
هناك آباء يضربون أبناءهم بسبب أو بدون سبب , ثم يعللون هذا التصرف بأنهم يحسنون تربيته و هنا تبدأ الكارثة , فنفسية الطفل التي تبدأ في التشكل في سن صغيرة في محيط الأسرة تتأثر تأثرا بالغا بالتعرض لهذا الضرب أو الإهانة سواء من الأبوين أو ولي الأمر أيا كان .
بعض الآباء يدعون أن ضربهم غير مبرح و بالتالي لن يتأثر الأبناء لأن هذا الضرب "الخفيف" يكون بمثابة توبيخ حتى يعرف الطفل خطأه و لا يكرره مرة أخرى , و هذا خطأ آخر.

فالحقيقة أنه حين يتعرض الطفل للضرب و الإهانة يشعر بالخوف الشديد , لأن أبويه لم يلجئا إلى مناقشته أو تعريفه ما ارتكبه من خطأ بطريقة هادئة مفيدة , لكنهم لجأوا إلى العنف فضرب الطفل تحت ادعاء أنه يتم "تربيته" , فشعر بخوف شديد قبل الضرب و هو يرى أباه أو أمه مقبلا على ضربه , أو في أثناء الضرب , و هو يشعر بألم شديد ثم يختبىء في مكان ما ( تحت السرير أو في الدولاب أو في الحمام ) , أو و هو يبكي في سريره قبل النوم , هنا بدأ الخوف و الشعور بالذنب يتكون لدى الطفل , و ها هو قد بدأ يتعلم درسا مهما للغاية ألا و هو ( عدم إخبار بابا أو ماما ثانية بما فعلت أو قلت حتى لا يتم ضربي اذا لم يعجبهم مثل هذا التصرف )
هذا هو رجل - أو امرأة – المستقبل , غير صادق , جبان , فاقد الثقة بنفسه .
الواقع إن الشعور المسيطر على الأم و الأب أثناء ضرب الطفل غالبا لا يكون بدافع خوفهم عليه أو على أخلاقه أو لإصلاح سلوكه , و لكن الشعور الغالب وقت ضربه هو الغضب الشديد و الانفعال الغير مروض الذي قد يدفعهم لفعل أي شئ , فيضربون طفلهم بغيظ و في أثناء الضرب يتم سبه بكلمات نابية يسمعها الطفل ربما لأول مرة في حياته , و بذلك قد يكون تعلم دروس جديدة في محيط هذه الأسرة ألا و هي السب و العنف و عدم كظم الغيظ .

سؤال صريح !! تضربون عيالـــــــــكم