×-,,-×


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه ، وأشهد أن لا الله إلا الله وحده لا شريك له
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله أهله وأصحابه
ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين



××




ثمة مفهوم خاطئ يردده كثير من الناس ،ممن انحرف عن الصراط المستقيم في اعتقاده وسلوكه ،
إذ يجعلون من القدر حجة لهم على ضلالهم وانحرافهم ، فإذا أذنب أحدهم ذنباً ، أو ارتكب خطيئة ،
قال إن الأمر مقدر علي ، ولا حيلة لي في دفعه .


وقد بسط العلماء القول في بطلان الاحتجاج بالقدر على فعل المعاصي والسيئات بوجوه كثيرة :

منها بيان التوافق وعدم التعارض بين شرع الله وقدره ،
ذلك أن المحتجين بالقدر لم يفهموا العلاقة بين شرع الله وقدره ،
وبيان هذه العلاقة - كما ذلك العلماء - أن الله خلق الخلق وجعل فيهم القدرة على الإيمان والكفر ،
قال تعالى :{ إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا } (الانسان: 3 )
قال ابن زيد - من علماء التفسير في تفسير هذه الآية - أي : " ننظر أي شيء يصنع ، أي الطريق يسلك ،
وأيُّ الأمرين يأخذ ، قال : وهذا الاختبار " رواه الطبري في تفسيره .



××



فالإنسان وإن كان مكلفاً شرعاً ، إلا أن له حرية الاختيار كونا وقدراً ، وهذا الأمر واقع مشاهد ،
فما من إنسان إلا وهو يشعر بهذه الحرية في الاختيار ،
وبناء على هذه الحرية جاء التكليف الشرعي بوجوب الإيمان وحرمة الكفر ،
فحين لا يؤمن الإنسان يكون هو الذي لا يريد الإيمان ،
وحين يكفر يكون هو من أراد الكفر .
وأقرب مثال يدل على بطلان الاحتجاج بالقدر أن يقال : إن الله ربط الأسباب بمسبباتها ،
فإذا أراد العبد النبات قام بزراعة الأرض وريها ،
وإذا أراد الولد تزوج ، وهكذا إذا أراد الجنة آمن وعمل صالحاً ، ولو قال العبد أنا أريد الولد ولن أتزوج ،
وإن كان كتب لي ولد فسيأتيني ، لعُدَّ من أجهل الجاهلين ،
وكذلك إذا قال الإنسان: أريد الجنة ولن أعمل صالحاً ،
فإن كتب الله لي الجنة فسأدخلها ، عد كذلك من الجاهلين .

ومما يدل على بطلان الاحتجاج بالقدر ،
أنه لو كان الاحتجاج به صحيحاً لما كان هناك فائدة من بعثة الرسل وإنزال الكتب ،
طالما أن كل إنسان مجبور على فعل ما يفعل ، ولكان للعباد حجة على ربهم ،
حيث سيحتجون على الله جلا وعلا في عدم إجابتهم الرسل بقولهم : أمرتنا بالإيمان وأجبرتنا على الكفر ،
فكيف تحاسبنا على ما أجبرتنا عليه ،
والله يقول مبينا الحكمة من بعثة الرسل :
{ رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزا حكيماً } (النساء:165) .
ففي الآية دلالة ظاهرة على بطلان الاحتجاج بالقدر .



××



ومن أوجه بطلان الاحتجاج بالقدر - إضافة لما تقدم - أنه لو كان الاحتجاج به صحيحاً لاحتج به أهل النار عندما
سئلوا
{ ما سلككم في سقر }
فأجابوا : { لم نك من المصلين ، ولم نك نطعم المسكين ، وكنا نخوض مع الخائضين ، وكنا نكذب بيوم الدين }
( المدثر : 42-46 ) فلو كان الاحتجاج بالقدر صحيحا ، لقال أهل النار أجبرنا الله على فعل الكفر ثم عاقبنا عليه .

هذه بعض أوجه الرد على تلك الحجة الداحضة ، والواجب على المسلم ألا ينساق وراء هذه الأعذار ،
وأن يكون حاله عند سماع أمر الله ورسوله كمن وصفهم الله بقوله :
{ إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله
ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون } (النور:51) ،
فكذلك كان حال الصحابة رضي الله عنهم إذا سمع أحدهم أمر الله ورسوله ،امتثل وأذعن .




××××



فتوى من الموقع الرسمي لسماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز :

إنها امرأة متزوجة منذ عشرين سنة تقريباً ومعها الآن سبعة عيال أكبرهم يبلغ الثامنة عشر من عمره،
وأصغرهم يبلغ الرابعة من عمره، ومن يوم زواجنا وزوجي لا يصلي، وفي بداية زواجنا صام ثلاثة رمضانات
وصلى فيها فقط، وبعد ذلك الوقت لا يصلي ولا يصوم، وأنا امرأة أصلي وأصوم وأخاف الله، وكثير من المرات
قلت له أن يصلي ولكنه كان يقول: إذا كان هو من قبضة اليمين فسوف يدخل الجنة، وإذا كان من قبضة
الشمال فسوف يدخل النار!! فإذاً صلاته أو عدمها لا فائدة منها، وفي هذه الأشهر القريبة سمعت من
برنامجكم أن المرأة التي تصوم وتصلي لا تجوز للرجل الذي لا يصلي ولا يصوم، فتكلمت معه بهذا الخصوص
وحصلت مشاكل، وبعد ذلك ومنذ أشهر قليلة أصبح يصلي مرة ولا يصلي أخرى ويؤخر صلاة العصر والعشاء،
ولا يذهب إلى المسجد مع أننا نسمع الآذان ونحن في البيت، أرجو أن توجهوني كيف أتصرف؟


نسأل من الله لنا وله الهداية، هذا قوله إن كنت من قبضة اليمين دخلت الجنة... ألخ هذا غلط، لا يحتج بالقدر،
الرسول -صلى الله عليه وسلم- لما سألوه يا رسول الله لما قال لهم: (ما منكم من أحد إلا وقد علم مقعده
من الجنة ومقعده من النار)، قال الصحابة يا رسول: أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل؟ قال: (اعملوا فكل
ميسر لما خلق له، أما أهل السعادة فسييسروا لعمل أهل السعادة، وأما أهل الشقاوة فسييسروا لعمل
أهل الشقاوة)، ثم تلا قوله تعالى: فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى*وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى*فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى*وَأَمَّا مَن
بَخِلَ وَاسْتَغْنَى*وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى*فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى (5-10) سورة الليل،

فلا يجوز لأحد أن يحتج بالقدر، بل
على كل إنسان من رجل وامرأة أن يتق الله، وأن يعمل بطاعة الله من صلاة وصوم وحج وزكاة وغير ذلك، وأن
يحذر معاصي الله، الله أعطاه عقل وأعطاه سمع وأعطاه بصر، فلا بد أن يستعمل ما أعطاه الله من النعم، فلا
يجوز أن يحتج بالقدر، وهل يمكنه أن يحتج بالقدر فيجلس ولا يأكل ولا يشرب إن كان صادقاً، ليجلس لا يأكل ولا
يشرب ويقول: إن كنت كتب الله لي أن أحيا حييت، هو يكذب لا يستطيع أن يصبر، بل لا بد أن يأكل ويشرب،
فالمقصود أن هذا الاحتجاج بالقدر أمر باطل، فلا يجوز أن يحتج بالقدر لا في أكله، وشربه ولا في جماعه
لزوجته، ولا في طلبه للولد، ولا في بره لوالديه، ولا في طلبه التجارة، ولا في أسفاره، ولا في مزرعته، ولا
في غير هذا وهكذا في صلاته، وهكذا في صومه، وهكذا في أعماله الأخرى، ليس له أن يحتج بالقدر، بل
يجب أن يعمل بما أوجب الله ويدع ما حرم الله، كما يجب أن يطلب الرزق ويتسبب في طلب الرزق الذي يعينه
على طاعة الله، ويغنيه عن الناس في البيع والشراء، أو بالزراعة، أو النجارة، أو الحدادة، أو الخياطة، أو غير
هذا من الأسباب، وليس له أن يحتج بالقدر ويقول أجلس في بيتي ولا أفعل الأسباب والرزق يأتيني، هذا
غلط لا يقوله عاقل،
وهكذا في الصلاة والعبادة، لا يجوز أن يترك الصلاة ويقول أنا إن كنت من أهل السعادة
دخلت الجنة، وإلا فأنا من أهل النار، هذا كله باطل، ولا يجوز أن يحتج بالقدر أبداً، وهذه حجة المشركين لو
شاء الله ما أشركنا، ولا يعذرهم الله سبحانه وتعالى،
فالواجب على زوجك أن يتقي الله وأن يراقب الله، وأن
يصلي مع المسلمين في المساجد، وأن يحافظ على ذلك، وأن يصوم رمضان، وأن يؤدي زكاة ماله إن كان
عنده مال، وأن يحج حج البيت، الحج الواجب الفريضة المرة في العمرة، وأن يبر والديه، وأن يقوم بحق زوجته
إلى غير ذلك، والواجب عليك أنت أن تمتنعي منه، ولا تمكنيه من نفسك حتى يتوب إلى الله توبة صادقة،
وحتى يصلي جميع الأوقات، ما دام لا يصلي فهو كافر، وليس لك أن تمكنيه من نفسك، هذا هو الحق، وهذا
هو الصواب من قولي العلماء أن من تركها كفر، وإن لم يجحد وجوبها؛
لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-:
(العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر)، وقال -عليه الصلاة والسلام-: (بين الرجل وبين الكفر
والشرك ترك الصلاة)، وفيه أحاديث أخرى كثيرة تدل على كفرة تارك الصلاة، فاتق الله أنت، واحذري شره
وابتعدي عنه عند أهلك، حتى يتوب الله عنه، وإن أبى فارفعي الأمر إلى المحكمة والمحكمة تنظر في الأمر،
ولا تتساهلي بهذا أبداً، نسال الله لنا وله الهداية.



××××






يوتيوب ( الإحتجاج بالقدر )

WIDTH=400 HEIGHT=350



إنتهى
أسأل الله أن يوفقنا وإياكم وأن يهدينا إلى الى ما يحب ويرضى

إختكم في الله : عيون تذرف دمعها


×-,,-×





4
922

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

الامــيــرة01
الامــيــرة01
زهرة سرف
زهرة سرف
شوي? إحسآس
شوي? إحسآس
جزاك الله خير