
( نعم هن قوارير غير أنهن من نوع آخر )


لقد أشبعت الصفحات في الحديث عن الرجال .....
عن بطولاتهم وانجازاتهم .... تقواهم وورعهم .....
علمهم وعملهم ...
فجندت يراعي لذكر مآثر النساء و أفضالهن ...
علنا نجد فيما سأذكر حافزا للهمم ودافعا نحو للقمم ...

أحبتي ...
إن المرأة المسلمة _ سواء اكانت زوجة أو فتاة _ هي مربية الاجيال وصانعة الأبطال ،
ومعدن العفاف والجمال ، هي اللؤلؤة المصونة والدرة المكنونة ، هي الجوهرة الثمينة هي الغالية الأمينة .
هي الأم الحنون ، هي السحابة الهتون ، هي الاخت العطوف والقلب الرؤوف .
هي الزوجة الوفية والمطيعة التقية ، هي الصالحة النقية والعفيفة الحيية ،
هي الزهرة الندية والوردة الشذية ، هي النسمة العطرية والمنحة الربانية .
هي البسمة الصافية والشواطئ الدافية واللمسة الشافية .
(( ان المرأة نصف الأمة ، بل أنها تلد النصف الآخر ، فهي الأمه بأسرها ))
من كتاب عودة الحجاب

ولنا في هذا الموضوع أيتها الغاليات ثلاثة مباحث :
1-نساء مؤمنات ، صبرن في وقت البلاء ، تمسكن بإيمانهن في عزة واباء ...
فنجد احداهن راكعة ساجدة ، شاكرة حامدة ، صابرة على البلاء صامدة .
2-نساء عالمات ، تبحرن في بحور العلم الشرعي ، فكن حجة عصرهن وثقات عهدهن ... فنجد احداهن عزيزة ابية داعية صالحة واعظة ناصحة صوامة فوامة فقيهة علامة ، رحيمة رقيقة متواضعة شفيقة سالكة للخير كل طريقة .
3-نساء ورعات زاهدات ، حرصن على الاستقامة وزيادة الايمان ، وضربن أروع الأمثلة في القرب للرحمن . فنجد احداهن باكية في الظلام ، مداومة على الصلاة والصيام ، متباعدة عن الحرام ، مسارعة الى طاعة الملك العلام ، قائمة بواجباتها على التمام .
وما سنذكره ان شاء الله من الهمة العالية والعزيمة القوية للنساء المسلمات على مر العصور ، يبين بقوة أنت للمراة طاقات ولكن تحتاج الى ترشيد هذه الطاقات وصرفها في مكانها المناسب لها . نسأل الله عز وجل ان يوفقهن الى كل خير وكل فلاح إنه ولي ذلك والقادر عليه .
همسة لكل الاخوات

ان الايمان بالله هو سبب النجاة من النار ، ولذا حرص المؤمنون على التمسك بدينهم حتى وان قتلوا في سبيل الحفاظ على ايمانهم ، وان كان الله عز وجل قد جعل لنا رخصة التلفظ بكلمة الكفر عند الفتنة ، مع رسوخ الايمان في القلب ، كما قال تعالى (( الا من أكره وقلبة مطمئن بالايمان )) . ولكن نرى هذه الامثلة التي آثرت الموت وحبه على الكفر ودنسه .
1-آسية امرأة فرعون :
مثال صادق على المرأة المؤمنة التي صبرت على ايمانها رغم شدة الفتنة التي أحاطت بها .
كانت امراة فرعون أعظم ملوك الأرض يومئذ ، في قصر فرعون أمتع مكان تجد فيه امراه ما تشتهي ... ولكنها استعلت على هذا بالايمان .
هي أمرأة واحدة في مملكة عريضة قوية ، وهذا فضل عظيم آخر , فالمرأة أشد شعورا بوطأة المجتمع وتصوراته ، ولكنها كانت وحدها في وسط ضغط المجتمع ، وضغط القصر ، وضغط الملك ، وضغط الحاشية ، وفي وسط هذا كله رفعت رأسها الى السماء .... وحدها ... في خضم هذا الكفر الطاغي !!
تجردت لله تعالى من كل المؤثرات ... وكل هذه الأواصر ، وكل هذه المعوقات ....
ولأجل هذا كله استحقت الخلد في كتاب الله الخالد ... قال تعالى (( وضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأة فرعون إذ قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين )) .
2-ماشطة ابنة فرعون :
صبرت على ايمانها رغم قتل أولادها أمامها واحدا تلو الآخر ، لم تلن ولم تضعف رغم هذا كله .
عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( لما كانت الليلة التي أسري بي فيها ، أتت علي رائحه طيبة ، فقلت : يا جبريل ! وما هذه الرائحة الطيبة ؟ فقال : هذه رائحة ماشطة ابنة فرعون وأولادها ، قال : قلت : وماشأنها ؟ قال : بينا هي تمشط ابنة فرعون ذات يوم إذ سقط المدرى من يديها ، فقالت : بسم الله ، فقالت لها ابنة فرعون : أبي ؟ قالت : لا ، ولكن ربي ورب أبيك الله ، قالت : أخبره بذلك ؟ قالت : نعم ، فأخبرته فدعاها ، فقال : يا فلانة ! وإن لك ربا غيري ؟ قالت : نعم ، ربي وربك الله ، فأمر ببقرة من نحاس فأحميت ثم أمر بها أن تلقى هي وأولادها فيها ، قالت له : ان لي اليك حاجة ، قال: وما حاجتك ؟ قالت : أحب أن تجمع عظامي وعظام ولدي في ثوب واحد وتدفنا ، قال : ذلك لك علينا من الحق ، قال : فامر بأولادها فألقوا بين يديها واحدا واحدا الى أن انتهى ذلك الى صبي لها مرضع ، وكانها تفاعست من اجله ، قال : يا امه ، اقتحمي فإن عذاب الدنيا اهون من عذاب الآخره ، فاقتحمت )) .
3-سمية بنت خباط ( أم عمار بن ياسر ) :
ما اعظمها من امرأة .... وهاهم المشركون يخرجونها هي وابنها وزوجها الى الصحراء ، حيث التهاب الرمضاء ، والرمال المتقدة ، واخذوا يعذبونهم ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمر بعمار وأمه وأبيه وهم يعذبون بالأبطح في رمضاء مكة فيقول : (( صبرا آل ياسر ، فان موعدكم الجنة )) .
اعتصمت وتمسكت بايمانها وصبرت على العذاب وأبت أن تعطي القوم ما سألوا من الكفر بعد الايمان ، فذهبوا بروحها وأفظعوا قتلها ، فقد أنفذ أبو جهل بن هشام حربته فيها ، فماتت رضي الله عنها وكانت اول شهيده في الاسلام .
4-زنيرة جارية عمر بن الخطاب رضي الله عنهما :
كان كفار قريش يلقونها ، ويحملون لها مكاوي من حديد ، ثم يضعونها بين اعطاف جلدها ، ويدعون الاطفال يعبثون بعينها حتى يذهب بصرها . ولما ذهب بصرها قال المشركون : (( ما أصاب بصرها الا اللات والعزى )) فقالت لهم : (( والله ماهو كذلك ، وما تدري اللات والعزى من يعبدهما ، ولكن هذا امر من السماء والله قادر على ان يرد علي بصري )) قيل : (( فرد عليها بصرها )) فقالت قريش : هذا من سحر محمد صلى الله عليه وسلم . وقد اشتراها أبو بكر واعتقها رضي الله عنه .