ليس من المعروف بدقة عدد الأطفال والبالغين الذين يعانون من اضطراب فرط الحركة وضعف التركيز على كثير من تفاصيل حياتهم، لكننا نعرف أنه من الاضطرابات المنتشرة بشكل كبير حتى تصل نسبة الإصابة به إلى 10% من الأطفال في المرحلة الابتدائية، لكن على أكثر التقديرات معقولية ما بين 3% إلى 6% من الأطفال في المرحلة الابتدائية يعانون من هذا الاضطراب، لكن بحدة متفاوتة، وتؤكد أبحاث حديثة على أن نسبة البالغين المصابين به لا تقل عن 3%.تاريخ الاضطرابلاحظ الأطباء منذ قديم الزمان اختلاف الأطفال من حيث حركتهم وتركيزهم، وتم إدراج ذلك تحت اطار المعدل الطبيعي، لكن وجد بعض الأطفال ممن يخرج عن حدود ذلك المعدل وتسبب له حركته فشلاً في حياته بسبب عدم قدرته على التركيز والاستيعاب، وكذلك اندفاعيته المفرطة وتعجله الزائد، وقد كتب بعض الشعراء في عام 1863م نصاً معبراً عن هذا الاضطراب فقال واصفاً طفلاً اسمه "فيليب" ووالداه:"فل" توقف عن التلوي كأنك دودةهذه الطاولة ليست مكاناً للدورانهكذا حدث الوالد ابنه يقولها بشدة ليس للمزاحتقطب الأم جبينها وتنظر حواليهالكن فيليب لا يأخذ بالنصيحةسيفعل ما يفعل بأي ثمنيلتفت....ويتلوى....ويتحفز....ويضحك....وهناك و
هناك على الكرسي"فل" هذه الأفعال لا احتملها(بعدها يجلس فيليب على الكرسي ويمسك بغطاء الطاولة جاذباً اياه لتسقط كل الأشياء على الأرض)وقد سُمي هذا الاضطراب بأسماء متعددة بدأت "بالطفل المتحرك كثيراً" ثم وصفت بأنها أعراض ناشئة عن اصابة بسيطة بالدماغ...ثم تغير الاسم الى الاسم الحالي (اضطراب فرط الحركة وقلة التركيز أو الانتباه).وصف الاضطراب:أساس هذا الاضطراب أن الطفل يستقبل كل المثيرات الحسية بنفس الحساسية ولهذا يلفت نظره كل شيء ولا يستطيع انتباهه التمييز بين المهم وغير المهم، فإذا كان جالساً في الفصل يحاول التركيز على حديث المعلم فإنه لا يستطيع مواصلة الانتباه إذا مر أحد المعلمين أمام باب الفصل، أو تحرك أحد الطلاب، أو ظهرت أصوات من بعيد، بينما الطفل العادي والإنسان العادي يستطيع اهمال هذه الأشياء غير المهمة ومواصلة التركيز على المهم، ولهذا يكون ذهن هذا الطفل كالذي يسمع المذياع الذي يبث 10محطات في لحظة واحدة لا يستطيع السامع تمييزاً بينها، ولهذا يعد انتباه هذا الطفل مشتتاً، أو مضطرباً، أو ضعيفاً.والأساس الثاني لهذا الاضطراب هو الاندفاعية .. حيث هؤلاء الأطفال يستقبلون ما يدور حولهم ثم مباشرة يتصرفون قبل أن يفكروا
... ولهذا يكونون اندفاعيين للغاية ومستعجلين.وثالث هذه المظاهر هي أن الطفل لديه حاجة شديدة للحركة، ولا يستطيع الاستقرار لفترة طويلة في سكون بل يتحرك حتى في كرسيه، وهو واقف، ويحتاج للحركة باستمرار ليس شقاوة فيه لكن لأن طبيعة تكوينه لا تتحمل أن يبقى ساكناً لفترة طويلة.الأعراض:تتمحور الأعراض حول أمرين، أولهما أعراض فرط الحركة (انظر الجدول المرفق للتفصيل)، وثانيهما أعراض ضعف التركيز والانتباه (انظر الجدول المرفق للتفصيل).وفي الحلقة القادمة سنتكلم عن أسباب هذا الاضطراب وطرق تشخيصه وعلاجه.أعراض فرط الحركة- شعور دائم بالحاجة للحركة عند الطفل، وتحريك اليدين أو غيرهما من أجزاء البدن حتى عند الجلوس.- عدم الجلوس في نفس المكان لمدة طويلة.- الركض واللعب والتسلق حتى في الأوقات غير المناسبة أو الأماكن الخطرة.- الاستعجال في الحديث والرد وعدم الانتظار.- اللعب بإزعاج دوماً.- دائماً ما يكون نشيطاً متحركاً.- يستعجل الإجابة على المعلم في المدرسة دون تركيز.- عندما يلعب مع الأطفال لا ينتظر دوره ويتجاوز كثيراً دور الآخرين مما يسبب له صعوبات في اللعب.- يقاطع الآخرين كثيراً.- عدم الاستجابة للكلام والإرشادات.- صعوبات في اداء الواجبات
الدراسية أو متابعة المدرس في المدرسة بسبب عدم القدرة على الجلوس لمدة طويلة.أعراض ضعف التركيز والانتباه:- صعوبة متابعة التعليمات وصعوبة الاستجابة لها.- كأنه لا يستمع للوالدين أو المدرسين.- عدم القدرة على التركيز على نشاطاته.- كثيراً ما يضيع بعض الأشياء اللازمة وذلك في المنزل أو في المدرسة.- لا يستطيع الاهتمام بالتفاصيل.- يبدو غير مرتب في نشاطه ودروسه ومظهره.- غير قادر على التخطيط الفعّال مبكراً.- ينسى كثيراً بسبب عدم استيعابه أو تركيزه.- أي شيء يلفت انتباهه.
الرياض
سيدة الوسط @syd_alost
عضوة شرف في عالم حواء
6% من طلاب المرحلة الابتدائية و3% من البالغين مصابون باضطراب فرط الحركة وضعف التركيز
0
448
هذا الموضوع مغلق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️