بسم الله الرحمن الرحيم
حبيت انقل لكم الرابط لني استفدة منه وحبيت لخواتي في عالمي يستفيدون
http://www.zawjan.com/art-989.htm
دعوتكم ربي يسخرلي زوجي ويحقق امنياتي يارررب

ضياءالقمرs @dyaaaalkmrs
عضوة نشيطة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

ضياءالقمرs
•
لحظه بحط الاسباب لان الرابط منفتح عذرآ

عشرة أسباب لدفع شر الحاسد عن المحسود
قال ابن القيم رحمه الله : ويندفع شر الحاسد عن المحسود بعشرة أسباب
أحدها التعوذ بالله تعالى من شره واللجوء والتحصن به واللجوء إليه وهو المقصود بهذه السورة والله تعالى سميع ﻻستعاذته عليم بما يستعيذ منه والسمع هنا المراد به سمع اﻹجابة ﻻ السمع العام فهو مثل قوله سمع الله لمن حمده وقول الخليل : إن ربي لسميع الدعاء .
ومرة يقرنه بالعلم ومرة بالبصر ﻻقتضاء حال المستعيذ ذلك فإنه يستعيذ به من عدو يعلم أن الله تعالى يراه ويعلم كيده وشره فأخبر الله تعالى هذا المستعيذ أنه سميع ﻻستعاذته أي مجيب عليم بكيد عدوه يراه ويبصره لينبسط أمل المستعيذ ويقبل بقلبه على الدعاء
وتأمل حكمة القرآن الكريم كيف جاء في اﻹستعاذة من الشيطان الذي نعلم وجوده وﻻ نراه بلفظ السميع العليم في اﻷعراف والسجدة وجاءت اﻹستعاذة من شر اﻹنس الذين يؤنسون ويرون باﻹبصار بلفظ السميع البصير في سورة حم المؤمن فقال : ( إن الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم إن في صدورهم إﻻ كبر ما هم ببالغيه فاستعذ بالله إنه هو السميع البصير ) غافر 56 ؛ ﻷن أفعال هؤﻻء أفعال معاينة ترى بالبصر . وأما نزع الشيطان فوساوس وخطرات يلقيها في القلب يتعلق بها العلم فأمر باﻹستعاذة بالسميع العليم فيها وأمر باﻹستعاذة بالسميع البصير في باب ما يرى بالبصر ويدرك بالرؤية . والله أعلم
السبب الثاني تقوى الله وحفظه عند أمره ونهيه فمن اتقى الله تولى الله حفظه ولم يكله إلى غيره قال تعالى وإن تصبروا وتتقوا ﻻ يضركم كيدهم شيئا آل عمران 120 وقال النبي صلى الله عليه وسلم . لعبد الله بن عباس احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك . صحيح .
فمن حفظ الله حفظه الله ووجده أمامه أينما توجه ومن كان الله حافظه وأمامه فممن يخاف ولمن يحذر
السبب الثالث الصبر على عدوه وأن ﻻ يقاتله وﻻ يشكوه وﻻ يحدث نفسه بأذاه أصﻼ فما نصر على حاسده وعدوه بمثل الصبر عليه والتوكل على الله وﻻ يستطل تأخيره وبغيه فإنه كلما بغى عليه كان بغيه جندا وقوة للمبغي عليه المحسود يقاتل به الباغي نفسه وهو ﻻ يشعر فبغيه سهام يرميها من نفسه ولو رأي المبغي عليه ذلك لسره بغيه عليه ولكن لضعف بصيرته ﻻ يرى إﻻ صورة البغي دون آخره ومآله وقد قال تعالى: ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثم بغى عليه لينصرنه الله ) الحج 60
فإذا كان الله قد ضمن فإذا كان الله قد ضمن له النصر مع أنه قد استوفى حقه أوﻻ فكيف بمن لم يستوف شيئا من حقه بل بغى عليه وهو صابر وما من الذنوب ذنب أسرع عقوبة من البغي وقطيعة الرحم وقد سبقت سنة الله أنه لو بغى جبل على جبل جعل الباغي منهما دكا .
السبب الرابع التوكل على الله ( ومن يتوكل على الله فهو حسبه) الطﻼق 3
والتوكل من أقوى اﻷسباب التي يدفع بها العبد ما ﻻ يطيق من أذى الخلق وظلمهم وعدوانهم وهو من أقوى اﻷسباب في ذلك فإن الله حسبه أي كافية ومن كان الله كافيه وواقيه فﻼ مطمع فيه لعدوه وﻻ يضره إﻻ أذى ﻻ بد منه كالحر والبرد والجوع والعطش وأما أن يضره بما يبلغ منه مراده فﻼ يكون أبدا وفرق بين اﻷذى الذي هو في الظاهر إيذاء له وهو في الحقيقة إحسان إليه وإضرار بنفسه وبين الضرر الذي يتشفى به منه قال بعض السلف جعل الله تعالى لكل عمل جزاء من جنسه وجعل جزاء التوكل عليه نفس كفايته لعبده فقال : ( ومن يتوكل على الله فهو حسبه ) ولم يقل نؤته كذا وكذا من اﻷجر كما قال في اﻷعمال بل جعل نفسه سبحانه كافي عبده المتوكل عليه وحسبه وواقيه فلو توكل العبد على الله تعالى حق توكله وكادته السموات واﻷرض ومن فيهن لجعل له مخرجا من ذلك وكفاه ونصره .
السبب الخامس فراغ القلب من اﻹشتغال به والفكر فيه وأن يقصد أن يمحوه من باله كلما خطر له فﻼ يلتفت إليه وﻻ يخافه وﻻ يمﻸ قلبه بالفكر فيه وهذا من أنفع اﻷدوية وأقوى اﻷسباب المعينة على اندفاع شره فإن هذا بمنزلة من يطلبه عدوه ليمسكه ويؤذيه فإذا لم يتعرض له وﻻ تماسك هو وإياه بل انعزل عنه لم يقدر عليه فإذا تماسكا وتعلق كل منهما بصاحبه حصل الشر .
وهكذا اﻷرواح سواء فإذا علق روحه وشبثها به وروح الحاسد الباغي متعلقة به يقظة ومناما ﻻ يفتر عنه وهو يتمنى أن يتماسك الروحان ويتشبثا فإذا تعلقت كل روح منهما باﻷخرى عدم القرار ودام الشر حتى يهلك أحدهما
فإذا جبذ روحه عنه وصانها عن الفكر فيه والتعلق به وأن ﻻ يخطره بباله فإذا خطر بباله بادر إلى محو ذلك الخاطر واﻹشتغال بما هو أنفع له وأولى به بقي الحاسد الباغي يأكل بعضه بعضا فإن الحسد كالنار فإذا لم تجد ما تأكله أكل بعضها بعضا .
وهذا باب عظيم النفع ﻻ يلقاه إﻻ أصحاب النفوس الشريفة والهمم العالية وبين الكيس الفطن وبينه حتى يذوق حﻼوته وطيبه ونعيمه كأنه يرى من أعظم عذاب القلب والروح اشتغاله بعدوه وتعلق روحه به وﻻ يرى شيئا ألم لروحه من ذلك وﻻ يصدق بهذا إﻻ النفوس المطمئنة الوارعة اللينة التي رضيت بوكالة الله لها وعلمت أن نصره له خير من انتصارها هي لنفسها فوثقت بالله وسكنت إليه واطمأنت به وعلمت أن ضمانه حق ووعده صدق وأنه ﻻ أوفى بعهده من الله وﻻ أصدق منه قيﻼ فعلمت أن نصره لها أقوى وأثبت وأدوم وأعظم فائدة من نصرها هي لنفسها أو نصر مخلوق مثلها لها وﻻ يقوى على هذا إﻻ بالسبب السادس :
وهو اﻹقبال على الله واﻹخﻼص له وجعل محبته وترضيه واﻹنابة إليه في محل خواطر نفسه وأمانيها تدب فيها دبيب الخواطر شيئا فشيئا حتى يقهرها ويغمرها ويذهبها بالكلية فتبقى خواطره وهواجسه وأمانيه كلها في محاب الرب والتقرب إليه وتملقه وترضيه واستعطافه وذكره كما يذكر المحب التام المحبة لمحبوبه المحسن إليه الذي قد امتﻸت جوانحه من حبه فﻼ يجعل بيت إنكاره وقلبه معمورا بالفكر في حاسده والباغي عليه والطريق إلى اﻹنتقام منه والتدبير عليه هذا ما ﻻ يتسع له إﻻ قلب خراب لم تسكن فيه محبة الله وإجﻼله وطلب مرضاته
بل إذا مسه طيف من ذلك واجتاز ببابه من خارج ناداه حرس قلبه إياك وحمى الملك إذهب إلى بيوت الخانات التي كل من جاء حل فيها ونزل بها ما لك ولبيت السلطان الذي أقام عليه اليزك وأدار عليه الحرس وأحاطه بالسور
قال تعالى حكاية عن عدوه إبليس أنه قال : ( فبعزتك ﻷغوينهم أجمعين إﻻ عبادك منهم المخلصين ) ص آية 81 82 قال تعالى : ( إن عبادي ليس لك عليهم سلطان ) الحجر 42 .
وقال : ( إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون ) النحل 100
وقال في حق الصديق : ( كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين ) يوسف 24
فما أعظم سعادة من دخل هذا الحصن وصار داخل اليزك لقد آوى إلى حصن ﻻ خوف على من تحصن به وﻻ ضيعة على من آوى إليه وﻻ مطمع للعدو في الدنو إليه منه و( ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم ) الجمعة 4
قال ابن القيم رحمه الله : ويندفع شر الحاسد عن المحسود بعشرة أسباب
أحدها التعوذ بالله تعالى من شره واللجوء والتحصن به واللجوء إليه وهو المقصود بهذه السورة والله تعالى سميع ﻻستعاذته عليم بما يستعيذ منه والسمع هنا المراد به سمع اﻹجابة ﻻ السمع العام فهو مثل قوله سمع الله لمن حمده وقول الخليل : إن ربي لسميع الدعاء .
ومرة يقرنه بالعلم ومرة بالبصر ﻻقتضاء حال المستعيذ ذلك فإنه يستعيذ به من عدو يعلم أن الله تعالى يراه ويعلم كيده وشره فأخبر الله تعالى هذا المستعيذ أنه سميع ﻻستعاذته أي مجيب عليم بكيد عدوه يراه ويبصره لينبسط أمل المستعيذ ويقبل بقلبه على الدعاء
وتأمل حكمة القرآن الكريم كيف جاء في اﻹستعاذة من الشيطان الذي نعلم وجوده وﻻ نراه بلفظ السميع العليم في اﻷعراف والسجدة وجاءت اﻹستعاذة من شر اﻹنس الذين يؤنسون ويرون باﻹبصار بلفظ السميع البصير في سورة حم المؤمن فقال : ( إن الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم إن في صدورهم إﻻ كبر ما هم ببالغيه فاستعذ بالله إنه هو السميع البصير ) غافر 56 ؛ ﻷن أفعال هؤﻻء أفعال معاينة ترى بالبصر . وأما نزع الشيطان فوساوس وخطرات يلقيها في القلب يتعلق بها العلم فأمر باﻹستعاذة بالسميع العليم فيها وأمر باﻹستعاذة بالسميع البصير في باب ما يرى بالبصر ويدرك بالرؤية . والله أعلم
السبب الثاني تقوى الله وحفظه عند أمره ونهيه فمن اتقى الله تولى الله حفظه ولم يكله إلى غيره قال تعالى وإن تصبروا وتتقوا ﻻ يضركم كيدهم شيئا آل عمران 120 وقال النبي صلى الله عليه وسلم . لعبد الله بن عباس احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك . صحيح .
فمن حفظ الله حفظه الله ووجده أمامه أينما توجه ومن كان الله حافظه وأمامه فممن يخاف ولمن يحذر
السبب الثالث الصبر على عدوه وأن ﻻ يقاتله وﻻ يشكوه وﻻ يحدث نفسه بأذاه أصﻼ فما نصر على حاسده وعدوه بمثل الصبر عليه والتوكل على الله وﻻ يستطل تأخيره وبغيه فإنه كلما بغى عليه كان بغيه جندا وقوة للمبغي عليه المحسود يقاتل به الباغي نفسه وهو ﻻ يشعر فبغيه سهام يرميها من نفسه ولو رأي المبغي عليه ذلك لسره بغيه عليه ولكن لضعف بصيرته ﻻ يرى إﻻ صورة البغي دون آخره ومآله وقد قال تعالى: ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثم بغى عليه لينصرنه الله ) الحج 60
فإذا كان الله قد ضمن فإذا كان الله قد ضمن له النصر مع أنه قد استوفى حقه أوﻻ فكيف بمن لم يستوف شيئا من حقه بل بغى عليه وهو صابر وما من الذنوب ذنب أسرع عقوبة من البغي وقطيعة الرحم وقد سبقت سنة الله أنه لو بغى جبل على جبل جعل الباغي منهما دكا .
السبب الرابع التوكل على الله ( ومن يتوكل على الله فهو حسبه) الطﻼق 3
والتوكل من أقوى اﻷسباب التي يدفع بها العبد ما ﻻ يطيق من أذى الخلق وظلمهم وعدوانهم وهو من أقوى اﻷسباب في ذلك فإن الله حسبه أي كافية ومن كان الله كافيه وواقيه فﻼ مطمع فيه لعدوه وﻻ يضره إﻻ أذى ﻻ بد منه كالحر والبرد والجوع والعطش وأما أن يضره بما يبلغ منه مراده فﻼ يكون أبدا وفرق بين اﻷذى الذي هو في الظاهر إيذاء له وهو في الحقيقة إحسان إليه وإضرار بنفسه وبين الضرر الذي يتشفى به منه قال بعض السلف جعل الله تعالى لكل عمل جزاء من جنسه وجعل جزاء التوكل عليه نفس كفايته لعبده فقال : ( ومن يتوكل على الله فهو حسبه ) ولم يقل نؤته كذا وكذا من اﻷجر كما قال في اﻷعمال بل جعل نفسه سبحانه كافي عبده المتوكل عليه وحسبه وواقيه فلو توكل العبد على الله تعالى حق توكله وكادته السموات واﻷرض ومن فيهن لجعل له مخرجا من ذلك وكفاه ونصره .
السبب الخامس فراغ القلب من اﻹشتغال به والفكر فيه وأن يقصد أن يمحوه من باله كلما خطر له فﻼ يلتفت إليه وﻻ يخافه وﻻ يمﻸ قلبه بالفكر فيه وهذا من أنفع اﻷدوية وأقوى اﻷسباب المعينة على اندفاع شره فإن هذا بمنزلة من يطلبه عدوه ليمسكه ويؤذيه فإذا لم يتعرض له وﻻ تماسك هو وإياه بل انعزل عنه لم يقدر عليه فإذا تماسكا وتعلق كل منهما بصاحبه حصل الشر .
وهكذا اﻷرواح سواء فإذا علق روحه وشبثها به وروح الحاسد الباغي متعلقة به يقظة ومناما ﻻ يفتر عنه وهو يتمنى أن يتماسك الروحان ويتشبثا فإذا تعلقت كل روح منهما باﻷخرى عدم القرار ودام الشر حتى يهلك أحدهما
فإذا جبذ روحه عنه وصانها عن الفكر فيه والتعلق به وأن ﻻ يخطره بباله فإذا خطر بباله بادر إلى محو ذلك الخاطر واﻹشتغال بما هو أنفع له وأولى به بقي الحاسد الباغي يأكل بعضه بعضا فإن الحسد كالنار فإذا لم تجد ما تأكله أكل بعضها بعضا .
وهذا باب عظيم النفع ﻻ يلقاه إﻻ أصحاب النفوس الشريفة والهمم العالية وبين الكيس الفطن وبينه حتى يذوق حﻼوته وطيبه ونعيمه كأنه يرى من أعظم عذاب القلب والروح اشتغاله بعدوه وتعلق روحه به وﻻ يرى شيئا ألم لروحه من ذلك وﻻ يصدق بهذا إﻻ النفوس المطمئنة الوارعة اللينة التي رضيت بوكالة الله لها وعلمت أن نصره له خير من انتصارها هي لنفسها فوثقت بالله وسكنت إليه واطمأنت به وعلمت أن ضمانه حق ووعده صدق وأنه ﻻ أوفى بعهده من الله وﻻ أصدق منه قيﻼ فعلمت أن نصره لها أقوى وأثبت وأدوم وأعظم فائدة من نصرها هي لنفسها أو نصر مخلوق مثلها لها وﻻ يقوى على هذا إﻻ بالسبب السادس :
وهو اﻹقبال على الله واﻹخﻼص له وجعل محبته وترضيه واﻹنابة إليه في محل خواطر نفسه وأمانيها تدب فيها دبيب الخواطر شيئا فشيئا حتى يقهرها ويغمرها ويذهبها بالكلية فتبقى خواطره وهواجسه وأمانيه كلها في محاب الرب والتقرب إليه وتملقه وترضيه واستعطافه وذكره كما يذكر المحب التام المحبة لمحبوبه المحسن إليه الذي قد امتﻸت جوانحه من حبه فﻼ يجعل بيت إنكاره وقلبه معمورا بالفكر في حاسده والباغي عليه والطريق إلى اﻹنتقام منه والتدبير عليه هذا ما ﻻ يتسع له إﻻ قلب خراب لم تسكن فيه محبة الله وإجﻼله وطلب مرضاته
بل إذا مسه طيف من ذلك واجتاز ببابه من خارج ناداه حرس قلبه إياك وحمى الملك إذهب إلى بيوت الخانات التي كل من جاء حل فيها ونزل بها ما لك ولبيت السلطان الذي أقام عليه اليزك وأدار عليه الحرس وأحاطه بالسور
قال تعالى حكاية عن عدوه إبليس أنه قال : ( فبعزتك ﻷغوينهم أجمعين إﻻ عبادك منهم المخلصين ) ص آية 81 82 قال تعالى : ( إن عبادي ليس لك عليهم سلطان ) الحجر 42 .
وقال : ( إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون ) النحل 100
وقال في حق الصديق : ( كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين ) يوسف 24
فما أعظم سعادة من دخل هذا الحصن وصار داخل اليزك لقد آوى إلى حصن ﻻ خوف على من تحصن به وﻻ ضيعة على من آوى إليه وﻻ مطمع للعدو في الدنو إليه منه و( ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم ) الجمعة 4

ضياءالقمرs :
عشرة أسباب لدفع شر الحاسد عن المحسود قال ابن القيم رحمه الله : ويندفع شر الحاسد عن المحسود بعشرة أسباب أحدها التعوذ بالله تعالى من شره واللجوء والتحصن به واللجوء إليه وهو المقصود بهذه السورة والله تعالى سميع ﻻستعاذته عليم بما يستعيذ منه والسمع هنا المراد به سمع اﻹجابة ﻻ السمع العام فهو مثل قوله سمع الله لمن حمده وقول الخليل : إن ربي لسميع الدعاء . ومرة يقرنه بالعلم ومرة بالبصر ﻻقتضاء حال المستعيذ ذلك فإنه يستعيذ به من عدو يعلم أن الله تعالى يراه ويعلم كيده وشره فأخبر الله تعالى هذا المستعيذ أنه سميع ﻻستعاذته أي مجيب عليم بكيد عدوه يراه ويبصره لينبسط أمل المستعيذ ويقبل بقلبه على الدعاء وتأمل حكمة القرآن الكريم كيف جاء في اﻹستعاذة من الشيطان الذي نعلم وجوده وﻻ نراه بلفظ السميع العليم في اﻷعراف والسجدة وجاءت اﻹستعاذة من شر اﻹنس الذين يؤنسون ويرون باﻹبصار بلفظ السميع البصير في سورة حم المؤمن فقال : ( إن الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم إن في صدورهم إﻻ كبر ما هم ببالغيه فاستعذ بالله إنه هو السميع البصير ) غافر 56 ؛ ﻷن أفعال هؤﻻء أفعال معاينة ترى بالبصر . وأما نزع الشيطان فوساوس وخطرات يلقيها في القلب يتعلق بها العلم فأمر باﻹستعاذة بالسميع العليم فيها وأمر باﻹستعاذة بالسميع البصير في باب ما يرى بالبصر ويدرك بالرؤية . والله أعلم السبب الثاني تقوى الله وحفظه عند أمره ونهيه فمن اتقى الله تولى الله حفظه ولم يكله إلى غيره قال تعالى وإن تصبروا وتتقوا ﻻ يضركم كيدهم شيئا آل عمران 120 وقال النبي صلى الله عليه وسلم . لعبد الله بن عباس احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك . صحيح . فمن حفظ الله حفظه الله ووجده أمامه أينما توجه ومن كان الله حافظه وأمامه فممن يخاف ولمن يحذر السبب الثالث الصبر على عدوه وأن ﻻ يقاتله وﻻ يشكوه وﻻ يحدث نفسه بأذاه أصﻼ فما نصر على حاسده وعدوه بمثل الصبر عليه والتوكل على الله وﻻ يستطل تأخيره وبغيه فإنه كلما بغى عليه كان بغيه جندا وقوة للمبغي عليه المحسود يقاتل به الباغي نفسه وهو ﻻ يشعر فبغيه سهام يرميها من نفسه ولو رأي المبغي عليه ذلك لسره بغيه عليه ولكن لضعف بصيرته ﻻ يرى إﻻ صورة البغي دون آخره ومآله وقد قال تعالى: ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثم بغى عليه لينصرنه الله ) الحج 60 فإذا كان الله قد ضمن فإذا كان الله قد ضمن له النصر مع أنه قد استوفى حقه أوﻻ فكيف بمن لم يستوف شيئا من حقه بل بغى عليه وهو صابر وما من الذنوب ذنب أسرع عقوبة من البغي وقطيعة الرحم وقد سبقت سنة الله أنه لو بغى جبل على جبل جعل الباغي منهما دكا . السبب الرابع التوكل على الله ( ومن يتوكل على الله فهو حسبه) الطﻼق 3 والتوكل من أقوى اﻷسباب التي يدفع بها العبد ما ﻻ يطيق من أذى الخلق وظلمهم وعدوانهم وهو من أقوى اﻷسباب في ذلك فإن الله حسبه أي كافية ومن كان الله كافيه وواقيه فﻼ مطمع فيه لعدوه وﻻ يضره إﻻ أذى ﻻ بد منه كالحر والبرد والجوع والعطش وأما أن يضره بما يبلغ منه مراده فﻼ يكون أبدا وفرق بين اﻷذى الذي هو في الظاهر إيذاء له وهو في الحقيقة إحسان إليه وإضرار بنفسه وبين الضرر الذي يتشفى به منه قال بعض السلف جعل الله تعالى لكل عمل جزاء من جنسه وجعل جزاء التوكل عليه نفس كفايته لعبده فقال : ( ومن يتوكل على الله فهو حسبه ) ولم يقل نؤته كذا وكذا من اﻷجر كما قال في اﻷعمال بل جعل نفسه سبحانه كافي عبده المتوكل عليه وحسبه وواقيه فلو توكل العبد على الله تعالى حق توكله وكادته السموات واﻷرض ومن فيهن لجعل له مخرجا من ذلك وكفاه ونصره . السبب الخامس فراغ القلب من اﻹشتغال به والفكر فيه وأن يقصد أن يمحوه من باله كلما خطر له فﻼ يلتفت إليه وﻻ يخافه وﻻ يمﻸ قلبه بالفكر فيه وهذا من أنفع اﻷدوية وأقوى اﻷسباب المعينة على اندفاع شره فإن هذا بمنزلة من يطلبه عدوه ليمسكه ويؤذيه فإذا لم يتعرض له وﻻ تماسك هو وإياه بل انعزل عنه لم يقدر عليه فإذا تماسكا وتعلق كل منهما بصاحبه حصل الشر . وهكذا اﻷرواح سواء فإذا علق روحه وشبثها به وروح الحاسد الباغي متعلقة به يقظة ومناما ﻻ يفتر عنه وهو يتمنى أن يتماسك الروحان ويتشبثا فإذا تعلقت كل روح منهما باﻷخرى عدم القرار ودام الشر حتى يهلك أحدهما فإذا جبذ روحه عنه وصانها عن الفكر فيه والتعلق به وأن ﻻ يخطره بباله فإذا خطر بباله بادر إلى محو ذلك الخاطر واﻹشتغال بما هو أنفع له وأولى به بقي الحاسد الباغي يأكل بعضه بعضا فإن الحسد كالنار فإذا لم تجد ما تأكله أكل بعضها بعضا . وهذا باب عظيم النفع ﻻ يلقاه إﻻ أصحاب النفوس الشريفة والهمم العالية وبين الكيس الفطن وبينه حتى يذوق حﻼوته وطيبه ونعيمه كأنه يرى من أعظم عذاب القلب والروح اشتغاله بعدوه وتعلق روحه به وﻻ يرى شيئا ألم لروحه من ذلك وﻻ يصدق بهذا إﻻ النفوس المطمئنة الوارعة اللينة التي رضيت بوكالة الله لها وعلمت أن نصره له خير من انتصارها هي لنفسها فوثقت بالله وسكنت إليه واطمأنت به وعلمت أن ضمانه حق ووعده صدق وأنه ﻻ أوفى بعهده من الله وﻻ أصدق منه قيﻼ فعلمت أن نصره لها أقوى وأثبت وأدوم وأعظم فائدة من نصرها هي لنفسها أو نصر مخلوق مثلها لها وﻻ يقوى على هذا إﻻ بالسبب السادس : وهو اﻹقبال على الله واﻹخﻼص له وجعل محبته وترضيه واﻹنابة إليه في محل خواطر نفسه وأمانيها تدب فيها دبيب الخواطر شيئا فشيئا حتى يقهرها ويغمرها ويذهبها بالكلية فتبقى خواطره وهواجسه وأمانيه كلها في محاب الرب والتقرب إليه وتملقه وترضيه واستعطافه وذكره كما يذكر المحب التام المحبة لمحبوبه المحسن إليه الذي قد امتﻸت جوانحه من حبه فﻼ يجعل بيت إنكاره وقلبه معمورا بالفكر في حاسده والباغي عليه والطريق إلى اﻹنتقام منه والتدبير عليه هذا ما ﻻ يتسع له إﻻ قلب خراب لم تسكن فيه محبة الله وإجﻼله وطلب مرضاته بل إذا مسه طيف من ذلك واجتاز ببابه من خارج ناداه حرس قلبه إياك وحمى الملك إذهب إلى بيوت الخانات التي كل من جاء حل فيها ونزل بها ما لك ولبيت السلطان الذي أقام عليه اليزك وأدار عليه الحرس وأحاطه بالسور قال تعالى حكاية عن عدوه إبليس أنه قال : ( فبعزتك ﻷغوينهم أجمعين إﻻ عبادك منهم المخلصين ) ص آية 81 82 قال تعالى : ( إن عبادي ليس لك عليهم سلطان ) الحجر 42 . وقال : ( إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون ) النحل 100 وقال في حق الصديق : ( كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين ) يوسف 24 فما أعظم سعادة من دخل هذا الحصن وصار داخل اليزك لقد آوى إلى حصن ﻻ خوف على من تحصن به وﻻ ضيعة على من آوى إليه وﻻ مطمع للعدو في الدنو إليه منه و( ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم ) الجمعة 4عشرة أسباب لدفع شر الحاسد عن المحسود قال ابن القيم رحمه الله : ويندفع شر الحاسد عن المحسود...
السبب السابع تجريد التوبة إلى الله من الذنوب التي سلطت عليهأعداءه فإن الله تعالى يقول: ( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ) الشورى 30
وقال لخير الخلق وهم أصحاب نبيه دونه : ( أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثلها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم ) آل عمران 165
فما سلط على العبد من يؤذيه إﻻ بذنب يعلمه أو ﻻ يعلمه وما ﻻ يعلمه العبد من ذنوبه أضعاف ما يعلمه منها وما ينساه مما علمه وعمله أضعاف ما يذكره .
وفي الدعاء المشهور اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم وأستغفرك لم ﻻ أعلم فما يحتاج العبد إلى اﻹستغفار منه مما ﻻ يعلمه أضعاف أضعاف ما يعلمه فما سلط عليه مؤذ إﻻ بذنب
ولقي بعض السلف رجل فأغلظ له ونال منه فقال له قف حتى أدخل البيت ثم أخرج إليك فدخل فسجد لله وتضرع إليه وتاب وأناب إلى ربه ثم خرج إليه فقال له ما صنعت فقال تبت إلى الله من الذنب الذي سلطك به علي .
السبب الثامن الصدقة واﻹحسان ما أمكنه فإن لذلك تأثيرا عجيبا في دفع البﻼء ودفع العين وشر الحاسد ولو لم يكن في هذا إﻻ تجارب اﻷمم قديما وحديثا لكفى به فما يكاد العين والحسد واﻷذى يتسلط على محسن متصدق وإن أصابه شيء من ذلك كان معامﻼ فيه باللطف والمعونة والتأييد وكانت له فيه العاقبة الحميدة .
فالمحسن المتصدق في خفارة إحسانه وصدقته عليه من الله جنة واقية وحصن حصين وبالجملة فالشكر حارس النعمة من كل ما يكون سببا لزوالها
ومن أقوى اﻷسباب حسد الحاسد والعائن فإنه ﻻ يفتر وﻻ يني وﻻ يبرد قلبه حتى تزول النعمة عن المحسود فحينئذ يبرد أنينه وتنطفيء ناره ﻻ أطفأها الله فما حرس العبد نعمة الله تعالى عليه بمثل شكرها وﻻ عرضها للزوال بمثل العمل فيها بمعاصي الله وهو كفران النعمة وهو باب إلى كفران المنعم .
فالمحسن المتصدق يستخدم جندا وعسكرا يقاتلون عنه وهو نائم على فراشه فمن لم يكن له جند وﻻ عسكر وله عدو فإنه يوشك أن يظفر به عدوه وإن تأخرت مدة الظفر والله المستعان .
السبب التاسع وهو من أصعب اﻷسباب على النفس وأشقها عليها وﻻ يوفق له إﻻ من عظم حظه من الله وهو إطفاء نار الحاسدوالباغي والمؤذي باﻹحسان إليه فكلما ازداد أذى وشرا وبغيا وحسدا ازددت إليه إحسانا وله نصيحة وعليه شفقة وما أظنك تصدق بأن هذا يكون فضﻼ عن أن تتعاطاه فاسمع اﻵن قوله عز وجل : ( وﻻ تستوي الحسنة وﻻ السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم وما يلقاها إﻻ الذين صبروا وما يلقاها إﻻ ذو حظ عظيم وأما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم ) فصلت 34 36 .
وقال : ( أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا ويدرأون بالحسنة السيئة ومما رزقناهم ينفقون ) القصص 54
وتأمل حال النبي الذي حكى عنه نبينا أنه ضربه قومه حتى أدموه فجعل يسلت الدم عنه ويقول اللهم اغفر لقومي فإنهم ﻻ يعلمون . رواه البخاري ومسلم .
كيف جمع في هذه الكلمات أربع مقامات من اﻹحسان قابل بها إساءتهم العظيمة إليه أحدها عفوه عنهم والثاني استغفاره لهم الثالث اعتذاره عنهم بأنهم ﻻ يعلمون الرابع استعطافه لهم بإضافتهم إليه فقال اغفر لقومي كما يقول الرجل لمن يشفع عنده فيمن يتصل به هذا ولدي هذا غﻼمي هذا صاحبي فهبه لي
واسمع اﻵن ما الذي يسهل هذا على النفس ويطيبه إليها وينعمها به اعلم أن لك ذنوبا بينك وبين الله تخاف عواقبها وترجوه أن يعفو عنها ويغفرها لك ويهبها لك
ومع هذا ﻻ يقتصر على مجرد العفو والمسامحة حتى ينعم عليك ويكرمك ويجلب إليك من المنافع واﻹحسان فوق ما تؤمله فإذا كنت ترجو هذا من ربك أن يقابل به إساءتك فما أوﻻك وأجدرك أن تعامل به خلقه وتقابل به إساءتهم ليعاملك الله هذه المعاملة فإن الجزاء من جنس العمل فكما تعمل مع الناس في إساءتهم في حقك يفعل الله معك في ذنوبك وإساءتك جزاء وفاقا فانتقم بعد ذلك أو اعف وأحسن أو اترك فكما تدين تدان وكما تفعل مع عباده يفعل معك فمن تصور هذا المعنى وشغل به فكره هان عليه اﻹحسان إلى ما أساء إليه هذا مع ما يحصل له بذلك من نصر الله ومعيته الخاصة كما قال النبي للذي شكى إليه قرابته وأنه يحسن إليهم وهم يسيئون إليه فقال ﻻ يزال معك من الله ظهير ما دمت على ذلك . رواه مسلم .
هذا مع ما يتعجله من ثناء الناس عليه ويصيرون كلهم معه على خصمه فإنه كل من سمع أنه محسن إلى ذلك الغير وهو مسيء إليه وجد قلبه ودعاءه وهمته مع المحسن على المسيء وذلك أمر فطري فطر الله عباده فهو بهذا اﻹحسان قد استخدم عسكرا ﻻ يعرفهم وﻻ يعرفونه وﻻ يريدون منه إقطاعا وﻻ خبرا هذا مع أنه ﻻ بد له مع عدوه وحاسده من إحدى حالتين إما أن يملكه بإحسانه فيستعبده وينقاد له ويذل له ويبقى من أحب الناس إليه وإما أن يفتت كبده ويقطع دابره إن أقام على إساءته إليه فإنه يذيقه بإحسانه أضعاف ما ينال منه بانتقامه ومن جرب هذا عرفه حق المعرفة والله هو الموفق المعين بيده الخير كله ﻻ إله غيره وهو المسئول أن يستعملنا وإخواننا في ذلك بمنه وكرمه .
السبب العاشر وهو الجامع لذلك كله وعليه مدار هذه اﻷسباب وهو تجريد التوحيد والترحل بالفكر في اﻷسباب إلى المسبب العزيز الحكيم والعلم بأن هذه آﻻت بمنزلة حركات الرياح وهي بيد محركها وفاطرها وبارئها وﻻ تضر وﻻ تنفع إﻻ بإذنه فهو الذي يحسن عبده بها وهو الذي يصرفها عنه وحده ﻻ أحد سواه قال تعالى : ( وإن يمسسك الله بضر فﻼ كاشف له إﻻ هو وإن يردك بخير فﻼ راد لفضله) اﻷنعام 17
وقال النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عباس رضي الله عنهما : ( واعلم أن اﻷمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك لم ينفعوك إﻻ بشيء كتبه الله لك ، ولو اجتمعوا على أن يضروك لم يضروك إﻻ بشيء كتبه الله عليك ) . صحيح .
فإذا جرد العبد التوحيد فقد خرج من قلبه خوف ما سواه وكان عدوه أهون عليه من أن يخافه مع الله تعالى بل يفرد الله بالمخافة وقد أمنه منه وخرج من قلبه اهتمامه به واشتغاله به وفكره فيه وتجرد الله محبة وخشية وإنابة وتوكﻼ واشتغاﻻ به عن غيره فيرى أن إعماله فكره في أمر عدوه وخوفه منه واشتغاله به من نقص توحيده وإﻻ فلوجرد توحيده لكان له فيه شغل شاغل والله يتولى حفظه والدفع عنه فإن الله يدافع عن الذين آمنوا فإن كان مؤمنا فالله يدافع عنه وﻻ بد وبحسب إيمانه يكون دفاع الله عنه فإن كمل إيمانه كان دفع الله عنه أتم دفع وإن مزج مزج له وإن كان مرة ومرة فالله له مرة ومرة كما قال بعض السلف من أقبل على الله بكليته أقبل الله عليه جملة ومن أعرض عن الله بكليته أعرض الله عنه جملة ومن كان مرة ومرة فالله له مرة ومرة .
فالتوحيد حصن الله اﻷعظم الذي من دخله كان من اﻵمنين .
قال بعض السلف من خاف الله خافه كل شيء، ومن لم يخف الله أخافه من كل شيء .
فهذه عشرة أسباب يندفع بها شر الحاسد والعائن والساحر وليس له أنفع من التوجه إلى الله وإقباله عليه وتوكله عليه وثقته به وأن ﻻ يخاف معه غيره بل يكون خوفه منه وحده وﻻ يرجوا سواه بل يرجوه وحده فﻼ يعلق قلبه بغيره وﻻ يستغيث بسواه وﻻ يرجو إﻻ إياه ومتى علق قلبه بغيره ورجاه وخافه وكل إليه وخذل من جهته فمن خاف شيئا غير الله سلط عليه ومن رجا شيئا سوى الله خذل من جهته وحرم خيره هذه سنة الله في خلقه ( ولن تجد لسنة الله تبديﻼ) اﻷحزاب 62 . – انظر بدائع الفوائد2/315-
وقال لخير الخلق وهم أصحاب نبيه دونه : ( أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثلها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم ) آل عمران 165
فما سلط على العبد من يؤذيه إﻻ بذنب يعلمه أو ﻻ يعلمه وما ﻻ يعلمه العبد من ذنوبه أضعاف ما يعلمه منها وما ينساه مما علمه وعمله أضعاف ما يذكره .
وفي الدعاء المشهور اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم وأستغفرك لم ﻻ أعلم فما يحتاج العبد إلى اﻹستغفار منه مما ﻻ يعلمه أضعاف أضعاف ما يعلمه فما سلط عليه مؤذ إﻻ بذنب
ولقي بعض السلف رجل فأغلظ له ونال منه فقال له قف حتى أدخل البيت ثم أخرج إليك فدخل فسجد لله وتضرع إليه وتاب وأناب إلى ربه ثم خرج إليه فقال له ما صنعت فقال تبت إلى الله من الذنب الذي سلطك به علي .
السبب الثامن الصدقة واﻹحسان ما أمكنه فإن لذلك تأثيرا عجيبا في دفع البﻼء ودفع العين وشر الحاسد ولو لم يكن في هذا إﻻ تجارب اﻷمم قديما وحديثا لكفى به فما يكاد العين والحسد واﻷذى يتسلط على محسن متصدق وإن أصابه شيء من ذلك كان معامﻼ فيه باللطف والمعونة والتأييد وكانت له فيه العاقبة الحميدة .
فالمحسن المتصدق في خفارة إحسانه وصدقته عليه من الله جنة واقية وحصن حصين وبالجملة فالشكر حارس النعمة من كل ما يكون سببا لزوالها
ومن أقوى اﻷسباب حسد الحاسد والعائن فإنه ﻻ يفتر وﻻ يني وﻻ يبرد قلبه حتى تزول النعمة عن المحسود فحينئذ يبرد أنينه وتنطفيء ناره ﻻ أطفأها الله فما حرس العبد نعمة الله تعالى عليه بمثل شكرها وﻻ عرضها للزوال بمثل العمل فيها بمعاصي الله وهو كفران النعمة وهو باب إلى كفران المنعم .
فالمحسن المتصدق يستخدم جندا وعسكرا يقاتلون عنه وهو نائم على فراشه فمن لم يكن له جند وﻻ عسكر وله عدو فإنه يوشك أن يظفر به عدوه وإن تأخرت مدة الظفر والله المستعان .
السبب التاسع وهو من أصعب اﻷسباب على النفس وأشقها عليها وﻻ يوفق له إﻻ من عظم حظه من الله وهو إطفاء نار الحاسدوالباغي والمؤذي باﻹحسان إليه فكلما ازداد أذى وشرا وبغيا وحسدا ازددت إليه إحسانا وله نصيحة وعليه شفقة وما أظنك تصدق بأن هذا يكون فضﻼ عن أن تتعاطاه فاسمع اﻵن قوله عز وجل : ( وﻻ تستوي الحسنة وﻻ السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم وما يلقاها إﻻ الذين صبروا وما يلقاها إﻻ ذو حظ عظيم وأما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم ) فصلت 34 36 .
وقال : ( أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا ويدرأون بالحسنة السيئة ومما رزقناهم ينفقون ) القصص 54
وتأمل حال النبي الذي حكى عنه نبينا أنه ضربه قومه حتى أدموه فجعل يسلت الدم عنه ويقول اللهم اغفر لقومي فإنهم ﻻ يعلمون . رواه البخاري ومسلم .
كيف جمع في هذه الكلمات أربع مقامات من اﻹحسان قابل بها إساءتهم العظيمة إليه أحدها عفوه عنهم والثاني استغفاره لهم الثالث اعتذاره عنهم بأنهم ﻻ يعلمون الرابع استعطافه لهم بإضافتهم إليه فقال اغفر لقومي كما يقول الرجل لمن يشفع عنده فيمن يتصل به هذا ولدي هذا غﻼمي هذا صاحبي فهبه لي
واسمع اﻵن ما الذي يسهل هذا على النفس ويطيبه إليها وينعمها به اعلم أن لك ذنوبا بينك وبين الله تخاف عواقبها وترجوه أن يعفو عنها ويغفرها لك ويهبها لك
ومع هذا ﻻ يقتصر على مجرد العفو والمسامحة حتى ينعم عليك ويكرمك ويجلب إليك من المنافع واﻹحسان فوق ما تؤمله فإذا كنت ترجو هذا من ربك أن يقابل به إساءتك فما أوﻻك وأجدرك أن تعامل به خلقه وتقابل به إساءتهم ليعاملك الله هذه المعاملة فإن الجزاء من جنس العمل فكما تعمل مع الناس في إساءتهم في حقك يفعل الله معك في ذنوبك وإساءتك جزاء وفاقا فانتقم بعد ذلك أو اعف وأحسن أو اترك فكما تدين تدان وكما تفعل مع عباده يفعل معك فمن تصور هذا المعنى وشغل به فكره هان عليه اﻹحسان إلى ما أساء إليه هذا مع ما يحصل له بذلك من نصر الله ومعيته الخاصة كما قال النبي للذي شكى إليه قرابته وأنه يحسن إليهم وهم يسيئون إليه فقال ﻻ يزال معك من الله ظهير ما دمت على ذلك . رواه مسلم .
هذا مع ما يتعجله من ثناء الناس عليه ويصيرون كلهم معه على خصمه فإنه كل من سمع أنه محسن إلى ذلك الغير وهو مسيء إليه وجد قلبه ودعاءه وهمته مع المحسن على المسيء وذلك أمر فطري فطر الله عباده فهو بهذا اﻹحسان قد استخدم عسكرا ﻻ يعرفهم وﻻ يعرفونه وﻻ يريدون منه إقطاعا وﻻ خبرا هذا مع أنه ﻻ بد له مع عدوه وحاسده من إحدى حالتين إما أن يملكه بإحسانه فيستعبده وينقاد له ويذل له ويبقى من أحب الناس إليه وإما أن يفتت كبده ويقطع دابره إن أقام على إساءته إليه فإنه يذيقه بإحسانه أضعاف ما ينال منه بانتقامه ومن جرب هذا عرفه حق المعرفة والله هو الموفق المعين بيده الخير كله ﻻ إله غيره وهو المسئول أن يستعملنا وإخواننا في ذلك بمنه وكرمه .
السبب العاشر وهو الجامع لذلك كله وعليه مدار هذه اﻷسباب وهو تجريد التوحيد والترحل بالفكر في اﻷسباب إلى المسبب العزيز الحكيم والعلم بأن هذه آﻻت بمنزلة حركات الرياح وهي بيد محركها وفاطرها وبارئها وﻻ تضر وﻻ تنفع إﻻ بإذنه فهو الذي يحسن عبده بها وهو الذي يصرفها عنه وحده ﻻ أحد سواه قال تعالى : ( وإن يمسسك الله بضر فﻼ كاشف له إﻻ هو وإن يردك بخير فﻼ راد لفضله) اﻷنعام 17
وقال النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عباس رضي الله عنهما : ( واعلم أن اﻷمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك لم ينفعوك إﻻ بشيء كتبه الله لك ، ولو اجتمعوا على أن يضروك لم يضروك إﻻ بشيء كتبه الله عليك ) . صحيح .
فإذا جرد العبد التوحيد فقد خرج من قلبه خوف ما سواه وكان عدوه أهون عليه من أن يخافه مع الله تعالى بل يفرد الله بالمخافة وقد أمنه منه وخرج من قلبه اهتمامه به واشتغاله به وفكره فيه وتجرد الله محبة وخشية وإنابة وتوكﻼ واشتغاﻻ به عن غيره فيرى أن إعماله فكره في أمر عدوه وخوفه منه واشتغاله به من نقص توحيده وإﻻ فلوجرد توحيده لكان له فيه شغل شاغل والله يتولى حفظه والدفع عنه فإن الله يدافع عن الذين آمنوا فإن كان مؤمنا فالله يدافع عنه وﻻ بد وبحسب إيمانه يكون دفاع الله عنه فإن كمل إيمانه كان دفع الله عنه أتم دفع وإن مزج مزج له وإن كان مرة ومرة فالله له مرة ومرة كما قال بعض السلف من أقبل على الله بكليته أقبل الله عليه جملة ومن أعرض عن الله بكليته أعرض الله عنه جملة ومن كان مرة ومرة فالله له مرة ومرة .
فالتوحيد حصن الله اﻷعظم الذي من دخله كان من اﻵمنين .
قال بعض السلف من خاف الله خافه كل شيء، ومن لم يخف الله أخافه من كل شيء .
فهذه عشرة أسباب يندفع بها شر الحاسد والعائن والساحر وليس له أنفع من التوجه إلى الله وإقباله عليه وتوكله عليه وثقته به وأن ﻻ يخاف معه غيره بل يكون خوفه منه وحده وﻻ يرجوا سواه بل يرجوه وحده فﻼ يعلق قلبه بغيره وﻻ يستغيث بسواه وﻻ يرجو إﻻ إياه ومتى علق قلبه بغيره ورجاه وخافه وكل إليه وخذل من جهته فمن خاف شيئا غير الله سلط عليه ومن رجا شيئا سوى الله خذل من جهته وحرم خيره هذه سنة الله في خلقه ( ولن تجد لسنة الله تبديﻼ) اﻷحزاب 62 . – انظر بدائع الفوائد2/315-


جزاك الله خير
والله اني استفدت من هذا الكلام القيم كثيراً
نفع الله به وبارك فيك اختي
والله اني استفدت من هذا الكلام القيم كثيراً
نفع الله به وبارك فيك اختي
الصفحة الأخيرة