لما يا عينُ .. هذا البكاء ..
لما يا قلبُ .. هذا الشقاء ..
لما يا روحُ .. هذا العزاء ..
لما يا نفسُ .. الحزنُ و الاستياء ..
أو ظننتي مات الرجاء ..
و غاب الأمل و العطاء ..
أو ما أصابك الإعياء ..
من كثرة النعي و الرثاء ..
و من كل هذا التعب و العناء ..
أو ما ترين زرقة السماء ..
و الطير المحلق في هناء ..
أو ما ترين وسع الفضاء ..
و شروق الشمس في صفاء ..
و القمر و النجوم الإعزاء ..
يسهران ينيران وحشة الظلماء ..
أو غاب عنكِ كل هؤلاء الرفقاء ..
ورميت نفسكِ في صحاري التعساء ..
أو ما سمعتِ عن أبي الأنبياء ..
و ما لاقى من نصبٍ و بلاء ..
و عن الصديقةِ مريم العذراء ..
و آسيا يوم توجهت بـ النداء ..
لـ ربها فـ أجاب لها الدعاء ..
و الرسول و الصديقُ في حِراء ..
و الصحابة كم ذاقوا صنوف الشقاء ..
فـ كم من البشر جاع و نام في العَراء ..
و أنتِ تسكنين المنازل العلياء ..
أيا عينُ .. لم تخلقي عمياء ..
و يا قلبُ .. ما زلتَ تنبض بـ الوفاء ..
و يا روحُ .. ما زلتِ تحلقين في الأجواء ..
و يا نفسُ .. لا زلتِ تنسمين الهواء ..
فـ عيشي حياة السعداء ..
و أنعمي بـ راحة و رخاء ..
و أن تكدرتِ في المساء ..
فـ صبحٌ سـ يشرقُ بـ الضياء ..
أيا نفس اجعلي همتكِ السمو و الرقاء ..
و اعلمي أن لكِ ربَّ ..هو أرحم الرحماء ..
منعمٌ جواد .. هو أكرم الكرماء ..
أيا نفسُ تبسمي فـ أنتِ ذات النقاء ..
جميلة كـ الورودِ البيضاء ..
زخم من ألوان الحياة الزاهرة
بريشة فنّية و أجراس ساحرة
حملتني إلى عوالم الجمال
و أسماء نقشت في البال
أسر الطبيعة الغناء
التي تخترق النفوس الصماء
و الأرواح الظلماء
فتنعشنا وتنتشلنا من أسر الأسى
إلى فضاء نوراني يمدنا برجاء
غروب شمسك أبدعت و أكثر
و من سنا حرفك أشرقت الأمال
يا كل الشموس بوركت
دمت و دامت عذوبة حروفك
لروحك
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته