
من اجمل منتدي بنكهته الجدية أسية
جميع الحقوق محفوظة لحملة مكافحة الروايات الهابطة
- جزآ الله صاحبتها خير الجزاء -
و يمنع منعًا باتًا نقلها إلى أي مكان آخر دون ذكر المصدر
وجزاكنّ الله خيرًا
بيد مرتجفة أمسكت بالدفتر و القلم و بدأت أسرد أولى رواياتي
حرصت فيها على استخدام لغتنا العربية الفصحى
صنعت أبطالها و رسمت أيامها
حتى شعرت بأنها كطفلتي التي أرعاها فتكبر يومًا بعد يوم
و للآن لازلت أكمل أحداثها و أنقش نهاياتها
و كم يصعب علي فراق شخصياتها بعدما رافقوني قرابة العام !
و لكن لا مفر من الوصول إلى نهايتها و مع ذلك يبقى طيف شخصياتها و أحداثها يداعب أفكاري دومًا
روايتي الحبيبة أطلقت عليها إسم
××
و الحمدلله أن وفقني لكتابتها فالتوفيق من الله وحده
و للعلم فإني مازلت لم أنهيها بعد بل لا أزال أسرد أيامها و لكن نهايتها عمّا قريب إن شاء الله
+++
أولًا : التعريف بالشخصيات الرئيسية :-
أبو خالد ( حسن ) : زوج أم خالد و له ابن ( خالد ) و ابنة ( سارة )
أم خالد ( زينب ) : زوجة أبو خالد و لها ابن ( خالد ) و ابنة ( سارة )
سارة : فتاة تبلغ من العمر 15 عام
خالد : فتى يبلغ من العمر 10 أعوام
و قبل كل جزء سأعرفكم بالشخصيات الجديدة التي ستظهر تدريجيًا
××
× ×
دائمًا و منذ بلغت الثانية عشرة من عمري اشتاق لتلك اللحظة التي سأصبح فيهـــا ضمن عداد الكبار
لحظة أكون مسؤولة عن حياتي ، أوجه نفسي على نهج قرآني و سنة رسولي محمد – صلى الله عليه و سلم –
أتحمل خطأ وزري فأتوب ، و أحاسب نفسي على أفعالي
و لم ألبث أحلم بهـــا حتى جاءتني
فتبسمت لنفسي قائلة " ويحكِ إن أخطأتي الآن ، فمن لحظتي أخطو في حياة جديدة
و لا أرجو إلا رضا خالقي ، فلا أريد ذنبًا و لا وزراً
و لا خطيئة أو زلة ، و هل أتحملهم على عاتقي ؟ "
من حينهــــا و أنا صوامة قوامة ، محافظة على صلوتي ، على أذكاري
في كل خطوة أخطوها أعبد فيهــــا ربي
و إن زللت مرة أتوب عشرات المرات
أحبتني أسرتي ، أحبني الجميع ، و أحببتهم أيضًا
و يؤسفني القول أن الإجازة المدرسية انتهت ، و بحق
لم أشعر بمرور الزمن لأني كنت شعلة نشاط خلالها
فلم أترك دقيقة فارغة العمل في يومي
أنا الآن مقبلة على مرحلة دراسية جديدة
في مدرسة جديدة
و زملاء جدد
في ليلة ما قبل المدرسة
دعوت ربي كثيرًا أن يوفقني ، و صليت فرضي
ثم خلدت للراحه
صبــــاحـــــًا
الساعه 30 : 6
هآآآوم .. لقد أيقظني صوت أمي الحنون باكرًا " سارة .. سارة ، حان الوقت "
و لكنني لم آخذ كفايتي من النوم ، مازلت أتعطش للمزيد منه
تقلبت في السرير عدة مرات ثم نهضت فجأة و ألقيت بالغطاء جانبًا
" يكفي كسلًا يا نفسي ، إنه يومكِ الأول "
جاهدت نفسي على فتح عيني لكنها أبت إلا أن تكون نصف مغلقة
تأملت شكلي في المرآة و ضحكت على مظهري النائم
لكنني في كل الأحوال جميلة .. اللهم حسّن لي خُلُقي كما حسنت خَلْقي
ملابس مدرستي مرتبة و نظيفة في خزانة الملابس
لقد وضعتها لي أمي لأنني كنت مرهقة جدًا بالأمس
قلت و أنا أرى مظهري في المرآة " أممم .. و الآن أصبحت جاهزة تقريبًا "
و لكن سرعان ما غيّرت رأيي
" لا ، نسيت المناديل الورقية و محفظتي و دفتر الملاحظات "
أنا دومًا أحمل جميع الإحتياطات معي حتى لا أتورط و أحتاج للآخرين
أزحت ستائر النافذة بسرعه و نظرت إلى السماء
و دعوت ربي برجاء " اللهم وفقني في يومي "
ثم خرجت من الغرفة أنزل الدرج بسرعة و مرح
فجاءني صوت خالد لمستنكر
" يكفي يا سارة ، أيقظت الجيران "
بدت على ملامحي علامات استنكار ، و أكملت سيري بهدوء
أتمتم بكلمات بعضها مفهوم و الآخر أنا نفسي لم أفهمه
في المطبخ
قلت مندفعة من باب المطبخ " السلام عليكم "
أمي : " و عليكم السلام "
ثم تتأملني بابتسامتهـــا الحنونة : " تبدين راائعه بملابسكِ "
دفعني خالد الذي لا أدري من أين ظهر جانبًا و أضاف بابتسامته الماكرة :
" ألا أبدو رائعًا بملابسي يا أمي ؟ "
فضحكت أمي و هي تلمح الغيرة على وجهه البريء : " بالطبع بالطبع ، كلاكما رائعين "
جلست على طاولة المطبخ أنتظر فطوري اللذيذ الذي تعده لي أمي ، و جلس خالد أمامي متبرمًا كعادته
فأشحت وجهي عنه بلا مبالاة
ثم جاء أبي الغالي متجهًا إلى مقعده " السلام عليكم "
" و عليكم السلام "
" كيف حالك يا أبي ؟ و كيف هي آلام ظهرك ؟ "
أبي : " الحمدلله ، أنا أحسن حالًا من ذي قبل "
ثم جلس يقرأ الجريدة كعادته و بجانبه فنجان الشاي و بعض البسكويت
و أخيرًا أنهت أمي الفطور فالتهمت كل ما أمامي في لحظات
لأنني سأحتاج طاقة زائدة اليوم كي أبدو نشيطة و جذابة
بعد أن انتهيت قبّلت امي
ثم ركبت مع أبي في السيارة بالمقعد الأمامي و أصر خالد العنيد على الجلوس بجانبي
فبدا مظهرنا و كأن السيارة تتكون من مقعدين فقط !
أو أن أبواب السيارة الخلفية معطّلة
إن عناده يزعجني بالفعل
الكثير من السيارات تملأ الشوارع اليوم فالكل ذاهب إلى المدرسة
أوه .. لقد نسيت دعاء الخروج و الركوب
قطعنــا طريقًا ليس بالقصير حتى وصلنا للمدرسة
و مدرسة أخي تعد جانب مدرستي
إذ أنها في الشارع المقابل لها
للحظات تملكتني رهبة و رعشة سرت في جسدي لم أعلم مصدرها !
لكني طمأنت نفسي بذكر الله
و لوحت لأبي مبتسمة ثم خطوت أولى خطواتي
و أنا أقول بخفوت " بسم الله "
مشيت أخطو في ممر المدرسة أتأمل المكان من حولي بفضول
كنت أمشي في ممر على جانبيه حديقة رائعة بها بعض المقاعد الخشبية و بعض أواني الزهور
يفصل بينها و بين الممر بعض الأعمدة الملونة التي كتبت عليها بعض الكلمات كــ و ما شابه هذا
يبدو أنها مدرسة جيدة ، و الآن هناك لافتة كبيرة كُتب عليها بالخط العريض
و لكن ألوانها لم تعجبني ، إنهم ليسوا متميزين في اختيار الألوان فجميع ألوانهم زاهية جدًا
إلى الدرجة التي أشعر فيها بالغثيان
أخذت نفسًا عميقًا قبل أن أدخل إلى مبنى المدرسة
ثم أنزلت حجابي على كتفي و لكن لم أخلع العباءة بعد
" من أنا ؟ "
" وااااااااا ، من ؟ "
هذا ما نطقت به بعد أن أغمت عينيّ أيدٍ خفيفة و نطقت بالجملة السابقة
" أنا الرائعة الحبووبة ، أحلى بنوتة بالكون "
تبسمت بسخرية بداخلي و قلت " من غيرها ؟ إنها المشاكسة أصايل "
فقلت بتلقائية شديدة " أصايل بالطبع "
" لا "
فاجأني جوابها بشدة فلا أحد يمزح معي بتلك الصورة إلا هي
من عساها تكون ؟
" أعلم بأنكِ نسيتيني ، لذلك سأعطف عليكِ و أسحب يديّ "
قلت بنبرة ساخرة و لكنها في الوقت نفسه مازحة " شكرًا على لطفك و كرمك "
ثم سحبت يدها و قالت " ترالا لا لا "
لتطلق عينيّ و أرى ما حولي من جديد و الأهم أن أراها هي
هل تعلمون من كانت ؟
إنها تلك الإنسانة التي أقف أمامها عاجزة عن صياغة العبارات
إنها الإنسانة التي أضناني فراقها و عذبتني مشاعري في تذكر أيامي معها
إنها هي بشحمها و لحمها تقف أمامي بابتسامتها التي عهدتها عليها منذ ثلاث سنوات
و بشعرها القصير الأسود و بعينيها السوداويتين الضيقتين ، إنها ..
" دانة ؟ "
" عيون و روح و قلب دانة ، تذكرتيني ؟ "
" بالطبع أتذكرك ، هل تمزحين ؟ أنا لم أنساكِ أبدًا ؟ "
قالت ضاحكة " نعم نعم و من ذا الذي يتعامل معي و ينساني ؟ فما بالكم برفيقتي الغالية ؟ "
" أف ، هل تجرعتِ الغرور قبل مجيئكِ ؟ "
" لا ، تجرعت مرارة الفراق "
تبسمت برقة و أنا أقول : " إنه الأمر ذاته بالنسبة لي "
فتبسمت هي الأخرى ابتسامة خفيفة و قالت لي في حين اتجهت إلى الداخل : " لقد كنتِ تتأملين الممر بشدة "
ضحكت و قلت " هل كنتِ تراقبيني ؟ "
" ههه ، تقريبًا "
و نظرت لي بابتسامة واسعة مطبوعة على وجهها
و تلاقت عينيّ بعينها لتحكي كل منا للأخرى معاناتها و أيامها بدون الأخرى بلغة العيون الصامتة
و لكن لم نلبث كثيرًا إلا و قطع علي صوت المشاكسة أصايل !
" مرحبًا بكم في مدرسة الشيماء الثانوية للبنات ، نحن هنا فريق إعلام قناة الجزيرة نقدم لكم مشهدًا خاصًا جدًا .. كما ترون إنه اليوم الأول للطالبات المنتقلات من المرحلة الإعدادية إلى المرحلة الثانوية في هذه المدرسة ، و بالطبع فإن المشاعر تتضارب في قلوبهم الصغيرة متسائلات ما الذي يخبأه لهم اليوم الأول ، و الآن مع الطالبة ..... "
ثم مدت يدها المكوّرة التي اتخذت منها ميكروفونًا إليّ
فأشحت بوجهي عنها و أنا أقول بضجر : " أصايل "
" ها ؟ ، أأ .. نعم إنها الطالبة أصايل ، هلا أخبرتينا يا أصايل ما شعوركِ الآن كأول يوم لكِ في مدرسة الشيماء الثانوية ؟ "
" بربك أصايل ، ألا تستطيعين الدخول إلى المدرسة كأي طالبة عادية ؟ "
" أأ .. فاصل إعلاني مفاجي "
ثم بعد أن نظرت لي : " مرحبًا سارة ، ما أخبارك ؟ و الآن هل أكمل ؟ "
صرخت في وجهها قائلة : " لا "
" لماذا ؟ إنني أجهز لتلك الحلقة منذ أسبوعين ؟ "
" يكفي أصايل ، إن كل الطالبات يسخرون منا .. على الأقل كوني هادئة في اليوم الأول "
و حينما لمحت أصايل جديتي في الكلام ، ضمتني إليها و هي تقول : " أشتقت إليكِ عزيزتي "
فتبسمت و قلت بمرح " و أنا أيضًا "
و في اللحظة التي تركتني فيها أصايل التقت عيناها بدانة
فقلت متلعثمة و لا أدري لمّ التلعثم : " أأ .. دانة إنها أصايل ، أصايل إنها دانة "
أصايل مدت يدها إلى دانة مرحبة و ما إن مدت دانة يدها هي الأخرى صافحتها أصايل بحرارة شديدة و هي تقول : مرحبًا بكِ دانة ، هل أنتِ جديدة في المدرسة ؟ "
أجابتها دانة موضحة : " أنا جديدة في المدينة "
فقالت أصايل مستفسرة : " أنتِ لستِ من تلك المدينة ؟ "
" بلى ، إنني منها .. و لكن كنت قد سافرت إلى الخارج ثم عدت قبل أسبوعين من الآن و ها أنا اليوم أدخل إلى المدرسة و أقابل صديقتي التي فارقتها منذ ثلاث سنوات مجددًا "
قالت أصايل و هي تنتحب تمثل البكاء : " إهئ إهئ ، إنها قصة مؤثرة للغاية "
ثم أمسكت بي و قرّبتني من دانة و هي تقول بشاعرية : " اللقاء بعد طول الفراق ، ألا يصلح عنوانًا للحلقة القادمة من برنامجي ؟ "
نظرت بعيني إلى الأعلى كعلامة لشدة استيائي منها و قلت : " آآهٍ منكِ ، أنتِ هي أنتِ و لن تتغيري أبدًا "
" شكرًا على الإطراء غاليتي ، و الآن صورة من فضلك .. هيا ابتسما معًا "
و كانت المفاجأة أنها بالفعل أخرجت الكاميرا من حقيبتها و التقطت لنا صورة معًا
ثم نظرت إلى الصورة في الكاميرا و هي تصرخ بحماس : " واااااو ، ستكون رائعة لجذب المشاهدين "
" نعم و سيكون رائعًا أيضًا إن سلمتيني تلك الكاميرا فورًا "
هذا هو الصوت الغليظ الذي جاءنا من الخلف
فكانت التفاتتنا حركة طبيعية تلقائية لمن يسمع هذا الصوت
على ما يبدو لي فهي معلمة أو ربما هي ضابطة المدرسة
كانت بدينة ملامح وجهها غليظة قاسية
ترتدي نظارة سميكة مثبتة بدقة على أنفها الطويل
أصايل خبأت يدها التي تحمل الكاميرا وراء ظهرها و هي تسترجيها : " أرجوكِ ، إلا الكاميرا "
فمدت الأخرى يدها بلا مبالاة و أعادت طلبها " سلميني الكاميرا فورًا "
و لكن أصايل لم تحرك ساكنًا فأعادت الطلب بصوت أغلظ و أقسى من ذي قبل : " الكاميرا لو سمحتِ "
أعطتها أصايل الكاميرا بقهر و خوف
و ما إن رحلت من أمامنا نظرت لأصايل التي كانت على وشك البكاء
كنت سأتكلم لأخفف عنها و لكن سبقتني دانة بقولها : "لا تحزني أصايل ، ستعيدها لكِ لاحقًا "
قالت أصايل بأسى : إنها باهظة الثمن ، سيقتلني والدي بلا شك "
قلت بمرح : " سأهديكِ واحدة مثلها ، ما رأيكِ ؟ "
أصايل ساخرة : " هه ، أشك في أنكِ تملكين ريالًا واحدًا في حصالتكِ حبيبتي "
ضحكت دانة في حين لويت فمي و عقدت يديّ كالأطفال : " لقد أخطأت بالفعل لإني عطفت عليكِ ، أف "
" ههههه ، لا تغضبي .. أنا أمزح فحسب "
قلت و أنا أنظر إلى ساعتي الحمراء بيدي : " كم لنا من الوقت و نحن نقف هنا ؟ "
ثم أضفت بعد شهقة خرجت مني : " يا إلهي ، لم يتبق من الوقت شيئًا على بدء الحصة الأولى "
" كم الساعة الآن ؟ "
كانت دانة هي من سألت هذا السؤال فأجبتها : " السابعة إلا خمس دقائق ، يجب أن نبحث عن صفوفنا بسرعة "
أمسكتني أصايل من يدي و أمسكت بيد دانة أيضًا و جرّتنا وراءها و هي تجري و تصرخ : " بسرررعة بسرررعة "
لقد كنت أضحك بمرح على تلك الأصايل المشاكسة
و كذلك شاركتني دانة الضحك
لقد بدا مظهرنا و كأننا نهرب من سيارة تسير بسرعة 120 في الطريق السريع
إنه أمر مضحك بالفعل و مظهرنا كان مضحكًا أكثر
× ×