الوقفات التدبرية في سورة الحاقة :
السؤال: ما سبب وصف الأذن بالواعية؟
﴿وَتَعِيَهَآ أُذُنٌ وَٰعِيَةٌ ﴾
فالوعيُ توصف به الأذن كما يوصف به القلب؛ يقال: قلب واعٍ، وأذن واعية؛ لِمَا بين
الأذن والقلب من الارتباط؛ فالعلم يدخل من الأذن إلى القلب، فهي بابه
والرسول والموصل إليه العلم، كما أن اللسان رسوله المؤدي عنه. ومن عرف
ارتباط الجوارح بالقلب علم أن الأذن أحقها أن توصف بالوعي، وأنها إذا وعت
وعى القلب.
ابن القيم: 3/189.
السؤال: متى ينفع العمل الصالح صاحبه؟
﴿ كُلُوا۟ وَٱشْرَبُوا۟ هَنِيٓـًٔۢا بِمَآ أَسْلَفْتُمْ فِى ٱلْأَيَّامِ ٱلْخَالِيَةِ ﴾
وثبت في الصحيح عن النبي ﷺ أنه قال: (لن يدخل الجنة أحد بعمله، قالوا: ولا أنت
يا رسول الله؟ قال: ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل).
ابن تيمية: 6/388.
السؤال: لماذا وُصِفَ أهل الشقاء بأنهم لا يؤمنون بالله العظيم ولا يحضون على طعام المسكين؟
﴿ إِنَّهُۥ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِٱللَّهِ ٱلْعَظِيمِ ﴿٣٣﴾ وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلْمِسْكِينِ ﴾
لأن مدار السعادة ومادتها أمران: الإخلاص لله، الذي أصله الإيمان بالله،
والإحسان إلى الخلق بوجوه الإحسان، الذي من أعظمها دفع ضرورة المحتاجين
بإطعامهم ما يتقوتون به، وهؤلاء لا إخلاص ولا إحسان، فلذلك استحقوا ما
استحقوا. السعدي: 884.
السؤال: ما علامة ربوبيته الكاملة سبحانه وتعالى؟
﴿ تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ ٱلْعَٰلَمِينَ ﴾
ماتضمنه قوله: (تنزيل من رب العالمين) أن ربوبيته الكاملة لخلقه تأبى أن
يتركهم سدى؛ لا يأمرهم، ولا ينهاهم، ولا يرشدهم إلى ما ينفعهم، ويحذرهم ما
يضرهم، بل يتركهم هملاً بمنْزلة الأنعام السائمة؛ فمن زعم ذلك لم يقدر رب
العالمين قدره، ونسبه إلى ما لا يليق به تعالى.
ابن القيم: 3/191.
السؤال: لماذا خص التذكرة بالمتقين؟
﴿وَإِنَّهُۥ لَتَذْكِرَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ ﴾
أي من العالمين؛ لأنهم المنتفعون به لإقبالهم عليه إقبال مستفيد.
البقاعي: 20/383.



الصفحة الأخيرة
حياك المولى ... ابدأي على بركة الله