اعلم يا عبد الله. أن الجنة ﻻ تنال بالعمل.. وإنما هي فضل من الله ورحمة قال رسول الله-صلى الله علية وسلم- :"لن يدخل أحداً منكم عمله الجنة قالوا: وﻻ أنت يا رسول الله؟ قال: وﻻ أنا إﻻ أن يتغمدني الله منه بفضل ورحمة" ( مسلم ) وأما قول الله جل وعﻼ :) فﻼ تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون ) [ السجدة 17 ] فإن الباء في قوله (بما كانوا يعملون) سببية. أي بسبب أعمالهم فالله سبحانه جعل أعمالهم سبباً لفضله ورحمته حيث أدخلهم جنته.
فإذا عرفت –أخي الكريم- أن الجنة هي محض فضل الله ورحمته, وان رحمته وفضله إنما يناﻻن بفعل ما يرضاه ويريده فبادر إلى خير اﻷعمال وصالح اﻷفعال. واحفظ الله, واسلك سبيله القويم يفض عليك من الرحمات ما يدخلك به أعالي الجنات في تلك الغرفات.
فاسلك سبيل المتـــــقين ××× وظــــــن خيراً بالكــــــريم
واذكـــــــر وقوفك خائــــــفاً ××× والناس في أمر عظيــــم
إمـــــا إلى دار الشـــــــــقا ××× وة أو إلى العز المقــــــيم
فـــاغنم حيــــاتك واجــتهد ××× وتب إلى الرب الرحـــــيم
وأما طريق الجنة: فهو كل ما يقربك من الله سبحانه من القربات والطاعات فقد ذكر الله جل وعﻼ طاعات وعبادات في كتابه العزيز جازى عليها بالجنة من عمل بها مخلصاً فمن ذلك :
اﻹيمان والعمل الصالح: فقد ذكر الله سبحانه في سورة العصر أن اﻹنسان خاسر إﻻ من أمن وعمل صالحاً فقال سبحانه:) والعصر_ إن اﻹنسان لفي خسر_ إﻻ الذين أمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر( [ العصر ] وقال سبحانه: ) وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتها اﻷنهار( [ البقرة 25 ] ونظير هذا في القرآن كثير.
وذلك ﻷن اﻹيمان يوجب معرفة الله وخشيته ومراقبته وتوقيره ومتابعة رسول الله-صلى الله علية وسلم- والعمل الصالح يوجب فعل ما أمر الله واجتناب ما نهى عنه من كبائر اﻹثم والفواحش.
الصﻼة: قال تعالى:) إن الصﻼة تنهى عن الفحشاء والمنكر( [ العنكبوت 45 ] فالصﻼة ناهية عن اﻹثم والمنكر الموجب للحرمان من الجنة. وهي الماحية للذنوب والخطايا كما قال رسول الله -صلى الله علية وسلم- :"أرأيتم لو أن نهراً بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات, هل يبقى من درنه شيء؟ قالوا ﻻ يبقى من درنه شيء. قال: فذلك مثل الصلوات الخمس, يمحو الله بهن الخطايا"( البخاري و مسلم ) وقال رسول الله -صلى الله علية وسلم- :" ما من امرئ مسلم تحضره صﻼة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها, وركوعها, إﻻ كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم تؤت كبيرة, وذلك الدهر كله" ( مسلم )
فبادر –أخي الكريم- بالحفاظ على الصﻼة فإنها نور المؤمن وعهده وفصل ما بينه وبين الكفر. قال رسول الله -صلى الله علية وسلم - :"إن بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصﻼة" ( مسلم ) وقال -صلى الله علية وسلم- : "العهد الذي بيننا وبينهم الصﻼة فمن تركها فقد كفر" ( الترمذي و قال حسن صحيح )
أداء النوافل: فهي تقرب إلى الله بعد الفرائض, وتكسبك –أخي الكريم- حلة الوﻻية لله سبحانه ﻷنها موجبة لحبه وحفظه, وهي عﻼمة حبك لله وطاعتك وإخﻼصك. قال رسول الله -صلى الله علية وسلم- :"ما من عبد يصلي لله تعالى كل يوم اثنتي عشرة ركعة تطوعاً غير الفريضة إﻻ بنى الله له بيتاً في الجنة –أو- إﻻ بنى له بيت في الجنة" ( مسلم )
فدونك فاصنع ما تحب فإنــما ××× غداً تحصد الزرع الذي أنت زارع
ومن بين اﻷعمال الموجبة للجنة: بر الوالدين , قال رسول الله -صلى الله علية وسلم- :"رغم أنف, ثم رغم أنف ثم رغم أنف من أدرك أبويه عند الكبر أو أحدهما أو كليهما, فلم يدخل الجنة" ( مسلم )
فاحرص –أخي- على بر الوالدين وأطعهما في ما أمرا إذا لم يكن أمرهما معصية لله وأحسن إليهما في الدنيا يحسن الله إليك بجنته وفضله وجوده, واعلم أن عقوقهما من أكبر الكبائر فقد قرن الله طاعتهما بالتحذير من الشرك واﻷمر بتوحيده. قال سبحانه وتعالى :) واعبدوا الله وﻻ تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً( [ النساء 36 ]
واعلم –أخي- أن التوبة من أجل القربات والعبادات وهي منزلة ﻻ يفارقها الصالحون في رحلتهم في هذه الحياة الدنيا, بل وﻻ اﻷنبياء والمرسلون. ذلك ﻷن الله تعالى أمر بها في كل وقت وحين وعلق الفﻼح عليها .
فكل ابن آدم خطاء.. قال تعالى:) وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون([ النور 31 ] فتأمل حفظك الله كيف وصفهم الله باﻹيمان ثم دعاهم إلى التوبة ليعلم كل مسلم أن التوبة ﻻزمة للعبد في سائر منازله التي يسلكها في طريقه إلى الله. وتذكر دائماً أن الجنة قد حفت بالمكاره وأن النار قد حفت بالشهوات و إﻻ كيف سيكون اﻻختبار و كيف يميز الصابر من الضاجر والمطيع من العاصي. قال رسول الله - صلى الله علية وسلم- :"لما خلق الله الجنة أرسل جبريل إلى الجنة فقال: أنظر إليها, وإلى ما أعددت ﻷهلها فيها, قال: فجاءها ونظر إليها وإلى ما أعد الله ﻷهلها فيها. قال فرجع إليه وقال: وعزتك ﻻ يسمع بها أحد إﻻ دخلها. قال: فرجع إليها فإذا هي قد حفت بالمكاره فرجع إليه فقال: وعزتك لقد خفت أن ﻻ يدخلها أحد.. الحديث" ( الترمذي وأحمد وقال حسن صحيح وحسن إسناده اﻷلباني في تخريج مشكاة المصابيح )
اعلم يا عبد الله. أن الجنة ﻻ تنال بالعمل.. وإنما هي فضل من الله ورحمة قال رسول الله-صلى الله...
فإذا عرفت –أخي الكريم- أن الجنة هي محض فضل الله ورحمته, وان رحمته وفضله إنما يناﻻن بفعل ما يرضاه ويريده فبادر إلى خير اﻷعمال وصالح اﻷفعال. واحفظ الله, واسلك سبيله القويم يفض عليك من الرحمات ما يدخلك به أعالي الجنات في تلك الغرفات.
فاسلك سبيل المتـــــقين ××× وظــــــن خيراً بالكــــــريم
واذكـــــــر وقوفك خائــــــفاً ××× والناس في أمر عظيــــم
إمـــــا إلى دار الشـــــــــقا ××× وة أو إلى العز المقــــــيم
فـــاغنم حيــــاتك واجــتهد ××× وتب إلى الرب الرحـــــيم
وأما طريق الجنة: فهو كل ما يقربك من الله سبحانه من القربات والطاعات فقد ذكر الله جل وعﻼ طاعات وعبادات في كتابه العزيز جازى عليها بالجنة من عمل بها مخلصاً فمن ذلك :
اﻹيمان والعمل الصالح: فقد ذكر الله سبحانه في سورة العصر أن اﻹنسان خاسر إﻻ من أمن وعمل صالحاً فقال سبحانه:) والعصر_ إن اﻹنسان لفي خسر_ إﻻ الذين أمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر( وقال سبحانه: ) وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتها اﻷنهار( ونظير هذا في القرآن كثير.
وذلك ﻷن اﻹيمان يوجب معرفة الله وخشيته ومراقبته وتوقيره ومتابعة رسول الله-صلى الله علية وسلم- والعمل الصالح يوجب فعل ما أمر الله واجتناب ما نهى عنه من كبائر اﻹثم والفواحش.
الصﻼة: قال تعالى:) إن الصﻼة تنهى عن الفحشاء والمنكر( فالصﻼة ناهية عن اﻹثم والمنكر الموجب للحرمان من الجنة. وهي الماحية للذنوب والخطايا كما قال رسول الله -صلى الله علية وسلم- :"أرأيتم لو أن نهراً بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات, هل يبقى من درنه شيء؟ قالوا ﻻ يبقى من درنه شيء. قال: فذلك مثل الصلوات الخمس, يمحو الله بهن الخطايا"( البخاري و مسلم ) وقال رسول الله -صلى الله علية وسلم- :" ما من امرئ مسلم تحضره صﻼة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها, وركوعها, إﻻ كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم تؤت كبيرة, وذلك الدهر كله" ( مسلم )
فبادر –أخي الكريم- بالحفاظ على الصﻼة فإنها نور المؤمن وعهده وفصل ما بينه وبين الكفر. قال رسول الله -صلى الله علية وسلم - :"إن بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصﻼة" ( مسلم ) وقال -صلى الله علية وسلم- : "العهد الذي بيننا وبينهم الصﻼة فمن تركها فقد كفر" ( الترمذي و قال حسن صحيح )
أداء النوافل: فهي تقرب إلى الله بعد الفرائض, وتكسبك –أخي الكريم- حلة الوﻻية لله سبحانه ﻷنها موجبة لحبه وحفظه, وهي عﻼمة حبك لله وطاعتك وإخﻼصك. قال رسول الله -صلى الله علية وسلم- :"ما من عبد يصلي لله تعالى كل يوم اثنتي عشرة ركعة تطوعاً غير الفريضة إﻻ بنى الله له بيتاً في الجنة –أو- إﻻ بنى له بيت في الجنة" ( مسلم )
فدونك فاصنع ما تحب فإنــما ××× غداً تحصد الزرع الذي أنت زارع
ومن بين اﻷعمال الموجبة للجنة: بر الوالدين , قال رسول الله -صلى الله علية وسلم- :"رغم أنف, ثم رغم أنف ثم رغم أنف من أدرك أبويه عند الكبر أو أحدهما أو كليهما, فلم يدخل الجنة" ( مسلم )
فاحرص –أخي- على بر الوالدين وأطعهما في ما أمرا إذا لم يكن أمرهما معصية لله وأحسن إليهما في الدنيا يحسن الله إليك بجنته وفضله وجوده, واعلم أن عقوقهما من أكبر الكبائر فقد قرن الله طاعتهما بالتحذير من الشرك واﻷمر بتوحيده. قال سبحانه وتعالى :) واعبدوا الله وﻻ تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً(
واعلم –أخي- أن التوبة من أجل القربات والعبادات وهي منزلة ﻻ يفارقها الصالحون في رحلتهم في هذه الحياة الدنيا, بل وﻻ اﻷنبياء والمرسلون. ذلك ﻷن الله تعالى أمر بها في كل وقت وحين وعلق الفﻼح عليها .
فكل ابن آدم خطاء.. قال تعالى:) وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون( فتأمل حفظك الله كيف وصفهم الله باﻹيمان ثم دعاهم إلى التوبة ليعلم كل مسلم أن التوبة ﻻزمة للعبد في سائر منازله التي يسلكها في طريقه إلى الله. وتذكر دائماً أن الجنة قد حفت بالمكاره وأن النار قد حفت بالشهوات و إﻻ كيف سيكون اﻻختبار و كيف يميز الصابر من الضاجر والمطيع من العاصي. قال رسول الله - صلى الله علية وسلم- :"لما خلق الله الجنة أرسل جبريل إلى الجنة فقال: أنظر إليها, وإلى ما أعددت ﻷهلها فيها, قال: فجاءها ونظر إليها وإلى ما أعد الله ﻷهلها فيها. قال فرجع إليه وقال: وعزتك ﻻ يسمع بها أحد إﻻ دخلها. قال: فرجع إليها فإذا هي قد حفت بالمكاره فرجع إليه فقال: وعزتك لقد خفت أن ﻻ يدخلها أحد.. الحديث" ( الترمذي وأحمد وقال حسن صحيح وحسن إسناده اﻷلباني في تخريج مشكاة المصابيح )