--

الملتقى العام

ط فـ شـ




مرض من الأمراض
ومشكلة من المشاكل
ووباء من الأوبئة

تجعل الحياة موتاً .. والدنيا نكداً وهماً .. واللذة تعاسة
ويصيّر الأرض الواسعة ضيقة


إنه مرض
( الطفش وضيق الصدر )


ذلك المرض الذي أصاب الكبير والصغير
والأمير والحقير .. والفتى والفتاة
والشيخ الهرم .. والشباب اليافع

فما أعراض هذا المرض .. وما أسبابه
وما السبيل إلى علاجه .



أختي الحسناء
يبدأ هذا المرض بإنسانة
قطعت الصلة بينها وبين الله سبحانه وتعالى
لا تصلي .. وإن صلت ففي بعض الأحيان
هائمة على وجهها في هذه الأرض

فرحة بشبابها .. متسكعة مع صويحباتها
تناست آخرتها .. تغني للدنيا أعذب الألحان
وتنشد فيها أجمل الكلمات

بعيدة كل البعد منهج الله وطريق رسوله
معرضة عن ذكر الرحمن
مقبلة على ذكر الشيطان .

وبعد فترة بدأت هذه الإنسانة تشعر بحالات ومشاكل غريبة
بدأت تشعر بطفش واكتئاب
هموم وقلق .. وعصبية وضياع .. فراغ وضيق صدر

ثم بدأت تبحث عن حل هذه المشاكل
فأسرعت شياطين الإنس والجن إليها
تعاونها وتساعدها !


قدمت لها وسائل كثيرة لقتل هذا الفراغ وإبعاد هذا الضيق
أفلام .. قنوات .. مجلات
سهرات مع الأخلاء والخليلات
تسكع .. وإتصالات
فازدادت الحالة سوءاً
ولم يعالج المرض
فزادت في العلاج
رغبة في أن تملأ هذا الفراغ في نفسها
وتبعد هذا الضيق عن صدرها .


فرجلّت شعرها .. وغيرت ثوبها
بدلّت صديقاتها وحبيباتها
وغيرت الأفلام القديمة .. والأغاني العتيدة
إلى كل جديد وحديث

سافرت .. هربت .. وساحت .. ثم عادت !

عادت لتزداد المشكلة تعقيداً
ورجعت ليتطور المرض أكثر وأكثر
عادت لتزداد حيرة وقلقاً وتعاسة
عادت ليزداد الصدر ضيقاً
وتزداد النفس طفشاً وهماً
بدأ البدن يتأجج .. يضيق
يريد الخلاص من النفس .


هذه النفس التي يوجد بها الفراغ
لا يعرف البدن كيف يملؤه بها وحشة
لا يدري البدن كيف يزيلها .

بها هموم والآم
لم يجد البدن طريقة لإبعادها
فتمضي المسكينة وقتها بالبكاء الحار والنحيب المر
وتقضي حياتها بالهروب من نفسها
والتمرد على أهلها ومجتمعها .

يقول الله عز وجل :
{فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء}

سبحان الله !! ما أعظم هذه الآية
أين الحائرات ليجدن سبب مشاكلهن
أين التائهات المكتئبات
ليعلمن سبب مرضهن


ثلاث صفات
وصف الله بها الصدر البعيد عن هداية الله
ضيقاً : أي مغلق .. مطموس
لا يتسع لشيء من الهدى .

حرجاً : لا ينفذ في الإيمان والخير
فهو يجد العسرة والمشقة في قبولهما .

كأنما يصعّد في السماء :
أي أن حال هذا الصدر كأنما يصعد بصعوبة
وباستمرار في طبقات السماء
فينقص عنه الهواء .. فيضيق
فيزداد ضيقاً حتى لكأنه يختنق .


هذا هو الذي تشعر به الإنسانة الطفشانة
( ضيقة الصدر )
وهذا هو الذي تحسه الفتاة
التي تتخبطها الهموم والآلام .. والقلق والحيرة
فهي تشعر بأن روحها تصعد
وتحس أنها في سجن .. وأن صدرها في ضيق .

يقول الله تعالى :
{وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى}

إن التي تعرض عن ذكر الله
وتخالف أمر الله وتخالف أمر رسوله
ستصبح معيشتها وحياتها ضنكاً
ضيقة .. مليئة بالهموم والآلام
والطفش والفراغ
تعيش في تعاسة وانتكاسة
لا تخاف من الموت
وأهوال الحساب وكرب القيامة
وغافلة عن الله .. متقاعسة عن الخير
في وجهها ظلمة .. عكستها ذنوبها
وروحها المظلمة .


.


.


.



إذاً
مالعلاج ؟؟ >>>

11
874

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

*جلنـار*
*جلنـار*
xxxxxxxxxx
الإشراف
( فارس الهيلا )
لا يمكنك مشاهدة هذا التعليق لانتهاكه شروط الاستخدام.




إن لكل مرض علاجاً
وما وضع الله داءاً إلا ووضع له دواءً
ويقول الله تعالى :
{وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا}

فما العلاج من هذا المرض
وما السبيل إلى إبعاد هذا الطفش
وكيف الطريق إلى شرح ضيق الصدر هذا .


الإجابة عن كل هذه الأسئلة
عند الذي خلق أنفسنا
ويعلم صلاحها وفسادها
وصحتها ومرضها .

يقول الله عز وجل :
{فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى}
ومن اتبعت هدى الله
فلن تضل ولن تشقى
ولن تتخبط في القلق والاكتئاب
والحيرة والفراغ .

لن تشعر بالطفش ولن يضيق صدرها أبداً
وكيف يضيق صدرها وهي تسير على منهج الله
متبعة لهدى الله ..

ويقول الله عز وجل :
{الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} .

فالعلاج الثاني هو ذكر الله على كل حال
تعلق القلب به في كل حين
تسبيحه في كل وقت
فبذكر الله عز وجل تُدفع الآفات
وتُكشف الكربات .. وتهون المصيبات
وبذكر الله عز وجل تطمئن القلوب
وهي متصلة بالله خالقها
مستأنسة بجواره .. آمنة في جانبه وحماه .

فتذهب عنها تلك الوحشة .. ويبعد ذلك القلق
وتفرج تلك الهموم .. ويزول ذلك الضيق .

ويقول الله تعالى :
{وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ * {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ}

فالعلاج الثالث
هو الإكثار من النوافل بعد الفرائض
فهي تجعل نفسكِ متصلة بالله تعالى
وتجعل قلبك ذاكراً له عز وجل .

صلي الصلوات الخمس مع سنتها
صومي النوافل .. كالأيام البيض والاثنين والخميس
قومي الليل وناجي ربكِ ومعبودكِ
واطلبي منه ما أردتِ .

أكثري من قراءة القرآن
احفظي منه ما استطعتِ
جاهدي نفسك حتى تنهضي لصلاة الفجر
صلّيها وداومي على صلاتها
ثم انظري إلى نفسك
ماذا سيطرأ عليها !!
ستشعرين بحلاوة .. بزيادة إيمان
تحسينه في قلبك .. وفي اتساع صدرك
وفي هدوء نفسك .

قال الرسول صلى الله عليه وسلم :
.



.



.



.
الهناااء كله
الهناااء كله
جزاك الله خيرا
حورية 2006
حورية 2006
جزاك الله خيرا
( فارس الهيلا )
جزاك الله خيرا
جزاك الله خيرا





أختي الكريمة :
ارفعي يديك إلى الله مولاك
كلما شعرت بضيق
ارفعي يديك وادعي بما شئت
اشتكي بثك وحزنك إليه
اتركي دموعك تسيل على خديك
لتخرج ما في نفسك من ضيق وهم وألم .



وآخر علاج لهذا المرض
هو اختيار الرفقة الصالحة الطيبة
اللاتي يسرن على منهج الله
وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .



يا أختاه
قارني بين هذه الحياة الطيبة

وبين حياة المبعدين عن منهج الله
قارني بين المستقيمات الصالحات الطاهرات
وبين الحائرات التائهات .. التعيسات الشقيات
المليئات بالشك والهموم
والطفش وضيق الصدر

أولئك الحائرات
اللاتي يمثلهن شعر ذلك الشاعر الذي يقول :

جـئت لا أعلـم من أين ولكــني أتيـتُ
ولقد أبصرت قدامي طريقـاً فمشــيتُ
وسأبقى سائراً إن شئت هــذا أم أبيتُ
كيف جئتُ , كيف أبصرت طــريقي
لست أدري !!


أجــديد أم قديم أنا في هــذا الوجـود
هل أنا حرٌ طليق أم أســـير في قيـود
هل أنا قائد نفسي في حياتي أم مقـود
أتمـــنى أننـــي أدري ولكــن ..
لست أدري !!


أوراء القبر بعد الموت بعـثُ ونشــور
فحيـــاة فخـلــود , أم فنــاءٌ فـــدثور
أكلام الناس صدق أم كلام الناس زور
أصحــيحٌ أن بعـض النـــاس يدري
لست أدري !!


أنا لا أذكر شيئاً من حيـــاتي الماضـيه
أنا أعـرف شـيـئاً من حيــاتي الآتيـه
لي ذاتٌ , غير أني لست أدري ما هيه
فمـتى تعـــــــرف ذاتـي كُـنــه ذاتي
لست أدري !!


إننـي جـئتُ وأمضــــي , وأنا لا أعــلمُ
أنا لغـزٌ , وذهــــابي كمجــيـئي طلسـمُ
والذي أوجــــد هـذا اللغـز , لغز مبـهمُ
لا تجــــادل ذو الحِـجـى من قـال إني :
لست أدري !!


أتُراني قبـلـما أصبحـت إنســاناً سـوياً
كنت محواً أو محالاً أم تراني كنتُ شياً
ألهـذا اللغــز حـلٌ , أم سـيبقى أبـدياً
لســت أدري , ولمـــاذا لسـت أدري
لست أدري !!



بئست الحياة .. وبئس العيش
{أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا * أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا}


أنا لسـت إلا مؤمنـــاً بالله , في ســـري وجهـــري
أنا نبضة في صدر هذا الكـون , كيف يضيق صــدري
أنا نطفــة أصبحـت إنســـاناً , فكــيف جهلـت قــدري
ولِمَ الترفع عن تراب , منــه ســـوف يكــون قـــبري
إني لأعجــــب للفــتى في لهــــوه , أولـيـس يـدري
إن الحيـــاة قصـيرة , والعمـــر كالأحـــلام يســري



أختي الحسناء .. أقول لكِ مذكراً :
إذا أصبح العبد وأمسى وليس همه إلا الله وحده
تحمل الله عز وجل حوائجه كلها
وحمل عنه كل ما أهمه
وفرغ قلبه لمحبته
ولسانه لذكره
وجوارحه لطاعته .

وإن أصبح وأمسى والدنيا همه
حملّه الله همومها
وغمومها وأفكارها
ووكله إلى نفسه
فشغل قلبه عن محبته بمحبة الخلق
ولسانه عن ذكره بذكرهم
وجوارحه عن طاعته بخدمتهم وأشغالهم .

فهو يكدح كدح الوحش في خدمة غيرة
كالكير ينفخ بطنه ويعصر أضلاعه في نفع غيره
فكل من أعرض عن عبودية الله
وطاعته ومحبته
بُلي بعبودية المخلوق ومحبته وخدمته .

قال تعالى :
{وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ}
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم :
إن الله عز وجل يقول :
.



فأين المتأمل ! .
أين من تريد السعادة !
.