بقلم: أمونة المصونة

لم يبقى على رمضان إلا عدة أيام قليلة..
مما قادني إلى لحظة تأمل، لأجعل شريط حياتي يمر علي ..
وجدت فيه من المعاصي ما لا يعد ولا يحصى ..
لم أجد أعمال الخير والبر والصلاح إلا القليل، بل كانت كلها في الماضي ..
تنهدت بحسرة .. من قلب ذاق لوعة الحرمان من البعد عن الله عز وجل، والبعد عن كنف طاعة الرحمن ..
ماذا لدي وماذا أملك ؟!
أملك في لساني بضع أغنيات قذرات ..!
أملك في عيوني نظرات الإعجاب بالرجال..!
أملك في قلبي ميل نحو هذا وذاك ..!
وماذا بعد؟!
أكل هذا سُجل علي في صحيفة أعمالي ؟؟!!
أخذت الحسرة تأكل قلبي...
وتخيلت أعض أصابعي من الندم يوم القيامة ،،
على أيام أضعتها في مشاهدة المسلسلات والأغاني ( الفيديو كليبات )..
لم أترك لشيطان طريق إلا وأدخلته إليه .. حتى أصبحت أعيش حياة العصاة..
وقتها أدركت معنى الحياة الفارغة، حياة العاصين كم هي موحشة...!
ليس فيها إلا التخبط وراء الظلمات، وبعدها التلطم والحسرات !!

أعلنتُ في قلبي أمنية:
" سـأغـيـــــر حـيـاتــــــي "
إن شاء الله
أريد أن أعيش حياة يملؤها النور والإيمان ..
أريد أن يشرق قلبي بحب الله ولايتعلق إلا بالله ..
أريد أن أغتنم الوقت لفعل الخير وكل عمل صالح يقربني إلى ربي ..
أريد أن أذوق طعم حلاوة الإيمان ..
أريد أن أتوب ..
سأغير حياتي وأطهر قلبي وأهيئ مشاعري لاستقبال شهر رمضان شهر البر والإحسان ..
- القصة من حياة الواقع -

عندما شاهدت شريط حياتها .. ومع رمضان ..
تغيرت (( ليلى ))
**
وبكينا معاً ..
تقول ليلى : كنا أربع فتيات لا يهمنا في ليالي رمضان سوى التسكع في الأسواق وإغراء الشباب
وفي أحد الأيام فاجأتنا إحدى الصديقات بأنها لا تريد الخروج معنا بل ستحول وجهتها إلى المسجد لتصلي التراويح ..!!
طبعا أخذنا نستهزئ بها ، ولكنها لم تأبه بنا ، واستمرت على ذلك أياما ، كانت خلالها تنصحنا كثيرا .. ولكننا لم نسمع لها ..
حتى حدث ما لم يكن في الحسبان .. لقد ماتت صديقتنا .. في الوقت الذي كنا نتمشى به في السوق ..!!
تأثرنا كثيرا وقررنا بعدها أن لا نطأ سوقا إلا لحاجة ماسة ملتزمات بالحجاب الشرعي ..
____________________
عندما شاهدت شريط حياتها .. ومع رمضان ..
تغيرت (( نهــى ))
***
ثلاث ركعات ..
أما نهى فتقول :
كنت أحرص كثيرا على صلاة التراويح والقيام ولا أدعها تفوتني سواء ذهبت إلى المسجد أو بقيت في البيت ، وتنتهي علاقتي بصلاة الليل مع انتهاء رمضان المبارك ، حتى صلاة الوتر ولو ركعة واحدة كنت أعجز عنها .
واستمر الحال عدة سنوات حتى سمعت أن من علامة قبول الحسنة ، الحسنة بعدها . والعمل المداومة عليه .. وإن أحب الأعمال إلى الله أدومه وإن قل ، فقررت المحافظة على صلاة الليل ولو ثلاث ركعات فقط ..
_______
عندما شاهدت شريط حياتها .. ومع رمضان ..
تغيرت (( هــدى ))
****
لم أكن أعيش بدون أغاني !
هدى ح. ( 19 سنة ) :
كلما تذكرت كيف حياتي كئيبة ومملة ، أحمد الله أن هداني .
ورغم أنني كنت محافظة على الصلاة ، وأحب الخير إلا أنني لم أكن أستطيع العيش بدون الأغاني ، فقد كانت من أساسيات حياتي ، كنت لا أسير ولا أتحرك إلا والسماعات في أذني .
كلما شعرت بحزن أو ضيق أغلقت غرفتي عليّ ورفعت صوت المسجل ، وكلما فرحت أو استمتعت أسرعت بتشغيله أيضاً .
كانت الأغاني تعني لي الحياة وبدونها لا أستطيع أن أفكر ولا أدرس ولا أستمتع .. وكنت أشعر بتأنيب الضمير والخوف من الله بسببها ، لكنني حاولت وحاولت تركها وعبثاً لم أستطع .
كنت كالسمكة التي تحاول أن تعيش خارج الماء ، كلما ابتعدت عنها شعرت بضيق واختناق فأجري لها مسرعة كالعطشان يبحث عن رشفة ماء والشيطان يوسوس لي أن الله غفور رحيم .
وقبل عامين ، وفي رمضان ، عقدت النية على أن أتركها في هذا الشهر إذ كنت أشعر بالخجل من الله أن أسمعها وأنا صائمة .
فكنت أتركها في النهار ، وفي الليل كنت أسمح لنفسي بالقليل .
ولكن عندما بدأت العشر الأواخر وأصبحت أذهب لصلاة القيام ، تركتها حتى في الليل ، وذات ليلة خرجت من المسجد وأنا متأثرة بدعاء الإمام وصوته الخاشع الذي يهز القلوب ، فأحسست بتفاهة الأغاني . وشعرت كم كنت غبية إذ اعتقدت أنها تريحني بينما ما كانت تزيدني إلا ضيقاً واكتئاباً وحزناً .
فعقدت النية منذ تلك الليلة أن أتركها ولا أعود إليها أبداً ، وأكترث الدعاء لله بأن يعينني على تركها ،
وحتى أعوض الفراغ الذي تركته في حياتي أخذت أشتري أشرطة قرآن لبعض المشائخ الذين لهم أصوات جميلة وخاشعة ، ولأول مرة في حياتي كنت أضع السماعات في أذني وأنا أشعر براحة وطمأنينة تسري في نفسي ، ودون أن أشعر بتأنيب الضمير أو الخوف من الله مما أفعله .
وهنا أنصح كل من ابتليت بسماع الأغاني أن تغتنم فرصة رمضان فهو أنسب وقت لتركها حيث تنشغلين عنها بطاعة الله
والنفس تكون أسهل انقياداً والشيطان أضعف قدرة عليك .
***
اختكم :
**المتفائلة4**
*
*