
مما لا شك فيه أن الدعاء عبادة عظمى لله و هي التي ترافقنا في السرّاء و الضرّاء
فمن أحب خيرا دعا و من رغب بصرف شر دعا أيضا و لكنه مقترن دوما باليقين القاطع به
و بحسن الظن فيه و الثقة التي لا حدود لها بأنه الرّب الذي قال لنا :
وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ (60)غافر
و التوسل لله تبارك و تعالى يكون بأسمائه الحسنى و صفاته العليا و كأن تقول : ربي إني
أسألك باسمائك الحسنى و صفاتك العليا و تذكر حاجتك التي تريد
في قوله تعالى : وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا ۖ وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ ۚ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (180)الأعراف
أو أن تتوسل بأعمالك الصالحة والتي تديم و تحرص على فعلها و إذ كنت أسير
.
.

.
أحببت أن أنشر تجربتي ضمن الدعاء و التوسل لله بالأعمال الصالحة
و كان لي في هذا عبرة من قصة الرّهط الثلاثة اللذين سُدّ عليهم الغار
.
فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال صلى الله عليه و سلم انطلق ثلاثة رهط ممن كان قبلكم ؛
حتى أووا المبيت إلى غار ، فدخلوه ، فانحدرت عليهم صخرة من الجبل ،
فسدت عليهم الغار ، فقالوا : إنه لا ينجيكم من هذا الصخرة إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم ،
قال رجل منهم : اللهم كان لي أبوان شيخان كبيران ، وكنت لا أغبق قبلهما أهلا ولا مالا ،
.
فنأى بي في طلب شيء يوما فلم أرح عليهما حتى ناما ، فحلبت لهما غبوقهما فوجدتهما نائمين ،
فكرهت أن أغبق قبلهما أهلا أو مالا ، فلبثت والقدح على يدي أنتظر استيقاظهما حتى برق الفجر ،
فاستيقظا ، فشربا غبوقهما ، اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ، ففرج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة ؟
فانفرجت شيئا لا يستطيعون الخروج . وقال الآخر : اللهم كانت لي ابنة عم ، كانت أحب الناس إلي ،
فأردتها على نفسها ، فامتنعت مني ، حتى ألمت بها سنة من السنين فجاءتني ،
.
فأعطيتها عشرين ومائة دينار ؛ على أن تخلي بيني وبين نفسها ، ففعلت حتى إذا قدرت عليها قالت :
لا أحل لك أن تفض الخاتم إلا بحقه ، فتحرجت من الوقوع عليها ، فانصرفت عنها ، وهي أحب الناس إلي ،
وتركت الذهب الذي أعطيتها ، اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ، فأفرج عنا ما نحن فيه ،
فانفرجت الصخرة غير أنهم لا يستطعيون الخروج منها . وقال الثالث : اللهم استأجرت أجراء ،
.
فأعطيتهم أجرهم ، غير رجل واحد ترك الذي له وذهب ، فثمرت أجره حتى كثرت منه الأموال ،
فجاءني بعد حين فقال : يا عبد الله أدني أجري ، فقلت له : كل ما ترى من أجرك من الإبل والبقر والغنم والرقيق ، فقال :
يا عبد الله لا تستهزئ بي ، فقلت : إني لا أستهزئ بك ، فأخذه كله فاستاقه فلم يترك منه شيئا ،
اللهم فإن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فأفرج عنا ما نحن فيه ، فانفرجت الصخرة ، فخرجوا يمشون. (صحيح الجامع ) الألباني.
.
منّ الله علي بالولد و لله الحمد و الشكر لكن كانت ولادتي عسيرة و لأبعد حد
ففي كل مرة تنتج أسباب لا يمكن تجاوزها تجعل حياتي بخطر
و لكن بمرة ما ......كان الحمل مظطربا من نقص الحجم و من ارتفاع سكري الحمل
ساعتها تمسكت بالحمية و الدعاء لله بأن يتمم لي على خير
وصلت ساعة الوضع خفق قلبي بشدة و ارتجفت أضلاعي
و انتابني خوف غير معتاد و ذهبت إلى المصلحة و لساني يدعو باستمرار
تقدمت للفحص و القابلة على غير عادتها مما زادت من هلعي و روعي
هي : حالتك صعبة ربما سنصرفك لقسم الإسعجالات
.
أنا : لماذا اخبريني أين هو المشكل؟
هي : جنينك حجمه صغير و السكري بدرجة مرتفعة و...........ثم توقفت
أنا : نعم أعرف حصل معي هذا عدة مرات و لكن تصرفي
هل سأبقى هنا ؟
ثم نادت الطبيب و أخذت تحدثه هذه لها كذا و كذا و.............
قال : لا ترسليها للإستعجال سأنظر في حالها قبل 11 صباحا
و كانت الساعة آنذاك الثالثة صباحا
في هذه الحال خف الفزع الذي تملكني ببداية الأمر و استسلمت لما سيحصل
و اتصلت بزوجي و طلبته للحضور
.
و و صيته بعدة امور كنت كتبتها بوصية لي و أخفيتها و لما همّ بالإنصراف دمعت عيني
فقال لي : ثقي أن ما أصابك لم يكن ليخطئك و أنك بيد الله
رحت على غرفتي و مكثت بعض الوقت ثم اتجهت لغرفة القابلة
أنا : أرجوك أشعر ببعض الألم بصدري هل هذا عادي ؟
هي : تعالي معي ..............الرواق طويل و الناس نيام و السكون التام بالمشفى
فحصتني مرة أخرى و أكدت لي أنني لن اأضع طفلي إلا بعد 10 ساعات
و حتى يُنظر في أمري , و قالت أنها ستنام و علي ان لا أوقضها
تركتني بالغرفة وحيدة.و انصرفت
.
.
بالبداية ارتبكت ثم استجمعت قواي و لجأت للدعاء
بكل ما يحل من التوسل لله ثم تذكرت قصة هؤلاء
ومن بينهم الذي كان بارا بوالديه فرفعت يدي للسماء و رجوت ربي أن يعينني و يسهل أمري
إذ قلت : اللهم إني اسألك ببري لوالدتي و بحبي الشديد لها و تفضيلها عن أولادي
بأن تيسر وضعي و تحفظني و ولدي
و رددتها و بقلبي يقين جازم أنه سيستجيب لي
.
.
و كانت الساعة هنا بالضبط 06:30 دقيقة و بقيت على تلك الحال نصف ساعة و بقلب مطمئن
شعرت بعدها بعلامات غريبة لم تدركني يوما عند الوضع
فسارعني المخاض و لم أجد لي فرصة لتجهيز نفسي فأخذت أنادي على القابلة
و ما إن سمعتني حتى قدمت و هي توبخني و تقول و كأنني ما شرحت لك وضعك
ماذا تريدين ؟
قلت :أشعر أنني سأضع الآن
.
.
ضحكت و استخفت بي ثم رددت .....بعض النساء للأسف لا يستوعبن و أخذت تمتم و تتأفف
و لم أنتبه حتى لكثير الكلام الذي قالته لأن الولد كاد يسقط أرضا
فأدركته بأعجوبة و لم تصدق ما الذي حصل
ثم قالت لي : كيف وضعتِ؟
ماذا شربتِ او ماذا فعلتِ أرجوك دليني ؟
و في غمرة السعادة التي كنت فيها لم أرد عليها فقد غبت بخيالي لبعض الوقت
.
.
ثم سمعت صراخه و هي تقول ما شاء الله ماذا تسميه ؟
و مرّ على ذاكرتي قوله تعالى :
وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا
سكنت روحي و طفلي بين يدي بخير و هذا من فضله سبحانه
و لو بقيت عمرا كله اذكر هذا لن أفي حق الله علي و إن لهذه الواقعة عندي أثر كبير
و حتى و إن سبقها غيرها فسبحانك ربي كل الحمد لك
لا تحرمي نفسكِ استجابة الله لك بنقص اليقين
أو بانعدامه و سوء الظن فإنه القائل :
: أنا عند ظنِّ عبدي بي إن ظنَّ خيرًا فله ، وإن ظنَّ شرًّا فله
وفي الحديث: ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة. رواه الحاكم، وصححهما الألباني.
.

قصتك مره مؤثره مرجانه
الله يعطيك العافية