اخت المحبه
اخت المحبه
عودتك إلى ⁧ القران ⁩
ولو كنت بعيدًا عنه
ستضمد جراحك،
وتسد ثغورًا في قلبك؛
اللهمّ تلاوته أناء الليل، وأطراف النهار.

اخت المحبه
اخت المحبه
بسم الله
راجعت وجهين من سورة الاحزاب
والحمد لله
فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
قال تعالى (وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا ١٢، وإذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا ويستأذن فريق منهم النبي يقولون إن بيوتنا عورة وما هي بعورة إن يريدون إلا فرارا ١٣، ولو دخلت عليهم من أقطارها ثم سئلوا الفتنة لآتوها وما تلبثوا بها إلا يسيرا ١٤) سبب النزول نزلت في ‫مُعَتِّبُ بْنُ قُشَيْرٍ وَأَضْرَابُهُ رَاضُونَ بِهِ. قَالَ: يَعِدُنَا مُحَمَّدٌ بِفَتْحِ كُنُوزِ كِسْرَى وَقَيْصَرَ، وَأحدنَا لَا يَقْدِرُ أَنَّ يَتَبَرَّزَ فَرَقًا مَا هَذَا إِلَّا وَعَدُ غُرُورٍ. (أبو السعود) التفسير بعد أن بينت الآيات الأحزاب الذين تواطؤوا لحرب المسلمين في المدينة من خارجها تبين الدور الأخطر للمنافقين في الداخل. فترى طائفة منهم يشككون المؤمنين بتأييد الله لهم بقولهم ان محمدا الذي وعدكم بكنوز كسرى وقيصر جعلكم تخشون الخروج لقضاء الحاجة. ثم ان طائفة منهم نكصوا عن الانضمام للمدافعين عن المدينة بقولهم ان بيوتنا عورة. كلا الفريقين كاذب وما مرادهم الحقيقي الا التخذيل وهزيمة المؤمنين لتخلو لهم المدينة. توضح الآيات ان المنافقين سيكونون مستعدين لفتنة الناس عن دينهم بالانضمام لجيش الكفار ان دخلوا المدينة.. اما في حال طلب اللبث في المدينة لحمايتها فلن يطيقوا المكوث الا يسيرا وذاك جريا على عادتهم في التلون والاختباء وراء المنتصر واللعب على الحبال جميعها حتى اقتناص الفرص الجالبة لمصلحتهم. هذا شان المنافقين في كل زمان ومكان.. قصته الأحزاب بالدليل المعاين في غزوة الخندق. أنيس الأصحاب كنت وأصحابي قد اتفقنا على كتابة لطائف حول هذه الآيات نقرؤها في عزلة ثم نناقشها فكان ما يلي: – عن الفرق بين المنافقين والذين في قلوبهم مرض ذكرت الآيات الصنفين معطوفا بينهما بحرف الواو الذي يفيد الاشتراك والتغاير.. وعليه فالمنافقون يشتركون مع الذين في قلوبهم مرض بالمرض وهو الريبة والشك وهم مختلفون عنهم بان المنافقين كفار في داخلهم اما الذين في قلوبهم مرض فقد يكونون ضعاف إيمان خالط الشك قلوبهم والواقع دل على ذلك وساهم المنافقون فعلا في ولادة هذا الصنف من المؤمنين الذين هم للأسف اسافين سوء تنخر في الدولة حتى تخربها – حول (ما وعدنا الله ورسوله الا غرورا) ان الذي أخبر بان كنوز كسرى وقيصر ستؤول للمسلمين هو الرسول.. فما بال القوم يقحمون (الله) في افتراءاتهم؟ ان هذا الاسقاط النفسي يجعلنا ننتبه الى حقيقة هامة وهي ان قولهم دل على إيمانهم بهذه الصلة بين الرسول صلى الله عليه وسلم وربه.. وعليه فانهم يتهمون الرب بما اتهموا به الرسول وتلك من سقطاتهم التي لم يستطيعوا تجاوزها ونقلها الكتاب لنتعلم منها ان الفطن هو من ينتبه لخطاب عدوه الذي لا بد ان يسقط فيه ببعض غباء – حول (يثرب) التعبير عن المدينة بيثرب ورد في الكتاب هنا وهنا فقط بينما عبر عن المدينة باسمها في الأحزاب والتوبة والمنافقون والذي جرى هو ان زعيم المنافقين كان قد خذل المؤمنين بقوله (يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا) وكان يعلم بغض الرسول عليه الصلاة والسلام وكراهته لهذا الاسم حتى انه غيره لطابة او طيبة.. وعليه فان مثل هذه التسمية المنقولة عن متلون كابن سلول لن ينطق بها الا في حال كحال المسلمين في غزوة الأحزاب اذ القلوب قد بلغت الحناجر والوضع في غاية الصعوبة بالنسبة للمسلمين اما التسمية بالمدينة وورودها في الكتاب فكانت في سياق تشريع او قوة للمؤمنين حينها – ما المقصد من قول ضعاف القلوب (ان بيوتنا عورة)؟ ان ما دفع الخبيث لمثل هذا العذر هو الصورة التي كونها المؤمنون لديه حول الشرف وحرمة النساء في البيوت.. فكان ان حاول الابتزاز بها بقوله اننا سنترك البيوت عورة من خلفنا ان نحن خرجنا وربما انتهكت محارمنا… ان مما يؤيد ما ذهبنا اليه هو ان الله قال من بعد (وما هي بعورة) ردا على شبهة قد تقع فعلا كمقتل في قلوب المؤمنين.. هي ليست بعورة فلا تكذبوا نعم.. لم يكتف الكتاب بقول (ان يريدون الا فرارا) رغم انها الحقيقة.. لكنه سبحانه رد عليهم اولا ثم بين حقيقتهم… هذا درس لي ولك.. لا تطلق الاحكام وان كنت محقا دون بيان الحال والرد على الشبهات فالمؤمنون فيهم الضعيف والكفار يتربصون – قرأنا في الآية (ولو دخلت عليهم..) قوله تعالى (لآتوها).. هكذا بمد الألف.. فما معناها في السياق؟ قد قرئت الكلمة بمد الالف (لآتوها) وبهمزة (لأتوها) وعلى المد يكون المعنى انهم سيهبون المدينة للأعداء ولن يجلسوا فيها من بعد الا يسيرا حتى لا ينكشفوا وعلى القصر يكون المعنى انهم سيدخلونها ويطلقون الفتن ثم لن يلبثوا الا يسيرا حتى لا ينكشفوا وعلى كلا القراءتين فان المنافقين بخبث يعززون الكارثة من الداخل بشكل يفوق اذى الأحزاب من أسفل المدينة وفوقها – ان من يطلب الاستزادة بمزيد فهم للغزوة وظروفها سيكون اقدر على فهم سياق الآيات وهذه اللطائف.. لذا فاننا نوصي بمراجعة ما ورد في صحيح السيرة حول غزوة الخندق. أعظم ما استفدت ان دور ضعاف الإيمان الذين تهزهم العواصف وتكسرهم النوائب ربما كان أخطر من دور المنافقين والكفار… والحذر منهم لا يكفي فهم يعيشون بيننا ونحن مضطرون للتعايش معهم لذا فان من وظيفة الدعاة والقادة ان يسعوا لتقوية الصف الداخلي وخلع بذور الفتنة والضعف قبل الكارثة وللحديث بقية إن كان في العمر بقية
قال تعالى (وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا ١٢، وإذ قالت...
توضيح وتفسير أفادني كثيرا فجزاك الله خيرا وواصلي حفظك الله
فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
راجعت ٤ وجوه الأولى من السورة
اخت المحبه
اخت المحبه
قال تعالى (‫وَلَقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ لَا يُوَلُّونَ الْأَدْبَارَ وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْئُولًا 15 قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذًا لَا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلًا 16 قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنَ اللَّهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءًا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَلَا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا 17)
‫سبب النزول
روى الطبري في تفسيره قال حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: ثني يزيد بن رومان
(وَلَقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ لا يُوَلُّونَ الأدْبَارَ وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْئُولا). وهم بنو حارثة،
وهم الذين همّوا أن يفشلوا يوم أحد مع بني سلمة حين همّا بالفشل يوم أحد،
ثم عاهدوا الله لا يعودون لمثلها، فذكر الله لهم الذي أعطوه من أنفسهم.




التفسير


تعرفنا على موقف المنافقين والذين في قلوبهم مرض الخطير.. تجاه المؤمنين داخل المدينة

وفي هذه الآيات يذكر الله طائفة ممن ضعف إيمانهم بما قطعوه من عهود بعد أحد

وهم الذين بين سبب النزول حالهم




انهم قد قطعوا العهود الا يولوا الادبار ولا ينهزموا لكنهم يعودون لما قاموا به من خيانة وتخذيل

يقول الله لهم انه لن ينفعهم الفرار شيئا فان كتب عليكم موت ستموتون ولن تستمتعوا مهما كان حتى لو عشتم الدهر.. الا قليلا.من المتاع


او قليلا من الزمن مقارنة بعيش الخلود في نار او جنة




انها الحقيقة القاطعة. انه لن يعصمكم من الله أحد ولن ينصركم أحد. ان كان القضاء قد حل بامر الله سواء كان بسوء او برحمة

تلك الاحوال لا زالت تكشف لنا حقيقة المشهد وخطورته فمن حصار خارجي الى تحالف داخلي مع اليهود


والمشركين الى تخاذل من ضعاف الإيمان والمرتزقة.

هو بالضبط الحال الموصوف ب (زاغت الابصار وبلغت القلوب الحناجر)





أنيس الأصحاب


في رحلة بحرية وقد استدار البدر وأنار كنت وأصحابي نتدارس الكتاب ثم ناقشنا اللطائف في الآيات:


– سأل أحدهم.هل ل (كانوا) فائدة اذ دخلت على (عاهدوا). في قوله تعالى (ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل..) !؟




لو قيل. ولقد عاهدوا الله ‘ ربما كان كافيا !!

قلت.

هذا لا يمكن بحال طبعا. فقولنا ولقد عاهدوا.
.اعلام بحدث جرى في الماضي، اما قوله تعالى (ولقد كانوا عاهدوا فإعلام بما استقر في


نفوس المعاهِدين لا على سبيل الزمان بل الاستقرار


ولما كان هذا مقصد الآيات في السياق كان لا بد من دخول (كانوا).


– ثم تساءل آخر اذا كان ذلك كذلك ؛ فما سر اقحام (من قبل).. وهي دالة على زمان !؟

قلت ان الآيات بعد بيان استقرار العهد بينت ان هذا العهد قد قطع في زمان آخر سبق هذا الزمان وهو زمان غزوة الأحزاب بغض النظر عن

ميعاده. ان (من قبل) دلت على ان هذا الغدر الذي كان منهم كان خيانة لذواتهم لا للامة المسلمة فحسب


ان التركيز في الآية كان على العهد واستقراره ثم لزمان ما سبق.. ولولا هذا السبك في السياق ماتم المعنى كما ذكر.


– تساءل أحدهم.. نقول عاهدت على ألا أغدر. ولا نقول عاهدت لا أغدر..! فهل قوله تعالى (ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل لا يولون الادبار)



حكمة تفيدون بها؟!


ان هذا السبك العجيب يطرب كل باحث متأمل.. فقولنا عاهدت الا اولي الادبار.. افاد معنى وأحدا وهو انني لن اولي الادبار.. اما قول ربي


(عاهدوا الله من قبل لا يولون الادبار) فقد افادت:


– تثبيت اصل العهد (عاهدوا الله)


– كان قديما مستقرا (من قبل)


– هم اصلا لا يولون الادبار والجملة الفعلية المضارعة دلت على الاستمرار(لا يولون الادبار)


– مع كل ما سبق الا انهم ولوا الادبار (مفهوم من السياق بدلالة وكان عهد الله مسؤولا)


– تماما كما (كان عهد الله مسؤولا) هم (كانوا عاهدوا الله..) ففيم الخيانة !!

– ثم تساءل أحدهم قال… في قوله تعالى (لن ينفعكم الفرار) استغناء عن (ان فررتم) لأنه مفهوم عقلا


فكيف نقرأ هذا الشرط في الآيات قراءة اعجاز؟


ان المقصود بالفرار هنا فرار مخصوص وهو الفرار من الموت او القتل.. لكن.. ان فررتم من الكفر او الخيانة او نقض العهد او فررتم من كونك

منافقين.. حينها سينفعكم الفرار


– ان كان كما تقولون.. ففيم ذكر القتل بعد الموت في قوله تعالى (إن فررتم من الموت أو القتل) والفتل موت !


نعم… بل لاحظنا معا ان الموت قدم على القتل وذكر القتل بعده من باب ذكر الخاص بعد العام..



ان هؤلاء لن يفروا من الموت الطبيعي فقط فهم ربما يطلبونه فرارا من الم قد يصيبهم او ذل وهوان قد يلحق بهم.. حينها قد يطلبون هم


الموت.. لذا ذكر القتل بعدها.. فإنكم ان فررتم من الموت لن تفروا من القتل.. ربما طلبتم الموت لكن لن تجدوه.. ان فراركم من الموت


او القتل لن ينفعكم.. انتم في خسران ابدا.


– تساءلنا.. لقد فهمنا ان المنافقين والكفار لن يكونوا معصومين من الله ان اراد بهم سوءا.. فهذا معقول جدا.. لكن كيف نفهم (‫قُلْ مَنْ ذَا


الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنَ اللَّهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءًا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَة)… حتى الرحمة ليسوا بمعصومين منها !!! كيف؟





هنا تعلمنا درسا لن ننساه.. وهو ان الكفار قد يرحمون رغما عن انوفهم.. وربما لم يرتضوا رحمة الله.. حينها ؛ إن كان الرحمن قدر رحمة فلن


يعصم الكفار منها أحد.. وحينها لن يجدوا من دون الله وليا يركنون اليه ولا نصيرا ينصرهم


– في حضرة الإنصاف لا بد أن نتذاكر.. (وإذا لا تمتعون إلا قليلا).. ما الذي نفهمه من هذا الاستثناء؟


ان الذين تعرضوا لغضب الرب سينالون جزاءهم ولا بد.. ولن يفروا ابدا من عذاب الله… لكن.. لا ترتابوا ايها المؤمنون ان رأيتموهم يتمتعون في


هذه الدنيا حتى وان قضوا حياتهم في نعمة.. فما هذا الا (قليلا) بالنظر لما ينتظرهم يوم الجزاء



أعظم ما استفدت


تمر بنا لحظات تجلٍّ نسمو بها وندرك وصلا.. فترقى النفوس وتصعد الروح
حتى تعاهد الرب عهودا موثقة
فلنعلم بكل وضوح أن عهد الله كان مسؤولا.. وقفة مع هذا المعنى تجعلنا ندرك كم نحتاج لتوفيق الله.




وللحديث بقية إن كان في العمر بقية