


📌حين تسقط أقدامنا في الفتنة دون قصد:قد يجد الإنسان نفسه أحيانًا في مواجهة الفتنة، لا عن رغبة أو اختيار، بل كأنها تظهر أمامه فجأة، أو ينجرف إليها دون أن يتعمد ذلك. إنها لحظات عصيبة، يشعر فيها المرء بضعفه وقلة حيلته أمام تيار قد يجرفه بعيدًا عن جادة الصواب، وهو في داخله لا يريد ذلك.الفتنة قد تكون خفية، تتسلل إلينا دون أن نشعر. قد تأتي في شكل شهوة عابرة، أو شبهة فكرية، أو كلمة تثير الغضب، أو موقف يختبر الصبر والإيمان. في تلك اللحظات، يجد القلب يتصارع بين ما يمليه عليه ضميره وما يزين له الشيطان، أو ما تدفعه إليه الظروف المحيطة.الإنسان بطبعه ضعيف، ومعرض للخطأ والزلل. وهذا لا يعني أنه سيء أو أنه يتعمد المعصية. بل قد يكون مؤمنًا صادقًا، يحاول جاهدًا أن يلتزم طريق الحق، لكن قدرته على الثبات قد تخور في بعض المواقف. هنا تكمن عظمة رحمة الله وعفوه، فهو يعلم ضعف عباده ولا يحملهم فوق طاقتهم.
🌸المهم ليس عدم الوقوع في الفتنة إطلاقًا، بل كيفية التعامل معها عند الوقوع فيها. عندما يدرك الإنسان أنه قد زلّت قدمه، أو أن قلبه قد مال، فإن الرجوع السريع والتوبة الصادقة والاستغفار، هي مفتاح النجاة. إنها فرصة لإعادة تقييم النفس، وتعزيز الإيمان، وطلب العون من الله لتقوية الثبات في المرات القادمة.