الملتقى العام


.
.
كانو يَجعَلون الكِتاب حُفَراً في الصُخور، ونَقشاً في الحِجارة، وخِلْقة مُركَّبةً في البُنْيان، فَرُبَّما كانَ الكِتابُ هوَ الناتِئ، وربَّما كانَ الكتابُ هوَ الحَفْر، إذا كانَ تاريخاً لأمرٍ جَسيم، أو عهداً لأمرٍ عظيم، أو مَوعظةً يُرتَجى نَفعُها، أو إحْياء شرَفٍ يُريدون تَخليد ذِكرِه، أو تَطويل مدَّتِه..
.
كَما كتَبو على قبَّة غُمْدان، وعلى بابِ القَيْرُوان، وعلى بابِ سَمَرْقَند، وعلى عمودِ مَأرِب، وعلى رُكن المُشَقَّر، وعلى الأبلَق الفَرْدْ، وعلى بابِ الرَها..
.
يَعمِدون إلى الأماكنِ المَشهورة، والمَواضِع المَذكورة، فيَضعونَ الخطَّ في أبعَدِ المواضِع مِنَ الدُّثور، وأمنعِها منَ الدُروس، وأجدَرَ أن يَراها مَنْ مرَّ بِها، ولا تُنسى عَلى وَجهِ الدَّهر.
.

.
.
الحَيوان / للجاحظ
(1/ ٦٨ - ٦٩)
.

.

3
317

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

Hasbi RBI
Hasbi RBI
جميل
رضآك والجنه
رضآك والجنه
فرق كبييير جداً بين علم كان ينقش ويحفر في الحجاره والصخور لأهميته ، وعلم نكتبه ونتصفحه بشاشة لمس ! ومع ذلك لا نكتب الا القليل النافع ولا نقرأ !
راقية الفكر
راقية الفكر
Hasbi RBI

الاجمل مرورك
سعدت للتواجدك

صدقت
اختي رضاك والجنة
ومااحسن قول القائل
فالعِلم صيد والكتابةُ قَيْدُهُ *** قيِّد صُيُودك بالحبال الواثقة
فمن الحماقة أنْ تصيد غزالةً *** وتتركها بين الخلائق طالقة.