بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على اطيب المرسلين

محمود درويش
لعشِّ انتظاركْ..
دربَ الرجوع..
صغارَ العصافيرِ
حتّى أُشارِكْ
هرِمتُ، فرُدّي نجومَ الطفولة
بدونِ صلاةِ نهارِكْ
لأني فقدتُ الوقوفَ
وحبلِ غسيلِ على سطحِ دارِكْ
وقوداً بتنّورِ ناركْ
ضعيني، إذا ما رجعتُ
* * *
إذا ما لمستُ قرارةَ قلبكْ!
إلهاً أصير..
عساني أصيرُ إلهاً
بخيطٍ يلوّحُ في ذيلِ ثوبكْ
بخصلةِ شَعر..
وشدّي وثاقي..
تعمّد من طُهرِ كعبكْ
وغطّي عظامي بعشبٍ
وشاحاً لهُدبكْ
خذيني، إذا عدتُ يوماً
* * *
أخجلُ من دمعِ أمّي
إذا متُّ
وأعشقُ عمري لأنّي
يوماً على صدرِ يومِ
وتكبرُ فيَّ الطفولةُ
ولمسةِ أمّي
وقهوةِ أمّي
أحنُّ إلى خبزِ أمّي

الطابون و خبز الطابون و جلسة الطابون....
الطابون عبارة عن قالب يصنعوه من التربة الجيرية و يضيفون له التبن و الماء و يشكلوه و يتركوه ينشف تحت الشمس, ليه فتحه من الاعلى, في ناس كثير بيدفنوه بالارض و بيكون طابون مدفون مثل ما سبق و وضحت الاخت قوت القلوب في موضوعها و الاخت @home في موضوعها.
اما الطابون اللي راح اشرح عنه فهو طابون غير مدفون بالارض و بيكون هيك شكله:

هذا هو الطابون المعتاد في بلدنا, كل البلد ما فيها غير اكمن طابون, بيكون في غرفة خاصة خارج البيت و تمتاز الغرفة بصغرها و عدم علو سقفها, تجتمع عنده النساء في الشتاء مثل وقتنا الحال لدفاء و الحرارة.. بيكون في داخل الطابون فوق من نار الحطب احجار صغيرة تسمى سرار (او هيك امي كانت تقول روحي جيبوا لي سرار على فكرة امي طابونها كان من حديد و على الحطب مش من طوابين زمان)...
في الصباح الباكر بعد صلاة الفجر تبدأ النساء اللي عجنت قبل الفجر بساعة او من الليلة الماضية بشيل عجينها متوجه للطوابين (جمع طابون) حيث يجلسن و ينتظرن الدور في خبز العجين و الحصول على خبز الطابون.. في نفس الوقت يجلسن يتحدثن باسرار البلد او يبدأن الغناء لتمضيه الوقت... يجلس في الطابون الجميع نساء و بنات و حتى الاطفال الصغار خصوصا في فصل الشتاء القارص.. يجلسون فيه مستمعين الى النساء و هي تناقش اسرار البلد او يغنين اغنية لتمضية الوقت, و يا ما احلى الجلسة و هم بياكلوا الخبز حار طازة مع زيت الزيتون و الزعتر < او بدون, مع القطين يا سلاممممممممم
لكن هالنوع من الطابون خطر, و خطورته تكمن في انه قد يقلب على خبازه كما حصل مع عماتي و اخوانهم رحمهم الله, فقد كانت اكبرهم 12 سنة, و على ذمة امي تقول انها كانت صبية تخبز عجين اهلها و عماتها جميعا, لكن قدر الله و ما شاء فعل.
توضيح: القطين و تلفظ قطين بضم القاف و سكون و شد الطاء عبارة عن التين المجفف, فاهل بلادي يأكلون ما تنتج ارضهم و ما تزرع ايديهم, فاللي عنده اشجار التين... يقوم بلم المحصول في شهر اوغسطس و يجففه في الشمس ليحصل على القطين, و من ثم يقوم بتخزينه بوضعه فوق بعضه على هيئة جبل صغير و يضع الطين فوقه ليحفظه من الحشرات و الحيوانات اللتي قد تأتي لاكله (مثل الفئران بعيد عن الساميعن) و في الشتاء بيعملوا فتحه من الجنب او الاعلى و بيطولوا منه ما يحتاجوا في يومهم لما فيه من فوائد خصوصا ضد اللتهابات الحلق<<< الشرح شرح والدي عن قطين جدته الله يرحمها.

زيت الزيتون:: فالزيتون شجرة مباركة, ذكرها الله تعالى في كتابه 6 مرات و مرة بالاشارة اليها, لما فيها من فوائد عظيمة ضد امراض الحياة الدنيا و منها الكلسترول و امراض الشرايين و السرطان.
WIDTH=400 HEIGHT=350
مين فيكم راحت على جد الزيتون؟؟؟ ترفع ايدها....
موسم الزيتون, او بالاحرى جد الزيتون, في بلادي بنجد الزيتون سنة ايه و سنة لأ, ما بعرف هل هو بسبب قلة الامطار و لا ليه بالضبط, كنا نروح سنة و سنة ما نروح, السنة اللي ما نروح فيها تروح قريبتنا لكل زيتونات العيلة و تجد الزيتونات و تعصرها و الحصيلة تكون اكمن تنكة زيت بس..
في موسم الزيتون, يعين في شهر سبتمبر او شهر اكتوبر نروح العيلة بالليلة, ما يضل حدا بالبيت و ناخذ سلمنا و شراشف خفيفة نفرشها تحت الزيتونات و نبلش بالجد (الجد يعني اممم اخذ الثمرات عن الاغصان) في ناس بتتسلق الشجر و ناس بتلم في اكياس و ناس بتطلع على السلم.. فيه تزداد الروابط بيناتنا و كان وقت جدا ممتع سقا الله هديك الايام.... و في النهاية كانت امي تاخذ شوال زيتون للبيت و الباقي للمعصرة و ما شاء الله يطلع زيت بكر اول عصره طعمه فيه شوية مرار و مع مرور الوقت بتخف مرارته, كان يكفينا سنتين ثلاثة و توزع امي منه كمان لقريبات الوالد.
و الزيتون اللي بتاخذه معاها للبيت, كانت تدق الزيتون او تفتحه بالسكين, بس الدق اسرع بين حجرين لحتى يفتح الحبات و تخللها و تعمل زيتون مخلل <<< الطريقة سرية للغاية مش راح اسردها<<< بالعربي الفصيح ما بعرفها:icon28:
هلأ نرجع لموضوعي الاساسي الا و هو خبز الطابون و الملتوت..
خبز الطابون هو الخبز اللي كانوا يستعملوه باكلهم, بياكلوه على وجبة الافطار و الغداء بزيت و زعتر و جبنة مكبوسة و بيض و بندورة و خيار و مربى ما انتجت ارضهم من توت و برقوق (دراق)..
و بياكلوه بوجبه العشاء جنبا الى جنب مع الشوربات او في فتة العدس او في المسخن او غيره من الاكلات اللتي اجهلها...
و الملتوت <<< عبارة عن عجينة الخبز مخلوطة مع زيت الزيتون و الطحين و تخبز مثل الطابون و الناتج بيكون رغيف خبز هش على شكل طبقات مثل البف و في ناس بترشه بسكر و بيكون حلاها و ناس تبخليه بدون سكر و كله بيتاكل مع كاسة شاي بميرامية او نعنع.
يتبع.
و بعدها نخلت الطحين و رشة ملح <<<< الصورة ضاعت.
و عجنت الطحين بالخميرة, و هون احترت هل اضيف الطحين و اخلي العجينة مثل ما بعمل عجينة العشر دقائق و لا شو اعمل بالضبط, و اتذكرت انه ستي الله يرحمها كانت تزيد ماء, عمري ما شفتها بتزيد طحين, و تعجن و تعجن تقريب الربع ساعة اذا مش اكثر, و في النهاية تحصل على عجينة لينة, تدهنها بشوية زيت و تتركها تتخمر.
و هاي نتيجة عجيناتي بعد ما تعبوا ايديني
لا تدققوا بالصورة, اهم شي الاخلاق:22:
و هيك صار منظرها لما خلصت تخمير
بعثت زوجي يشتري لي شوية سرار (تلفظ بفتح السين و الراء و سكون الراء الاخيرة, احجار صغيرة) لكنه ما لقي بالسوق, قام بالحديقة اللي تحت البيت لم لي شوية بس خسارة انه السرار اللي جابة كبير كثير, المهم غسلته و نشفته و حطيته على سدر و دخلته الفرن و هو حامي و تركته يحمى... <<<< اهمية السرار لا تكمن في فقط اكساب الخبز التعرجات و التضاريس اللي بتكون فيه, انما لانها بتحتفظ بالحرارة و بتساعد في انضاج الخبز.
و بعدها قطع من العجين قطعتين و تركتهم يرتاحوا شوي لحين الخبز,
و اخذت زيت زيتون و خلطت معاه شوية طحين:
لحصلت على خليط جامد شوي <<< اكتشفت بعد ما كلمت الوالده انه المفروض يكون اكثف من ما هو بالصورة
و عملت حفرة بوسط العجين المتبقي و سكبت خليط زيت الزيوتن فيها
و بعدها اقفلت العجين مثل ما كنت اشوف ستي بتعمله
لكني للاسف ما بتذكر شو كانت تعمل بعد هيك, فالللي بعد هيك تخبيصات من عندي, عجنت الكرة مع بعض و قطعتها لقطعتين. <<< اللي على اليمين بزيت الزيتون = ملتوت, اللي على اليسار سادة = خبز طابون عادي.