أين الأباطرة و الأكاسرة و القياصرة ؟
هم و إمبراطورياتهم آثار .. حفائر .. خرائب تحت الرمال .
الظالم و المظلوم كلاهما رقدا معاً ..
و القاتل و القتيل لقيا معاً نفس المصير ..
و المنتصر و المهزوم كلاهما توسدا التراب .
إنتهى الغرور ..
إنتهت القوة .. لم تكن قوة.. كانت كذبة ..
ذهب الغِنى ..
لم يكن غِنى .. كان وهماً .
العروش و التيجان و الطيالس و الخز و الحرير و الديباج .. كل هذا كان ديكوراً من ورق اللعب .. من الخيش المطلي و الدمور المنقوش .
لا أحد قوي و لا أحد غني .
إنما هي لحظات من القوة تعقبها لحظات من الضعف يتداولها الناس على اختلاف طبقاتهم .
لا أحد لم يعرف لحظة الذل ، و لحظة الضعف ، و لحظة الخوف ، و لحظة القلق .
من لم يعرف ذل الفقر .. عرف ذل المرض ، أو ذل الحب أو تعاسة الوحدة ، أو حزن الفقد ، أو عار الفضيحة أو هوان الفشل أو خوف الهزيمة .
بل إن خوف الموت ليحلق فوق رءوسنا جميعاً .
كلنا فقراء إلى الله .. كلنا نعرف هذا .
د. مصطفى محمود . .
من كتاب / الإسلام .. ما هو ؟
ناريمانه @narymanh
عضوة نشيطة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
ويعطيكِ لعافية