الحمد لله مجدد الأيام والشهور ومجري الأعوام والدهور
والصلاة والسلام على محمد بن عبدالله صلاة وسلاماً دائمين إلى يوم الدين
قد يلم بالإنسان من الأمور ما يقلقه ويكدر صدره ويتمنى أن لو حصل له
هذا الشيء بدلاً من ذاك وقد نسي تدبير الله له خير من تدبيره لنفسه فقد
قال تعالى { وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن
تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ } البقرة216
نعم قد يكره الإنسان ما يحدث له لأنه كان يتمنى شيء ولم يحصل له
ولكن لو تدارك الإنسان ذالك وقال لعله خير فسيأتي الفرج القريب من الله
فقد كان لأحد الملوك وزير حكيم يصطحبه دوماً وكلما أصابه كدر قال
له الوزير لعله خير , فيهدا ومرة قطع إصبع الملك فقال الوزير لعله خير
فغضب الملك وقال وما الخير في ذالك وأمر بحبسه فقال الوزير :
لعله خير فخرج الملك يوماً للصيد فابتعد منفردا فمر على قوم
لهم صنم فامسكوه ليقدموه قربانا فلما روا إصبعه قد قطع تركوه
فحمد الله واخرج الوزير وقال لماذا قلت عندما أمرت بحبسك قلت
لعله خير قال لو كنت معك لقدموني قربانا بدلا منك
نعم أيها المؤمن اجعل كلمة ( لعله خير ) في كل أحوالك واستشعر
عظمة الله بأنه لن يختار شيئا إلا لك فيه خير . واعلم أيها المؤمن
إن من مقتضى الإيمان أن يكون المؤمن راضيا بما قدره الله
له وكتبه عليه فقد قال صلى الله عليه وسلم (( عجبا لأمر
المؤمن إن أمره كله خير وليس ذالك لأحد إلا للمؤمن إن أصابه
ضراء فصبر فكان خير له وإن أصابه سراء شكر فكان خيرله ))
اللهم إنا نسألك أن تجعلنا ممن إذا حزبه أمر أو همه قال لعله
خير اللهم إنا نسألك إيماناً صادقاً ونعيماً خالداًَ
غاليتي .....
أكتبي موقفاً كدر صفو ا حياتك فاعتقدي أنه شر لك ولكن مع الأيام أتضح لك
بأنه خير لك فتذكرت ِ قوله تعالى (( وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم ))
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد إن إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك