------
أختي الكريمة :
رضا الله عز وجل عن كل مسلم ومسلمة
هي غاية الغايات وأقصى أماني العباد
ولكن كيف السبيل للوصول إلى تلك الأمنية العظمى
وهذه الغاية الكبرى ؟ .
إن رضوان الله تعالى إنما يستحقه العبد المؤمن
إذا رضي عن كل شيء قدّره الله عز وجل
فشأن أهل الرضا عن الله أنهم يرضون في دينهم بكل ما قُدّر لهم
ويرضون في أخرتهم بما يمنحه ربهم عز وجل لهم .
ولنعلم أختي الفاضلة
أنها لم تكن المسلمة في وقتٍ من الأوقات
في حاجة إلى رضا عن الله لكي يرضى عنها
كما هو الآن في زمننا .
فالمسلمة في وقتنا
أصبحت تسخط على قضاء الله وقدره
ليلاً ونهاراً .. سراً وعلانية
فهذه تقول : ليت ما كان لم يكن .
وهذه تقول : يا ليت هذا كان .
وثالثة تقول : لِمَ أبتلي وتتعافى فلانه !.. وأُحرم وتتمتع هي .
ورابعة .. وخامسة .. وسادسة .. ؟! .
فيا أيهتا المسلمة
حتماً سوف تتعرضين في حياتك إلى البلاء
الذي قد يكون في نفسكِ أو في زوجكِ أو في أولادكِ
أوفي والديكِ إلى غير ذلك من عشيرتك
وهنا يظهر معنى الرضا عن الله تعالى
ويتحلى مقدار الإيمان الذي لديكِ
فإن الله أنزل بكِ البلاء لكي يختبر ما لديكِ من إيمان
هل ستصبرين فتنالين عظيم الأجر والثناء من رب الأرض والسماء ؟
أم تسخطين على القضاء ؟ .
إن الله يبتلي عباده من الصالحين والصالحات
لكي يصلح لهم أحوالهم ويصلح لهم أعمالهم
ويصلح لهم صحيفة أعمالهم السابقة .
تقول أم العلاء رضي الله عنها :
عادني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا مريضة , فقال :
( يا أم العلاء أبشري , فإن مرض المسلم يذهب الله به خطاياه , كما يذهب النار خبث الذهب والفضة )
رواه أبو داود وصححه الألباني .
لذا لو نعلم أختي المسلمة
ما أعده الله تعالى من ثوابٍ على البلاء لصبرنا على هذا البلاء .
ولذا كله كانت المؤمنة التقية .. والمؤمنة الرشيدة
هن من الذين يرضون دائماً بقضاء الله وقدره
ويعلمون أن الخير ذلك والشر في عكسه .
فلا تكوني ممن يفرحون فرحاً شديداً عندما يشاهدون قضاء طيباً لهم
وبالعكس إذا شاهدوا الأمر على غير ما توقعوا أو ظنوا
فإنهم يأسوا وقنطوا .. وذلك من ضعف إيمانهم
وقلة ثقتهم في تقدير الله لهم .
نعم .. أختي الكريمة
فإن في تقلب الدهر عجائب
وفي تغير الأحوال مواعظ
توالت العقبات وتكاثرت النكبات
وطغت الماديات على كثير من الخلق
فتنكروا لربهم ووهنت صلتهم به .
اعتمدوا على الأسباب المادية البحتة
فسادت موجات القلق والاضطراب والضعف والهوان
وعم الهلع والخوف من المستقبل ! .
تخلّو عن ربهم فتخلى الله عنهم :
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ}
جميع الخلق مفتقرون إلى الله
في كل شؤونهم وأحوالهم
وفي كل صغيرة وكبيرة .
وفي هذا العصر تعلّق الناس بالناس
وشكى الناس إلى الناس
ولا بأس أن يستعان بالناس فيما يقدرون عليه
لكن أن يكون المعتمد عليهم
والسؤال إليهم والتعلق بهم
فهذا هو الهلاك بعينه
فإن من تعلق بشيء وكِلَ إليه .
نعتمد على أنفسنا وذكائنا بكل غرور وعجب
أما أن نسأل الله العون والتوفيق ونلح عليه بالدعاء
ونحرص على دوام الصلة بالله في كل الأسباب وفي الشدة والرخاء
فهذا ما يفكر به بعض الناس .
أختي المؤمنة :
إن الفرار إلى الله واللجوء إليه في كل حال وفي كل كرب وهمّ
هو السبيل للتخلص من ضعفنا وفتورنا وذلنا وهواننا .
إن في هذه الدنيا مصائب ورزايا .. ومحنّ وبلايا
الآم تضيق بها النفوس ومزعجات تورث الخوف والجزع .
كم في الدنيا من عين باكية
وكم فيها من قلب حزين
وكم فيها من الضعفاء والمعدومين
قلوبهم تشتعل ودموعهم تسيل .
هذه تشكوا علّة وسقما
وتلك حاجة وفقرا
وآخرى هماً وقلقا .
فتاة تبحث عن عروس
وطالبة تشكوا كثرة الامتحانات والدروس
امرأة مسحورة .. وأخرى أصابها الخوف ووسوسة الشياطين .
تلك هي الدنيا تضحك وتبكي .. وتجمع وتشتت
شدة ورخاء .. سراء وضراء
وصدق الله العظيم :
{لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ}
أخواتي الكريمات
السؤال الذي يجب أن يكون :
هؤلاء إلى من يشكون ؟
وأيديهم إلى من يمدون ؟! .
يجيبكِ واقع الحال
على بشراً مثلهم يترددون .. وللعبيد يتملقون
يسألون ويلحون وفي المدح والثناء يتقلبون
وربما على السحرة والكهنة يتهافتون
تؤلمنا والله شكاوى المستضعفين
وزفرات المساكين وصرخات المنكوبين
وتدمع أعيننا لأهات المتوجعين
وأنات المظلومين وانكسار الملذوعين
لكن أليس إلى الله وحده المشتكى .
أين الإيمان بالله ..
أين التوكل على الله
أين الثقة واليقين بالله !
يا أصحاب الحاجات
أيها المرضى
أيها المكروب والمظلوم
أيتها المسعرة والمهمومة
أيها الفقير والمحروم
أيتها الفقيرة والمحرومة
يا من تبحثون عن السعادة الزوجية
يا من تشكون العقم وتبحثون عن الذرية
يا من يهمهم أمر المسلمين
يا من له أسير في السجون
يا كل محتاج ومحتاجة
يا من ضاقت عليهم الأرض بما رحبت
لماذا لا نشكو إلى الله أمرنا
وهو القائل : { ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ } .
لماذا لا نرفع أكف الضراعة إلى الله وهو القائل :
{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} .
لماذا تضعف الصلة بالله والاعتماد عليه وهو القائل :
{قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ } .
>>> يتبع >>>
22
1K
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
بــقـميــــه كووول :لا يمكنك مشاهدة هذا التعليق لانتهاكه شروط الاستخدام.
أثابكم الله وأحسن إليكم
وجعل الجنة مثواكم
HAJOORY
•
حتماً سوف تتعرضين في حياتك إلى البلاء
الذي قد يكون في نفسكِ أو في زوجكِ أو في أولادكِ
صدقت يافارس الهيلا والله ان كلامك كله درر كثر الله من امثالك
الحمدلله على كل حال انا حصل لي وان فقدت والدتي بغمضة عين ؟
ومازلت اقول اللهم لك الحمد ولا حول ولا قوة الا بالله
فقداني لوالدتي كانت فاجعة بالنسبة لي؟ولكن اقف وتضرع لله سبحانه وتعالى واقول اللهم لك الحمد اللهم اعني على مصيبتي ولا حول ولا قوة الا بك استغفرك واتوب اليك ؟الحمدلله وفقني الله في اشياء معدوده ورزقني بزوج صالح ان شالله واخذت الشهاده العلميه التي كنت اطمح بها ورزقني ببنتي الله يخليها لي؟
ان المصائب لا شك ليس هي الا امتحان وابتلاء من الله عز وجل (ان الله اذا احب عبدا ابتلاه)
يارب اعني على فعل الخير ؟
يارب ازل الهم من صدر والدي واخواني اللهم اميين وارزقهم واهدهم الصراط المستقيم وثبت قلوبهم على حبك وعلى عمل الخير؟
الذي قد يكون في نفسكِ أو في زوجكِ أو في أولادكِ
صدقت يافارس الهيلا والله ان كلامك كله درر كثر الله من امثالك
الحمدلله على كل حال انا حصل لي وان فقدت والدتي بغمضة عين ؟
ومازلت اقول اللهم لك الحمد ولا حول ولا قوة الا بالله
فقداني لوالدتي كانت فاجعة بالنسبة لي؟ولكن اقف وتضرع لله سبحانه وتعالى واقول اللهم لك الحمد اللهم اعني على مصيبتي ولا حول ولا قوة الا بك استغفرك واتوب اليك ؟الحمدلله وفقني الله في اشياء معدوده ورزقني بزوج صالح ان شالله واخذت الشهاده العلميه التي كنت اطمح بها ورزقني ببنتي الله يخليها لي؟
ان المصائب لا شك ليس هي الا امتحان وابتلاء من الله عز وجل (ان الله اذا احب عبدا ابتلاه)
يارب اعني على فعل الخير ؟
يارب ازل الهم من صدر والدي واخواني اللهم اميين وارزقهم واهدهم الصراط المستقيم وثبت قلوبهم على حبك وعلى عمل الخير؟
الصفحة الأخيرة
فيا أيتها المسلمة
أين نحن من الشكوى إلى الله
أين نحن من التضرع والالتجاء إلى الله
سبحان الله ..
ألسنا بحاجة إلى ربنا ؟
أنعتمد على قلوبنا وحولنا ؟ .
والله ثم والله لا حول ولا قوة لنا إلا بالله عز وجل
والله لا شفاء إلا بيد الله عز وجل
ولا كاشف للبلوى إلا الله عز وجل
ولا توفيق ولا فلاح ولا سعادة ولا نجاح إلا من الله .
العجيب والغريب
أن كل مسلم ومسلمة يعلمون هذا
ويعترفون بهذا .. بل يقسمون على هذا
فلماذا تتعلق القلوب بالضعفاء والعاجزين
ولماذا نشكو إلى الناس ونلجأ إلى المخلوقين .
كم من مدين عجز عن الوفاء
وكم من معسر يعيش في شقاء
وهمّ في الليل وذل في النهار
أحزان وآلام لا يغمض في منام
ولا يهنأ في طعام طريد للغرماء .. أو مع السجناء ! .
صبية صغار وبيت للإيجار
وزوجة مسكينة .. لا تدري أتطرق أبواب المحسنين
أو تسلك طريق الفاسقين ؟! .
وهذه رسالة
رسالة مؤلمة من زوجة إلى زوجها في السجن
جاء فيها .. تقول الزوجة :
لم أتمتع معك في حياتنا الزوجية إلا فترة من الزمن
حتى غيبوك في غياهب السجون
كم سنة غبت عني لا أدري ماذا فعل الله بك
ولا أدري عنك أحيٌ فترجى أو ميت فتنعى
ليتك ترى حالي وحال أولادك
ليتك ترى حال صغارك
لست أدري هل أخون أمانة الله وأمانتك
وأطلب الرزق لهؤلاء بطرق محرمة
وأنا في ذمتك وعهدك
أم أطلب الطلاق ويضيع أولادك ..
إلى آخر الرسالة .
فيا أختي
تصوري حال هذا الزوج
كيف يكون حاله وهو يقرأ هذه الكلمات
ظلم .. وسجون .. وهموم .. وأولاد .. ذلٌ وخضوع للناس .
فلهؤلاء وأمثالهم أقول :
لماذا طرقتم الأبواب لكها
ونسيتم باب من يستحي من عبده إذا رقع يديه إليه
أن يردهما صفراً خائبتين .
ولنستمع إلى حديث أم سلمة رضي الله عنها أنها قالت :
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
رواه مسلم .
قالت : فلما مات أبو سلمة قلت - أي قالت في نفسها -
أي المسلمين خير من أبي سلمة
أول بين هاجر إلى رسول الله
ثم إني قلتها فأخلف الله لي رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قال تعالي :
{ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ *أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} .
فيا أحتي المسلمة
لنرضى بقضاء الله وقدره
ونضع هذه الآيات القرآنية نصب أعيننا
فإن فعلنا هذا فإننا السعداء في الدنيا والآخرة .
قال الله عز وجل :
{وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَآدَّ لِفَضْلِهِ } .
وقال جل شأنه :
{مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} .
وصدق الشاعر القائل :
رضيت بما أقسم الله لي = وفوضت أمري إلى خالقي
فقد أحسن الله فيما مضى = ويحسن إن شاء فيما بقي
فالبدار البدار
جددوا إيمانكم بقول لا إله إلا الله واحتسبوا عند البلاء
وليكن الرضاء حالك عند كل قضاء
واحذروا أن تقولوا لأمرٍ قضاه الله ليته لم يكن .
وما التوفيق والسداد إلا من عند الله العزيز الحكيم .
يا صاحب الهم إن الهم منفرجٌ = أبشر بخير فإن الفارج اللهُ
اليأس يقطع أحياناً بصاحبهِ = لا تيأسً فإن الكافي اللهُ
الله يحدث بعد العسر ميسرة = لا تجزعن فإن الصانع اللهُ
فإذا بليت فثق بالله وأرضى به = إن الذي يكشف البلوى هو اللهُ
والله مالك غير الله من أحدٍ = فحسبك الله في كلٍ لك الله ُ