ღ♥ღ♥(م/س)

الأسرة والمجتمع

إمرأة صابرة في زمن الغربة




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



الحمدلله رب الكون أجمعه,’، حمداً جزيلا من الأعماق منبعه


حمداً له في كل يوم أحمده,،’ ثمـ الصلاة على المختار يتبعهـ


’,،



*قال حبيبنا وقدوتنا ’، رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم:


رواه مسلم



زاد جماعة من أئمة الحديث في رواية أخرى: قيل يا رسول الله من الغرباء؟ قال الذين يصلحون إذا فسد الناس..


وفي لفظ آخر: هم أناس صالحون قليل في أناس سوء كثير..



*فالمقصود أن الغرباء هم أهل الاستقامة، وأن الجنة والسعادة للغرباء الذين يصلحون عند فساد الناس إذا تغيرت الأحوال والتبست الأمور وقل أهل الخير ثبتوا هم على الحق واستقاموا على دين الله..



يقول الله جل في علاه:


{ إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملآئكة ألاّ تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون } . ...



ويقول الله جل في علاه..:


(وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما)...



وقوله سبحانه:


(فمن عفا وأصلح فأجره على الله)



فلا شك أننا معززين بديننا الاسلامي واتباع سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم


وغايتنا إرضاء رب العالمين وسلك طريقنا إلى الجنة التي أعدت للمتقين..




*فأحببت إدراج هذه المقدمة لأننا لا نفعل أي شيء في حياتنا الدينية والدنيوية إلا أننا على يقين أن الله لن يضيعنا..


"ومن يتوكل على الله فهو حسبه"


***



أختي العزيزة حواء


لعلك تتسائلين لماذا نتكلم عنك أكثر من الرجل..؟!


ونسلط الضوء عليك بالذات ..؟!


ونضعك تحت المجهر...؟!



عزيزتي حواء انت أساس البيت والأسرة والمجتمع والأمة..


أنت مربية الأجيال


أنت أم الرجال..


وأخت الرجال..


وبنت الرجال..






فالمرأة تمثل أكثر من نصف أساس الأسرة المثالية..


في إدارتها للأمور التي تحيط بها وأداء واجباتها على أفضل الوجوه..




،،’’


فتعلمت أن كل ما أقدمه في حياتي أخلص فيه لوجه الله أولا...


وتحسين عيشتي ومن هم حولي المسؤولة عنهم..


،،,,


فأنا مسؤولة عن أمي وأبي وبرهما كما أمرني ربي والإحسان إليهما


كما أحسنا إلي..


رب ارحمهما كما ربياني صغيرا.


وسأوفي إليهما بالإحسان حتى ولو كانا ظالمين لقدر الله


فيقول الله تعالى(وصاحبهما في الدنيا معروفا)



،،,,



أنا مسؤولة عن زوجي الذي أنا سكنه وهوسكني..


مسؤولة عن أداء واجباتي وحقوقي له كزوجة مخلصة وفية..


..



فهو زوجي..


سندي وضهري وستري ..وجنتي أو ناري..


فأحتسب الأجر عند الله في إحساني إليه..


فجزاء الإحسان الإحسان..


فلو أحسنت إليه سيحن إلي..


ولن أتدمر لو كان زوجي قاسيا ولا أنتظر ولا أعامله كما يعاملني..


فلعله يتعلم مني ويصبح ذات يوم محسنا لي..


ولو كان قاسيا فلن أعامله بالمثل..


(فمن عفا وأصلح فأجره على الله)


فكفانا مثلا زوجة فرعون الطاغي صبرت على أعظم بلاء


فلم تقل سأعامله بالمثل


لأنها مؤمنة وإيمانها قوي ومتوكله على الله الذي لن يضيعها..


إلى آخر لحظة في حياتها وهي تبتسم وتقول..


(رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ونجني من فرعون وعمله)..


فلجأت إلى الله بالصبر والدعاء..



،،,,




أنا مسؤولة عن أبنائي..


زينة الحياة الدنيا


وقرة عيني والديهما..


هم فلدة كبدي وحلمي وأملي ..


مسؤولة عنهم صغارا أو كبارا..


مسؤولة عنهم من المهد إلى اللحد..


فأحن عليهم وأضمهم وأعتني بهم..


أعطيهم حقهم من كل ما كتب لهم من الحلال


,,


ويحين وقت تربيتهم..


وهي مراحل أتفنن فيها بخبرتي فن التعامل معهم..


أجعل قاعدتي ومبدئي الدين الحنيف والسنة الشريفة


هي أساس تربيتنا الإسلامية ونربيها لأبناءنا


لنجني ثمرة الخير والصلاح في الدنيا والآخرة



ونكون لهم أصدقاء من سن المراهقة وما بعدها..


فنكون لهم بئر أسرارهم وارشادهم لجازة الصواب..


حتى لا يفقدوا العاطفة ويفقدوا الأمل في الحياة


ويتخبطوا في طرق عشواء..


فنحن أساس نشئتهم بالتوكل على الله والاهتمام بهم ..



،،,,




أنا مسؤولة عن إخوتي وأخواتي


وحسن صحبتهم


ومسؤولة عن أقاربي


المقربون والغير مقربون..


فهم رحمي..


الذي أمرني الله بصلتها..


فأصل من قطعني وأعطي من حرمني


ويقول قدوتنا الحبيب صلى الله عليه وسلم:


(ليس الواصل بالمكافيء ولكن الواصل من إذا قطعته رحمه وصلهاآ)


أو كما قال



مسؤولة عن حسن التعامل معهم والأخذ بيدهم


وارشاد الضعيف وتعليم الجاهل ومساعدة الفقير


ورسم البسمة على وجوه الكبار


وإسعاد الصغار



،،,,



أنا مسؤولة عن جيراني..


فأوصاني حبيبي وقدوتي صلى الله عليه وسلم بالإحسان إلى الجار


فقال لا زال جبريل يوصيني بالجار حتى ضننت أنه سيورّثه..


فلهم حق علي


ولا أستخف بحقوقهم..



’’،،




فلا شك أني مسؤولة..


وأنا المسؤولة في الدنيا والآخرة..


عن كل أعمالي التي قدمتها


وهي بين يدي يطلع عليها الله عز وجل


لا تغادر كبيرة ولا صغيرة إلا أحصاها...



*



الخلاصة



تعلمت من شريعتي ومنهجي الاسلامي ..


:::


الـــــصبر فإن الصبر محمود الجزاء


الإحسان و حسن الخلق


وفن التعامل مع الآخرين باللين والرشد والحكمة


تعلمت


أن لي زوجا وسكنا لا غنى لي عنه


فأكذب لو قلت أحتمل العيش من دون زوج..


’’,,



فلن أحطم حياتي بيدي..


فأستطيع بناءها ..


ولو أحسست بانهيارها سأعيد بنائها لكي لا تتحطم..


ولن أمل ولن أهتم بما يجري حولي..



فلن يضرني سوء معاملة غيري لي


ولن يضرني استهزاء الغير لي


ولن يضرني شيء بإذن الله


مادمت على الله متوكلة..




عزيزتي حواء كوني إمرأة صابرة في زمن الغربة..



فما دمتي على منهاج الشريعة تمشين


وعلى الله تتوكلين..



فأنت مسؤولة عن نفسك أولاً وعن كل من لك به صلة..


,،,



أختي العزيزة حواء



أعذريني على الإطالة،، ولكن هذا الواقع ..


فلماذا تكثرين التدمر والشكوى والتحطم وانت لك رب كريم عظيم لا يضيع عمل العاملين..



*فقد كانت بداية زواجي من أصعب المراحل بحياتي تزوجت صغيرة لا أعرف من الحياة شيء..


كنت انطوائية من بيت أهلي ولا أخالط الناس..


ولكنني أتسلى بالمطالعة..



إلا أنني لم أعرف التعامل مع زوجي وأهله


وعلاقاتي التي تغيرت بتغير مسار حياتي..



كان زوجي عصبي كثيرا وأمه صعبة وعائلته كبيرة..


فمن سأرضي ومن سيرضى عن تصرفاتي..


فكلما تضايق مني زوجي أو تضايق من غيري وأحس أنه تغير علي


فأغير من مضهري وأبتسم له وأمسك يده برقة وأقول له


لا تفعل هذا بنفسك فلا أرضى بك هذا..


وأقول له كل كلام طيب ولا أنتظر منه أن يرده لي,,


رغم اني في بدايتها كنت لا أقولها له من قلبي..


صبرت عليه وعلى عصبيته وقسوته..


ولم أشعر تجاهه بالحب الا بعد عامين من زواجنا


وكل ما اختلقت بيننا مشكلة أحلها قبل أن تكبر بحكمة



لم أعجل أحد يتدخل في حياتي الخاصة


لم أبح أسراري ومشاكلي الزوجية لأحد حتي لأهلي أقرب الناس لي..



فتعلم زوجي الغالي مني ومن صبري


وعلم أنه أخطأ في حقي..


فأتاني يحمل عذره الشديد وندمه على ما فات..


ووعدني ببداية حياة جديدة أساسها السعادة


والسعادة أساسه قوة الإيمان بالله والتوكل عليه..


فطوينا صفحتنا الجديدة..


ونحن نبتسم للحياة والحياة تبتسم لنا..



,,



فلجأت إلى الدعـــــــــــاااااء


ولا زلت على الدعاء وسأظل على الدعاء


وتوكلت على الله وجعلت كل شيء في حياتي له أساس واحد


وخلقي هو دين الاسلام..


...


سأصمت في وجه كل من يهينني وسيعرف السبب دات يوم


ويعرف أني مظلومة..


سأصمد في وجه كل ظالم ليجزيه الله دات يوم..


سأحسن مع الكل لأني لن أنتظر منهم جزاء وسيجزيني الله


من غير إرادتهم...


الجزاء من جنس العمل..


،،,,



سأصبر فإن الله مع الصابرين..



’’’،،


رواه مسلم


*******************************


إمرأة صابرة في زمن الغربة


بقلمي/25-11-2008
48
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

أحــلى حــواء
العطر الثمين ...
كلماتك حقا كشذى عطر طيب الرائحه ..
سملت يمناكِ على ماخطته أناملكِ ونفع الله بكل حرف كتبتيه وجعله في ميزان حسناتكِ ..
:26::26::26::26:
&ساعة صفا&
&ساعة صفا&
انها كلمات من القلب وتدخل القلب

الله يقوى ايمانك ويقوى صبرك

لو كل وحده منا صبرت واحتسبت لتغيرت الحياة
* تاج الوقار *
* تاج الوقار *
بصرااااااااااحه اختي


















ابدعتي ابدعتي ابدعتي اختي بما خطت يداك

كل كلماتك كالدرر وقفت اماما حائره بما ارد عليك وكيف ارد على هذه الدرر

بوركتي اخيتي وجزاك الله كل خير على كلماتك التي كالدرر في محتواها وكالذهب بفائدتها وقيمتها
أم جمآنه القاضي
أخواتي الغاليات..

الأروع مروركن العطر..
لا حرمني الله جميل تواصلكن..

الله يديم السعادة والهناء

بارك الله فيكن وجزاكن كل الخير
cassandra
cassandra
كلمااااااات رائعه ,,

الله يجزاك خير ولايحرمك الأجر ..