
عَنْ جَابِرٍ بن عبد الله رضي الله عنه قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( إِنَّ الشَّيْطَانَ يَحْضُرُ أَحَدَكُمْ عِنْدَ كُلِّ شَيْءٍ مِنْ شَأْنِهِ ،
حَتَّى يَحْضُرَهُ عِنْدَ طَعَامِهِ ، فَإِذَا سَقَطَتْ مِنْ أَحَدِكُمْ اللُّقْمَةُ
فَلْيُمِطْ مَا كَانَ بِهَا مِنْ أَذًى ، ثُمَّ ليَأْكُلْهَا وَلَا يَدَعْهَا
لِلشَّيْطَانِ ، فَإِذَا فَرَغَ فَلْيَلْعَقْ أَصَابِعَهُ ؛ فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي
فِي أَيِّ طَعَامِهِ تَكُونُ الْبَرَكَةُ )
رواه مسلم
وعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه : ( أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَكَلَ طَعَامًا لَعِقَ أَصَابِعَهُ الثَّلَاثَ ، قَالَ
وَقَالَ : إِذَا سَقَطَتْ لُقْمَةُ أَحَدِكُمْ فَلْيُمِطْ عَنْهَا الْأَذَى
وَلْيَأْكُلْهَا وَلَا يَدَعْهَا لِلشَّيْطَانِ ، وَأَمَرَنَا أَنْ نَسْلُتَ
الْقَصْعَةَ ، قَالَ : فَإِنَّكُمْ لَا تَدْرُونَ فِي أَيِّ طَعَامِكُمْ الْبَرَكَةُ)
رواه مسلم
قال النووي رحمه الله
معناه والله أعلم : أن الطعام الذى يحضره الإنسان فيه بركة ، ولا يُدرى أن تلك
البركة فيما أكله ، أو فيما بقي على أصابعه ، أو في ما بقي في أسفل القصعة ، أو فى
اللقمة الساقطة ، فينبغي أن يحافظ على هذا كله لتحصل البركة ، وأصل البركة الزيادة
وثبوت الخير والإمتاع به ، والمراد هنا والله أعلم : ما يحصل به التغذية ، وتسلم
عاقبته من أذى ، ويُقَوِّي على طاعة الله تعالى وغير ذلك .
قال الشيخ ابن باز رحمه الله
أن السنة للمؤمن أن يلعق أصابعه إذا أكل، ويسلت ما يليه من الصحفة
ويقول ﷺ: وكان إذا فرغ لعق أصابعه
ولعقها يعني أكل ما فيها باللسان، هذا هو السنة أن يعلق أصابعه
وإذا سقطت اللقمة يميط ما بها من الأذى ثم يأكلها .
قال الشيخ محمد العثيمين رحمه الله
لعق الأصابع بعد الطعام مما جاءت به السنة
وقد أمر بذلك النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وقد ذكر لي بعض الناس
أن الأطباء ذكروا أن في رءوس الأصابع إفرازات خفية لا يعلم بها؛ وأنها تعين
على هضم الطعام؛ وعلى هذا فيكون في لعقها بعد الطعام فائدة كبيرة
وهي الإعانة على هضم الطعام، وسهولة هضمه، وسواء ثبت ذلك أم لم يثبت
المهم أن السنة جاءت بلعق الأصابع، وكذلك أيضاً بمسح الإناء بعد الأكل
وقد غفل عن ذلك كثيرٌ من الناس؛ فكان بعض الناس لا يلعق أصابعه
وكان بعض الناس يلعق أصابعه، ولكن لا يمسح الإناء، أي لا يلحسه
وهذا قد يكون جهلاً بالسنة؛ وقد يكون استحياءً من بعض الناس في المجامع
على الطعام، أو ما أشبه ذلك، لكن الذي ينبغي للشخص أن يحرص على اتباع السنة
حتى وإن كان الناس يزدرونه، أو لا يرونه شيئاً، أو يستنكرون ذلك، افعل السنة
فربما إذا فعلتها أنت اقتدى بك زيد وعمرو، ثم تتابع الناس على هذه السنة
وتكون أنت السبب في إحيائها.
وقال الشيخ محمد العثيمين رحمه الله
من آداب الأكل أن الإنسان إذا سقطت لقمة على الأرض فإنه لا يدعها ؛ لأن الشيطان
يحضر الإنسان في جميع شئونه ...
والإنسان إذا فعل هذا امتثالا لأمر النبي صلى الله عليه وسلم ، وتواضعا لله عز وجل
، وحرمانا للشيطان من أكلها ، حصل على هذه الفوائد الثلاثة : الامتثال لأمر النبي
صلى الله عليه وسلم ، والتواضع ، وحرمان الشيطان من أكلها .
جزاك الله خير الجزاء