أنا ... من أنا ؟
من أكون ؟
ما هو اسمي الحقيقي ؟
ما هو وطني ؟
من هم أهلي ؟
ليست هذه تساؤلات إنسانة بلا أهل .. بلا وطن ..
ليست تساؤلات لقيطة تربت في الملاجئ ..
بل كان لي أبوان يحنوان علي يحباني
ولكنهما باعاني ..
لا تسألوا كيف ذلك ؟
فالقصة أطول مما تتصورون ..
لا تسألوا كيف يكون ذلك التضارب في الأقوال
فهي الحقيقة !
أنا الضحية من ضحايا الكبار ..
ضحية من ضحايا التقدم والحضارة ..
أنا .. وهناك الكثير مثلي .. كلهم يتألمون .. ينزفون .
سأحكي قصتي ..
مع الأيام .. مع الليالي ..
كنت طفلة مدللة مع إخوتي
جاء القصف إلى قريتنا الحبيبة ..
خرجا من القرية فزعين تاركين المحصول والمال والأرض ..
وعشنا في المخيمات ..
وما أدراك ما المخيمات ؟
الجوع يعم كل شبر في المخيم ..
وجاء الفرج على يد رجال يدفعون ويأخذون
أتدرون ماذا يأخذون ؟
فلذات الأكباد ..
يأخذون فؤاد الأمهات ..
يأخذون بذرة الأمل ..
يأخذون بصيص النور الذي يعش من أجله الشعب التعس ..
وجاء العدو عليّ ..
أخذني أبي بعدما ودعتني أمي بالدموع ..
لم أكن أفقه ما يدور ..
ذهبت إلى أولئك المسمين أنفسهم ( منقذين )
وبدأت المساومة والبيع ..
تذكرت في ذلك الوقت جلسات أبي لبيع المحصول .. والبذور ..
وها هو يبيع البذور ..
يبيع بذرة فؤاده وريانة قلبه !
ودفع الثمن وكُتب العقد .
وانتهت الصفقة بانضمامي إليهم .
وأخذت أصرخ أستغيث .. لكن ما من مجيب !!
كنت أسمع واقرأ في المدرسة أن المسلمين يد واحدة متكاتفين ..
كنت أسمع من جدتي قصة امرأة صرخت وآمعتصماه
فسير الخليفة جيشاً أوله في عمورية وآخره في دمشق .
كنت أسمع عن قصص البطولة والشهامة والفداء .
وأنا .. أنا عندما صرخت لم أجد المجيب .. غير الصدى !!
يا ترى .. كم صرخة خرجت من صدور الأطفال ..
كم دمعة انحدرت من عين الصغار وتطلب العون ..
يطلب كسرة خبز جافة ..
كسرة خبز جافة ..
تجعلنا نكفر بديننا ..
تجعلنا نبيع أطفالنا ..
نبيع أعراضنا ..
أتدرون ماذا أعمل الآن ؟
نهاراً في مقهى .. وليلاً في بيت للدعارة ..
يزوره آلاف العرب والمسلمين اسما.....
هذه قصتي .. قصة آلاف الأطفال المشردين .
أعرفتم من أنا ؟!
أنا طفلة مسلمة تنصرت ..
بعد أن تركتموهم يا مسلمين ..
يا من امتلأت المكتبات من فتاويهم ..
يا من نصرتم الغرب خوفاً على الكراسي ..
يا من أدخلتم عدونا داركم وملكتموهم خيراتكم .
أنا ...
طفلة من الشيشان
طفلة من فلسطين
طفلة من الأفغان
طفلة من الفلبين ..
طفلة من أرض المشرق عليها نور الإسلام ..
وملأها الآن الظلم والعدوان .
- ملك الغابة -
الرجاء إلتزام أدب الحوار
الإشراف