NiDoOo

NiDoOo @nidooo

عضوة فعالة

24 ساعة في مستشفى الحرس الوطني

الأسرة والمجتمع

حبيباتي هدفي من موضوعي هذا هو مجرد الفضفضة لا غير ..
طبعا مثل ما انتم شايفين في توقيعي الوالد مريض من فترة طويلة وهاليومين زاد عليه المرض عسى الله يشفيه ويعافيه ويطول بعمره ..
قبل يومين تحديدا يوم الأربعاء 18 رجب حوالي الساعة 12 الظهر راح لمستشفى الحرس الوطني للمتابعة لأن عنده ملف هناك ..
والطبيب المتابع قال له: راح أطلب لك تنووووويم لأن حالتك الصحية حرجة وتستدعي المتابعة اليومية لكن انت لازم تنتظر شوي في قسم الطواريء لحد ما نلاقي لك سرير شاغر ..
الوالد مسوي بتر لجزء من مشط القدم لاصابته بغرغرينة بسبب مرض السكر و التنويم هذي المرة لأن الجرح رجع انفتح مرة أخرى كما أن لون القدم مائل للسواد مما يسبب خطورة اذا لم يتم تفادي الوضع .
طبعا وافق وقال الله المستعان وكلم الوالدة علشان ترسل له ملابس ومستلزمات المستشفى ..
وبدأت رحلة العذاب .. الساعة 3 عصرا نزل الطواريء وهاله ما رآه ..العشرات من المقاعد والأسرة المكدسة في أروقة وممرات القسم يعلوها العشرات من المرضى المُهمَلين الصابرين المنتظرين للحلم (سرير شاغر) في مدينة العجائب (مستشفى الحرس الوطني).
وبعد ما أفاق الوالد من صدمة ما رأى نادى على إحدى الممرضات فطلبت منه الانتظار في الممر كالبقية بكلمة (امسك سرا) علّ الفرج يأتي .. بعد ذلك اتصل على الوالدة يحكي لها اللي شافه واترجته يصبر وينتظر وهذا ما كان .. انتظر وانتظر وانتظر .. ومرت ساعة ساعتان 7 ساعات بدون فائدة .. عند ال 8 مساءا وزعوا على المرضى -الغائب نصفهم عن الوعي أصلا- وجبات فتناول وجبته ثم انتظر حتى ال 9 مساءا في هذا الوقت شعر بدوار فتذكر أنه لم يتناول ابرة الأنسولين بعد الطعام ..
نادى إحدى الممرضات السائرات في الأروقة بلا هدف وقال: سيستر لو سمحتي يا بنتي انا ما اخذت الأنسولين و..
وقبل أن يكمل قالت له بتأفف: انتزار سوية (انتظر شوية)! .. سكت وانتظر شوية على قولتها حتى تجاوزت الساعة ال 12 بعد منتصف الليل وازداد التعب والألم عليه وزاد الدوار فنادى ممرضة أخرى وقال: سيستر أحس بدوخة ودوار لو سمحتي في شي ممكن يوقف الدوار؟ ردت عليه مثل رد زميلتها الآنفة ذكرا وقالت: انتزار سوية .. انتظر وهو يفكر في حاله وحال المرضى الآخرين المكدسين كالأنعام في إحدى الحظائر - أعذروني على الوصف- وفي معمعة الأفكار هداه عقله للبحث عن واسطة يعرفها في المستشفى وبالفعل بعد عدة اتصالات وجد الواسطة المنشودة التي انتشلته من الممرات ووضعته على سرير متهالك بعد أن تجاوزت الساعة ال 4 فجرا وقيل له إنه محظوظ فهناك من ينتظر بالثلاث والأربع أيام.
وهنا بدأت المرحلة الثانية من رحلة العذاب .. فالسرير لا يرتفع ولا يهبط ولا يمكن تعديله والنوم عليه غير مريح، حزن والدي ولسان حاله يقول: يا ناس الشخص الطبيعي لا يستطيع النوم على هذا السرير فما بالكم بالمريض .. حاول النوم ولكن كان في انتظاره تحدٍ آخر فأصوات الممرضات تتعالى في ثرثرة متواصلة يحاولن بها قطع سكون الليل وملل المناوبة متناسيين أن هذه مستشفى وأن بها مرضى يتوقون للراحة بعد عناء يوم مؤلم ولكنه سكت .. ثم واجه التحدي الثالث فدرجة الحرارة في الغرفة منخفضة جدا إلى حد التجمد .. نادى الممرضات هاتولي غطاء زائد أحتاج إلى الدفْ ولكن لا حياة لمن تنادي .. بات يرتجف ولم يتحمل فطالبهن بتعديل درجة الحرارة والتحكم بالمكيف فقلن له إن نظام التبريد معطل ولا مجال لرفع أو خفض دجة الحرارة .. تحمل الوالد البرودة الشديدة والتي أصيب بسببها بالاسهال- أكرمكن الله -.
التحدي الرابع يوم الخميس عند الساعة ال 8 صباحا لا يوجد أطباء سوى الطبيب المناوب، وصل الطبيب المناوب الدكتور عبد العزيز - ولمن لا تعرف صفاته فهو كتلة من الغرور والتعالي ينظر للمرضى بتكبر وكأن الشفاء بيديه وليس بيد الله سبحانه وتعالى - المهم وصل ويبدو أن مزاجه لم يكن بخير ذلك اليوم أو أنه لم ينل القسط الكافي من الراحة بسبب المناوبة وأخذ يقرأ ملفات المرضى ويؤشر عليها ووصل لملف والدي وكان مستيقظا وتوسم الوالد فيه خيرا -وليته لم يتوسم- وقال له: يا دكتور البرد شديد هنا ما قدرت أنام ..
الطبيب وهو يتصفح الملف:.......
الوالد:أشعر بدوار منذ البارحة وآلام في قدمي المبتورة ..
الطبيب: .......
الوالد : لم أتناول الأنسولين منذ البارحة ..
الطبيب وهو يكتب في الملف: طيب طيب الحين بنشوف، ثم انصرف !!!
وكانت هذه القشة التي قصمت ظهر البعير وجعلت أبي يتصل على الوالده ويطلب منها ارسال السواق ليأخذه وطالبها بأن لا تناقشه في قراره وكان له ما أراد .. وواجه الوالد التحدي الأخير فقد رفضوا اخراجه من المستشفى بحجة أن الطبيب المتابع لحالته هو من يتوجب عليه الموافقة أو الرفض وأن هذه مسؤولية لا يستطيعون تحملها مما دفع والدي للتحايل عليهم بأن والده توفى وأنه يجب أن يخرج - ولم يكذب فجدي متوفي فعلا- قال لهم ذلك ولسان حاله يقول لو بقيت أكثر من ذلك سوف أموت من الاهمال والبرد والجفاف والاهانات والتجاهل .. ووافقوا وخرج الوالد على مسؤوليته الخاصة عند ال 12 ظهرا أي بعد 24 ساعة من العذاب .

وبعد أن حكى لنا تلك المعاناة دارت هذه الأسئلة في ذهني:
* لو انتظر والدي يوما آخر ماذا كان سيحدث له؟
* لماذا المستشفيات الحكومية لدينا لا تقوم بالدور المطلوب منها لعلاج المرضى ولماذا التقصير في ظل الامكانيات المتوفرة والتي هي أفضل مما نرى؟
* هل يجب أن يهان الإنسان وتذل كرامته أو أن تكون لديه واسطة ليجد سريرا فارغا في مستشفى حكومي؟
* وأين مراقبي وزارة الصحه عن خدمات المستشفيات الحكوميه ؟
* وهل خلت قلوب الأطباء والممرضين من الرحمة بسبب كثرة ما يشاهدون من حالات ؟
* هل يدرك معالي وزير الصحة أن هذا الإهمال والتقصير والقسوة تحدث في مستشفياته - وهو طبيب بالأساس والذي أقسم أمام خادم الحرمين الشريفين وأمام العالم وقبل ذلك أمام الله سبحانه وتعالى بأن يؤدي مهام مهنته على أتم وجه -؟
* وهل اذا مرض أحد ابناء معاليه أو أخواته أو أقربائه هل سوف يبحث عن سريرمتهالك لثلاث أو أربع أيام أم أنه سوف ينوم فورا في أفخم أجنحة الحرس الوطني؟

أخيرا حبيباتي أقول الحمد لله على كل حال فوضع الوالد يظل أفضل من غيره .. أعذروني على الإطالة .. وأرجو أن تتقبلوا فضفضتي ..
36
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

نجديه6
نجديه6
الله المستعان مانقول الا الله يعين
لينا الجميلة
لينا الجميلة
الله يشفي والدك ويحفظه لكم
والمستشفيات الحكوميه فيها الأهمال من كثر المرضى ولا فيه تنظيم ولا ترتيب
واللي ما يعرف له واسطه فيها يلاقي انواع الإهمال والتطنيش
NiDoOo
NiDoOo
نجدية6 الله يعين الجميع وشكرا على الرد يا قلبي ..
لينا الجميلة شكرا الانسان ما يتألم من المرض بقدر ما يتألم من الذل اللي يواجهه .. أشكرك على الدعوة الحلوة ..
محبة الصحابــــــه
الله يشفي أبوك ويعافيه ياااارب


فيه وصفه قالها عبد الباسط للغرغرينه



ببحث عنها واكتبه الك
NiDoOo
NiDoOo
الله يشفي أبوك ويعافيه ياااارب فيه وصفه قالها عبد الباسط للغرغرينه ببحث عنها واكتبه الك
الله يشفي أبوك ويعافيه ياااارب فيه وصفه قالها عبد الباسط للغرغرينه ببحث عنها واكتبه الك
أسعدني ردك يا الغالية .. شكرا على المرور وعلى الوصفة جعلها الله في ميزان حسناتك ..