بسم الله الرحمن الرحيم
الإسلام لا ينظر للزواج بحسبانه ارتباطاً بين جنسين فحسب وإنما الزواج في الإسلام عبارة عن علاقة متينة وشراكة وثيقة تجمع بين متعاقدين لبناء أسرة متماسكة تربطها روابط الرحم ومن ثم فقد أكد أن قوامها الوداد والتراحم والتعايش
( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل لبينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون )
ومثلما أن هناك عوامل وأسباباً يمكن أن تساهم في تعكير صفو هذه العلاقة وربما تؤدي إلى هدمها فكذلك هناك ثمة عوامل وأسباب يمكن أن تقوي هذه العلاقة وتزيد من متانتها وتساعد على غرس وتنمية السعادة الزوجية والمحافظة عليها بين الزوجين ، ولعلنا نحاول أن نصل معاً إلى أهم الأسباب متمثلة في النقاط التالية :
1-التدين الراشد :
الالتزام بأوامر الله عز وجل والإكثار من ذكره والاعتصام عن معاصيه به تنشرح النفوس وتطمئن القلوب ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) وحينما نقول أن التدين ينبغي أن يكون راشداً من أجل استتباب الحياة الزوجية بل الحياة كلها والشعور بالسعادة فيها ، فغننا نقصد أن يكون التدين شاملاً ( ادخلو في السلم كافة ) أي كافة مناحي الحياة اليومية ومنها التعامل ( فالدين المعاملة ) وصلة الرحم من الدين والابتسامة من الدين وأداء الواجبات والحقوق للناس من الدين . كما لا بد أن يكون التدين متوازناً فليس من الفقه التوسع في النوافل مع إهمال حقوق الزوج أو رغباته أو العكس ولذلك لا يشرع للمرأة صيام النفل إلا بإذن زوجها . والشيطان قرين الغافلين عن الله وشرعه ، وهو من أهم العوامل المفضية لغرس الكراهية وبث البغضاء بين الزوجين وله في ذلك طرق ووسائل شتى وحيل وحبائل عديدة . بل إن أدنى أعوان إبليس إليه منزلةً هو ذلك الذي يعمد إلى التفريق بين الزوجين ويفلح في غيقاع الطلاق بينهم قال رسول الله صلى اله عليه وسلم فيما رواه مسلم ( إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنةً ، ويجئ أحدهم فيقول : فعلت كذا وكذا فيقول ما صنعت شيئاً قال ثم يجيءأحدهم فيقول ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته قال فيدنيه منه ويقول: نعم أنت )
2-عدم إتباع الروتين :
فالإنسان بطبعه يحب التجديد في كل أمر من أمور دنياه . والروتين أحد أسباب الملل وجلب الكآبة فينبغي على الزوج والزوجة أن يضفيا على حياتهما نوعاً من التغيير وإلا يعكفا على نمط واحد . كأن تجتهد الزوجة في تغيير زينتها بما يناسبها أو تتعلم نوعاً جديداً من ألطعمة والمشهيات فتضيفها إلى مائدتها وتحاول كذلك من وقت لآخر أن تغير من صورة بيتها بنقل الأثاث وتحويره من مكان إلى مكان والزوج مطالب كذلك بأن يكسر الروتين بوسائل كثيرة منها على سبيل المثال الخروج مع أهله للترويح عن النفس من خلال الرحلات المشروعة من دون تفريط .
3-تبادل غض الطرف عن بعض الهفوات : فالكمال ليس من سمة البشر . بل الأصل في البشر الخطأ والزلل ولذلك فمن الحق والعدل أن يغض الزوج والزوجة طرفها عن الأخطاء الصغيرة والهفوات العابرة كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه مسلم ( لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها آخر )
4-الملاطفة :
فعلى كل من الزوج والزوجة أن يحرصا على ملاطفة الآخر وملاعبته والمزاح معه . فقد كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه برغم جديته وشدته يقول : ينبغي للرجل أن يكون في أهله كالصبي فإن كان في القوم كان رجلاً . وطبيعة المرأة الخلقية والنفسية تحملنا على هذا النوع من السلوك اللطيف .
5-احتواء المشاكل الطارئة :ومعالجتها أولا بأول وعدم الهروب منها فإن تراكمها وتطورهايقود إلى نتائج غير محمودة العواقب . ويجب ألا يسيطر اليأس على أحد الزوجين أو كليها باستحالة الحل . فلكل مشكلة حل ولكل خلاف علاج وليحرص الزوجان على المحافظة على أسرار حياتهما الزوجية وذلك من خلال الثنائية في طرق المشاكل والاتفاق على الحل وألا يوسعا دوائر الخلاف بإدخال أطراف أخرى لئلا تتسرب الأسرار وتتطور المشكلة . وإن كان لابد من مشاركة طرف آخر فليكن الوسطاء من أهل العقل والتجربه والحكمة والصلاح وممن يحفظون أسرار البيوت .
يتــــــــــــــــبــــــــــــــع
سلطانة فريمان @sltan_fryman
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
تبادل الهدايا بين الأزواج سيما هداياالزوج للزوجة إحدى أساب غرس المحبة بين الناس . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( تهادوا تحابوا ) فالهدية هي تعبير عن المودة وهي كسر لجمود ورتابة العلاقات الإنسانية . فإن كانت مثل هذه الهدايا تفعل فعلها في وسط الأصدقاء والمعارف فإن تأثيرها وسط الأزواج أكثر فاعلية وأعظم أثراً ولا يشترط أن تكون الهدايا من تلك المقتنيات الثمينة الفاخرة لأن الغرض من الهدية هو إبداء المشاعر في المقام الأول وذلك يتحقق بأي مستوى من القيمة المادية للهدية . ولكن إن كانت الهدية من النوع الثمين فإن ذلك من أسباب مضاعفة السعادة وزيادة المودة .
7-الغيرة المحمودة :
مع عدم المبالغة في الغيرة بل تكون باعتدال وروية وهي بذلك تكون مؤشراً على محبة كل من الطرفين للآخر وعدم تفريطه فيه أو السماح لأحـــد بالنيل منه بشكل غير مشروع فيجب على الزوج أن يغتدل في هذا الشأن ولا يبلغ إساءة الظن وتجسس البواطن فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن تتبع عورات النساء وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن من الغيرة غيرة يبغضها الله عز وجل وهي غيرة الرجل على أهله من غير ريبة ) لأن ذلك من سوء الظن الذي نهانا الله عنه فإن بعض الظن إثم
قال علي رضي الله قال علي رضي الله عنه : ..... وأما الغيرة التي تكون في محلها فهي مطلوبة شرعاً ولابد منها فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه ( إن الله يغار والمؤمن يغار .. )وكان الحسن يقول : أتدعون نساءكم ليزاحمون العلوج في الأسواق ؟ قبح الله من لا يغار .
8-العقلانية في الطلبات :
لا تكلف الزوجة زوجها بطلبات ترهق ميزانيته أو وقته أو صحته وتضيف عليه أعباء جديدة خاصة إن لم يكن قادراً على توفيرها وكذلك الزوج مطاالب هو أيضاً أن لا يحمل الزوجة مالا تطيق من أعباء وتكاليف ... قال تعالى ( لا يكلف الله نفساً إلا وسعها )
9-الاحترام المتبادل :
احترام الزوجة لزوجها والاعتراف له بالقوامة وعدم منازعته في الاختصاصات التي يجب ان ينفرد بها وإنزاله منزلته التي أنزله الله إياها من كونه رب الأسرة وحاميها والمسؤول الأول عنها وإذا أرادت الزوجة أن تشاركه الرأي في بعض اختصاصاته فيجب أن يتم ذلك بتلطف ولباقه واختيار الوقت والزمان المناسبين لمناقشة مثل هذه القضايا وطرح الأفكار ..
10- التشاور
11- ضبط النفس وعدم التنابز : يجب ضبط النفس عند وقوع الخلافات بين الوجين والبعد عن استخدام العبارات الجارحة أو انتهاج السلوك المؤذي بين الزوجين كأن يعير الزوج زوجيته بنقص فيها أو أن تخدش الزوجة زوجها بنقائصه ... وفي ذلك يجب أن يكون النقد أو التوجيه بأسلوب رقيق وتلميحات لا تصريحاً ثم المصارحة بأسلوب الشفق الودود . وليس هناك أي مبرر لكي يعيب الزوج على زوجته عدم إتقانها لفن الطبخ بل عليه بدل ذلك أن يحضر لها الكتب المتخصصة في هذا الشان ومن الممكن أن يوجهها بعبارات لائقة كأن يقول لها لو فعلت ذلك لكان خيراً ولو امتنعت عن ذلك لكان أفضل .
فرسول الله صلى الله عليه وسلم كثيراً ما كان يصحح الأخطاء تلميحاً لا تصريحاً فكان يقول ( ما بال أقوام يفعلون كذا ) وكذلك أيضاً ما عاب طعاماً قط ، فالانتقاد الحاد والهجوم الصارخ من الممكن أن يقود إلى التعنت ويؤدي إلى العزة بالإثم .
12 - توفير الخصوصية :
عدم السماح للغير – خاصة الأقربين – بالتدخل في الحياة الزوجية وتناول الأمور الخاصة بالزوجين فأغلب هذه التدخلات لا تأتي بخير فأهل الزوجة غالباً ما يتدخلون لصالح ابنتهم وكذلك أهل الزوج يتدخلون لمناصرة ابنهم الأمر الذي يعمل على إيجاد المشاكل وتأزمها بين الزوجين وكثير من الخلافات الزوجية إنما تنجم بسبب تدخلات الأقارب في الشئون الزوجية الخاصة ....
13 – العدل :
إذا كان الرجل متزوجاً أكثر من واحدة فيجب عليه الاجتهاد أن يعدل بين أزواجه وألا يفضل إحداهما أو إحداهن دون غيرها فالشعور بالظلم من قبل الزوجة سيولد مشاكل ولربما يكون سببا في هدم العلاقات الزوجيه .
كما أنه ليس من الحكمة في شئ أن يبوح الزوج بحبه وتقديره لإحدى زوجاته دون غيرها من نسائه في وجود الضرة ولا أن يتكلم عن محاسن وإيجابيات إحداهما في وجود الأخرى حتى وإن كان صادقاً ومحقاً في ذلك .
فالغيرة تعد طبيعة مركوزة ومفطورة في سائر النساء لم يسلم منها حتى أمهات المؤمنين من زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم فعائشة كانت تغار من خديجة رضي الله عنهما برغم أنها لم تدركها وكانت تنكر على رسول الله صلى الله عليه وسلم مدحه وثناءه عليها فتقول ( لقد أبدلك الله خيراً منها ) فإن كان هذا هو شأن عائشة مع خديجة رضي الله عنهما فكيف الحال بالنسبة لمن عداها من النساء .
من مطوية / مشروع ابن باز الخيري لمساعدة الشباب على الزواج
هاتف الاستشارات الأسرية : 4658902