بسم الله
راجعت وجهين من سورة الاحزاب
والحمد لله


قال تعالى ( يَحْسَبُونَ الْأَحْزَابَ لَمْ يَذْهَبُوا وَإِنْ يَأْتِ الْأَحْزَابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بَادُونَ فِي الْأَعْرَابِ يَسْأَلُونَ عَنْ أَنْبَائِكُمْ وَلَوْ كَانُوا فِيكُمْ مَا قَاتَلُوا إِلَّا قَلِيلًا 20 لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا 21 )
مناسبة الآيات
بعد كل ما ذكر من مكائد المنافقين وحشود الكفار وما كان من المومنين من زيغان ابصار وخوف صعد بالقلوب للحناجر يثبت الواحد القهار حقيقة انهزام الفجار في آية الأحزاب التي هي وسم سورة الانتصار على الخوف والكيد والنفاق والظلام واليهودي الغدار
التفسير
تتحدث الآيات عن قوم من المنافقين بين المؤمنين كانوا في المدينة ولما انطلق اليهم الاحزاب الذين خططوا لغزو المدينة على ساكنها افضل الصلاة والسلام بدؤوا يثيرون القلاقل في الداخل الاسلامي وبخذلون ويخوفون اما لضعف وجبن او لخيانة حقيقية او لحرص على المال والمغانم.
هذه حال المنافقين.. يودون لو انهم بادون في الاعراب يسالون عن الانباء ويعلنون بها ويتابعون بصمت.. اما حال المؤمن ( الحقيقي ) فهو مقيم فيكم ومعكم كما سياتي : ( ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم الا ايمانا وتسليما )
انغرسوا في المدينة يدافعون عنها وتخندقوا فيها وحين تجمع التحالف الحزبي المقيت كانوا السور الحصين وما زادهم جمعهم الا زيادة في الايمان
وتسليما بقضاء الله ورضا وقوة في المدافعة والجهاد.
ثم ان الآيات ركزت على دور القائد القدوة الحكيم القوي المؤمن.. فهو صلى الله عليه وسلم القدوة في كل الصفات الحسنة وفي جهاده ما يثبت المومنين وينصرهم فهو مثلهم يجوع ويعطش ويحاصر ويتألم.. فليتبعه اهل الصدق وليقتد به من ظن بالله خيرا ورجا لقاء ربه.
أنيس الأصحاب
في رحلتنا لتركيا نحن الوفد العلمي الممثل لدولتنا في مخيم تركيا الشرعي تدارسنا هذه الآيات
– تساءل احدهم عن الضمائر في الاية الاولى ولمن تعود..
قلت.. هذا هام جدا قبل الشروع في تدبر الآيات فعلا.. وعليه فان :
@ الواو في ( يحسبون ) تعود على الطائفة الذين في المدينة الذين كانوا يخذلون المؤمنين
@ الواو في ( يودوا ) هم المعوقون انفسهم
@ الها في ( انهم بادون ) اي المعوقون
@ الكاف في ( أنبائكم ) على المومنين
وعليه فان الاية تقول… ان المعوقين وبعد انتهاء المعركة حسبوا ان الاحزاب قد دخلوا ولم ينهزموا…
لكن لما عرفوا الحقيقة تمنوا انه إن يأت الاحزاب مرة اخرى
فان المثبطين حينها يتمنون لو انهم ما كانوا في المدينة
بل في البدو يسالون عن الاخبار في الداخل خشية ان يصيبهم مكروه ان كانوا في الداخل..
– وما معنى ( بادون )؟ هكذا سال الاخ الحبيب؟
( بادون ) لفظ على صيغة اسم فاعل يدل على الظهور واستعير اللفظ للبدو الذين يعيشون في الصحراء
لانهم يظهرون فيها فالصحراء بلا اسوار ولا سقوف
و لفظ بادون جمع مفردها بادي.. فالمنافق يود لو انه بدا في الاعراب اي ظهر وتمكن وانغرس،
والاعراب هم اولئك القوم الذين يعيشون في البادية بينما الذين يعيشون داخل المدن يسمون العرب..
فالمنافقون يتمنون لو انهم ظهروا وسط الاعراب حين ياتي الاحزاب الى المدينة
بادون هناك بمناصبهم.. بادون بازيائهم.. بادون باسمائهم.. باصواتهم وانسابهم.،
فيشار اليهم وسط الاعراب ويعرفون فيحمونهم ويلتفون لرعايتهم
بادون.. هناك وليس فيكم..
وكم يذكرني هذا التأمل بما يجري في زماننا اذ الحثالة من بني جلدتنا فينا يتم تكريمهم وسط اعداء الامة وبظهور اعلامي طنان..
( بادون ). هناك ما ذا يصنعون؟ بادون لاجل اي شيء؟ وما هدفهم السامي؟
انهم يودون لو كانوا هناك يسالون عن انبائكم.. من قتل !!! ومن جرح !! وكم عدد المصابين اصابات بالغة !! ومن هو الذي استشهد.. اكان اسمه زياد ام اياد !!
بادون.. في ديار الشيخ فلان.. يتنعمون بزبدة الكاكاو المهدرجة وهم يصرحون باسم من في المدينة ويتفاخرون بصمودهم.
لما كان الوضع العسكري فيه شدة من الكفار ويحاصرون المؤمنين في المدينة المخندقة برعاية الله وجنده. اجرى الله على السنة المنافقين تصريحات غبية ربما كانت مخذلة فعلا لضعاف المؤمنين
– ثم ناقشنا سر التذييل بقوله تعالى ( ولو كانوا فيكم ما قاتلوا الا قليلا )
نقول إن في هذا التذييل تسلية للمؤمنين جاء التعليق الالهي الحكيم ؛ فلا تأبهوا بخيانتهم ولا تستكينوا ان علمتم ان اياديهم ضدكم واصواتهم معكم.. فليذهبوا الى الجحيم.. لسنا نريدهم في صفنا.. فصفنا بدون اصواتهم اقوى.
– ولقد ناقشنا تقييد الاسوة بمن كان يرجو لقاء الله واليوم الآخر
في قوله تعالى ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا).. اليس الرسول قدوة للعالمين؟
بلى.. هو كذلك عليه الصلاة والسلام لكن من ينتفع بهذا الاقتداء هم هؤلاء
– قوم احسنوا الظن بربهم ورجوا لقاءه
– قوم ما يئسوا لمصابهم وصبروا عليه لانهم يومنون بيوم آخر فيه يقتص المظلوم ممن ظلمه
– قوم ذكروا ربهم فقادهم ذكرهم لتذكير فذكروه ثم انتبهوا فاذا بهم يلهمون الذكر كما النفس
انها امثلة على اعظم ما يميز احباب الرسول صلى الله عليه وسلم واتباعه…
صدق ايمان بالله وهو الخالق المبدئ وباليوم الآخر وهو المآل فهم فيما بينهما مؤمنون مصدقون منلبسون بذكر لله كثير لا ينسونه.
أعظم ما استفدت
– تعلمت ألا أعول كثيرا على صراخ الأعراب ولا دموع المستغربين ولا على تحالف المستشرقين او العلمانيين..
انا اعول كثبرا على مؤمنين صادقين، في خنادقهم ثابتون لربهم منيبون
– نعرفهم من غبائهم ومن لحن في قولهم ومن دهائهم، فربما كذبوا ليصرفوا عنا خيرا او لينالوه..
هم المنافقون فاحذرهم اخي.. لا تثق ببكائهم.. فهم بوضوح.. مجرد ( بادون ) يسألون عن أنبائهم..
مناسبة الآيات
بعد كل ما ذكر من مكائد المنافقين وحشود الكفار وما كان من المومنين من زيغان ابصار وخوف صعد بالقلوب للحناجر يثبت الواحد القهار حقيقة انهزام الفجار في آية الأحزاب التي هي وسم سورة الانتصار على الخوف والكيد والنفاق والظلام واليهودي الغدار
التفسير
تتحدث الآيات عن قوم من المنافقين بين المؤمنين كانوا في المدينة ولما انطلق اليهم الاحزاب الذين خططوا لغزو المدينة على ساكنها افضل الصلاة والسلام بدؤوا يثيرون القلاقل في الداخل الاسلامي وبخذلون ويخوفون اما لضعف وجبن او لخيانة حقيقية او لحرص على المال والمغانم.
هذه حال المنافقين.. يودون لو انهم بادون في الاعراب يسالون عن الانباء ويعلنون بها ويتابعون بصمت.. اما حال المؤمن ( الحقيقي ) فهو مقيم فيكم ومعكم كما سياتي : ( ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم الا ايمانا وتسليما )
انغرسوا في المدينة يدافعون عنها وتخندقوا فيها وحين تجمع التحالف الحزبي المقيت كانوا السور الحصين وما زادهم جمعهم الا زيادة في الايمان
وتسليما بقضاء الله ورضا وقوة في المدافعة والجهاد.
ثم ان الآيات ركزت على دور القائد القدوة الحكيم القوي المؤمن.. فهو صلى الله عليه وسلم القدوة في كل الصفات الحسنة وفي جهاده ما يثبت المومنين وينصرهم فهو مثلهم يجوع ويعطش ويحاصر ويتألم.. فليتبعه اهل الصدق وليقتد به من ظن بالله خيرا ورجا لقاء ربه.
أنيس الأصحاب
في رحلتنا لتركيا نحن الوفد العلمي الممثل لدولتنا في مخيم تركيا الشرعي تدارسنا هذه الآيات
– تساءل احدهم عن الضمائر في الاية الاولى ولمن تعود..
قلت.. هذا هام جدا قبل الشروع في تدبر الآيات فعلا.. وعليه فان :
@ الواو في ( يحسبون ) تعود على الطائفة الذين في المدينة الذين كانوا يخذلون المؤمنين
@ الواو في ( يودوا ) هم المعوقون انفسهم
@ الها في ( انهم بادون ) اي المعوقون
@ الكاف في ( أنبائكم ) على المومنين
وعليه فان الاية تقول… ان المعوقين وبعد انتهاء المعركة حسبوا ان الاحزاب قد دخلوا ولم ينهزموا…
لكن لما عرفوا الحقيقة تمنوا انه إن يأت الاحزاب مرة اخرى
فان المثبطين حينها يتمنون لو انهم ما كانوا في المدينة
بل في البدو يسالون عن الاخبار في الداخل خشية ان يصيبهم مكروه ان كانوا في الداخل..
– وما معنى ( بادون )؟ هكذا سال الاخ الحبيب؟
( بادون ) لفظ على صيغة اسم فاعل يدل على الظهور واستعير اللفظ للبدو الذين يعيشون في الصحراء
لانهم يظهرون فيها فالصحراء بلا اسوار ولا سقوف
و لفظ بادون جمع مفردها بادي.. فالمنافق يود لو انه بدا في الاعراب اي ظهر وتمكن وانغرس،
والاعراب هم اولئك القوم الذين يعيشون في البادية بينما الذين يعيشون داخل المدن يسمون العرب..
فالمنافقون يتمنون لو انهم ظهروا وسط الاعراب حين ياتي الاحزاب الى المدينة
بادون هناك بمناصبهم.. بادون بازيائهم.. بادون باسمائهم.. باصواتهم وانسابهم.،
فيشار اليهم وسط الاعراب ويعرفون فيحمونهم ويلتفون لرعايتهم
بادون.. هناك وليس فيكم..
وكم يذكرني هذا التأمل بما يجري في زماننا اذ الحثالة من بني جلدتنا فينا يتم تكريمهم وسط اعداء الامة وبظهور اعلامي طنان..
( بادون ). هناك ما ذا يصنعون؟ بادون لاجل اي شيء؟ وما هدفهم السامي؟
انهم يودون لو كانوا هناك يسالون عن انبائكم.. من قتل !!! ومن جرح !! وكم عدد المصابين اصابات بالغة !! ومن هو الذي استشهد.. اكان اسمه زياد ام اياد !!
بادون.. في ديار الشيخ فلان.. يتنعمون بزبدة الكاكاو المهدرجة وهم يصرحون باسم من في المدينة ويتفاخرون بصمودهم.
لما كان الوضع العسكري فيه شدة من الكفار ويحاصرون المؤمنين في المدينة المخندقة برعاية الله وجنده. اجرى الله على السنة المنافقين تصريحات غبية ربما كانت مخذلة فعلا لضعاف المؤمنين
– ثم ناقشنا سر التذييل بقوله تعالى ( ولو كانوا فيكم ما قاتلوا الا قليلا )
نقول إن في هذا التذييل تسلية للمؤمنين جاء التعليق الالهي الحكيم ؛ فلا تأبهوا بخيانتهم ولا تستكينوا ان علمتم ان اياديهم ضدكم واصواتهم معكم.. فليذهبوا الى الجحيم.. لسنا نريدهم في صفنا.. فصفنا بدون اصواتهم اقوى.
– ولقد ناقشنا تقييد الاسوة بمن كان يرجو لقاء الله واليوم الآخر
في قوله تعالى ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا).. اليس الرسول قدوة للعالمين؟
بلى.. هو كذلك عليه الصلاة والسلام لكن من ينتفع بهذا الاقتداء هم هؤلاء
– قوم احسنوا الظن بربهم ورجوا لقاءه
– قوم ما يئسوا لمصابهم وصبروا عليه لانهم يومنون بيوم آخر فيه يقتص المظلوم ممن ظلمه
– قوم ذكروا ربهم فقادهم ذكرهم لتذكير فذكروه ثم انتبهوا فاذا بهم يلهمون الذكر كما النفس
انها امثلة على اعظم ما يميز احباب الرسول صلى الله عليه وسلم واتباعه…
صدق ايمان بالله وهو الخالق المبدئ وباليوم الآخر وهو المآل فهم فيما بينهما مؤمنون مصدقون منلبسون بذكر لله كثير لا ينسونه.
أعظم ما استفدت
– تعلمت ألا أعول كثيرا على صراخ الأعراب ولا دموع المستغربين ولا على تحالف المستشرقين او العلمانيين..
انا اعول كثبرا على مؤمنين صادقين، في خنادقهم ثابتون لربهم منيبون
– نعرفهم من غبائهم ومن لحن في قولهم ومن دهائهم، فربما كذبوا ليصرفوا عنا خيرا او لينالوه..
هم المنافقون فاحذرهم اخي.. لا تثق ببكائهم.. فهم بوضوح.. مجرد ( بادون ) يسألون عن أنبائهم..

اخت المحبه :
قال تعالى ( يَحْسَبُونَ الْأَحْزَابَ لَمْ يَذْهَبُوا وَإِنْ يَأْتِ الْأَحْزَابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بَادُونَ فِي الْأَعْرَابِ يَسْأَلُونَ عَنْ أَنْبَائِكُمْ وَلَوْ كَانُوا فِيكُمْ مَا قَاتَلُوا إِلَّا قَلِيلًا 20 لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا 21 ) مناسبة الآيات بعد كل ما ذكر من مكائد المنافقين وحشود الكفار وما كان من المومنين من زيغان ابصار وخوف صعد بالقلوب للحناجر يثبت الواحد القهار حقيقة انهزام الفجار في آية الأحزاب التي هي وسم سورة الانتصار على الخوف والكيد والنفاق والظلام واليهودي الغدار التفسير تتحدث الآيات عن قوم من المنافقين بين المؤمنين كانوا في المدينة ولما انطلق اليهم الاحزاب الذين خططوا لغزو المدينة على ساكنها افضل الصلاة والسلام بدؤوا يثيرون القلاقل في الداخل الاسلامي وبخذلون ويخوفون اما لضعف وجبن او لخيانة حقيقية او لحرص على المال والمغانم. هذه حال المنافقين.. يودون لو انهم بادون في الاعراب يسالون عن الانباء ويعلنون بها ويتابعون بصمت.. اما حال المؤمن ( الحقيقي ) فهو مقيم فيكم ومعكم كما سياتي : ( ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم الا ايمانا وتسليما ) انغرسوا في المدينة يدافعون عنها وتخندقوا فيها وحين تجمع التحالف الحزبي المقيت كانوا السور الحصين وما زادهم جمعهم الا زيادة في الايمان وتسليما بقضاء الله ورضا وقوة في المدافعة والجهاد. ثم ان الآيات ركزت على دور القائد القدوة الحكيم القوي المؤمن.. فهو صلى الله عليه وسلم القدوة في كل الصفات الحسنة وفي جهاده ما يثبت المومنين وينصرهم فهو مثلهم يجوع ويعطش ويحاصر ويتألم.. فليتبعه اهل الصدق وليقتد به من ظن بالله خيرا ورجا لقاء ربه. أنيس الأصحاب في رحلتنا لتركيا نحن الوفد العلمي الممثل لدولتنا في مخيم تركيا الشرعي تدارسنا هذه الآيات – تساءل احدهم عن الضمائر في الاية الاولى ولمن تعود.. قلت.. هذا هام جدا قبل الشروع في تدبر الآيات فعلا.. وعليه فان : @ الواو في ( يحسبون ) تعود على الطائفة الذين في المدينة الذين كانوا يخذلون المؤمنين @ الواو في ( يودوا ) هم المعوقون انفسهم @ الها في ( انهم بادون ) اي المعوقون @ الكاف في ( أنبائكم ) على المومنين وعليه فان الاية تقول… ان المعوقين وبعد انتهاء المعركة حسبوا ان الاحزاب قد دخلوا ولم ينهزموا… لكن لما عرفوا الحقيقة تمنوا انه إن يأت الاحزاب مرة اخرى فان المثبطين حينها يتمنون لو انهم ما كانوا في المدينة بل في البدو يسالون عن الاخبار في الداخل خشية ان يصيبهم مكروه ان كانوا في الداخل.. – وما معنى ( بادون )؟ هكذا سال الاخ الحبيب؟ ( بادون ) لفظ على صيغة اسم فاعل يدل على الظهور واستعير اللفظ للبدو الذين يعيشون في الصحراء لانهم يظهرون فيها فالصحراء بلا اسوار ولا سقوف و لفظ بادون جمع مفردها بادي.. فالمنافق يود لو انه بدا في الاعراب اي ظهر وتمكن وانغرس، والاعراب هم اولئك القوم الذين يعيشون في البادية بينما الذين يعيشون داخل المدن يسمون العرب.. فالمنافقون يتمنون لو انهم ظهروا وسط الاعراب حين ياتي الاحزاب الى المدينة بادون هناك بمناصبهم.. بادون بازيائهم.. بادون باسمائهم.. باصواتهم وانسابهم.، فيشار اليهم وسط الاعراب ويعرفون فيحمونهم ويلتفون لرعايتهم بادون.. هناك وليس فيكم.. وكم يذكرني هذا التأمل بما يجري في زماننا اذ الحثالة من بني جلدتنا فينا يتم تكريمهم وسط اعداء الامة وبظهور اعلامي طنان.. ( بادون ). هناك ما ذا يصنعون؟ بادون لاجل اي شيء؟ وما هدفهم السامي؟ انهم يودون لو كانوا هناك يسالون عن انبائكم.. من قتل !!! ومن جرح !! وكم عدد المصابين اصابات بالغة !! ومن هو الذي استشهد.. اكان اسمه زياد ام اياد !! بادون.. في ديار الشيخ فلان.. يتنعمون بزبدة الكاكاو المهدرجة وهم يصرحون باسم من في المدينة ويتفاخرون بصمودهم. لما كان الوضع العسكري فيه شدة من الكفار ويحاصرون المؤمنين في المدينة المخندقة برعاية الله وجنده. اجرى الله على السنة المنافقين تصريحات غبية ربما كانت مخذلة فعلا لضعاف المؤمنين – ثم ناقشنا سر التذييل بقوله تعالى ( ولو كانوا فيكم ما قاتلوا الا قليلا ) نقول إن في هذا التذييل تسلية للمؤمنين جاء التعليق الالهي الحكيم ؛ فلا تأبهوا بخيانتهم ولا تستكينوا ان علمتم ان اياديهم ضدكم واصواتهم معكم.. فليذهبوا الى الجحيم.. لسنا نريدهم في صفنا.. فصفنا بدون اصواتهم اقوى. – ولقد ناقشنا تقييد الاسوة بمن كان يرجو لقاء الله واليوم الآخر في قوله تعالى ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا).. اليس الرسول قدوة للعالمين؟ بلى.. هو كذلك عليه الصلاة والسلام لكن من ينتفع بهذا الاقتداء هم هؤلاء – قوم احسنوا الظن بربهم ورجوا لقاءه – قوم ما يئسوا لمصابهم وصبروا عليه لانهم يومنون بيوم آخر فيه يقتص المظلوم ممن ظلمه – قوم ذكروا ربهم فقادهم ذكرهم لتذكير فذكروه ثم انتبهوا فاذا بهم يلهمون الذكر كما النفس انها امثلة على اعظم ما يميز احباب الرسول صلى الله عليه وسلم واتباعه… صدق ايمان بالله وهو الخالق المبدئ وباليوم الآخر وهو المآل فهم فيما بينهما مؤمنون مصدقون منلبسون بذكر لله كثير لا ينسونه. أعظم ما استفدت – تعلمت ألا أعول كثيرا على صراخ الأعراب ولا دموع المستغربين ولا على تحالف المستشرقين او العلمانيين.. انا اعول كثبرا على مؤمنين صادقين، في خنادقهم ثابتون لربهم منيبون – نعرفهم من غبائهم ومن لحن في قولهم ومن دهائهم، فربما كذبوا ليصرفوا عنا خيرا او لينالوه.. هم المنافقون فاحذرهم اخي.. لا تثق ببكائهم.. فهم بوضوح.. مجرد ( بادون ) يسألون عن أنبائهم..قال تعالى ( يَحْسَبُونَ الْأَحْزَابَ لَمْ يَذْهَبُوا وَإِنْ يَأْتِ الْأَحْزَابُ يَوَدُّوا لَوْ...
زادك الله عطاء وبارك بك
الصفحة الأخيرة
مناسبة الآيات
لا زلنا مع الدروس المستفادة من مواقف المنافقين وضعاف الإيمان في غزوة الخندق،
ونحن هنا ننتقل الى سبر اغوار النفوس العفنة بعد بيان المواقف الخبيثة لهم
التفسير
يقول الرب جل وعلا انه يعلم ما يجول في خواطر ضعاف الإيمان والمنافقين في المدينة إذ يثبطون اشباههم عن مشاركة المؤمنين في جهادهم
وينادونهم الى حيث الثمر والعافية والرزق الحسن وهم في هذا كله لا يشاركون المؤمنين فيما يتعرضون له من محن وشدائد.
ثم يخبر الله عنهم من حيث كونهم متلبسين بالبخل فلا يجودون بنصح ولا خير ولا ثمر.
وهؤلاء الخبيثون تراهم حين الخوف يلوذون بالرسول ومن معه كمن يشرف على الهلاك طالبا الاغاثة. لكنهم حين اليسر تراهم يعودون
لبخلهم ولألسنتهم السليطة التي لا تنفك تعود باللوم على المؤمنين.
إنهم تماما كما كلاب السلطان وسلاطين الكلاب في عصرنا. لا تسمع بهم حين الباس بل يستخدمون المسلمين كورقة مقايضة.. وهم حين تكون الدائرة لهم كالغيلان في كهوف ومعهم المفاتيح.
أنيس الأصحاب
في زيارة عشاء اجتمعنا ثم تذاكرنا كتاب الله ووقفنا عند هذه الآيات نتأملها:
– كلنا يعلم أن (قد) إن دخلت على الفعل المضارع فانها تفيد التشكيك بخلاف
لو انها دخلت على الماضي فهي حينها تفيد التأكيد.. لكن كيف نفهمها هنا
والسياق يفيد التأكيد وهي دخلت على فعل مضارع (قد يعلم الله المعوقين منكم.)
نقول… ان هذه القاعدة ليست مطردة تماما فهي مع العظيم ليست كما هي مع العوام.. ثم اننا نقول.
نستطيع ان نفهم (قد يعلم) بان الله ينبه الى انه علم وانه مستمر في العلم بتثبيط المنافقين بدلالة الفعل المضارع
ونستطيع ان نفهمهما حسب القاعدة فاذا قال الله (قد يعلم الله..) فان هذا يعني بما لا يدع مجالا للشك انه علم. فقليل احتمال في علمه كثير تام
والخلاصة انه تعالى علم ويعلم وسيعلم.. هذا ما افادت (قد يعلم) اما لو قال (قد علم) فانها لن تفيد الا انه علم… هذه هي العظمة وهذا هو الاعجاز
– تساءلت. وكيف يكون المعوقون – المثبطون – منا.. (قد يعلم الله المعوِّقين منكم) !؟
نعم.. هذا مستوعب تماما بل انه تنبيه الهي للامة المسلمة ان هناك من هم من الجماعة المؤمنة وهم منا – وليسوا فينا فقط-.. ويثبطون
ان مجرد الصمت على كيد الكفار تثبيط
وان مجرد الركون لشبهات المنافقين تثبيط
وان مجرد الاقتيات على موائد المثبطين تثبيط
وان ما كان يفعله ضعاف الإيمان من حرص ظاهر على اخوانهم (الحيط الحيط ويارب الستر) تثبيط
ان هذا كله وزياده يفعله من هم (منا) للأسف.. وتلك سنة ازلية لا زالت تعمل في زماننا لقوم أجدادهم جاوروا ابن سلول.
– هناك فرق بين (هلم الي) و (هلم معي) وهؤلاء المعوقون قالوا لاخوانهم (هلم الينا).. فكيف نفهم نداءهم هذا !؟
بالمناسبة معنى كلمة (هلم) تعال
ولو نظرنا في السياق واسباب النزول لوجدنا ان هؤلاء الذين وصفوا ب (منا) لا يزالون في حيز معقول من التقصير
لذا فان القران ينبههم وينبهنا لتقصيرهم. بدليل انهم قالوا (هلم الينا)
فنحن لسنا مع شيء. نحن هنا عند الفاكهة والبساتين. لسنا داخلين في عمق الخيانة.. تعالوا الينا استفيدوا مثلنا.
ان هذا الفهم الدقيق يجعلنا نعي تماما ان هناك امل في كثير من الطوائف الذين لو تركناهم وما هم عليه لوصلوا في يوم من الايام لمعنى هلم معنا.
– ذكر أخي الحبيب فائدة هامة في قوله تعالى (فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون اليك تدور أعينهم.)
فبين. ان الخوف يقع ويستقر ويحس به.. اما انه يجيء. فللإشارة لما يتم تهيئته في غيب القدر. ا
نه خوف قد اعد له مسبقا. خوف فطري مقدر بجند الله.
سوف يأتي فجأة لامتحان قلوب ما تهيأت له.لذا فان ردة فعلها ستكون (فضيحة)
– ثم اثار انتباهنا هذا التعبير الفريد (فإذا ذهب الخوف سلقوكم بألسنة حداد أشحة على الخير)
قلت. ان هذه الصورة صورة من اروع ما ورد في كتاب ربي اشارة لما يكون من المتلونين
انهم حين الخوف تذوب السنتهم في شفاههم كمن ينتظر الموت (يلهث)
(كالذي يغشى عليه من الموت) وهم بهذا سجلوا موقفا ضعيفا شهد عليه كل متابع
ثم بعد ذهاب الخوف.. تراهم يبذلون جهدا في التحضير والغليان (سلقوكم) لتبدو السنتهم (حدادا)
وهم في الحقيقة ليسوا كذلك فهم لا زالوا يستذكرون موقفهم الضعيف جدا. المشار اليه من قبل ذهاب خوفهم
كل هذا من أجل الاحتفاظ بمكتسباتهم التي حصلوها حين كانوا يقولون (هلم الينا)
ولا يريدون ان ياخذ منها أحد شيئا خشية مجيء خوف جديد (أشحة على الخير)
يا الله… هذا الذي قرأتم وغيره الذي لم يكتب عبر عنه في اقل من سطر..! هو الاعجاز يا جماعة فهل وصل؟!
– انها الحقيقة الدامغة التي لا تتبدل (أولئك لم يؤمنوا فأحبط الله أعمالهم)
إنهم وان كانوا منكم يصلون معكم ويصومون معكم وربما تبرعوا وتصدقوا معكم الا انهم بفعالهم تلك من تثبيط
وتخذيل للجماعة المؤمنة وتسهيل لمهمة المنافقين في التحالفات الباطلة والخيانات المهلكة..
انهم لم يؤمنوا الإيمان الحق الذي يجزي الله به الجزاء الحسن
سيحبط الله اعمالهم ويهلكها ولن يكون لها أثر يذكر لانها بكل بساطة لم تجد نفعا بل كانت عونا للمنافقين في توجيه اجنداتهم
كم يهدم الاغبياء وكم يخدمون الكفار وكم يهلكون من مشاريع. هم لا زالوا ينفذون غباءهم ولا زال المنافقون يستثمرون فيهم ولا زال الكفار يحصدون فهلا انتبهنا
هكذا تدخل بسرعة صديقي المتهور.
أعظم ما استفدت
لا تخدعنك اللحى والصور فتسعة أعشار من ترى بقر
وللحديث بقية إن كان في العمر بقية