زهرة جدة @zhr_gd
المتميزة
¤©§][§©¤
يدلف الزوجان إلى بيت الزوجية وقد حمل كل منهما صورة وردية رائعة لحياة تتسم بالهدوء والألفة، قاطعاً كلٌ منهما على نفسه وعداً بالعطاء للطرف الآخر. ولكنه عطاء من نوع آخر لم يتعوده الشاب ولا الفتاة في منزل والديهم، حيث
المسؤولية التامة في إدارة شؤون المنزل، والقيام عليه مع ثقل هذا الأمر عليهما! قليلاً ومع انتقاد كلٍ منهما للطرف الآخر بالتقصير؛ تدب المشاكل الزوجية ويدب معها الفتور بينهما فيسارع كلٌ منهما للهروب والتنصل، فيقضي الشاب وقته مع أصدقائه لوقت متأخر أو تحاول الفتاة أن تتنصل أيضاً، أما بالخروج لزياراتها الخاصة، أو بعمل سياج دفاعي تواجه به تقصير الزوج! فيثور كل منهما على الطرف الآخر عند أقل تقصير، فيجب الحذر من إطلاق التهم التي تقضي إلى إيغار القلوب، والحل هو الجلوس سوياً بهدوء، وتقسيم الأعمال، ولا مانع من تأجيل بعضها برضى الطرفين.
فهذا سعيد الجمحي الأمير.. عندما شكاه أهل حمص؛ لأنه لا يخرج حتى يتعالى النهار، قال : ليس لأهلي خادم، فأعجن عجيني، ثم أجلس حتى يختمر ثم اخبز خبزي!.
الاحترام بين الزوجين
كم من بيوت دامت بالاحترام ولم تدم بالمحبة!
فيجب على كل طرف أن يقف عند بعض الخطوط، ولا يتمادى في إزالة الهيبة أو الانتقاص، أو ترديد بعض المثالب، حتى لو كانت واقعة فعلاً!.
ويجب أن يضع الزوج نصب عينيه التركيبة العاطفية ذات الحس المرهف التي جبلت عليها المرأة، وأن أي انتقاص لها قد يسبب جرحاً دامياً من الصعب برؤه!.
كانت الفارعة زوجة المغيرة بن شعبه، عندما دخل عليها سحرا، تخلل أسنانها! فقال: أنت طالق! إن كنت بادرت الطعام، فأنت شرهة! وإن كنت بتّ والطعام بين أسنانك فأنت قذرة! فقالت: كل هذا لم يكن لكني تخللت من شظايا السواك.
وكذلك الحال مع الرجل فهشام بن عبد الملك رمى بتفاحة بعدما عضها على زوجته، فدعت بسكين! فقال لها لم؟ قالت أميط عنها الأذى! وكان أبخر الفم؛ فطلقها.
ماذا.. عند الغضب؟
بمثال بسيط توصي العجائز من هنود أمريكا الفتيات المقبلات على الزواج قائلات:إذا رأيت زوجك غاضباً، ودخل كهفه فلا تتبعيه؛ لأن التنين الذي على الكهف سيحرقك.
وقد تختلف درجة الغضب بين رجل وآخر، وتتفق في أن الأفضل أن تدعيه لحين هدوء ثورته، ولا مانع بعدها من امتصاص غضبه بكلمة رقيقة دون تقديمه للمساءلة عن سبب غضبه.
ورحم الله عباسة بنت الفضل زوجة الإمام أحمد بن حنبل، لما ماتت قال: أقامت معي أم صالح ثلاثين سنة فما اختلفت أنا وهي في كلمة.
الحاجة إلى التقدير
إن الرجل بحاجة إلى التقدير كما أن المرأة بحاجة إلى العاطفة، وتقدير الرجل من حيث هو صاحب القوامة على المرأة والقيّم عليها يجب أن يكون محط اهتمام المرأة ومثارها، فيجب أن تقابل إفضاله عليها بالتقدير والقبول فهو المسؤول عن رغبتها.
فكونه أظهر احتياجه لها، فهذا اتصال صريح وطلب للدعم من الرجل بأسلوب مفعم بالثقة، فيفترض عليها أن تعمل ما بوسعها .
فهذا المعتضد بالله خلا يوماً بزوجته قطر الندى فنام على فخذها، فلما استثقل وضعت رأسه على وسادة فخرجت، فاستيقظ فلم يجدها فاستشاط غضباً ونادى بها فقال:ألم أخلك إكراماً لك فتضعين رأسي على وسادة وتذهبين. فقالت: يا أمير المؤمنين ما جهلت قدر ما أنعمت علي ولكن فيما أدبني أبي أن قال: لا تنامي مع الجلوس ولا تجلسي مع النيام.
لا تكوني غل قمل
فهذا مثل يضرب للمرأة السيئة، وأصله أن العرب إذا أسروا أسيراً غلّوه بغل من قد وعليه شعر فربما قمل في عنقه إذا دب ويبس، فتجتمع عليه محنتان الغل والقمل.
وتكون المرأة كذلك إذا تمادت في الغيرة، فتحاصر زوجها بالشكوك والمسائلات فيومه في استجواب وحاله في اضطراب؛ حتى يتحاشى الجلوس معها ويمقتها. فليكن لديك بعض المرونة في تحمل عيوب الزوج وقصوره، وحاولي التكيف مع طباع زوجك المختلفة بحكمة ورؤية.
يأنسن عن بعولهن إذا خلوا
وإذا هم خرجوا منهم خفار
وقد تظن المرأة خطأ أن المرأة الغربية ليست ملزمة بتقديم هذه التنازلات فأذكر لك مثال على الكاتب الأمريكي (ارتست هيمنجواي) فقد تزوج أربع مرات، وزوجته الأخيرة هي فقط التي بقيت معه حتى مات لسبب بسيط؛ أنها قالت له: أنني أتزوج لاحتفظ بك.
وقد كان رجلاً فظاً، خشناً، قذراً في عاداته الحياتيه، فاحتفظت به وعلاوة على ذلك ورثت أكثر ثروته الضخمة وحقوق مؤلفاته الرائجة جداً، والتي عادت عليها بالملايين.
نفسية المرأة
حبى الله كلاً من الرجل والمرأة بالعقل وزودهما بالعاطفة، لكن العقل تتسع دائرته عند الرجل على حساب عاطفته، والعكس عند المرأة إذ تتسع دائرة العاطفة على حساب العقل، وما يجهله بعض الرجال أن المرأة تتعرض لفترات تكون فيها العاطفة في أوجها وذلك قبل الدورة الشهرية، فتتضارب عواطفها فتكون (مثقلة قلقة، مستاءة، سلبية) فيخطئ الرجل عندما يقمع هذه المشاعر السلبية؛ لأن المشاعر الإيجابية كذلك تقمع! وعندما تتعرض المرأة للضغوط تشعر برغبة في الحديث عن مشاعرها ومشكلاتها لكي تشعر بالتحسن، بينما يبدي الرجل عادة مقاومة؛ لأنه يفترض أنها تتحدث معه عن مشكلاتها باعتباره مسؤولاً عنها، والحل أن يتفهم مشاعرها السلبية وذلك بالإنصات لألمها وحاجاتها، فانظر إلى أسلوب الرسول الرقيق في عتابه لعائشة: إني لأعلم متى تكوني عني راضية، ومتى تكوني غضبى إذا كنت راضية تقولي: لا ورب محمد، وإذا كنت غاضبة تقولي: لا ورب إبراهيم، فقالت: أجل والله ما أهجر إلا اسمك.
فيا حبذا لو التفت الأزواج والزوجات إلى هذه الأمور الصغيرة، وحرصوا ألا يحفروا قبر الزوجية بواسطة سلسة من الحفر الصغيرة!.
منقول من موقع الاسلام اليوم
2
621
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
حنوووون المزيون
•
اختيار موفق وانتقاء أكثر من رائع فشكرا لك أخيتي على هذه الكلمات والنصائح
الصفحة الأخيرة