د.مشبب القحطاني

د.مشبب القحطاني @dmshbb_alkhtany

إمام وخطيب مفكرة المجلس عضو في جماعة التوعية الإسلامية

( 13 ) لفظا غير مشروع يقوله بعض الناس ..خطبة جمعة

الملتقى العام

أما بعد أيها المسلمون

إن من نعم الله علينا أن رزقنا نعمة الكلام ، لبيان ما يدور في أذهاننا ..قال تعالى ( الرحمن علم القرآن ..خلق الإنسان علمه البيان ) وهذه نعمة عظيمة جدا ..لا يعرف قيمتها إلا من حرمها..

ولذلك اهتم الإسلام بما يخرج من الفم ، وبين صلى الله عليه أن من ضمن له ما بين لحييه ومابين فخذيه ..فان صلى الله عليه وسلم يضمن له الجنة ..كما بين أن أكثر ما يدخل الناس النار هو حصائد ألسنتهم..

وانطلاقا من هذا الاهتمام ..وحرصا على سلامة ألسنة الإخوة من الخطأ ..فسيكون مدار الخطبة في هذا اليوم حول بعض الأخطاء في الألفاظ والتي يقولها البعض بقصد أو بدون قصد ...وقد تحسب عليه وهو لا يعلم..

1) فمن ذلك قول بعض الناس صباح النور لمن قال صباح الخير ، ومساء النور لمن قال مساء الخير..وهذه التحية بحث عنها احد الباحثين فوجد أنها تحية مجوسية ..لان المجوسي يعتقد بإلهين اله الخير واله الشر ، ويمثل الخير النور ويمثل الشر الظلام ، وهما يتنازعان العالم ..فهم يعظمون اله الخير ..فكان بعضهم إذا قابل البعض الآخر قال مساء الخير وصباح الخير ..فيرد الآخر بصباح النور ومساء النور . . ولذا فعلى المسلم أن يستبدل هذه اللفظ المجوسية ..بتحية الإسلام : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

2) ومن الأخطاء أيضا قول بعضهم عند الحديث عن شخص ميت ( المرحوم فلان أو المغفور له أو الشهيد ) أو نحو ذلك من العبارات التي تشعر بالحكم القطعي على ذلك الميت ...ويفهم منها انه قد رحم أو غفر له أو انه من أهل الجنة أو النار ..
إن هذه العبارات تخالف السنة وما اجمع عليه السلف الصالح ..فمعلوم في ديننا الإسلامي أن الحكم على شخص انه مغفور له أو مرحوم أو من أهل الجنة أو من أهل النار هو من حق الله تعالى فقط ..ولا يمكن لمخلوق أن يغفر أو يدخل الجنة أو يخرج منها ..

كما أننا لا يمكن أن نحكم على شخص انه من أهل الجنة أو من أهل النار إلا بدليل ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم كقوله ..أبوكر في الجنة عمر في الجنة ..ونحو ذلك ..

قد يقول قائل نحن لا نحكم له بالمغفرة أو الرحمة وإنما ذلك على سبيل الدعاء والتفاؤل ...
وهذا يرد عليه ..بان هذا الأسلوب لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ولاعن الصحابة والتابعين ، الذين هم أقرب الناس للوحي والقول السديد ..فلم يثبت عنهم أن احدهم قال المغفور له والمرحوم..

ولكن لا باس للحديث عن مسلم ميت أن تقول غفر الله له أو رحمه الله أو نحو ذلك ..وهذا من الدعاء للمسلم بظهر الغيب ..بل قد يكون لازما عليك إذا كان الميت أبا أو أما..لان من حقوق الوالدين أن تدعو لهما في الحياة ، ويتأكد ذلك بعد موتهما ..

3) أيها الإخوة ويندرج تحت هذا الباب ... وينبغي أن ننتبه له ..وهو موضوع تزكية الأحياء ..فبعض الناس نسمعه عندما يتحدث عن شخص ما فيقول فلان تقي أو ورع أو أمين أو ثقة ، أو بالعكس تقول فلان مبتدع أو فاسق أو كافر أو نحو ذلك من العبارات التي فيها جزم بحكم معين على ذلك الشخص .. فهذا أيضا خطأ..خصوصا الأشخاص الذين لا نعرفهم معرفة تامة ..فنحن نحكم بالظاهر والسرائر لا يعلمها إلا الله ..

والصواب في هذه المسألة انك لا تستعجل في الحكم على الآخرين هذا أولا ..وثانيا إن كان من أهل الصلاح فتذكر ما تعرف عنه ثم تقول هكذا احسبه والله حسيبه ، ولا أزكي على الله أحدا.. هكذا احسبه والله حسيبه ، ولا أزكي على الله أحدا..

فأنت بهذا لم تحكم عليه ..وتركت العلم الحقيقي للعالم بأحوال الناس عز وجل..
أما إذا كان مبتدعا أو فاسقا فان كان مجاهرا ببدعته أو معصيته أو وداعيا إليها فهذا لاشك في ضرورة التحذير منه ..فنحن نحكم بالظاهر ..والظاهر لنا معصيته لله تعالى ..

أما إذا كان مسلما يعص الله في السر ولم يطلع عليه إلا أنت فلا يجوز لك أن تشهر به ..

4) ومن العبارات الخاطئة أن يطلق على اليهودي في هذا الزمان لقب إسرائيلي ، وكذلك ا طلاق البعض على النصراني لقب مسيحي ..

والصواب..إن لقب إسرائيلي يطلق على الشخص الذي آمن مع موسى عليه السلام واتبعه ..أما الذين في عصرنا فنطلق عليهم لفظة يهود ...فإطلاق اسم بني إسرائيل على يهود اليوم يكسبهم فضائل الإسرائيليين في عهد موسى عليه السلام .ويحجب عنهم الزائل التي يمارسونها ..كما يزول التمييز بين بني إسرائيل وبين يهود المغضوب عليهم والذين ضربت عليهم الذلة والمسكنة..

كما لا يجوز إطلهم،سم المسحيين على النصارى في هذا الزمان ..لان فيه تكريم لهم ، ورفعا لشانهم عندما ننسبهم للمسيح عليه السلام ..ولان الله تعالى سماهم في كتابه نصارى ..فالصواب إذا أن نطلق عليهم النصارى ..ودينهم دين النصرانية
ولا يجوز أن نقول فلان مسحي..أو من أتباع الديانة المسيحية أو نحو ذلك ..

5) ومن العبارات الخاطئة قول بعضهم (الدين لله والوطن للجميع ) فهذه العبارة توجب الردة عن الإسلام والعياذ بالله ..لأنها تخرج الأرض من حكم الله تعالى ..فالناس على وفق هذه العبارة أحرار في يفعلون الوطن ما يشاءون ..فبإمكانهم أن يحكموا بغير ما انزل الله .ويفعلون المنكرات على ارض هذا الوطن المزعوم ..ويسرقون خيرات الوطن ..ونحو ذلك ممن الممارسات المحرمة ...يفعلونها في ذلك بدون رقيب ولا حسيب..وهذا إن صح في دين النصارى المحرف..فلا يجوز في دين الإسلام ..

والصواب أن الدين لله ..والوطن لله أيضا ..فالله سبحان انزل الدين للناس جميعا ..وخلق الأرض لكي يُعبد عليها ..ولا يجوز لشخص أن يعص الله في أرضه ..ومن فعل ذلك استحق العقوبة على قدر معصيته..

6) ومثل تلك العبارة الآثمة قوله بعضهم ( الدين لا دخل له في السياسة ..ولا دخل له في الاقتصاد ..ولا دخل له في حياة الناس ..الدين في المسجد فقط..الدين علاقة بين العبد وربه ..)هذه كلها عبارات خاطئة منكرة ، فهي إن صحت في الأديان المنحرفة .. فلا تجوز في دين الله الحق .. ولا يجوز لمسلم أن يقولها أو يعتقد بها...

والصواب أن دين الله يتدخل في كل صغيرة وكبيرة من حياة الناس..فعلى سبيل المثال تدخله في السياسة قوله تعالى ( ومن لك يحكم بما انزل الله فأولئك هم الظالمون ..وفي آية أخرى فأولئك هم الفاسقون ..وفي آية ثالثة فأولئك هم الكافرون ..ومثال تدخله في الاقتصاد قوله تعالى ..وأحل الله البيع وحرم الربا..هذه بعض الأمثلة التي لا تقال لأمثالكم لمعرفتكم بها ...بل تذكير للبعض كي يرد بها على الجهلة ، ويبين له انه لا يجوز لمسلم أن يسير في حياته على غير ما شرع الله تعالى ..


7) ومن العبارات التي تسمع من بعضهم عند التهنئة بالزواج قولهم (بالرفاء والبنين ) وهذه عبارة جاهلية ..قضى عليها الإسلام ..
فمعنى الرفاء الاتفاق واستمرار العشرة الزوجية بين الزوجين ..

والبنين : المقصود به الدعاء له بان يكون نسله ذكورا فقط ، أو أن يكون أول مولود له ذكرا ..لان أهل الجاهلية يكرهون البنات ، أو أن يكون المولود الأول بنتا ...ولذلك ذمهم الله تعالى بقوله ( وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ(57)وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ(58)يَتَوَارَى مِنْ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ) .. وعلى هذا المفهوم الخاطئ يسير بعض أبناء البادية في هذا الزمن ..فدائما نسمع الجهلة منهم عندما ينتهون من تناول طعام وليمة الزواج يدعون للزوج بقولهم ( جعل بكرك ولد) وهذا تصريح واضح بفكر الجاهلية الأولى .. والصواب أن ندعو لهم الذرية الصالحة لمن أراد الدعاء..

والسنة في الدعاء للمتزوج أن نقول له..بارك لك ..وبارك عليك وجمع بينكما بخير ..


8) ومن الاخطاء اللفظية ايضا قول بعضهم إذا أراد أن يقول ( لا حول ولا قوة إلا بالله ) قال ( لا حول لله )..وهذا خطأ كبير حيث نفى الحول عن الله تعالى ..والحول معناه التصرف والحركة والحيلة ..فمعنى قولنا لا حول ولا قوة إلا بالله .. أي لا حيلة لنا ولا قدرة لنا ولا تصرف إلا بأمر الله ، وتوفيقه ومشيئته..ومعنى لا حول لله أي لا تصرف ولا قدرة لله وهذا كفر بالله عز وجل إذا قصده قائله..فهذا ينبغي الابتعاد عنه..

9) ومن العبارات الخاطئة أيضا ما يقوله البعض عن يسأله احد عن حاله فيجيب (الله يسال عن حالك ) وقول بعضهم ( الله ينشد من حال ) فهذه العبارات لا تجوز.. لأنها يفهم منها أن الله يجهل حال ذلك الشخص ..فالداعي يدعو الله تعالى أن ينتبه له ويسال عن حاله ..وهذا منكر كبير..لان فيه نسبة الجهل لله عز وجل ..وهذا كفر والعياذ بالله .. فالواجب الحذر منها والعدول عنها ..باستعمال عبارات الدعاء الشرعية المختلفة.

10) ومن العبارات الخاطئة أيضا ..إن بعض الناس إذا نسي شيئا قال ( الله يلعن الشيطان ) وهذا خطا لعدة أسباب ..
الأول: أن المشروع في حال النسيان ..أن يذكر المسلم ربه بأي صيغة كانت .كان يقول لا اله إلا الله ..سبحان الله .وهكذا.....وذلك استجابة لقوله تعالى ..(واذكر ربك إذا نسيت)..
الخطأ الثاني في لعن الشيطان .. أن ذلك تحصيل حاصل..فلا فائدة من لعنه ..فهو ملعون مبعد عن رحمة الله سواء لعنته أم لم تلعنه..
والخطأ الثالث : أن الإنسان إذا تعود لعن الشيطان وسهل اللعن على لسان ، فانه ربما يلعن غير الشيطان ..فالأولى الابتعاد عن اللعن مهما كان.

11) ومن تلك العبارات أيضا استعمال البعض ألفاظ اللعن المختلفة ..فأحيانا نسمع بعضهم يقول لعنه الله..أو لعنة الله عليه ..أو يا ملعون ..أو الله يلعنك ..أو لعن الله والديك ..أو يلعن شكلك ..أو يلعن الساعة التي عرفتك فيها ..وغير هذا من عبارات اللعن المختلفة..وهذا الإنسان المتلفظ بهذه العبارات على خطر عظيم ...لان اللعن هو الطرد والإبعاد عن رحمة الله تعالى ، واللاعن قد عرض نفسه لوقوع اللعن عليه..يشهد لهذا قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح (إن العبد إذا لعن شيئا صعدت اللعنة إلى السماء ، فتغلق أبواب السماء دونها ، ثم تهبط إلى الأرض ، فتغلق أبوابها دونها ، ثم تأخذ يمينا و شمالا ، فإذا لم تجد مساغا رجعت إلى الذي لعن فان كان لذلك أهلا ، و إلا رجعت إلى قائلها ) ..وقد نهانا النبي صلى الله عليه وسلم عن الدعاء باللعن وغيره فقال (لا تدعوا على أنفسكم و لا تدعوا على أولادكم ، و لا تدعوا على أموالكم ، لا توافقوا من الله ساعة يسال فيها عطاه ، فيستجيب لكم) قال هذا بعد أن سمع احد الصحابة رضي الله عنهم يدعوا على بعير له فقال (من هذا اللاعن بعيره ؟! انزل عنه ، فلا تصحبنا بملعون ) ثم ذكر الحديث السابق وهو (لا تدعوا على أنفسكم و لا تدعوا على أولادكم ، و لا تدعوا على أموالكم ، لا توافقوا من الله ساعة يسال فيها عطاه ، فيستجيب لكم)..وسمع شخصا يلعن الريح فقال (لا تلعن الريح ، فإنها مأموره ، و انه من لعن شيئا ليس له بأهل رجعت اللعنة عليه) ..لذا فعلينا أيها الإخوة أن نطهر ألسنتنا من هذه العبارات الآثمة التي ترجع علينا وعلى الناس بالخيبة والخسران .ولا تنفع شيئا ..

12) ومن العبارات التي تشتهر عند بعض الناس قوله عندما يغضب على شخص أو يمزح .. ( يا تيس يا كلب يا حمار ..إلى غير ذلك من الأوصاف وهذا خاطئ من عدة أوجه من أهمها : انه كذب فالذي أمامك إنسان وليس حيوان ..الثاني انه إيذاء للشخص الآخر..ونحن مأمورون بعدم أذية المسلمين ..كما أن في تلك العبارات خطأٌ تربوي ..فبعض الناس يصف ولده بقوله يا كلب يا حمار يا نعجة ... ياغبي ..ياثور .. وغير ذلك من العبارات ..وهذا يؤثر عليهم نفسيا ..وربما جعلهم يتصفون بصفات النقص تلك .. فعلينا أن نرتفع بمستوى خطابنا إلى العبارات المفيدة النافعة المشرعة.

13) وأخيرا أيها الإخوة من العبارات الخاطئة ..قول بعضهم (شاءت الأقدار) أو( شاءت الظروف ) ..وهذه الألفاظ منكرة ..لان الظروف جمع ظرف وهو الزمن والزمن المشيئة له ..وكذلك الأقدار جمع قدر والقدر لا مشيئة له ..وإنما الذي يشاء هو الله عز وجل ..لكن لوقال ..اقتضى قدر الله .كذا وكذا..

أيها الإخوة والاخوات هذا ما تيسر في هذا اليوم فاسأل الله تعالى أن يوفقنا إلى ما يحبه ويرضاه ..وان يهننا على فعل الخيرات .وترك المنكرات ..انه سميع مجيب وصلى الله وسلم على نبينا محمد
12
3K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

مضيعة وعرموشة
الله يجزاك خير
عزيزة
عزيزة
جزاك الله كل خير شيخنا الفاضل


ايضاً اود ان تنبه الى قول يقوله اكثرنا

وهو


الله لايهينك

واعتقد انه الافضل منها قول

لاهنت

اتمنى ان توضح هذا بارك الله فيك
***ملكة الليل***
بارك الله فيك شيخنا الكريم
بالنسبه لقول المرحوم او الشهيد للميت اذا قرن بمشيئة الله كأن نقول المرحوم بأذن الله هل في ذلك شيئ

كذلك اذا اعترانا امر معين منعنا من تلبية دعوه مثلا نقول حصل لي ظرف منعني من الحضور او ما أشبه ذلك
وقول ماصدقنا على الله يحصل هذا الشيئ
والحلف بالامانه
ارجو ن توضح لنا ذلك وجزاك الله خيرا
qoal
qoal

بارك الله فيك.........

موضوعك رائع اسال الله ان ينفع به..........

واردت هنا ان اضيف بعض الالفاظ التي نقولها ارى انها لا تصح فما رايك

والالفاظ هي......

هذا الرجل من يومه صغير معزرن الله بحياته...... يعني عايش حياة الكسافه
زي مايقولون

حلق على اذني ما افعل كذا. ونحوه....... وهذا يقال للقسم

ادخل على الله ما ادري.............تقال اذا سؤل الانسان عن شي لا يعرفه

وفقكم الله لما يخب ويرضى
نسرين وبس
نسرين وبس
جوزيتي خيرا اختي على هالكلام الي كله درر وننتظر منكي المزيد