الرياض/ ما كادت شركة غوغل تعلن عن بدء تجربة بريدها الجديد مطلع ابريل 2004حتى توالت التحليلات والاتهامات عليها من كل جانب. فالبريد المعلن حجمه واحد غيغا بايت وهو ما يتفوق على أي بريد الكتروني مجاني في العالم. فهو يزيد 250مرة على حجم بريد ياهو و 500مرة على حجم بريد هوتميل. ومهما حاولت الشركتان المذكورتان زيادة بريديهما، فستظلان بعيدتان عن بريد غوغل. فللحصول( مثلا) على بريد بحجم 100ميغا بايت في ياهو (الآن) فإن عليك دفع مبلغ 59دولارا في السنة. إن الحجم الكبير لبريد غوغل يبعد الخوف من أي شخص أن يمتلىء بريده بالرسائل، وهو ما يدفع الكثيرين حاليا لأن يفتح بريده ربما أكثر من مرة كل يوم خوف امتلائه. كما لن ينزعج أحد من عدم إمكانية إرسال أو استقبال ملحقات بحجم 3ميغا مثلا، لأنه يمكن لبريد غوغل إرسال أو استقبال ملحقات بحجم يصل إلى 10ميغابايت لكل رسالة، وهو حجم لا يوفره أي بريد الكتروني مجاني في العالم. كما يمكن البحث في آلاف من رسائلك في مجرد ثوان معدودة.
وتفكر الشركة في تعويض تكاليف هذا التخزين بإعلانات نصية من نوع تلك الموجودة على يمين موقع محرك بحث غوغل، ولن تستخدم إعلانات من نوع النوافذ القافزة أو الإعلانات العلوية الملونة والمتحركة. وتظهر الإعلانات في البريد الواصل للمستخدم فقط وليس المرسل منه. ويوجد تحت الإعلانات وصلات ذات علاقة تم اختيارها من محرك البحث غوغل ولها علاقة بعنوان موضوع الرسالة. وتقول غوغل بأن الرسائل يتم مسحها آليا، وأن المعلومات الشخصية لأصحاب البريد لن يتم افشاؤها إلى المعلنين بعد الربط بين اسم صاحب البريد وموضوعات الرسائل.
وسنحاول في هذا التحقيق سبر أغوار هذا البريد الوليد ومناقشة إيجابياته وسلبياته والهجمات والانتقادات التي شنت ضده من مختلف الأطراف.
ما هو بريد غوغل ؟
قامت الشركة منذ انطلاق بريدها بإعطاء أعداد محدودة نسبيا من المستخدمين حسابات في بريد غوغل لاختباره والتعرف على إيجابياته وسلبياته. وقد بدأت بموظفيها ثم أقربائهم ثم بعض الصحفيين. وقد اتصلت بالشركة وطلبت منهم حسابا في البريد من أجل تجربته، وقد أجابتني مسؤولة القسم الدولي في البريد(ديبي فروست) بالإيجاب وأعطتني فسحا لإنشاء بريد خاص بي. وهكذا كان. وقد حصلت على اسم أعتبره مميزا للغاية وهو alhasan@gmail.com. وحاولت منذ اليوم الأول بالفعل أن أرسل إلى البريد ملفات من الحجم الكبير (من صور وملفات فيديو) حتى أعرف إلى أي حد أستطيع أن أملأه. وطلبت من عدد كبير من أصدقائي أن يقوموا بإرسال أكبر ملفاتهم إلى بريدي في غوغل فانهالت علي الرسائل من كل حدب وصوب. وعلى الرغم من قيامي بتأجيل نشر هذا الموضوع لبعض الوقت لأنظر إلى أي حد يمكن أن يصل حجم البريد الوارد إلي، لكن الرهان بقي خاسرا مع غوغل، ولم يصل بريدي حتى إلى 5% من الحجم المعطى لي. فما الذي يمكنه أن يملأ أكثر من 1000ميغابايت ؟ والجملة التي تستخدمها غوغل عند التعريف بطريقة حذف البريد في الموقع هي (من الذي يريد أن يحذف من رسائله إذا كان حجم بريده واحد غيغابايت ؟!)
وتقول الشركة إنها تتوقع أن بريد غوغل يكفي المعدل العام للمستخدم العادي لمدة خمس سنوات بدون حذف أي رسالة. ورغم أن المدة طويلة إلى درجة كافية، إلا أن الشركة تتعهد بأنها سوف تبلغ المستخدم عن قرب امتلاء بريده عند وصول حصته فيها إلى 90% من حجم البريد وذلك بإرسال رسالة على بريده في غوغل وكذلك بريده البديل الذي يضعه عند فتح حسابه. أما عندما يمتلئ بريدك بالفعل فإن غوغل تتعهد بحفظ رسائلك لمدة عشرة أيام حتى تقوم بحذف عدد من الرسائل القديمة لتترك مجالا للجديد منها. وعند عدم قيامك بذلك فستعود جميع الرسائل الجديدة إلى مرسليها.
ولنتعرف هنا على مختلف مميزات وخصائص هذا البريد..
تعتبر طريقة الدخول إلى البريد كلاسيكية كأي بريد الكتروني آخر، حيث يجب إدخال (اسم المستخدم) و (كلمة المرور)، لكن لا يوجد فيه حتى الآن أي قسم لتسجيل المستخدمين الجدد فيه، حيث إنه لا يزال مقتصرا على عدد محدود من المشتركين. أما بالنسبة لتسجيلي في البريد فقد أعطتني الشركة وصلة خاصة في الموقع تمكنني من التسجيل عبرها. لكن الملاحظ في البريد هو سرعة الدخول إليه مقارنة بالبريدين المشهورين ياهو وهوتميل. وربما يفسرها البعض بقلة عدد المشتركين في البريد، لكن هنالك إيجابيات أخرى كثيرة في هذا البريد.
وعند مراسلة أي شخص يظهر موضوع الرسالة في قسم صندوق الوارد Inbox مع بعض الكلمات الأولى فيها والتي تساعد على معرفة محتويات الرسائل. وتسمى هذه الميزة snippets (أي قصاصات). ويمكن إخفاء أو إظهار هذه الميزة كما يشاء المستخدم. وتعتبر ميزة القصاصات (snippets) مفيدة للغاية في حال الرغبة في تحاشي البريد الإغراقي، حيث يمكن أحيانا معرفة طبيعة الرسالة من قراءة الكلمات الأولى فيها. كما يظهر مع الرسالة جميع الردود من جانبك أو من المرسل بعد ذلك حتى وإن تكررت، وتسمى هذه في بريد غوغل (conversation). ويمكنك الوصول إلى أي رد من قبلك أو من قبل الطرف الآخر بضغطة زر واحدة. وهذه ميزة غير موجودة حتى في برنامج مايكروسوفت اوتلوك حيث إن كل رسالة مرسلة أو واصلة إلى بريدك تعتبر مستقلة بشكل شبه كامل.
وهناك في البريد ما يسمى علامات(labels) تستخدم لتنظيم الرسائل. وهي ميزة هامة خاصة إذا تزايدت الرسائل وأصبح عددها ضخماً للغاية وهو ما يشجعه الحجم الكبير للبريد. والعلامات تشبه المجلدات folders في تنظيمها للرسائل الواردة، لكنها تختلف عنها في نقطة هامة وهي مرونة التصنيف وإمكانية استخدام أكثر من شرط لوضع الرسالة في label معين بحيث يمكن وضع رسائل معينة داخل مجلد معين في حال تحقق أكثر من شرط. فمثلاً أن يكون عنوان الرسالة(شركة ما) أو تكون مرسلة من اسم نطاق معين (كاسم نطاق شركة ما مثلا) وهو ممكن باستخدام دالة OR. لكن لا يمكن لحد الآن استخدام الدوال الأخرى مثل AND او NOT. وهناك أربع علامات labels افتراضية في البريد وهي(البريد الوارد، المنجمة، البريد الإغراقي، والبريد المهمل)، لكن يمكن إضافة أي عدد منها تريده.
أما عن البحث عن رسالة وسط مئات وربما آلاف الرسائل فهو ممكن باستخدام محتويات الرسائل أو عناوين البريد الالكتروني أو عناوين الموضوعات. ويمكن البحث كذلك في العلامات التي تريدها، أو البحث في تاريخ معين أو مدة معينة من تاريخ معين حيث قد تكون نتائج البحث كثيرة في مدة زمنية طويلة. وعند ظهور نتائج البحث فلا تظهر كامل الرسائل، بل وصلات لها فقط مع تظليل على الكلمة المطلوبة، ويمكن الوصول إلى الرسائل بالضغط على أي وصلة تريدها من نتائج البحث. كما يمكن أن تطلب من البريد أن يتخطى البريد الجديد ويذهب إلى الأرشيف مباشرة، أو أن يذهب إلى علامة محددة بعينها أو إلى سلة المهملات. والأرشيف هو البريد الذي لا يظهر في البريد العادي Inbox بل فقط عند البحث عنه. لكن من سلبيات بريد غوغل أنه لا يمكنه البحث بغير اللغة الإنجليزية. ويمكن حذف البريد نهائيا من سلة المهملات.
ويمكن التحكم في معظم خصائص البريد عبر أزرار لوحة المفاتيح بطرق مختصرة (shortcuts) بدون حتى الضغط لمرة واحدة على الفأرة. وقد وجدت أن استخدام زر واحد من أزرار لوحة المفاتيح للتحكم في ميزة من ميزات البريد مثير جدا، ويعتبر تغييرا جيدا في طريقة التعامل مع مواقع النت. ومن الأزرار المستخدمة في إدارة البريد :
c وهي لإرسال رسالة بريد الكتروني جديد.
/ لوضع المؤشر فوق حقل البحث.
k لفتح محادثة (conversation) جديدة أكثر.
j للإنتقال إلى محادثة أقدم.
n الرسالة التالية.
p الرسالة السابقة.
o فتح المحادثة بما تتضمنه من جميع محتويات المحادثات.
y الإنتقال إلى الإرشيف.
r للإجابة على الرسالة.
a للإجابة على الكل.
f لإعادة توجيه الرسالة.
ويظهر أهم هذه الأزرار في أسفل صندوق البريد للتذكير في حال النسيان.. وهناك مجموعة عمليات تنفذ بالضغط على زرين.. وهذه الميزة يمكن تشغيلها أو إطفاؤها من قسم إعدادات(Settings) وذلك حسب رغبة المستخدم.
ويوجد في البريد مدقق أخطاء مطبعية قوي، ودفتر عناوين داخلي، ومكمل ممتاز لكتابة العناوين، بحيث أنه يقوم بعرض عناوين مستخدمة في الموقع بمجرد البدء في كتابتها. ويتم حفظ وأرشفة العناوين الصادرة أو الواردة من البريد تلقائيا وبدون القيام بذلك فالموقع يقوم بالمهمة دون طلبها، لكن المستخدم يستطيع أن يغير في خصائصها بعد ذلك. كما أنه وباستخدام دفتر العناوين الخاص بالموقع وبمجرد كتابة حرف واحد من العنوان تظهر جميع العناوين المستخدمة في الموقع والتي يتضمن الحرف الأول منها الحرف المدخل. أي أنه بإدخال حرف h مثلا عند إرسال رسالة، تظهر الأسماء التي تبدأ بحرف h، كما تظهر أسماء النطاقات التي تبدأ بذلك الحرف مثل Hotmail، لكن المستخدم يستطيع أن يؤشر بالفأرة على ما يريده منها.
وهناك أيضا خاصية معرفة ما إذا كانت الرسالة مرسلة إلى مستقبلها لوحده أم أنها مرسلة إلى آخرين كذلك. فإشارة >> تدل على أن الرسالة مرسلة لك وحدك، بينما إشارة > تدل على أنها مرسلة إلى آخرين كذلك. وهناك أيضا مساعدة ساخنة online يمكن الاستفادة منها. أما الرسائل الواردة من القوائم البريدية فتبقى خالية من هذه الإشارات.
وتقول غوغل بأنها لن توقف أبدا بريدك إلا عندما تتوقف عن استخدامه لمدة 9أشهر. بينما الوضع مختلف لدى هوتميل وياهو، حيث يقومان بحذف بريدك وسلة المهملات بعد 30يوما من عدم الدخول إليه. وهناك نقطة قد يعتبرها البعض ميزة أو سلبية وهي أنه عند إلغاء (اسم مستخدم) في البريد فإنه يمكن للآخرين استخدام ذلك الاسم ولا يضمن بريد غوغل استعادتك له.
لكن من سلبيات البريد أنه يمكن الوصول إليه عبر الموقع فقط (Web-Based Email) ولا يمكن ذلك عبر طرق أخرى مثل برنامج اوتلوك اكسبرس أو مايكروسوفت اوتلوك. وتعتبر هذه سلبية في هذا البريد حيث من المعروف إيجابيات استخدام هذا النوع من البرامج والتي منها حفظ الرسائل المقروءة على أجهزة المستخدمين وبالتالي الإطلاع عليها دون الحاجة للاتصال بالإنترنت. كما أن أقصر (اسم مستخدم) في البريد هو ست حروف أو أرقام. وتقول الشركة إنها قامت بذلك كإجراء احترازي لأنه ثبت لديها بأن (أسماء المستخدمين) التي تكون أطوالها أقل من ذلك تتعرض لبريد إغراقي أكثر من غيرها. لكن من سلبيات البريد أنه لا يمكن لحد الآن تنسيق الرسائل الصادرة منه كإضافة ألوان أو خطوط مختلفة إليه.
حرب قبل الطلقة الأولى
على الرغم مما يظهر من ايجابيات في بريد غوغل (تحت التجربة) إلا أنه قد استعدى أطرافا كثيرة لأسباب متعددة. منها ما كان من جهات شعبية، ومنها ما كان من جهات ربما تكون مدفوعة من شركات منافسة.
وقد قام بعض النشطاء بتأسيس موقع معارض لبريد غوغل gmail-is-too-creepy.com/، ويعني (غوغل مخيف جدا). وقد عدد الموقع أسباب معارضته لبريد غوغل بأربعة أسباب هي :
1- كونه بريد شبه ثابت لا يمحى. وهي سلبية حسب الموقع، وذلك لأن حجم البريد الكبير يفوق 100ضعف بريدي ياهو وهوتميل مجتمعين. كما أن القدرات الكبيرة للبحث في البريد تشجع مستخدميه على عدم القيام بعملية الحذف (Delete) وهو ما قد يجعلها عرضة للكشف أو الإنكشاف. ويحتاج المستخدم إلى ثلاث خطوات لإرسال الرسالة إلى سلة المهملات. وأسهل على المستخدم أن يقوم بأرشفتها - أو تركها في الصندوق مع استخدام خاصية البحث - من حذفها.
2- أن بعض قوانين غوغل مخيفة. فرغم أن غوغل تقول إنها لن تقوم بإعطاء معلومات شخصية إلى المعلنين لديها بربط الكلمات المفتاحية (Key Words) للرسائل بعناوين البريد الإلكتروني، إلا أن ذلك لا يعني أنها لن تحتفظ بهذه المعلومات للإستخدامات المستقبلية، خاصة أنه معروف عن غوغل أنها لا تحذف أية معلومات لديها بما في ذلك الكوكيز الخاصة (Cookies) بعمليات البحث في محرك البحث التابع لها.
3- إمكانية سوء الاستفادة من ربط البيانات الشخصية بالبريد الإلكتروني واردة جدا لمختلف الجهات منها الجهات الفيدرالية والمخابراتية. كما يمكن الاستفادة من الفكرة المسماة التنقيب في البيانات (data mining) في ربط أكثر من كلمة معا.
4- وجود مطابقات إعلانية غير صحيحة. وينقل الموقع قصة عن أحد المحامين الذين جربوا البريد الإلكتروني لغوغل فكتب رسالة إلى بريده في غوغل من بريده في غوغل نفسه وأرسلها. وكان من عادته أن يضع معلومات شخصية عن نفسه في آخر رسائله (توقيع) منها عنوانه واسم مؤسسة المحاماة التابعة له. وكانت مفاجأته عندما وصلته الرسالة التي أرسلها إلى نفسه متضمنة إعلانا لشركة محاماة منافسة له! ويشير الموقع كذلك إلى أن الأخبار مثلا في غوغل يكون مرفقا إلى جانبها إعلانات حول نفس موضوع الأخبار.
معارضة أخرى :
كما قامت 31من الجهات والتنظيمات المستقلة - في السادس من ابريل - 2004بإرسال رسالة إلى شركة غوغل حول سياساتها وطالبوها بإيقاف خدمة بريدها حتى معالجة شؤون الخصوصية فيها بشكل مناسب. ومن تلك الجهات : منتدى الخصوصية الدولية، مركز التبادل لحقوق الخصوصية، مؤسسة الخصوصية الأسترالية، الدفاع عن الخصوصية، لجم الحريات (هولندا)، الحريات المدنية في كولومبيا البريطانية (كندا)، مؤسسة أبحاث سياسات المعلومات (المملكة المتحدة)، مركز معلومات الخصوصية الإلكترونية، اتحاد مستهلكي أمريكا، الخصوصية الدولية، تحالف حقوق الخصوصية الآن. وقد طرحت في الرسالة إشكاليات على سياسات غوغل وطالبوا بعدة أمور منها : قيام غوغل بإيقاف عملية مسح النصوص الموجودة في البريد الإلكتروني من أجل تحديد طبيعة الإعلانات، وضرورة أن تقوم غوغل بتوضيح سياستها في ربط المعلومات الشخصية بالبريد والستفادة منها هي أو شركائها وهو يعني وضع سياسة واضحة لحذف البيانات. ويمكن مشاهدة نص الرسالة مع القائمة الكاملة للجهات التي أرسلتها على الموقع www.worldprivacyforum.org/gmailopenletterrev1.pdf.
وينفي أحد مؤسسي موقع غوغل (سيرجب برن) لصحيفة واشنطن بوست ( 13مايو 2004) أن يكون لديهم أي قاعدة بيانات لعناوين البريد مربوطة بأصناف الإعلانات المرسلة إلى تلك العناوين، ويقول إن تلك كلها مجرد أوهام ولن يحصل هذا حتى في المستقبل. ويضيف بأن الإعلان يتم إرساله فور قيام الشخص بطلب بريد معين وفي ذلك الوقت بالتحديد، بعد ذلك ينساه البرنامج البريدي للشركة ولا يحتفظ به. ويضيف إن إعلانات غوغل أفضل بكثير من الإعلانات التلفزيونية التي تقوم بتوجيه رغباتك في الشراء فيما يشبه غسيل الدماغ، وأنها فقط توجه إلى أفضل الأماكن لشراء ما ترغب فيه بالضبط لا أكثر وذلك حسب محتويات بريدك. ولا تختلف التقنية المستخدمة لدى غوغل عن غيرها من الشركات التي تستخدمه ضد الفيروسات أو ضد الرسائل الإغراقية. ووصف (سيرجب برن) طريقة غوغل في الإعلانات بأنه تحسن في ثقافة الإعلان.
والحقيقة أنني ومن خلال تجربة البريد لمدة أسبوعين لم أجد أن الإعلانات التي فيه سيئة، بل وجدتها بالفعل أفضل حتى من بريدي ياهو وهوتميل، حيث إن بريد غوغل عبارة عن كتابة نصية بدون ألوان تقريبا ولا تأخذ وقتا طويلا في تنزيلها، بينما بريد ياهو وهوتميل فيه من الإعلانات الملونة والبراقة وأحيانا متحركة والتي تؤخر نزول الصفحة أو تصفح البريد. كما أن مواقع أخرى للبريد قد تتضمن أنواعا أخرى من الإعلانات مثل النوافذ القافزة (pop-up windows). ولم أجد أن مواقع البريد الأخرى نزيهة في إعلاناتها حيث إن هناك وسائل برمجية معروفة تحدد موقع الشخص على الشبكة أو لغة الجهاز الذي يستخدمه وبالتالي يتغير نوع الإعلان على ذلك الأساس. لكن الفرق بين الإثنين أن غوغل اعترفت بذلك وقننته والآخرون لم يفعلوا. وتؤكد الشركة في عدة أماكن في موقعها بأنها لا تقوم بقراءة البريد أبدا وأن عملية المطابقة بين محتوى الرسائل والإعلانات تتم آليا بدون تدخل بشري ولا يتم حفظ تلك المعلومات أبدا. وقد لاحظت بالفعل أن الإعلانات المرافقة للرسائل الواردة لي قليلة مقارنة بحجم الضجة الصحفية التي أثيرت في الولايات المتحدة حول الموضوع. وحينما سألت مديرة القسم الدولي في البريد
(ديبي فروست) حول ذلك قالت إن ذلك قد يكون مرده أن البريد يدعم الإنجليزية فقط حاليا وقد يكون سبب عدم وجود إعلانات في رسائلي هو كون متون رسائلي كانت بالعربية.
إعجاب بالبريد :
وفي المقابل قام أحد المعجبين ببريد غوغل بتأسيس موقع لتبادل بريد غوغل بين الراغبين في ذلك.. فقد أسس موقعا تحت اسم www.gmailswap.com/ يتيح فيه لمن لديه بريد غوغل أن يعرضه إما للبيع أو إعطاءه هدية لمن يريده. وقد ازدحم الموقع بمئات عروض البيع أو المنح، حيث سجل أكثر من 400شخص فيه جميعهم لديهم بريد غوغل. جدير بالذكر أن غوغل قد قامت بإعطاء فرصة للقليلين بالتسجيل لأخذ بريد غوغل. وقد تم البدء بموظفي الشركة وأقرباءهم وأصدقاءهم، ثم توسعوا ليشمل ذلك دائرة أوسع. إلا أن أعداد من يمتلك عنوانا على ذلك البريد لا تزال قليلة يعتبرهم البعض محظوظون.
ويقول أصحاب الموقع المذكور بأنه يعتبر بريد غوغل ممتازاً ومناسباً وأن الشروط الواردة فيه جيدة. وأن الناقمين عليه أو الساخطين على شروطه قد ضخموا سلبياته. وأنه ما لم يكن لدى مستخدميه خوف من بريد سيء يرسلونه ويخشون من عملية المسح التي قد يتعرض لها من قبل بريد غوغل، فلا يوجد ما يمكن القلق بشأنه. ويمكن لمن يرغب في بيع أو منح بريد غوغل أن يسجل في الموقع ويكتب رغبته في البيع، أما من يريد أن يحصل على منحة أو شراء فعليه مراسلة صاحب العرض مباشرة وبدون تسجيل. كما توجد في الموقع عروض مضحكة لتبادل بريد غوغل. فهناك مثلا من يطلب بريد غوغل مقابل قطع أثرية أو تذكرة سفر إلى مكان جميل أو مقابل وجبة عشاء في مطعم راقي أو مقابل حيوان أليف أو طبخة شعبية أو ما أشبه.
وتقول كاتبة في الواشنطن بوست (ليزلي ووكر) إنها لا تقلق بشأن قيام غوغل بحفظ رسائلها لمدد طويلة بقدر ما تقلق بشأن موقع Expedia (مثلا) الذي يقوم بحفظ سجل أسفارها من بلد لآخر طوال أشهر طويلة، أو قدر خوفها من قيام موقع أمازون بحفظ قائمة الكتب المفضلة لديها.
وقد لاحظت خلال استخدامي لبريد غوغل بعض المشكلات في البريد الوارد لي باللغة العربية، مثل ظهور حروف غريبة في متن الرسائل عند وصولها ولم تفلح خطوات تغيير الترميز المعتادة في تغيير الحروف إلى العربية. كما اشتكى بعض من أرسلت إليهم رسائل كإجابة (Reply) على رسائلهم من عدم قدرتهم على قراءة الرسائل. في سؤال طرحته على مديرة القسم الدولي في البريد (ديبي فروست) عن هذا الموضوع قالت بأن واجهة البريد حاليا هي الإنجليزية فقط رغم إمكانية الإرسال والاستقبال باللغات الأخرى. وقالت إن غوغل لم تضع بعد تاريخا محددا لاعتماد اللغات الأخرى كواجهة، لكنها قالت إن الشركة متعهدة بأن تجعل البريد متوفرا لأكبر عدد ممكن ولأكبر عدد ممكن من اللغات.
وعن توفير الخدمة للعموم لم تعط (ديبي فروست) موعدا محددا لذلك، لكن يمكن للراغبين في ذلك تسجيل عناوين بريدهم الإلكتروني الحالي لتتم مراسلتهم لاحقا وإعطاؤهم معلومات متتالية حول الموضوع. كما لم تعط (فروست) معلومات عن أعداد الأشخاص الذين أعطوا حسابات بريدية مؤقتة حاليا في غوغل.
زيادة حجم البريد 1000غيغا بايت!!
في التاسع من مايو 2004وصل إلى مستخدمي بريد غوغل رسالة تقول بأنه قد تمت زيادة حجم بريدي غوغل ألف مرة!! نعم ألف مرة زيادة على واحد غيغابايت!! ولما لم يستمتع المستخدمون بذلك الخبر قامت الشركة بتعديله وأخبرت الجميع بأن حجم البريد سوف يبقى واحد غيغا بايت فقط لا أكثر وأن الرسالة كانت مجرد خطأ سوف يتم تفاديه.
رابط الخبر
ابوالمجد2000 @aboalmgd2000
عضـو فعال
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️