مهما وصلت درجة محبتك واعتزازك بأهل زوجك،
فإنه لا بد وأن ينتابك، بين الفينة والأخرى، الانزعاج أو الضيق من بعض تدخلاتهم،
حتى إن كنت مقتنعة تماما أن القصد منها المساعدة.
أما إذا كانت العلاقة متوترة أو يشوبها بعض البرود، فإن الأمر يزداد سوءا،
إذ ستزعجك مجرد نصيحة بريئة حول طريقة العناية بطفلك، أو تنظيف مطبخك، وستفسرينها على أنها انتقاد مباشر.
تقول سهى،
وهي أم شابة لطفل لا يتعدى سنه الثلاث سنوات،
إن أهل زوجها يشعرونها دائما بأنها أم غير مسؤولة ومقصرة في حق طفلها الوحيد.
فعندما أصيب أخيرا بالتهاب الجفون، علَقت حماتها بلهجة ساخرة:
«هذا أمر غريب، لا أحد من أطفالي أصيب بذلك أبدا».
مضيفة «ألن تذهبي لجلب الدواء له ؟»، كما لو انني لم أكن ناوية على ذلك،
الامر الذي أفقدني هدوئي وأدى إلى نشوب معركة كلامية بيننا زادت العلاقة بيننا توترا. المشكلة التي يؤكدها خبراء الاجتماع أننا لا يمكن أن نغير من سلوك أفراد عائلتنا، كونهم تعودوا على أسلوب معين في التفكير والتصرف، خاصة إن كانوا كبارا في السن.
عليك أنت أن تغيري أسلوبك في التعامل معهم حتى تتكيفي مع الوضع وتخففي من حدة التشنج التي قد تنتج عن رفضك الدائم لهم،
وذلك باتباع الأساليب الخمسة التالية:
1ـ لا تقمعيهم كل مرة يحاولون تقديم النصيحة لك،
ولا بأس أن تمنحيهم فرصة التعبير عن مخاوفهم أو قلقهم تجاه صحة طفلك. فالجدة تقلق فعلا إن أصيب حفيدها بوعكة ولو بسيطة،
أفلم تسمعي بالمثل القائل «أعز من الولد ولد الولد». المشكلة تكمن في كونها لا تعرف كيف تعبر عن مشاعرها وقلقها على نحو لا يضايقك.
2 ـ تجنبي تدخلهم في حياتك الشخصية بالمحافظة على خصوصياتك.
فبسردك تفاصيل حياتك الخاصة أمامهم، تكونين كمن يعطيهم الضوء الأخضر بالتدخل.
أما إذا كانت علاقتك بهم متوترة، فأنت تعطيهم سلاحا قد يستعملونه ضدك فيما بعد.
لهذا يتعين عليك أن تتركي دائما مسافة احترام بينك وبينهم.
والقصد هنا ليس عدم اطلاعهم على نيتك إرسال ابنك إلى مخيم صيفي، بل أي جدال قد يدور بينك وبين زوجك حول المخيم الذي سترسلانه اليه.
3 ـ تعمدي أن تطلبي نصيحتهم في بعض الأمور البسيطة حتى تشعريهم بأهمية دورهم في حياة أسرتك الصغيرة، على أن لا تكون الاستشارة حول موضوع حساس ومهم بالنسبة لك إلى درجة أنه قد يوتر أعصابك.
4 ـ تمتعي بخفة الروح وخذي الأمور ببساطة،
فذلك سيساعد على تقليص أي توتر قد ينتج عن الانفعال، كما أنه سيعطيك فرصة التعبير عن رأيك بطريقة أكثر تأثيرا، ويكسبك ثقتهم وحبهم على المدى البعيد.
5 ـ كوِني مع زوجك فريقا واحدا ومتحدا.
لا تتوقعي من زوجك، أو تطلبي منه أن يكون جافا مع أهله، المهم بالنسبة لك أن يدعمك أمامهم بطريقة مهذبة في حال شعرت أن حماتك كانت قاسية معك،
لا تأخذي الأمر كأنه تحد بينك وبينها فيه رابح وخاسر، اكتفي بتفهم زوجك لموقفك، لأنه عندما تهدأ النفوس، لا بد أن يحاول أن يوضح لها موقفها إن كان خاطئا، أو على الأقل يشرح لها أسباب سوء التفاهم الذي حصل بينكما.
~~~~~~~~~~~~
~~~~~~~~~~~~
منقوووووول
الله يعطيك العافية .... على المنقول الرائع كروعة ذوقك الذي اختاره لنا
فعلا توجيهات تستحق التطبيق .......... الله يوفـقك دنيا واخره .
وتقبلي اجمل تحية:26: