~ { الْسَّلَام عَلَيْكُم وَرَحِمَه الْلَّه وَبَرَكَاتُه ....
فِي الْنُّصُوص الْشَّرْعِيَّة دُرُوْس، وَفِي الْتَّارِيْخ عَبْر..
فَكَم مَضَى مِن عُمُر الْحَيَاة، وَكَم سَلَف مِن الْعُصُور..
وَكَم تُقَلَّب مِن الْدُّهُور، أُمَم عَلَى إِثْرِهَا أُمَم..
وَأَجْيَال تُعُقِّب أَجْيَالا..
أَحْوَال مُتَبَايِنَة, وَصُوَر مُتَغَايِرَة, وَأُمُوْر تُدَار..
وَالْلَّه يَخْلُق مَا يَشَاء وَيَخْتَار، لَا مُعَقِّب لِحُكْمِه، وَهُو شَدِيْد الْمِحَال.
لَقَد نَطَق رَسُوْلُنَا -صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم- بِالْوَحْي عِنَدَمّا قَال:
((تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة))
نَحْفَظ هَذَا الْحَدِيْث عَن ظَهْر قَلْب ..
لَكِن تَعَامَلْنَا مَع الْوَاقِع وَالْحَيَاة فِيْهَا بَعْد كَبِيْر عَن الْمَعَانِي الّعَظِيّمَّة الَّتِي يَحْمِلُهَا..
فَكَم مِن امْوَاج الْشَّدَائِد تُحِيْط بِنَا ..
وَكَم مِن اكُف ارْتَفَعَت تُنَاجِي رَبِّهَا بِظُلْمِه لَيْل بِكَشْف الْضُّر ..
وَلَكِن هَل عَرَفْنَا رَبَّنَا فِي الْرَّخَاء حَتَّى يَعْرِفُنَا فِي الْشِّدَّه !!
فَالَنَّاس فِي رَخَائِهُم مِن يَقُوْل الْلَّه جَل شَأْنُه عَنْهُم:
.
وَمِن الْنَّاس مَن لَا يَعْرِف الْلَّه إِلَّا فِي الْشِّدَّة, أَمَّا فِي الْرَّخَاء فَلَهْو وَغَفْلَة وَمَعَاصِي
.
وَيَقُوْل جَل شَأْنُه:
فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إِيمَـٰنُهُمْ لَمَّا رَأَوْاْ بَأْسَنَا سُنَّةَ ٱللَّهِ ٱلَّتِى قَدْ خَلَتْ فِى عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ ٱلْكَـٰفِرُونَ]
.
●●●
هَذِه الْنُّصُوص الْشَّرْعِيَّة الَّتِي تُبَيِّن حَال الْمُسْلِم وَغَيْرِه..
الْكُل مُضْطَر إِلَى رَبِّه، لَا غِنَى لَه عَنْه..
.
فَرِيْق ذَاكِر لِلَّه مُحَافِظ عَلَى طَاعَتِه..
فِي رَخَائِه مُصَل..
فِي رَخَائِه مُتَصَدِّق..
فِي رَخَائِه مُتَذَكِّر لِأَهْل الْحَاجَة وَالْفَاقَة..
فِي رَخَائِه كَثِيْر الْدُّعَاء .
وَفَرِيْق فِي لَهْو وَغَفْلَة..
فِي صَلَاتِه مُتَكَاسِل، أَو مُتَهَاوَن..
لَا يُعْرَف فِي مَالِه حَقّا لِمِسْكِين أَو فَقِيْر أَو قَرِيْب..
لَا يَعْرِف الْدُّعَاء وَلَا صِلَة لَه بِه .
●●●
فَمَاذَا كَانَت نَتِيْجَة الْغَافِلِيْن عَن الْلَّه جَل شَأْنُه؟
وَمَا كَانَت نَتِيْجَة مَن كَان ذَاكِرَا لِلَّه جَل شَأْنُه؟
لَنَا فِي هَذِه الْمَسَاحَه قَبَسَات نَنْظُر فِي تَارِيْخ قِصَص الْقُرْان ..
وَنَتَأَمّل حَال كَلَّا مِّن الْفَرِيْقَيْن ..
فَهَذَا يُوْنُس بْن مَتَّى نَبِي الْلَّه يَسْقُط فِي لُجَج الْبِحَار..
فَيَبْتَلِعَه الْحُوْت فَهُو فِي ظُلْمَة جَوْف الْحُوْت..
فِي ظُلْمَة جَوْف الْبَحْر..
فِي ظُلْمَة الْلَّيْل..
فِي ظُلُمَات ثَلَاث..
فَلَا أَحَد يُعَلِّم مَكَانِه وَلَا أَحَد يَسْمَع نِدَاءَه..
وَلَكِن يَسْمَع نِدَاءَه مَن لَا يَخْفَى عَلَيْه الْكَلَام, وَيَعْلَم مَكَانَه مَن لَا يَغِيْب عَنْه مَكَان..
فَدَعَا وَقَال وَهُو عَلَى هَذِه الْحَال:
,
فَتَأْتِي الْإِجَابَة مِن مُجِيْب الْدُّعَاء كَاشِف الضَّرَّاء
.
وَيَقُوْل تَعَالَى:
.
قَال الْحَسَن الْبَصْرِي:
"مَا كَان لِيُوْنُس صَلَاة فِي بَطْن الْحُوْت, وَلَكِن قَدَّم عَمَلَا صَالِحا فِي حَال الْرَّخَاء فَذَكَرَه الْلَّه فِي حَال الْبَلَاء, وَإِن الْعَمَل الْصَّالِح لِيَرْفَع صَاحِبُه، فَإِذَا عَثَر وَجَد مُتَّكَأ".
وَهَذَا تَصْدِيْق كَلَام الْمُصْطَفَى:
((تعرف على اللهفي الرخاء يعرفك في الشدة)).
●●●
وَفِي الْبَحْر قِصَّة أُخْرَى فِيْهَا الْعِبْرَة وَالْعِظَة..
فَهَذَا الْطَّاغِيَة فِرْعَوْن يُدْرِكْه الْغَرَق فَيَدْعُو بِالْتَّوْحِيْد..
]..
وَسَمِعْت الْمَلَائِكَة دُعَاءَه فَنَزَل جِبْرِيْل إِلَيْه سَرِيْعا لِيَأْخُذ مِن حَال الْبَحْر ..
وَوَحَلِّه فيَدُسِه فِي فِيْه خَشْيَة أَن تُدْرِكَه الْرَّحْمَة..
لما أغرق الله فرعون قال : آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل .
فقال جبرئيل : يا محمد لو رأيتني وأنا آخذ من حال البحر وأدسه في فيه مخافة أن تدركه الرحمة
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3107
خلاصة حكم المحدث: حسن
●●●
يَا تُرَى!
مَا الْفَرْق بَيْن الْحَالَيْن, وَالْكَرْب وَاحِد, وَالَصُّوْرَة وَاحِدَة؟!
إِن الْفَرْق وَاضِح..
فِرَق بَيْن مَن عَرَف الْلَّه فِي الْرَّخَاء وَمَن ضَيَّعَه..
فِرَق بَيْن مَن أَطَاع الْلَّه فِي الْرَّخَاء وَمَن عَصَاه.
فَيُوْنُس رُخَاؤُه صَلَاة وَدُعَاء وَدَعْوَة.
وَفِرْعَوْن رُخَاؤُه ظُلْم وَفِسْق وَكَفِّر وَجُحُود.
واللَّه جَل شَأْنُه يَقُوْل:
وَرَسُوْل الْلَّه صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم يَقُوْل:
((تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة)).
دَعُوْه الَى الْتَّعَرُّف الَى الْلَّه فِي الْرَّخَاء
لَنَجِد أَثَر هَذَا الْإِحْسَان يَوْم الْشِّدَّه ، يَوْم ضِيْق، يَوْم بَلَاء.
فَلَابُد لَك مِن ضِيْق وَشَدَّه فِي هَذِه الْدُّنْيَا، وَالْدُّنْيَا مَمْلُوْءَة بِالْفِتَن وَالْهُمُوْم..
فَاجْعَل لَك فِي رَخَائِك مِن الْطَّاعَة مَا يَنْفَعُك يَوْم شَدَّتِك..
وَإِنَّك وَإِن نَجَوْت مِن كَثِيْر مِن شَدَائِد الْدُّنْيَا ..
فَاعْلَم أَنَّك لَا بُد لَك مِن شِدَّة يَوْم يَنْزِل مَلَك الْمَوْت وَلَا بُد لَك مِن شِدَّة يَوْم الْفَرْع الْأَكْبَر..
وَكُل فِي وَقْت الْشِّدَّة يَدْعُو..
فِفِئَة كَانَت مَع الْلَّه فَيُسْتَجَاب لَهَا..
وَفِئَة يُقَال لَهَا
.
تُعْرَف عَلَى الْلَّه فِي الْرَّخَاء يَعْرِفْك فِي الْبَلَاء!
يَعْرِفْك يَوْم الْفِتَن!
يَوْم الْشَّدَائِد!
وَمَا أَكْثَرَهَا فِي عَصْرِنَا بَل فِي أَيَّامِنَا.
أَسْأَل الْلَّه ان يَجْعَلَنَا مِمَّن يَعْرِف الْلَّه فِي رُخَاءَه طَمَعَا فِي جِنَانِه وَرِضْوَانُه ..
وَرَغَّبَه فِي دُخُوْل جَنَّاتِه جَنَّات الْنَّعِيم ..
للشيخ / ناصر الاحمد - بتصرف
؛l
منقـــــول
مامثلها عذاري @mamthlha_aathary
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
اللهم ارحمنا برحمه تغنينى بها عن رحمة من سواك
اللهم نسالك الجنه وماقرب اليها من قول و عمل ونعوذوا بك من النار وما قرب اليها من قول وعمل
اللهم اغفر ذنبي وافرج همي و اقضي ديننا ودين كل مسلم يارب
اللهم افتح علينا و ع كل مسلم ابواب رزقك وخيراتك وساعدنا يااارحم الرحمين يارب اللهم اامين
اللهم ارحم موتانا و موت المسلمين والف بين قلوبهم يارب اللهم اامين