



من وحي الواقع ، وبوح اليراع:
؛
؛؛
؛
في زمــــن المذلّة، والانكسـار،
حدّثتني بنبرة حسرة ، ومُرّار،
لكن على محياها ثقة وإصرار!

.
.
.
في آخر الردهة ،استوقفتُه هنيهة !
ضممتُهُ للمرة الأخيرة مودِّعة ... !!!
أستمْهلهُ قليلًا... لعلي منه أتشبّع !!!
أعتصره كالتيـــن بين أحضـاني ...
لعلي أزرعه جنينا في أحشائي.... !!
كان يخفي رأسه ويقمع مسيل الدمع !
على صفحة خده تجمّع والتمع !!!...
ووجه كالسنا في عز ليل قد هجع !!
وبدل أن أستوصيه بنفسه وأشجع ...
كان يسترضيني ... وبالله يذكرني ...
ألوِّح نائحة:ـ انتبه وحاذر يا صغيري!
يومئ رأسه، بابتسام، وورع ... !!!
ويطمئنني بهدوء : "إن الله معي"...
دلفت ـ والخوف يشلني ـ البيت الخالي
برفقة حرقة آهاتي وأدمعي ... !!!...
والشوق عتا، كحريــق اندلع... !!!
تعزيني بقايـــا أنفاس الغالي... !!!...
وابتسامته العذوبة مطبوعة بداخلي ...
أتمدد على فراشه لعل النوم يدنيني...
فألتقي بطيفه النديّ في منامي ... !!
لكن ألمح رسالة على طرف المنضدة !
كتب سطرا وحيدا فريدا ... ووردة !!
«أمي... لا تخافي ولا تجــــــزعي ...
يا أجمل الأمهات ، أرجوكِ لا تحزنــي ،
هوّني...ولا تبكيني فالجنة تناديني !>>
أخذت أشمّ ، وأضم ،وألثم الورقة... !!!
أكاد أختنق يا الله، وتنفلت مني شهقة !
وبين هدهدة الوسن ،وتنهيدة الاستفاقة ،
تناهى لسمعي أصوات الطارقة ... !!!...
قمت متجشمة، وقلبي يكاد مني يُنتزع !
لم أقوَ حتى على الوقوف فأمشي وأقع!
ومابين الغرفة والممر؛كأنّه مرّ زمن ...
فتحت الباب الذي أغلقته بالأمس الفاني!
فقد عاد صغيري ...ولكن عاد في كفن!
أطلقت رصاص الزغاريد والقلب يهتن !!
تقلّدت بندقية طفلي وبطلي المُفدَّى... !!
وأقسمت بأنّ العين بالعين والسنّ بالسنّ!

إهداء :
لكلّ الأحرار، وأرواح الشّهداء الأبرار.
؛
؛؛
؛
إضاءة:
{وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهأَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ }
بقلم وإمضاء :


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته