الحمد لله الذي خلق كل شيء بقدر.. وجعل الدنيا دار اختبار لمن شاء أن يتقدم أو يتأخر ..
والصلاة والسلام على المصطفى الذي أرسل بشيرا ونذيرا للبشر.. صلاة وسلاما دائمين متلازمين ما أسرجت شمس أو طلع قمر..

ثم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من جمع نحتسب لقاءهم في سبيل الغاية الكبرى..
وأقوام نرى شمائلهم تلفنا بطيب يملأ الأرجاء عطرا..
وأخوة لا زالت الأيام تسقينا من حسن معشرهم ينابيع للخير منسابة تترى

جمع للمعالي شمروا ورغبوا عن القعود
فلا يزالون في علو وصعود
يرجون تجارة لن تبور




كنا قد أطلقنا النداء
إنا نحبكم في الله

فـ وضعنا الكف في الكف..
وشددنا الساعد بالساعد..
ورصصنا الصفوف والأكتاف

وصوب المعــــــالــــــي سارت الخطى مشينا حثيثا
عيوننا على القــمـــــة لا ترضى سواها
وأحلامنا بلا وعي منا سبقتنا إليها ..

فبنت هناك لنا منزلا ومستقرا
وعمرت لنا فيها ربوعا خضراء مدهامة..
ما عدنا نطيق الصبر ولا البعد عنها طرفة عين..

ولا نبض يسري في الأفئدة سوى لحن القمم والشموخ..
ولا دفق في الشريان سوى فورة العزيمة

فبتنا وكأن الأجساد على الثرى تسير..
لكن الأوراح لها فوق الثريا تحليق وبريق
وما بين مسار الخطى هنا والعلياء هناك متسع من أعمار وأنفاس لمن أرادتحقيق المنى

قال عليه الصلاة والسلام:"إن الله يحب معالي الأمور وأشرافها ويكره سفاسفها".صحيح الجامع تحقيق الألباني


كل له غرض يسعى ليدركه ... والحر يجعل إدراك العلا غرضا



وللسائرات في دروب المعالي

نهمس في الآذان بهمسات.. هادئة خفيفة ..
تنساب بلطف مسترسلة من القلوب إلى القلوب .. فلسنا بصخابين..
بل ندرك أن حروفنا وصلت قبل أن تنطق بها شفاهنا.. وهذا سر يعرفه المتحابون
فالسامعة إلينا من أنفسنا أقرب..والأخوة أيسر جسر للرسائل.. وأعذب مرسال


فتقبل اللهم منا إنك أنت السميع العليم..وأخلص نياتنا لوجهك الكريم.. واغفر لنا وتجاوز عنا وارحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين..



45
3K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

أدِيم الَّليل
همــــسة البــــــــــدء


قال تعالى: "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد" الحشر18
وقال صلى الله عليه وسلم : " لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيم أفناه ؟ و عن علمه فيم فعل فيه ؟ وعن ماله من أين اكتسبه ؟ و فيم أنفقه ؟ و عن جسمه فيم أبلاه ؟"
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: " حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوها قبل أن توزنوا فإن أهون عليكم في الحساب غدا أن تحاسبوا أنفسكم اليوم وتزينوا للعرض الأكبر يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية"
وقال الحسن البصري رحمه الله: " لا تلقى المؤمن إلا بحساب نفسه : ماذا أردت تعملين؟ وماذا أردت تأكلين؟ وماذا أردت تشربين؟ والفاجر يمضي قدما لا يحاسب نفسه".



يالحظ من جعل الآخرة نصب عينيه والزمها المقام الأول
فما تزال عينه تتفحص مسيره..
ناقدة لكل نفس من أنفاسه وبصيرة بكل خطوة من خطاه
كيف كانت ؟ أين سارت ؟ ولم؟


وما يزال في كل يوم يشد اللجام..ويهذب في الخطام
في كل آن هو ممسك بناصيته..معاتبا .. مؤنبا.. ولائما
أن أخلصي تتخلصي
علك أن تحظي بالنجاة يوم يؤخذ بالنواصي والأقدام

اجتهد في حساب نفسه وترصد ممشاه
فجاء سيره أوثق..وشع نوره وأشرق..
أغمض جفون الرضى عن رؤية نفسه وأشغل فيها عينا من العتاب بصيرة

ومتى ما رضي عن نفسه شيئا..أوزانه أمر فيها..أو أعجبته للحظة
فذلك هلاكه وهلاكها
وأي نفـــــــس هـــــذه!!!
للمطامع داعية .. ووراء الأهواء منكبة ساعية

ومن وهب العينين واللسان والشفتين ابتلاء وتمحيصا
خليق أن يجهد في جعلها شهودا له لا عليه
ومن كان ليحاسب على الذرة من العمل
حري به ألا يصدر نفس من أنفاسه إلا في ما يرضي واهبها
ومن ذللت له الأرض ووهب خيرات البحار وسخرت لخدمته الخلائق
ألا يستحي أن يأتي غدا والحجة عليه.. يعتذر فلا يعذر.. ويستجير ولا مجير..

وإن اشغال الفكر في المحاسبة
يوقفك بباب مولاك منكسر وجبرك عنده..
فقير وغناك منه..
ذليل وعزك به
إن أحالك إلى أعمالك أوردتك الهلكة..
ولكن كتب على نفسه الرحمة
ومن غفل عن ذلك محروم..نسي ربه فأنساه نفسه
فما يزال على حظوظ هواه مقبلا
تستوقفه قواطع الطريق فيتأخر..وتدنس أثوابه الأوحال والطين
ويغطي الران تلو الران
وهو في شغل عن هذا وذاك
حتى إذا حانت ساعته وانجلى له الأمر الحق ندم وهيهات ينفع حينها ندم
قال تعالى : " لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد" ق22




فـ اعرف نفسك التي تحمل بين جوانحك
ولا يغرنك إن أعجب الناس بك ..أو امتدحوك لما رأوا من جميل ستر الله عليك ورحمته
اخلع عنك ثوب العجب ولا ترى عملك فتستكثره
كن أنت مرآة نفسك .. وقدم لها صورة صادقة من غير تزييف أو مداهنة

ولتكن لك في كل يوم وقفة مع نفسك اخلص فيها نجيا
تقييم وتقويم..محاسبة ومعاتبة
ونظر في خير السبل للصلاح والاصلاح ..





يتبع إن شاء الله
ام رمروم
ام رمروم
مشكوووووورة يا الغالية 00جعله الله في ميزان حسناتك0
أدِيم الَّليل

حياكِ الله / ام رمروم
الشكر موصول لكِ لـ تواجدكِ
بارك الله فيكِ
أدِيم الَّليل
نحـــو الهـــــــدف






في الحياة حولنا خطى كثيرة وآثار هنا وهناك جنوبا وشمالا شرقا وغربا
غير أن آثار أهل الشرف واضحة سهل أن تعرف
ما محتها الرياح ولا درست لتعاقب الليل والنهار
ما بين الخطوة والخطوة مد البصر فأصحابها ارتقوا براق العزيمة وحلقوا بأجنحة الهمة
نجاهد في تتبع تلك الآثار واقتفاء هاتيك الخطا لعل خفا يقع على خف
ولعل رواحلنا أن تحط في خيامهم على سيرها العليل

يسأل أحدهم : " إلى كم تتعب نفسك ؟"
فيرد ولا تردد : " راحتها أريد "
ويسأل غيره :" متى يجد العبد طعم الراحة ؟"
فيأتي جوابه حازما : " عند أول قدم يضعها في الجنة"



كرر علي حديثهم يا حادي ... فحديثهم يجلو الفؤاد الصادي




وقد علمنا الطريق أننا لا نملك هذه الأنفس وإن كانت تسكن جوانحنا
ليس لنا أن ننفقها إلا لما وهبت من أجله وما فطرت له
وليس إلا الغايات الرفيعة والمقامات العلا تستحق أن يحلق الباز فيها
"ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا"

هدف دقيق محدد المعالم أمام الأنظار
لا مجال معه لالتفاتة سهو ولا وقفة وهن


ولا أعظم من هذا الشعور ،عندما تحس أنك تحيا لهدف وغاية
لا عالة على الحياة ولا زبدا جفاء .

فتعيش كما تتطلب رسالتك ..
تنام وتقوم ..
تغدو وتروح ..
تتحدث وتصمت ..
تفكر وتناقش ..
كل هذه الأمور لا تحدث عرضا .. بل وفق تعليمات الرسالة السامية.


وتنطبع تلك المزايا في النفوس لهفة وشوقا للجد
حتى يعتاد السائر أن يكون وثابا للأمام .. طماعا في الخير ..
كلما ارتقى درجة .. سمت النفس للدرجات التي تعلوها فكأنما الأقدام مهيأة لما هو أرفع دائما ..
لا تــــكــــل ولا تـــمــــل
فلا يزال يصعد المراقي حتى يغدو فن الارتقاء كمجرى الدم في الشريان
أو تردد الأنفاس بين الأضلاع..

كما قال عمر بن عبدالعزيز رحمه الله :
"إن لي نفسا تواقة لم تزل تتوق إلى الإمارة فلما نلتها تاقت إلى الخلافة فلما نلتها تاقت إلى الجنة"

لا مجال للتنازل عن لحظة قد تتوقد فيها فرصة للتقدم ..
و لا مجال للتخلي عن موضع قدم يحجز فيه مقعد على القمة..
العين على النهاية والقلب عند الغاية..

"فاستبقوا الخيرات" البقرة 148

كلما حان موعد مع الفضيلة كان أبلغ شاهد .. وكلما فتح باب للخير كان أول داخل .. وكلما أبصر ميدانا للتنافس كان أسرع واصل

"وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا" المزمل 20

ومن استشرف الغايات ضحكت له الأمنيات

والأمنيات طريقها طويل غير أنه يتقاصر بحسن التدبير والصبر على المسير والصدق في الطلب

لهذا كان لزاما علينا
أن نضرب مواعيد ونقاشات مع أنفـــــســـنا
يجري فيها معرفة الحاجات.. والتنظيم للأولويات ..والترتيب للحظات والساعات
و التوكل على المولى في تنفيذ العزمات
والتضرع إليه بالتوفيق والقبول خوف الفوات

مواعيد لا نتجمل فيها ولا نتملق
لأن حديث الصراحة والمواجهة إن كان دون تصنع فإنه يجيء أبلغ وأدق ..

فتحمل النفس على الجد وتوقف عند الحد
وتستثقل أن تضيع عليها طرفة عين في غير طاعة للمولى عز وجل..

الجد بالجد والحرمان بالكسل ... فانصب تصب عن قريب غاية الأمل

وحياة بدون غاية تحدد مسارها وترسم ساعاتها وأيامها
لحـــــياة قـــصيـــرة
وأنفس تتردد في الصدور عبثا لمأسوف عليها ومتحسر على أصحابها
لا ينفك ذلك اللهو وتلك الغفلة المميتة أن تنكت السواد في معالم الأعمار
وتدفنها في جحور مظلمة تطبق على مسارب النور وأشعة النجاة

وعجب عجاب ممن يثقلون الأقفال على خزائن الأموال..
وأيامهم وأعمارهم – التي هي أغلى ما وهبوا- تمر مر السحاب دون حساب .

اللهم أعنا على الذكر والشكر و حسن العبادة
واجعلنا ممن تمن عليهم بالحسنى وزيادة




يتبع إن شاء الله
البسملة
البسملة
الله ماأروع كلامك .. الذي ينزل كالبلسم الشافي على القلب العليل
بارك الله فيك جزاك خيراً على هذه الهمسات الرائعة