o.O ... الى أصحاب الهمم العالية ...

ملتقى الإيمان



الصدقة لا تنقص المال، بل تكون سببا لزيادته و نمائه و بركته،
يرزق الله المتصدّق و يجبره و ينصره، و قد أوضح النبي صلى الله عليه
وسلم ذلك في أحاديث كثيرة، ومنها ما يلي:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما نقص
مالٌ مـن صدقة - أو ما نقصت صدقة من مال - وما زاد الله عبدا بعفوٍ إلا
عزّا، وما تواضع أحدٌ لله إلا رفعه الله».


رغب الإسلام في الصدقة، والعطف على الفقراء، ومواساة أهل الحاجة والمسكنة، ورتب على ذلك أعظم الأجر عند الله تعالى يوم القيامة. فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نظر إلى رجل يصرف راحلته في نواحي القوم فقال:
(من كان عنده فضل من ظهر - أي مركوب- فليعد به على من لا ظهر له، ومن كان عنده فضل من زاد، فليعد به على من لا زاد له) قال ابن مسعود: حتى رئينا أنه لا حق لأحد منا في فضل .... رواه مسلم



تعريف الصدقة


هي ما يخرجه الإنسان من ماله على وجه القربة واجبا كان أو تطوعا سميت بذلك ; لأنها تنبئ عن صدق رغبة صاحبها في مراتب الجنات أو تدل على تحقيق تصديق صاحبها في إظهار الإيمان .







فضائل وفوائد الصدقة


1-أنها تطفىء غضب الله سبحانه قال رسول الله صلى الله علية وسلم‏: "‏ إن الصدقة لتطفئ غضب الرب، وتقى ميتة السوء‏"‏.



2-أنها تمحو الخطيئة، وتذهب نارها ووقاية من نار جهنم.


3-إن المتصدق في ظل صدقته يوم القيامة ، قال رسول الله صلى الله علية وسلم‏ : {كل امرىء في ظل صدقته، حتى يقضى بين الناس}.



-إن في الصدقة دواء للأمراض البدنية والقلبية .



كما في قوله صلى الله علية وسلم لمن شكى إليه قسوة قلبه: {إذا أردت تليين قلبك فأطعم المسكين، وامسح على رأس اليتيم } .


وقوله:"داووا مرضاكم بالصدقة ".


5-أن العبد إنما يصل حقيقة البر بالصدقة كما جاء في قوله تعالى:
"لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ ".


6 -أن المنفق يدعو له الملك كل يوم بخلاف الممسك وفي ذلك يقول صلى الله علية وسلم‏:
{ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما:
اللهم أعط منفقاً خلفاً، ويقول الآخر:اللهم أعط ممسكاً تلفاً }.


7-يبارك الله للمتصدق في ماله قوله سبحانه:
"مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً وَاللّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ".
و قوله صلى الله علية وسلم{ما نقصت صدقة من مال }.


8-أن الله يضاعف للمتصدق أجره كما في قوله عز وجل:
"إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ ".


9-أنَّ الصدقة دليلٌ على صدق العبد وإيمانه كما في قوله :{والصدقة برهان }.





أفضل أوقات الصدقة


عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الصدقة أعظم أجرا ؟ قال: (أن تصدق وأنت شحيح صحيح ،تخشى الفقر، وتأمل الغنى، ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت: لفلان كذا، ولفلان كذا، ألا وقد كان لفلان) متفق عليه.




مواقف أمهات المؤمنين والصالحات مع الصدقه


عن عروة أن


عائشه رضي الله عنها باعت مالها بمائه ألف,فقسّمته كلّه, ثم أفطرت على خبز الشعير!
فقالت مولاة لها: ألا كنت أبقيت لنا من هذا المال درهماً نشتري به لحماً , فتأكلين ونأكل معك ؟
فقالت عائشه: لا تعنفيني.. لو ذكرتيني لفعلت..
إنها همم عاليه..


ونفوس شامخه ..







أمّ المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله عنها,


كانت من أعظم أمهات المؤمنين صدقة وحبًّا للإنفاق في وجوه الخير..
تقول عائشه رضي الله عنها: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأزواجه:
" اولكن تتبعني أطولكن يداً" فكنا إذا اجتمعنا بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم نمدُّ أيدينا
في الحائط نتطاول, فلم نزل نفعل ذلك حتى توفيت زينب بنت جحش , وكانت امرأة قصيرة ولم تكن أطولنا ,
فعرفت أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد بطول اليد "الصدقه" وكانت امرأة صناعا, تعمل بيديها
وتتصدق به في سبيل الله عزّ وجلّ..


و بعث عمر بن الخطاب رضي الله عنه إليها بعطائها فأُتيت به وعندها نسوه ..
فقالت : ماهذا؟.. قالوا : أرسل به إليك عمر..
فقالت : غفر الله له..والله لغيري من أخواتي كانت أقوى على قسم هذا مني..
قالوا : إن هذا لكِ كلّه..
قالت : سبحان الله!
فجعلت تستتر بينها وبينه بجلبابها..
وتقول: ضعوه, واطرحوا عليه ثوباً ..
ثم قالت لإحدى الحاضرات: أدخلي يدك وأقبضي منه قبضة, فاذهبي بها إلى بني فلان وبني فلان..
من أهل رحمها وأيتامها.. وفعلت ذلك حتى بقيت منه بقية تحت الثوب.. فقالت لها برّة غفر الله لك يا أم المؤمنين ..
لقد كانت لنا في هذا الحق..
قالت: فوجدنـا ما تحته خمسة وثمانين درهماً .. ثم رفعت يدها إلى السماء
فقالت: اللهم لا يدركني عطاء عمر بعد عامي هذا فماتت.










ذات النطاقين



إنها أسماء بنت ابي بكر, كانت مثل أختها عائشه رضي الله عنها في محبة الإنفاق والصدقه.
قال ابنها عبد الله بن الزبير رضي الله عنه:
ما رأيت امرأة أجود من عائشه وأسماء , وجودهما مختلف؛ أما عائشه فكانت تجمع الشيء إلى الشيء حتى إذا اجتمع عندها وضعتْه مواضعه, وأما أسماء فكانت لا تدّخر شيئاً لغدٍ..


إنها شجرة طيبه لا ينتج عنها إلا كل جميل طيب..
إنها شجرة الجود والإحسان والصدقه التي سقاها أبو بكر الصديق رضي الله عنه يوم كان يعتق الضعفاء وينفق على الفقراء.
ويتصدق على ذوي الحاجات , فأثمرت هذه الشجرة ثماراً طيبه أمثال
عائشه وأسماء وذريتها رضي الله عنهم أجمعين






صور من إنفاق السلف


تركت له الله ورسوله:



عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتصدق ووافق ذلك عندي مالا، فقلت: اليوم أسبق أبا بكر، إن سبقته يوما قال: فجئت بنصف ما لي . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما أبقيت لأهلك ؟) قال:
أبقيت لهم الله ورسوله !! فقلت: لا أسابقه إلى شيء أبدا أبو داود والترمذي وقال: حسن صحيح.


رجل واحد يجهز جيشا :


وكان عثمان رضي الله عنه من المنفقين أموالهم في سبيل الله ، فعن عبد الرحمن بن خباب قال: شهدت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يحث على جيش العسرة، فقام عثمان فقال: يا رسول الله ! علي مائة بعير بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله ثم حض على الجيش فقام عثمان فقال: يا رسول الله ! علي ثلاثمائة عير بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله قال: فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينزل على المنبر وهو يقول: (ما على عثمان ما فعل بعد هذه .. ما على عثمان ما فعل بعد هذه ) الترمذي وقال: غريب وله شواهد .


يطفئ السراج لئلا يتحرج السائل !!


وروي عن سعيد ين العاص أنه كان يعشي الناس في رمضان، فتخلف عنده ذات ليلة شاب من قريش بعدما تفرق الناس، فقال له سعيد: أحسب أن الذي خلفك حاجة؟ قال: نعم![ أصلح الله الأمير. قال: فضرب سعيد الشمعة بكمه فأطفأها ثم قال: ما حاجتك؟ قال: تكتب لي إلى أمير المؤمنين أن علي دينا، وأحتاج إلى مسكن وخادم. قال: كم دينك؟ قال: ألفا دينار، وذكر ثمن المسكن والخادم، فقال سعيد: تكفيك مؤونة السفر، اغد فخدها منا. فكان الناس يقولون: إن إطفاء الشمعة احسن من إعطائه المال، لئلا يرى في وجهه ذل المسألة!



منقول
1
361

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️