كلهم يسألون ..يشتاقون... يحبون الحديث معي ولكن............!!
كنت أتجاوب ولكن التقصير كان واضحاً .. واضحاً جداً....
حتى بدأ الجميع يتعود غيابي! أو موتي..
نعم مت إجتماعيا وبشهادة تفوق أيضاً!!
كان عذري ( بقائي في بيتي افضل..) لاغيبة..
وكانت الأمور تسير عكس ماأرجو وأنا لاأدري!!
هكذا هم المقصرون يخلقون ألف عذر والف سبب حتى يقنعون أنفسهم بكمالهم..!
مرت بي الأيام... ورأيت مايقتل قلبي حزناً....
بدأت رويداً أدرك خطورة ماأنا علية....
تخليت عن قرابتي لأجل نت... نسيت حقوقهم لأجل نت!
كنت كل ماأمر بحزن...أو أحتاج أن يسمع لي لاأجدهم حولي...
كم مرةً أخذت جهازي الخلوي أريد أن أتصل ..أعبر عن حاجتي لهم وحبي...ولكني أتراجع....
فهذا ماجنته يداي..لقد ظلمت نفسي كثيراً...وظلمتهم!
وخجلت مما صنعت
كلٌ أنشغل بحياته.. أتفاجأ بإجتماعاتهم.. فأموت غيضاً....وتنزل دموعي رغمأ عني....
بكيت كثيراً والصور الحزينة تترأى أمام ناظري...
أين قلبي؟ وأين قلوبهم عني الأن!؟
فقدت في أحاديثهم نبرة الشوق... والحماس في الحديث معي..
الوضع لم يعد يطاق...زادني إختناقاً... وضقت ذرعاً حتى بنفسي...!
كان موقفهم معي في كفة وماحصل ذلك اليوم في كفة أخرى!
حقيقة إقشعر بدني... سمعت بخبر ذلك الشاب.. وتأثرت لموته... كان بدون مقدمات ...فجأه...كان يمر اسمه من أمامي كثيراً
في أحاديث زوجي أو أهلي... شخص كان مقرب من أخوتي...
وفي نفس اللحظة التي عانيت من موته .. أفكر فيه...إذ ببابي يقرع..
أخرج إليها لأجدها تحمل كتابها وقد ضمته كدمية... هل من الممكن أن أستخدم هاتفك ( الثابت) كنت انظر إليها مذهولة.. إلى عيناها وقد إرتسمت فيها إبتسامة
تشي بعدم ا للامبالاة ...!
يالله...........!! هذا مارددته بيني وبين نفسي بأسى!
بالطبع تفضلي حبيبتي..... دخلت بنفس الامبالاة التي رأيتها قبل لحظات تلمع في عينيها!!
قالت وإبتسامتها زااادت... لقد سمعت أن نتيجة الإمتحانات ظهرت.. فأردت أن أتأكد وأعرف نجحت أم لا!!
أخذت تدير قرص الهاتف ونظراتي معلقة على إبتسامتها والسخط تملكني...!
لا..لا تظنون أنها قناعة بالقدر والتسليم له!
لاوالله كان أسلوبها بارد ...وكأن من مات لايعنيها في شيء!!
سألتها بغضب مكتوم( الحمدلله مارميتها بكبرها مع الدريشة)!
ألم تشعرين بحزن لموت عمك؟
كانت صامته تنتظر الطرف الأخر أن يجيب... سألت بسرعه عما كانت تريد وجاءها الجواب ... ووضعت السماعه بسرعة مكانها..
لحظات ورفعت وجهها إلي ونظرت إلي بهدوء...
لست وحدي من أعتبر موته عادياً..!
شهقت... مسكت صرخت كادت تمزق صدري... ويسمعها أهل القرية بأسرها!
نعم ياهند أعني ماأقول...
نزلت دموعي حرقةً عليه...؟
قريبهم يموت ولا أحد يتألم لموته...؟
لماذا .... هذة المرة جاءها صوتي متهدجاً....أنهكة الألم...
قالت وهي تلعب بصفحات كتابها الذي كان ينام بهدوء على فخذيها..هذا الولد الذي تبكينه... كنا لانراه إلا نادراً..
منعزلاً... منغلقاً على نفسه... لايحب أن يحكي مع أحد ... ولا يخالطنا...
عاش كل وقته بعيداً عنا... رغم أنه عمي ويسكن معنا في المنزل ذاته....!!
إن أردنا الجلوس معه رفض... وإن جاملنا يكون الجلوس معاه ممل...
شخص لايحب أن يحكي... ولا يضحك... ويمازحنا.. رغم كل مافعلناه لأجلة.. إلا أنه فضل عزلته علينا..
إستأذنت بالخروج .. أقفلت الباب خلفها.. وعيناي لازالت تنظر في اللاشيء....ماقالت لم يكن بالأمر السهل علي..
ولم أستوعبة مطلقاً.....أي مشاعر تلك وأي قلوب...؟
خرجت تلك الفتاة وهي لاتدري أني أموت في اللحظة ألف مرة...تذكرت عزلتي... والظروف الغبية التي وضعت نفسي فيها...!
ياااه...مأقسى أن تشعر بالوحدة وكلهم حولك....! ينظرون إليك ولكن لايصلون إليك بسبب تلك الحواجز التي شيدتها حولك..وبرضاك...!
تذكرت محاولاتهم في التقرب مني...في قلوبهم التي أحبتني وحسستني بقيمتي ومع هذا لم يغريني هذا الشعور بل تجبرت..وفضلت أن أعيش وحدي!
رميت جسدي على أقرب كرسي وأجشهت بالبكاء ...بكيت كما لم أبكي من قبل!!
لازمني هذا الشعور أياماً,,, فكلماتها لازالت ترن في إذني بلا رحمة..( موته كان عادياً)
اااااه..
اااااه..
اااااه..
جلست مع نفسي... أعيد حساباتي.. وأعيد ترتيب حياتي من جديد...لا أريد أن أخسر أحبتي أكثر من ذلك..
نمت تلك الليلة وفي راسي ألف فكرة وفكرة أعوض نفسي الحرمان الذي وقعت فيه...
ويكفيني ماعشته... وعاشوه...
إتصلت بأخي...
وبعد السؤال عن الحال أخبرته بقدومي هذا المساء إليهم...
كانت فرحته عظيمة.. نعم عظيمة شعرت بذلك في نبرة صوته الحبيبة...
جهزت نفسي..لبست أجمل ماعندي... ووضعت القليل من المكياج.. وانتهيت من زينتي.. وخرجت..
لاأحد يلومني .... كنت أريد أن أعيش فرحتي بطريقتي..
ذهبت إليهم وقد إختلطت مشاعر الفرح بالحزن... بسبب خجلي مما صنعت...
لاانسى تلك الأمسية كانت جميلة...إعترفت بتقصيري...وخطأي..ولأني جئت أطلب صفحهم...
وليثبتو لي أنهم فعلا صفحو عني... أن يقبلووو دعوتي... للحضور الى منزلي
يوم حافل معهم...وفعلت ذلك مع باقي أخوتي وزوجاتهم....
توالت الزيارات ولكن هذة المرة شبة يومي! وليس أسبوعي...
نجتمع ونضحك تقربت من بنات أخوتي الصغيرات/ المراهقات/ وحتى الكبيرات/ صرن أقرب...
كل واحدة منهن تكاشفني بسرها... وهمومها... وأحلامها.. بلا أي حواجز... وبدون خجل..
مع الوقت أصبحت كل واحدة منهن تسابق الأخرى على مصاحبتي.. وحتى تفوز بأكبر قدر ممكن من حبي وحناني..
صرت لهن الصديقة... والمستشارة...والله الذي لااله الا هو..12 فتاة ( مجموع بنات أخوتي الثلاث)
كل منهن تتصل بي كل ماإحتاجت لي ... كل ماأشتاقت..كل مافتقدتني ...
هنا عرفت أني بنيت حياتي الأن بالشكل الصحيح...
فلا النت ولا العضوات سيعوضني حب الأهل...
قدمت واجبات زوجي وأطفالي على الجميع ثم أهلي. ثم النت.. لم يكن هو غايتي كما كان بالسابق..
لم يعد شغلي الشاغل....... أعطيته من وقتي ولكن ليس على حساب مشاعري وأهلي..
تعلمت أن في حياة كلٌ منها أمور مهمة.. الواجب علي أن أقدم الأهم على المهم حتى تسير حياتي بسلام.. وأنعم براحة البال...
لن تعوضني هذة التقنية مهما تطورت .. عن وجودهم الحلو بحياتي...
ولن تعوضني عن مشاعر الحب والفخر التي أغرق فيها كل مانظرت إلى قسمات وجوههن وفرحتهن بلقائي..
ثقتي زادت بنفسي .. وأحببت روحي على طبيعتها ... بلا تكلف...
كان عام 2004 يحمل حزني بين أيامه... وحرماني..
فقررت أن ارمي سنه كاملة من عمري خلف ظهري بكل تفاصيلها المره..وأعيش بهم..ولهم فقط..
أنا هكذا بهم أجمل....وسعيدة...
كلهم يسألون ..يشتاقون... يحبون الحديث معي ولكن............!!
كنت أتجاوب ولكن التقصير كان واضحاً...
سلامتك حبيبتي من كل شر...
الله يشفيك ويخليك لعين ترجيك اللهم امين...
ننتظر رجعتك ياغلا..