لا أحد ينكر أهمية الاختبارات المدرسية في حياتنا كاسرة وكأفراد وكمدرسة وكمجتمع.... حيث يقضي ابناؤنا الطلاب جزءاً من حياتهم يتنقلون من اختبار إلى آخر وان هدف الاسرة والمدرسة والطالب هو النهاية السعيدة الدراسية خلال العام الدراسي ولكل يتمنى بل ويعمل على النجاح والانتقال إلى الصف الأعلى أو التخرج.
ويشترك في الاختبارات ونتائجها جهات عديدة تبدأ بالطالب مروراً بالمدرسة انتهاء بأعلى الجهات الرسمية للمجتمع كما ان الطالب يشعر قبيل الاختبارات وكذلك اثنائها بقلق وإرهاق وقلة نوم وايضا اسرته تعيش نفس الشعور وتستنفر جميع قواها. للوقوف على شعور ارباب الاسر والطلاب في هذه المرحلة العصيبة كان ل (الرياض) هذا التحقيق الذي تناولنا فيه الرأي النفسي والطرق العلمية لاستقبال الاختبارات وكيفية التأقلم معها ودور الاسرة والمدرسة.
(الضغط النفسي)
في البداية قال عبدالعزيز الفهيد: نحن الآباء نعاني أيام الاختبارات من الضغط النفسي حيث نصبح شبه طلاب من حيث مساعدة أبنائنا على المذاكرة والمراجعة معهم وتأجيل جميع الاعمال وعدم استقبال الضيوف أو حضور المناسبات بل البعض يأخذ اجازة من العمل وهذا بالطبع يؤثر على نفسية الوالدين قبل الابناء.
واشار الفهيد ان كل ذلك بسبب عدم متابعة الابن أو البنت اثناء الدراسة وعدم قيام الاهل بالمذاكرة لهم حتى اذا قربت الامتحانات يكون من السهل حفظ المادة أو مراجعتها ومن ثم اجتياز الاختبار بدراجات عالية وبجهد قليل وبنفسية ممتازة.
(إرهاب الطالب)
أما فهد مساعد فقال: الحقيقة اعتبر الاختبارات معضلة وهم يخيم على جميع الاسر وتصبح الاسرة غير قادرة على القيام بواجباتها الاجتماعية اثناء الاختبارات ويكون هناك الوعيد الشديد للابناء في حالة عدم النجاح أو الحصول على دراجات قليلة وهذا يشكل خطراً على تحصيل الطالب العلمي وخاصة لمن ينشد العالي للحصول على القبول بالجامعات وكل ذلك بسبب الضغط عليه ومطالبته بملا يطيق ويحصل له ارباك وخلط للمعلومات واجزم ان 70% من الاسر السعودية لديها المعرفة أو الطرق السليمة لرفع مستوى ابنائها العلمي وكذلك المدرسة تساهم بشكل أو باخر والمجتمع مطالب بتصحيح بعض الاعتقادات عن الاختبارات التي ترهب الطالب واعتقد ان قيام البيت بمتابعة تحصيل ابنهم بشكل جيد خلال العام له بالغ الاثر على تخفيف ضغط الاختبارات على الابن أو البنت ويعطي نتائج فعالة.
(ضبط وتنظيم الوقت)
من جانبه قال الدكتور عمر بن إبراهيم المديفر استشاري طب نفسي الاطفال المراهقين والعلاج الزوجي والعائلي بمستشفى الملك فهد بالحرس الوطني: ان هناك ما يسمى بمرحلة التهيئة للاختبارات: وهي (فترة الإعداد والاستعداد).
حيث من المعلوم ان الطالب الذي استعد خلال العام الدراسي استعداداً كافياً وتابع كل درس مع المدرسة ولم يؤجل عمل يومه إلى غده فمثل هذا الطالب لا شك انه - بإذن الله - سيحقق نتائج طيبة، غير ان الواقع يشير إلى ان هذا الحال ليس هو حال معظم طلابنا، بل ان معظم طلابنا لا يهبون للدراسة والمذاكرة إلا قبل الاختبار بليال قليلة ماء لذلك تبدو المهمة صعبة عليهم ويحتاجون إلى الكثير من الجهد ولكن ايضاً لابد من التنظيم لئلا تصبح هذه الجهود مبعثرة والحاجة إلى التنظيم والعمل بعلمية وضبط هي حاجة لجميع الطلاب ان كان متفوقاً أو عادياً أو ضعيفاَ في مستواه هو بحاجة إلى تنظيم وضبط ثلاثة أمور أساسية:
@ ضبط وتنظيم وقت الدراسة ضمن (الخطة الزمنية للدراسة المنزلية).
@ استخدام أسلوب صحيح وعلمي للدراسة.
@ تهيئة قدر كاف من الظروف الملائمة للاستذكار والدراسة.
"استثمار الوقت"
مؤكداً ضرورة تنظيم وقت الدراسة: (الخطة الزمنية للدراسة المنزلية):
فغالبية الطلاب حتى المتفوقين منهم يعانون من مشكلة الاستثمار الامثل للوقت،والطلاب هم واحد من الاصناف التالية في تعاملهم مع الوقت:
@ طالب لا يستطيع ضبط الوقت ولا ضبط نفسه فلا يجلس إلا دقائق معلومة ثم يقوم مسرعاً ليبحث عن اي شيء يتشاغل فيه.
@ طالب يصارع الوقت فتمر عليه فترة يستغرق فيها بالدراسة قد تطول قليلاً لكن يعقبها فترات يفقد معها استقراره ويتأثر بنوعية المادة أو حالته النفسية أو عوامل خارجية في المنزل وغيره..
@ طالب مجد يدرس لفترة طويلة لكنه يشعر إثرها بضيق نفسي يحتاج معها إلى فترات راحة قد تطول لدرجة لا يحدد معها كم درس وكم استراح..
@ طالب يجلس لفترة طويلة يشعر بعدها بالرغبة بالمزيد من النشاط غير أنه معرض لاي ظرف خارجي ان يحبط نشاطه..
وفي كل الحالات السابقة وغيرها هناك تأكيد على الحاجة إلى تنظيم الوقت لان جهود الطلاب تتبعثر وضياع الوقت يمثل أحد أهم عوامل القلق والإحباط النفسي للطلاب ما قبل الاختبارات.
(تنظيم الوقت)
وعن الحلول قال: اعتقد ان الجميع يشارك في الرأي القائل ان تنظيم الوقت مطلب لكل عمل فما بالك فيما يخص الدراسة والاستذكار وهي تتسم بأن الوقت يتفلت فيها تفلتاً عجيباً لا يشعر به الطالب ولذلك لابد من وضع خطة دراسية تراعي ما يلي:
1- ان تكون قابلة للتنفيذ وقابلة للضبط.
2- ان تنطلق من مبدأ ان الاستراحة لا تقل أهميةً عن فترة الاستذكار وان الراحة هي الزاد للاستمرار والمتابعة، وهذه النقطة مهمة لان الاعتداء على وقت الراحة هو اعتداء بشكل آخر على وقت الاستذكار والدراسة.
3- ان توضع الخطة بحيث تكون فترة الاستذكار قريبة من حيث الزمن لفترة الحصة الدراسية في المدرسة لان هذا يساعد على سهولة الضبط وتعود الطالب على نظام محدد.
4- ان تعلن هذه الخطة للاسرة وان يطلب من الجميع مساعدة الطالب على تنفيذها لئلا يطلب احد من الطالب اي طلب خلال وقت الدراسة ولئلا يزعجه أحد وهو يذاكر.
مثال عملي: كما سبق الإشارة فإن التجربة مع كثير من الطلاب اشارت إلى ان أفضل تقسيم للوقت هو ان تكون الحصة للدراسة المنزلية قريبة من الحصة في المدرسة وهي بحدود ( 50دقيقة للحصة الواحدة، 10دقائق راحة) ولنأخذ طالباً بدأ في الساعة الثالثة والنصف مثلاً بعد صلاة العصر:(الجدول)
وهذا ليس ملزماً لان الطلاب يختلفون في قدرتهم على الصبر فهناك طالب يناسبه أقل من هذه المدة بقليل وطالب آخر يستطيع أكثر من ذلك بقليل مع تذكر ان تحديد وقت غير ملائم كأن يكون أكثر من القدرة على التطبيق سيضر بالطالب في اتجاه آخر.
ويراعى ايضاً فترات الصلاة وتناول الطعام ووضع فترة راحة طويلة معها لمدة نصف ساعة بعد ثلاث فترات دراسية.
وقد يقول قائل ان التنفيذ ليس سهلاً، غير انه مهم جداً ان نتعود عليه وما لا نستطيع ان نلتزم به هذا الاسبوع سنتدرب عليه ونتعلمه لمرحلة لاحقة.
(كيفية الاستذكار)
وعن كيفية الاستذكار قال: ان تنظيم الوقت ليس وحده المهم، بل لابد من البحث عن أفضل السبل لاستثمار هذا الوقت بالشكل الموضوعي والواقعي، والطلاب كثير من جهودهم تضيع مع أساليب غير متكاملة للدراسة والاستذكار وتشير الدراسات التربوية إلى ما يعرف بالدراسة الكلية وهي قراءة المقطع قراءة شاملة لاكثر من مرة ونوع آخر يعرف بالقراءة المجزءة أو الجزئية وهي ان يقرأ قصيدة الشعر بيتاً بيتاً ثم يعود لحفظها جميعاً ويمكننا الإشارة إلى طريقة أخرى يمكن تسميتها القراءة المكثفة والمنظمة.
وتقوم على ما يلي:
1- ان يقوم الطالب بكتابة العنوان الرئيس للدرس على ورقة ثم كتابة العناوين الفرعية الاخرى ثم ذكر التعدادات والعناوين الثانوية الاخرى لكل عنوان فرعي مع بعض الملاحظات المختصرة جداً وهذه الطريقة تعرف بالطريقة الشجرية لانها تأخذ شكل الشجرة ويضع الورقة جانباً.
مثال: بعد كتابة العنوان الرئيس.
الفقرة الأولى تتألف من التعدادات التالية:
أ - ب - ج - وهكذا
- يقرأ الطالب كل فقرة قراءة تفصيلية ثم يسمع لنفسه ما استطاع تذكره.
- بعد الانتهاء مما سبق يقوم بقراءة شاملة للدرس.
- العودة إلى الورقة (المشار إليها) وقراءة العناوين وتقييم حجم ما يتذكره الطالب من المادة وعلى أساسها يقرر ما هي النقاط التي تحتاج إلى إعادة دراستها.
مضيفاً ان لهذه الطريقة ميزات:
حيث انها تحل كثيراً من التبعثر والتشتت لدى الطلاب الذين يشكون من انهم يعرفون السؤال ويعرفون الجواب لكنهم لا يعرفون هذا الجواب اذا كان لهذا السؤال أم لا.
وذلك كثير من الطلاب يعاني من مشكلة الكلمة الأولى في الجواب يمكن لهذه الطريقة ان تساعده كما انها قابلة للاستذكار وبسرعة في اي وقت بعد المرة الأولى.
مبيناً ان في الوقت نفسه ان لهذه الطريقة سلبيات منها:
- في المرة الأولى للقراءة والدراسة تحتاج إلى وقت وتحتاج إلى تدريب عليها.
- انها فعالة في المواد ذات الجانب النظري والحفظي ويمكن استخدامها في الجوانب العلمية بشكل أقل.
وابان ان هناك ملاحظات حول الاختبارات:
التي يجب توافرها لتصبح الظروف أكثر ملائمة للاستذكار والدراسة غير اننا نشير لبعضها:
@ ان يكون مكان الاستذكار مكاناً هادئاً وفيه قدر كاف من الضوء وتتوافر فيه جميع مستلزمات وادوات الدراسة والاستذكار.
@ ان يكون وقت الاستذكار ملائماً وبعد فترة من الراحة مع الإشارة إلى ان أفضل وقت بعد صلاة الفجر لما فيه من بركة "بورك لامتي في بكورها".
@ بعض الموضوعات سهلة وشيقة وبعضها صعب ويفضل الابتداء بالاسهل والاستعانة على ما يصعب بالصبر والدعاء.
@ عدم تناول الاطعمة الدسمة التي تثقل على الإنسان وتؤثر على ذاكرته.
@ الحذر من المنبهات حذراً شديداً والعقاقير الدوائية.
@ تجنب الإجهاد والتعب ودراستك المنظمة ستشعرك بأن الوقت كاف.
@ دراستك لوحدك غالباً اجدى من الدراسة الجماعية.
@ في الختام تذكر ان التوفيق من الله ولا تنسى تلجأ إليه دائماً بالدعاء.
تحقيق - نايف عبدالله الحربي:
منقول للفائدة من جريدة الرياض
أم ردينا @am_rdyna
المميزة بالواحة العلمية لشهر ذو القعدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
atheer
•
نقل قيم وكلام سليم اختي ام ردينا جزاك الله كل خير ..
إشراق 55
•
جزاك الله خيراً الغالية أم ردينا وجعل ما كتبتيه في موازين حسناتك لمساعدة الطالبات والطلاب .
الصفحة الأخيرة