....

جلست ارقب غروب الشمس..التي كانت تكابر من اجل ان تعود...وتعطي الناس من نورها الوضاء..جلست وحيدة..ارقب رحيلها ..تمنيت لو كنا سويا..لنودعها ونودع معها كل الاحزان والامأسي..وكل الذكريات المريرة القاسية..وان نحيي املنا بغد واعد مشرق ..وان نببدا صفحة جديدة..ونحقق احلاما وردية..لطالما راودت مخيلتي..ونخوض في اعماق رحلة...طويلة ازلية..الى السعادة والافراح الابدية..

هاهي الشمس اوشكت على الذهاب..معلنة رحيلها...مودعة ايانا..وقد شكلت خطوط اشعتها..وتمازج الوانها..شكلا جميلا قد زين السماء..واعطاها رونقا خاصا..الا ان الحزن يعتريها ..سقطت مع رحيلها..من عيني دمعة الم قد امتزجت بالامل..فالمي لفراقه وجراحه التي قد ادمت قلبي...يحرقني...وأملي لعودته ولقياءه ولان تعود الحياة اجمل مما كانت..يؤنسني..

بينما كنت استحضر الماضي ..ولحظات قد اسعدتني يوما..الا انها بعدما باتت ذكريات قد احزنتني...فجعلت من مامضى حزنا وتشائما...بعدما كان افراحا وتفائلا ...سمعت صوتا بكل معاني الرحمة والشفقة..قد ناداني قائلا..انني الحياة..فقد احزنني ماانت فيه من حال..وماانت فيه من اختلاف عما مضى..لقد صرتي عكس ماكنت عليه سابقا..اين هو ذلك التفائل ..اين هي تلك الابتسامة التي لطالما..عهدتها مرتسمةعلى وجهك ..اين هي تلك الفرحة التي كانت تعتريك دوما..اين هي تلك الاحلام التي كنت لاتسأمين من الخوض في بحرها...ااااخ ...اشياء كثيرة قد تغيرت..قلت لها بصوت كاد الجرح يخفيه..لاانكر انني لطالما تعلمت منك اشياء كثيرة..فانتي مدرسة استفدت منها الكثير والكثير...لكن هذه المرة اجد نفسي عاجزة عن الاستفادة من هاته التجربة...لعله الامل قد ضاع..او لعل العزيمة والارادة قد ماتت..

فكان ردها..قبل ان اقدم لك نصيحة...بالثمينة قد قيمت..امسحي دموعك...تي قد انهمرت من عينيك كالمطر..كنت مترددة في مسحها..حاولت ان اوضح لها بانني انتظره لكي يمسحها ويعيد البسمة الى وجهي من جديد..لكنها قاطعتني قائلة لاتنتظري حبيبا قد باعك...وانتظري نورا جديدا يتسلل..الى قلبك الحزين..ليعيد له الفرح من جديد...مسحتها وقد كان مناي ان يمسحها هو ..لكنني تعلمت درسا مهما..بان امسح دمعتي بنفسي..لاان انتظر من ادرفها من عيني..حتى يقوم بمسحها..لانه لو كان حقا..حريص على سعادتي..لما جعلها تندرف من عيني..ولاماخلف كل هذه الجراح..بقلب كاد يحترق من شدة الالم..

لكنها استأذنتني بالرحيل..ناديتها الا ترحل قبل ان تعطيني نصيحتها..فردت بانها نصيحتها في ماقد اسلفت ذكره..تفكرت قليلا فيما كان بيننا من حديث..ووجدت تلك النصيحة..التي كانت بمثابة درس قيم..لن انساه ابدا

وجدت نفسي وحيدة..لا من مؤنس ولا من مرشد..فالبحر امامي..والطريق الذي تعتريه الاشواك وتعتريه الصخور هو الاخر ورائي..

هل اسبح في بحر احلامي.. الى ان ترمي بي امواجه يوما..الى سطح الواقع..
فالحلم احيانا ارحم من الواقع

ام اكمل المشوار..في طريق الواقع الممتليء...بالصعاب والمعرقلات..
فتاثير الصدمة في عالم الواقع يكون اقل قسوة من تاثيره في عالم الاحلام


من كتاباتي
وتقبلوا تحيات
محبتكم المخلصة
دومـــــا وابـــــــــــدا
ســــــــــــــ92ــــــــــــــارة