساك
بساعتين تقريباً، حيث يحمل طبلته ويبدأ رحلته في إيقاظ سكان الحي والحارة للسحور أو للتسحر ..
ويستخدم "المسحراتي" في عمله طبلة تعرف بـ البازة
"، إذ يُمسكها بيده اليسرى، وبيده اليمنى سير من الجلد أو خشبة يُطبل وهو يردد لوناً من التراث، و
"البازة" عبارة عن طبلة من جنس النقارات ذات وجه واحد من الجلد مثبت بمسامير وظهرها
أجوف من النحاس وفيه مكان يمكن أن تعلق منه، وقد تسمى طبلة المسحر، أما الكبير من هذا الصنف فيطلق عليه
طبلة جمال"، ويردد المسحراتي بعض الجمل التراثية مثل "قم يا نائم
وحد الدائم" و"السحور يا عباد الله".
والمسحراتي يقتصر عمله في ليالي شهر رمضان المبارك فقط، أي أنها المهنة الوحيدة التي يعمل صاحبها شهراً واحداً
في السنة، وقد ارتبطت أجرة المسحراتي ببعض التغييرات على مر العقود، ففي منتصف القرن التاسع عشر كانت الأجرة
مرتبطة بالطبقة التي ينتمي إليها المتسحر، فمنزل الشخص من الطبقة المتوسطة على سبيل المثال عادة ما يعطى
المسحراتي قرشين أو ثلاثة أو أربعة قروش في ليلة العيد، ويعطيه البعض الآخر مبلغاً زهيداً كل ليلة، ولم يكن
للمسحراتي أجر معلوم أو ثابت، غير أنه يأخذ ما يجود به الناس صباح يوم العيد، وعادة ما كان الأجر يؤخذ بالحبوب،
فيأخذ قدحاً أو نصف كيلة من الحبوب سواء كانت ذرة أو قمحاً ولم يكن أجراً بالمعنى المفهوم ولكنه هبة يجود بها كل
حسب قدرته، ورغم اختفاء الكثير من الفنون المرتبطة بالمسحراتي سواء في القرية أو المدينة إلا أن وظيفته الأساسية
ما زالت حتى الآن الإمساك بالطبلة أو الصفيحة والطرق عليها بالعصا والنداء على كل سكان الحي كل باسمه داعياً إياه
للاستيقاظ، ولا يزال المسحراتي يحتفظ بزيه التقليدي أثناء التسحير وهو الجلباب، وقد يستخدم الدف بديلاً عن البازة.
مدفع رمضان
من اشهر معالم الشهر الكريم. مدفع رمضان...فالكبار ينتظرون سماعه من على شرفات منازلهم، وبعض الاطفال يصرون
على ان يذهبوا شخصياً الى مكان وجوده للتمتع بمنظر تلقيمه بالخرق والورق والبارود قبل اطلاقه مع اشارة المآذن
معلناً موعد الافطار....انه مدفع رمضان
ولمدفع رمضان اكثر من حكاية تحكى حوله ..ألا ان اشهر الحكايات والقصص تلك التي تعيد نشوء مدفع رمضان الى
المماليك في مصر. وتقول الرواية :
انه فيما كان الجيش المملوكي يستعد للحرب. انفجر مدفع صدفة ساعة الآذان والافطار. فطرحت فكرة اطلاق المدفع
ساعة الافطار ايذاناً بحلول موعد الافطار.وهناك رواية اخرى تقول: ان الامبراطور نابليون خلال احتلاله لمصر، فكر في
عمل يرضي به اهل تلك البلاد والمسلمين بشكل خاص.فأمر بأن تنصب المدافع حول قلعة القاهرة وتطلق منها القنابل
البارودية ايذاناً بحلول رمضان واثباتاً للعيدين.ومن قلعة القاهرة انتقل التقليد الى معظم القلاع في المدن الاسلامية،
فنصبت المدافع فوق تلال القلاع في شهر رمضان ..حيث ظل مدفع رمضان ينطلق منها لسنين طوال
اتمنى ان ينال اعجابكم ،،،

المتميزة2009 @almtmyz2009
عضوة نشيطة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

متجر ام عبدالرحمن
•
مشكوره


يالله من جد روعه
دخلت جو صراحة
الله يبلغنا رمضان وكل المسلمين والجميع بصحة وعافية
جزاكي الله خير يا عسل
دخلت جو صراحة
الله يبلغنا رمضان وكل المسلمين والجميع بصحة وعافية
جزاكي الله خير يا عسل

الصفحة الأخيرة