ما علي زود
ما علي زود
- 53 -



هل أقول الحقيقة لزوجي؟
تتساءل بعض الزوجات الجديدات..هل من الحب والإخلاص لزوجي أن أخبره بكل شيء عني وعن حياتي؟هل أخبره بكل أسراري؟ بكل ما أعرفه؟سؤال مهم جداً..لأنه مرتبط بالكثير من المشكلات فيما بعد..الحقيقة.. هي.. لا!لا تخبريه بكل شيء.. مهما كان حبك له وصدقك معه.. فالله سبحانه وتعالى لم يحل الكذب إلا في ثلاثة مواضع ومنها بين الزوج وزوجته في بعض الأمور..دعينا نرى بعض الأشياء التي وجد علماء العلاقات الزوجية أن البوح بها يمكن أن يسبب مشكلات وفجوة بين الزوجين:- لا تخبريه بمساوئ أهلك وبالذات والديك ومشكلاتهم. فهذا الأمر يحط من قدرك أنت أمامه كما أنه يجعله ينظر إلى أهلك نظرة سلبية وقد يسبب سوء علاقة بينه وبين أهلك فيما بعد.تقول إحدى الزوجات: (كنت أخبر زوجي عن طريقة تعامل أمي القاسية مع أبي إلى أن تزوج عليها، وبعد سنوات من الزواج فوجئت به يعيرني بذلك ويقول لي طباعك مثل طباع أمك وسوف تلقين نفس مصيرها..!).

- لا تخبريه بما تقوله أمك عنه من انتقادات أو عن أهله أو عن أي شيء متعلق به، وكذلك ما يقوله أي من أفراد أسرتك عنه إلا إذا كان إيجابياً وطيباً. فإحدى الزوجات تسببت بفجوة بين زوجها وأخيها بسبب نقلها بعض الانتقادات البسيطة التي يقولها أخوها عن زوجها، ثم كبرت هذه الفجوة بالتدريج حتى أصبح زوجها لا يجلس مع أخيها في نفس المجلس.

- إذا سبق وحدثت لك مشكلة استدعت العلاج النفسي مثلاً ولم تخبريه بذلك قبل الزواج، فإن من الأفضل ألا تطلعيه على ذلك بعد الزواج. لأنه قد يربط بينها وبين تصرفاتك في بعض الظروف.

- انتبهي أن تخطئي وتخبريه أنك كنت تحبين أو معجبة بشخص ما قبله مهما كان هذا الحب عفيفاً. فسيبقى في قلبه شيء منك مهما حاولت إصلاح الوضع. وقد يؤدى به ذلك إلى الشك بك أحياناً.

- لا تخبريه أبداً بنظرتك السلبية إلى أهله مهما كانوا بسطاء وجاملي قدر استطاعتك. فلا تنتقدي أمامه مستوى ملابس إخواته، أو طريقة طبخ أمه، أو تستهزئين بأثاث منزلهم أو طريقة تصرفهم.

- أيضاً لا تخبريه أبداً بحقيقة مشاعرك تجاه أهله، فمهما كنت لا تحبين أخته أو لا تستلطفين خالته أو تبغضين عمته، راعي أن تكوني محترمة جداً حين تتحدثين عن مشاعرك تجاه أفراد أهله، وتذكري كيف تحبين أن يتحدث عن أهلك أنت؟!

- لا تبدي حقيقة نظرتك إلى مظهره أو شكله، فحتى لو لم تكوني معجبة مثلاً بنوعية شعره أو أنفه الكبير فليس من حسن العشرة أن تخبريه برأيك به بصراحة، جاملي وامتدحي مظهره حتى لو لم تكوني صادقة فلهذا أثر كبير في تعزيز العلاقة بينكما.

- لا تخبريه بحقيقة خيبتك بالهدية التي أحضرها، أو بعدم إعجابك بما اشتراه مهما كان سيئاً، يمكن أن تعطيه بعض الملاحظات، لكن لا تخبريه بحقيقة مشاعرك.

- وأخيراً.. لا تخبريه بحقيقة مشاعرك تجاهه إن لم تكن جيدة.. فلا تقولي إنك لا تحبينه إذا كنت لا تحبينه فعلاً، بل جاملي ومثلي أنك تحبينه وقد يأتي الحب بسبب المجاملة سبحان الله.. أيضاً لا تصارحيه أنك تجدينه مملاً أو أنك نادمة على الزواج به وغير ذلك من الكلام السلبي حتى لو كنت تشعرين بذلك فعلاً.**مجلة حياة العدد (77) رمضان 1427هـ
ما علي زود
ما علي زود
- 54 -قصتي مع الطلاق؟



قصتي تبدأ بقول الرسول صلى الله عليه وسلم (من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه)، بعد انفصالي عن الزوج الذي تمنيته وأحببته لأبدأ في خوض معترك الحياة وحدي.

ولأن لقب مطلقة – بكل ما يحمله من معاناة وشقاء وشفقة في بعض الأحيان- لا توجد امرأة ترضاه لنفسها.. لكن حاولت أن أقاوم شقاء النفس والانحناء لذلك الكاسر الذي طرق بابي وأذنت له بالدخول بكامل إرادتي.

هاأنذا.. قد خضت المعركة وانتصرت بحمد الله عليه، ليس عاراً علينا أن نكون مطلقات بل العار هو أن نستسلم للواقع وأن تنتهي حياتنا عنده ونلغي وجودنا دون ظل رجل.

هكذا بدأت.. عدت إلى أهلي وأنا قوية صابرة محتسبة ما فعلته لوجه الله تعالى، لم أكره ولم أحقد على الرجل الذي ارتضيته لنفسي وأتمنته عليها خمس سنوات، كانت مرحلة من حياتي تعتبر من أجملها وأحلاها، وقد رزقت خلالها بطفلي الوحيد الذي أصبح الآن فتىً أعتمد عليه وصديقاً ألجأ إليه وكأن الله سبحانه وتعالى أقّر عيني به وعوّضني به خيراً، كنت أعلمه من صغره حبه لوالده الذي ما زال يرعاه ويحتضنه، ما زال والده مثال الرجل الذي ارتضيه أن يكون أباً لابني.

لم تُخلق كلمة الطلاق ومعها حقد أو كراهية، فقط هذا ما اكتسبه المجتمع من عادات بالية بأن يصطحبه الانتقام والكره في بعض الأحيان بل والتمني للطرف الآخر بالموت أحياناً أخرى.

كان ـــــــ زوجي السابق ـــــ أول من دعمني بعد انفصالنا وله الفضل بعد الله سبحانه وتعالى في وصولي إلى ما أنا عليه اليوم، فبعد الانفصال عشت حالة من الخوف والهلع من القادم لكن كانت حفاوة أهلي بي ورضاهم عني هو ما خفف من وطأة الصدمة.

وأتممت شهوراً لا أعلم ماذا أفعل وكنت قد أتممت دراستي الجامعية وأنا في مراحل الزواج الأولى، فجاء اقتراح من زوجي السابق أن أستغل شهادتي في البحث عن وظيفة مناسبة وكنت في السابق رافضة لمبدأ الوظيفة لحبي للراحة وعدم احتياجي للمادة، ترددت كثيراً ولكن هناك من جزم بأني سأفشل كما فشلت في زواجي فكيف ستنجحين وأنت مطلقة ولا وظيفة أمامك إلا تربية ابنك.

تحديّت نفسي أولاً فتقدمت إلى إحدى القطاعات وقُبلت ولله الحمد وقد أثبت جدارتي من أول يوم وحتى هذا اليوم. كنت أدعو الله دائماً أن يوفقني إلى ما يحبه ويرضاه وأن يعينني على تربية ابني التربية الصالحة.

ورغم بعد المسافات بيني وبين والده لكن ما زالت القلوب تتلهف والعيون تدمع تعاونا على تربيته سوياً. فتكفّل والده باصطحابه يومياً من وإلى المدرسة ليتقّرب منه أكثر ويجعله صاحباً له، كما حرص على السؤال المستمر عن أحواله الدراسية ومتابعته في المدرسة، والخروج معه في رحلاته الخاصة، كما أنهم يقضون عطلة الأسبوع سوياً في بيت جده لوالده.

ما زلت أفخر بعمّي (جد ابني) الذي لم يتخاذل مرة في السؤال عنّي، والذي أحبني كابنته وأحببته كوالدي كيف والإسلام أمرنا بطاعة الزوج وعدم النشوز ومن طاعته حب والديه والبر بهما، وهذا ما تسعى إليه الفتاة المسلمة لكي يبارك الله لها في زوجها وذريتها وعملها الصالح.

أسأل الله العظيم أن يوفق الجميع للخير ويعيننا على ذكره وشكره.

أختكم المحبة
النهى


**
مجلة حياة العدد (78) شوال 1427هـ

ما علي زود
ما علي زود
- 55 -

هل أسافر مع أهلي.. وأترك زوجي؟



قبل أن تتزوج.. كانت أمل معتادة على أن تقضي إجازتها مع أهلها في أحد مصايف المملكة. كانت أسرتها تجتمع مع عوائل الأعمام والعمات قرابة الشهر هناك.

لكن هذا الصيف سيكون مختلفاً، فهي قد تزوجت منذ أربعة أشهر، وزوجها ليس لديه إجازة خلال الصيف. شعرت أمل بالحيرة، فهي متحمسة جداً للذهاب مع أهلها للمصيف وفي نفس الوقت تشعر بالارتباك والحرج من زوجها إن هي تركته وهما في بداية حياتهم الزوجية.

حين استشارت زوجها أجابها بأنه يود بقاءها معه لكنه في نفس الوقت لا يريد حرمانها من متعة السفر مع أهلها خاصة وأنه لا يملك إجازة يذهب بها لأي مكان. ازدادت حيرة أمل ولم تعرف ماذا تفعل خاصة مع اقتراب الإجازة الصيفية.

ترددت طويلاً قبل أن تتصل بإحدى قريباتها التي تثق في حكمتها وخبرتها ورجاحة عقلها، والتي سبقتها في دخول عالم الزوجية بسنوات طويلة، وعرضت عليها المسألة التي حيرتها.. فأجابتها:- من الرائع أنك لم تتعجلي في اتخاذ قرارك وفكرت في الاستشارة قبل أن تقرري. عزيزتي.. أريد أن أسألك لو قال لك زوجك أنه يريد السفر مع أهله وتركك كيف سيكون شعورك؟تفاجأت أمل وردت: بالتأكيد سأشعر بالألم والإهمال من قبله.. كيف يسافر ويتركني؟ هل أهله أهم مني؟ هل يستمتع معهم أكثر مني؟فردت قريبتها: هل رأيت كيف؟ هذا شعورك.. فكيف سيكون شعوره خاصة وأنه سيشعر بالوحدة وستعم الفوضى البيت ولن يستطيع إعداد طعامه بنفسه ولا غسل ملابسه.. أي أن وضعه سيكون أسوأ من وضعك.. ورغم هذا فهو قد أعطاك حرية الذهاب حرصاً على رضاك ومشاعرك.قالت أمل.. لكن.. أنا أرغب بشدة في الذهاب مع أهلي.. هل أحرم نفسي من السفر معهم طوال عمري؟أجابت قريبتها.. بالطبع لا..هناك أوقات وظروف مختلفة..فأنت الآن لا تزالين عروساً جديدة ومن الجارح لزوجك أن تتركيه في أجمل أيام حياتكما معاً، أما لو تقدمت بكما السنوات قليلاً كما هو حالنا فلا بأس بذلك.أيضاً أنت أهل زوجك يسكنون في مدينة أخرى وهذا يصعَّب الوضع جداً، فلو كان قريباً من أهله لكان الوضع أفضل حيث يمكنه الذهاب لتناول طعامه لديهم، أما أن تتركيه وحده فهذا –اسمحي لي- خطأ كبير وسوء تصرف.. خاصة في هذه الفترة من عمر زواجكما، وخاصة أن مدة سفرك ليست بالقصيرة (أي يومين أو ثلاثة) بل ستمتد لعدة أسابيع.الشيء الآخر.. هو أنه متى ما أصبح لدى زوجك إجازة واستطاع الذهاب مع أهلك السنة القادمة بإذن الله فلا بأس من ذهابكم جميعاً.’’إذاً ترين ألا أذهب هذه السنة؟‘‘- نعم يا أمل.. من الخطأ ومن التقصير في حق زوجك أن تسافري وتتركيه وأنتما في بداية حياتكما الزوجية، في ظل عدم وجود أهله، وعدم قدرته على اللحاق بكم هناك لظروف عمله..
أقترح أن تؤجلي قرار السفر للسنة القادمة بإذن الله على أن تخططا إما للسفر معاً مع أهلك أو لوحدكما لمكان آخر. أما حين تتقدم بكما الحياة السعيدة بإذن الله فلا بأس بذلك.
**مجلة حياة العدد (86) جمادى الآخر 1428هـ
- 56 -هي الحياة جهاد

تكتكات أناملي تعبث بالكيبورد..
وعيناي المجهدتان تلاحق خربشات الأحرف المحتشدة كصفوف النمل تماماً..
وأوراق البحث متناثرة.. وهواء التكييف البارد يعبث بها فيزيد من الفوضى.. ويزيد من حنقي..
كوب القهوة شارف على الانتهاء..
كقواي تماماً.. تلك التي شارفت على الانتهاء..
العقرب الصغير يطل بخبث على الثانية بعد منتصف الليل..
وأنا ما زلت أكتب بحثي.. يا الله..

متى أنتهي من بحوث الجامعة.. وملزماتها.. ومذكراتها و...
.. .. .. ..عند استيقاظي في الصباح الباكر..
أجد سوسنتي الحنونة قد جهزت لي إفطاري..
وملابسي قد جهزتها الخادمة..
لا وقت لدي حتى لترتيب سريري المبعثر.. هكذا عودتني أمي..
الدراسة وتحصيل العلم فقط..
أجمع شتات أوراقي.. وألم شعث شعري..
وأطبع قبلة الصباح على خد أمي بعجلة..
ثم أهرول إلى السيارة لأكمل نومي ريثما أصل إلى الجامعة.... .. .. ..بعد حفنة من السنين.. وبين ليلة وضحاها..
نُقلت إلى بيت صغير..
بعيداً عن إفطار أمي الجاهز.. وترتيب الخادمة لأوراقي وغرفتي..
وجدت نفسي قد استلمتُ وظيفة زوجة بكل ما في الوظيفة من مهام..
هذا إلى جانب دراستي التي (كانت) تستهلك جل وقتي.. وتسرق النوم من أجفاني!!
بادئ الأمر..
أغمضت عيني هنيهة..
لأتخيل أكوام الصحون في المطبخ.. والملابس المتسخة تنتظرني في الغسالة.. ودفتر الطبخ الذي سأفك طلاسمه..
فضلاً عن البحوث والواجبات والمحاضرات التي لا ترحم..
يا إلهي!!!
نفضت رأسي من أفكاري الرمادية.. وأسلمت أمري لمن وعد أن يكون حسيبي (ومن توكل على الله فهو حسبه)... .. .. ..وها أنذا بعد زواجي..
لم يقع شيء مما توقعتْ..
لم أكن أتوقع أن يكون الأمر أسهل من الصور المرعبة التي تخيلتها..
لا أنكر..
تعبتُ كثيراً بادئ الأمر.. بيد أنني اكتشفت أن مصارعة أمواج الحياة المتلاطمة.. هو جهاد ليس إلا..
وبالإمكان إضفاء نكهة المتعة على جهاد من هذا النوع..
وذلك بإخلاص النية لمن يعلم السر وأخفى..
وثمة أدعية وتراتيل أبتهل بها في صلاتي..
لتكون الحياة أسهل وأحلى وأروع..
مع زوج كريم حنون متفهم.. وعلم نافع أستفيد منه في دنياي وآخرتي....
صدقوني..
هي الحياة جهاد..




مشاركة بقلم // علياء فلمبان



**
مجلة حياة العدد (82) صفر 1428هـ
ما علي زود
ما علي زود
- 57 -

يا مخطوبة .. الحركة بركة



تقوم الكثيرات من الفتيات في فترة الخطوبة بالاهتمام بجسمها، فتوليه عناية فائقة، وهذا أمر لا بأس به، لكن المصيبة أنها تترك الطبخ والغسيل، والأعمال المنزلية حتى لا تتشوه يداها..! وهذا كلام غير صحيح أبداً.. فقد يصبح الأمر أكثر خطورة إذا كانت الفتاة لم تجرب شيئاً من الأعمال المنزلية .. يعني (ما تدبر عمرها!)
وهذه.. إذا (راحت) لبيت الزوجية فقد تتورط! لأنها لم تتعود على السرعة والتخطيط وترتيب الأولويات، وقد تحدث لها حوادث مؤلمة، مثل احتراق الطعام، وغضب الزوج من طول الانتظار.. الفوضى العارمة .. الخ.
ومن هنا، جئتكِ بوصفة خطيرة إذا اتبعتيها ستكونين ربّة بيت ناجحة بإذن الله..


* حاولي أن تتحركي بقدر ما تستطيعين، ولا تتكلي على أحد في ترتيب غرفتكِ.. وغسل ملابسك.. وكيها، وتنظيف دورة المياه، واعتبري أن الخادمة لا وجود لها.

* جربي أن تقومي بالطهي للأصناف التي لا تتقنينها عدة مرات حتى تتمكني منها.

* حاولي أن تفهمي أمك والخادمة ألا يتدخلا في أغراضك لأنك ستقومين بإعدادها بنفسك.

جربي ذلك أسبوعاً، فإذا أتقنت هذه المهام، فأضيفي في الأسبوع القادم أعمالاً منزلية أخرى، فمثلاً يكون في يومك الأول طهي الغداء بالإضافة إلى أعمالك الخاصّة، وفي الغد تنظيف المطبخ وفي اليوم التالي غسيل ملابسك وملابس إخوانك.. وفي الرابع تنظيف المجالس، وفي الخامس غسيل الفناء الخارجي، وفي نهاية الأسبوع تكونين قد أنجزتِ كل أعمال المنزل المهمة بالإضافة إلى إتقان الأعمال اليومية البسيطة.

ولا تنسي.. أنه لابدّ من الأخطاء والكوارث.. وربما بعض الإصابات، لكن مع الصبر الفرج.

وبالطبع.. لا تتجاهلي الاهتمام بجسمك، فهو مطلب ومحل الاهتمام..

وبعد هذا العمل الشاق.. فقد أصبحت – يا عزيزتي- فتاة رائعة تحسن إدارة الأمور.. ولا تنسي القراءة في فن التعامل مع الزوج.. حتى تظفري بحياة زوجية سعيدة بإذن الله.


**
مجلة حياة العدد (91) ذو القعدة 1428هـ


- 58 -


زوجة .. وطالبة



في بداية الحياة الزوجية.. قد تشعر الزوجة بالفوضى تعم في حياتها وبأنها غير قادرة على إدارة مسؤوليات البيت الحياة الجديدة.. وحين تكون طالبة فإن الجهد يصبح مضاعفاً، فهي تجد نفسها تحارب على ثغور عدة..! فهي تجاهد لتنظيف البيت وإبقائه مرتباً، وتجاهد في المطبخ لطبخ وإعداد الفطور والغداء، وتجاهد لغسل الملابس وكيها، وتجاهد لتذهب لجامعتها ثم لتدرس وتعد واجباتها، وتجاهد لتهتم بنفسها ومظهرها وتعتني بزوجها، وتجاهد إن كان لديها صغير تهتم به..



كل هذه الأمور قد تكون أكبر من طاقة الزوجة وقدرتها في السنوات الأولى فتشعر بالإحباط ولفوضى تعم حياتها، وقد تتساءل: ما الحل؟ وكيف يمكن الخروج من هذه الزوبعة؟



يجب أن نعترف أولاً أنه ليس هناك حل سحري لهذه المسألة؛ فالتعب موجود في جميع الأحوال لكننا سنحاول تنظيم الأمور، وتنظيم الوقت والجهد بحيث يمكن لها أن تنال قسطاً أكبر من الراحة والنظام في حياتها، ونقدم لها هذه النصائح:


* ضعي لك جدولاً للمهام اليومية والأسبوعية (مثال: السبت والأربعاء: كنس الفناء، الأحد والاثنين: كي الملابس، الثلاثاء: تنظيف غرفة الضيوف.. إلخ)وسيري عليه، علقي هذا الجدول بالمطبخ ليذكرك بالمهام.


* في عطلة نهاية الأسبوع قومي بإعداد وتخزين بعض الأطعمة في الفريزر، بحيث تقومين بتسخينها للغداء خلال بعض أيام الأسبوع هذا الأمر سيريحك كثيراً خاصة في أوقات ضغط الدراسة والاختبارات، من الأمثلة على هذه الأطعمة (صينية دجاج، كفتة، كباب، شوربات، دجاج مسبك.. الخ).


* استخدمي الأواني البلاستيكية والورقية، وغسالة الملابس الأوتوماتيكية.


* استعيني إن أمكن بخادمة أهلك (أو أهل زوجك) في أحد أيام الأسبوع لكي الملابس والتنظيف الدقيق للأرفف والدواليب وغيرها، هذا الأمر سيريحك كثيراً.


* ضعي وقتاً محدداً للراحة فعدم ارتياحك سيجعلك تشعرين بالإرهاق والتعب المتواصل، واستغلي وقت راحتك في الاسترخاء العميق مع ذكر الله، ورفهي نفسك بالقراءة، اجعلي وقت راحتك وقتاً خاصاً لك للاستمتاع بكل ثانية دون شعور بتأنيب الضمير قولي لنفسك (هذا وقتي وكل ثانية فيه من حقي).


* لا تجعلي المهام تتراكم عليك، نظفي أولاً بأول، فإذا تراكمت الصحون في المطبخ أصبح من الصعب غسلها، وكذلك الملابس، وكذلك الترتيب بشكل عام.


* احرصي على وسائل الاسترخاء مثل استخدام الروائح الزيتية المعطرة في المنزل والتي تمنحك الاسترخاء والراحة والانتعاش، وتجدد قواك المنهكة بإذن الله، بالإضافة لتشغيل المسجل بصوت القرآن لقارئ تحبين صوته لتجمعي بين الاسترخاء والأجر.


* حددي وقتاً خاصاً للدراسة أو العمل مثلاً من بعد المغرب للعشاء أو من بعد الساعة العاشرة إلى الثانية عشرة ليلاً، اعتبري أنك ذاهبة لمكتبك الخاص، واحملي أوراقك وأقلامك أو جهازك واستغلي كل دقيقة من هذا الوقت.


* لا تضيعي وقتك بالهاتف أو الجوال أو الإنترنت، فأنت أكثر إنسانة تحتاجين إلى كل دقيقة من وقتك، لا تستخدمي هذه الوسائل إلا للضرورة.


* عودي طفلك إن وجد على أن يجلس في سريره وحده مع وضع اللعب له، قد يبكي كثيراً في البداية لكن لابد له أن يتعود، وهذا الأمر سيريحك كثيراً فيما بعد بإذن الله.


* أقنعي زوجك بأن يتعاون معك ولو بشكل بسيط في ترتيب الغرفة أو حمل الصحون أو رعاية الطفل، فهذا من واجباته كزوج وأب.


* أثناء عملك في المنزل أكثري من ذكر الله والاستغفار واحتسبي الأجر في عملك.



**
مجلة حياة العدد (90) شوال 1428هـ

- 59 -

الكرامة.. وذيل البقرة !

هناك حكاية شعبية قديمة، عن فتاة تزوجت وكانت لا تزال صغيرة في السن لم تنضج ولم تعرف أمور الحياة..
تزوجت هذه الفتاة وفي ذهنها تصورعن الحياة الزوجية أنها الحياة الرومانسية الشاعرية حيث الزوج الذي سيطلب ودها ويبحث عن رضاها، وحيث الأحلام والآمال..
بعد أسابيع من الزواج، وبعد أن جاملها الزوج كثيراً، بدأت المشاكل الروتينية البسيطة تتسلل إلى حياتهما..
وبدأت الزوجة الصغيرة ترفع صوتها على زوجها..
كان الزوج العاقل في البداية يصبر عليها ويتحمل سوء أدبها، وإذا غضبت عليه يتودد إليها ويطلب صفحها، لكن بعد فترة، بدأت الأمور تزداد سوءاً، وأصبحت الفتاة تكثر من الخصام والشجار على أتفه الأسباب، والأدهى والأمر أنها لم تكن تعتذر يوماً عما يبدر منها من تصرفات..
وكانت تذهب إلى بيت أهلها ما بين فترة وأخرى بحجة أنها ((زعلانة))، وتنتظر الزوج الصبور أن يأتي إلى بيتهم ويطلب رضاها ويعيدها إلى البيت..
اعتقدت الفتاة أن هذه اللعبة مفيدة وممتعة، فأصبحت تمارسها لأتفه الأسباب..
وذات يوم تشاجرت مع زوجها على سبب بسيط فحملت ملابسها وذهبت إلى بيت أهلها، منتظرةً أن يأتي الزوج ليرضيها ويأخذها معه كالعادة إلى بيتهما..
ولم تعرف أن الزوج قد سئم من تصرفاتها ومن كثرة (زعلها)، وقرر هذه المرة ألا يذهب لإرضائها أبداً..
بقيت الزوجة هناك يوماً ويومين، وأسبوعاً، وأسبوعين وشهراً وشهرين..
والزوج لم يسأل عنها..
استغربت وكانت تسأل والدها كل يوم ألم يأت فلان لكي يحادثك في أمري، فيقول لا..
وتسأل مرة أخرى هل رأيته في المسجد؟ فيقول الأب (الذي كان هو الآخر قد سئم من تصرفات ابنته) نعم لقد رأيته وسلم علي لكنه لم يحادثني في أمرك، كل ما قاله حين رأيته قبل شهر هو: متى ما أرادت ابنتكم أن ترجع إلى بيتها ((حياها الله))..
وقعت الفتاة في حيرة شديدة، فهي تحب زوجها، ولا تريد أن تبقى هكذا، ولا تريد أن يتطور الموضوع إلى طلاق..
وفي نفس الوقت هي تريد أن يأتي الزوج بنفسه ليرضيها ويعتذر منها، ويأخذها إلى بيته..
فكرت عميقاً وعرفت أنه لم يخطئ في حقها، فكيف تريده أن يعتذر وأن يأتي لإرضائها؟
هل التي خرجت من البيت دون سبب يذكر..
طالت المدة وازداد ندم الزوجة وأسفها على خروجها من بيتها، ولكن كانت تريد حيلة للرجوع إلى بيتها، أي سبب، حتى لا تهدر كرامتها (بزعمها) برجوعها من تلقاء نفسها..
لم تجد الفتاة سوى حيلة طريفة ومضحكة..
خرجت من البيت وأخذت معها بقرة لأهلها، وحين وصلت لباب بيتها دفعت البقرة لتقتحم الباب، وهي تمسك بذيل البقرة!!
وحين دخلت البقرة من الباب ودخلت خلفها الزوجة الممسكة بالذيل..
فوجئ الزوج بهذا المنظر الغريب!
فقالت له وهي خجلة: ((مب أنا اللي جيت، البقرة هي اللي سحبتني!!))..


* * *

هذه القصة ببساطتها تذكرنا بأهمية تقديس الحياة الزوجية..
وأنها ليست لعبة تحد بين طرفين، إذ لا مكان للكرامة والكبرياء بين الزوجين..
والزوجة الحكيمة هي التي تعرف كيف تحافظ على بيتها دون انتظار لمن يحثها على ذلك، ولو كان ذيل بقرة!



**
مجلة حياة العدد (88) شعبان 1428هـ


ما علي زود
ما علي زود
- 60 -

من أجل زواج ناجح


في مثل سنك تبدأ الفتاة في الاستعداد نفسياً لفكرة الزواج وتحلم بفارس أحلامها والفستان الأبيض لكن هذا لا يكفي لزواج ناجح إنما هناك أمور كثيرة عليك أن تنتبهي إليها لكي تحافظي على الرباط المقدس مكللاً بالحب :

* الرجب يختلف عن المرأة في تكوينه النفسي لذا لا تسردي عليه تفاصيل زيارتك لأهلك أو حديثك مع صديقتك أو يومك في العمل قولي له الأشياء الهامة ودون تفاصيل وسيسألك هو إن احتاج لمعرفة المزيد.

* تفقدي مواضع شمه فالرائحة المفرة تترك أثراً قبيحاً في النفس.

* لا تلحي عليه في معرفة تفاصيل عمله فالرجال لا يحبون ذكر تلك التفاصيل.

* كوني بشوشة في وجه أهله ولا تبدي ملاحظات جارحة عن تصرفاتهم أمامه وتذكري أنهم من أهدوك حب العمر. ولا تتذمري أبداً من ضيوفه.

* قد يحدث بينكما خلاف لا تتسرعي في الرد على كلامه إن كان يتهمك بأي تقصير ولكن فكري في ذلك ملياً قد تكونين مقصرة فعلاً.

* لا تنتظري أو تتوقعي منه كلمة آسف أو اعتذار بل لا تضعيه في هذا الموضوع إلا إذا جاءت منه وحده ولشيء يحتاج اعتذاراً فعلاً.

* أثناء النقاش في موضوع الخلاف حاولي أن تكوني مصغية أكثر من متكلمة فذلك يبرد من غضبه وركزي في موضوع الخلاف ولا تحاولي نبش الملفات القديمة بينكما.

* اهتمي بأشيائه الخاصة (أوراق- ملفات) ورتبيها له دون أن ترمي شيئاً منها في القمامة دون أن تسأليه.

* كوني بقربه أثناء استعداده للذهاب إلى العمل أو إلى النوم ولبي طلباته بنشاط وبشاشة ودون تذمر.

* ودعيه إلى باب المنزل واستقبليه منه وعلمي أطفالك ذلك إن كان لديكما أطفال.

* حاولي أن تفاجئيه بأشياء تبدي اهتمامك به وحبك له.. كأن تكتبي له على المرآة في الحمام (أحبك) ليستيقظ في الصباح وتكون أول ما تقع عليه عيناه.

* عندما تحفظي اسمه على جوالك لا تكتبيه كما تكتبي اسم أي شخص احفظيه باسم يفرحه (الغالي – الحبيب).

* احرصي على أن تجتمعا سوياً على صلاة قيام الليل بين الحين والآخر فإنها تضفي عليكما نوراً وسعادةومودة وسكينة (ألا بذكر الله تطمئن القلوب).

* لا ترفعي صوتك في وجوده ودعيه يحس بأنوثتك الطاغية بصوتك الهادئ المنخفض.

* اضبطي أعمالك المنزلية وواجباتك الخاصة في وقت يكون فيه في العمل وتفرغي له أثناء وجوده.


**
مجلة حياة العدد (92) ذو الحجة 1428هـ