
كان من عادتي خلال رحلاتي لأي دولة من دول العالم جمع البطاقات البريدية الخاصة بمواقع الزيارة من متاحف وحدائق ومحميات طبيعية وغيرها ..
تخليدا لذكرى تلك الرحلات واختزالا لما تحمله من مواقف ومعان خاصه ..

مضت الأيام تلو الأيام ..ونسيت أمرها ..
حتى قادني ترتيب أحد الأدراج اليها فالتقطتها وقد علا الغبار بعضا منها
جمعتها بين يدي وانا أتأملها باستغراق اجتر معه الكثير من الذكريات

أول بطاقة أقتطعت جزءا ممميزا من ذاكرتي..
تذكرت كيف كان اعدادي لتلك الرحلة ..
وكيف أمضيت وقتا طويلا في شراء وتنسيق ملابس السفرمع أحذيتها وحقائبها .. تذكرت تلك القبعة المصنوعة من القش التي غالبا ماأرتديها
لتسترني من حر الشمس ولهيبها ..وأخرى من مخمل أسود لتقيني برد
الليل .. لكنني نسيت لهيب وزمهرير شئ آخر ..كما تذكرت احدى نظاراتي
الشمسية وقد تموهت بجلد النمر فكانت صرعة في حينها ..
تذكرت الرحلات البحرية ونحن على متنها نتناول أطيب الأطعمة على عزف الفرق الموسيقية ..
يااااااااه ..
نظرت الى أخرى وكانت لمدينة مونترو السويسرية ..وثانية لفانكوفر الكندية ..اما هذه فهي لسياتل ..وتلك للوفر ..وهذه لجبال الألب ..وهذه
لمتحف الشمع ..وهذه لهارودز .. وتلك لأحدى منتجعات المالديف ..
وووالقائمة تطول ..

كانت السياحة مهنة أتقنها باحتراف ..
فكنت اقتني كتبا ومراجع وخرائط خاصة بكل رحلة ..
وأعد ميزانية الرحلة بمهارة ..
كما اضع برنامج متكامل لأجمل الأماكن وأكثرها شهرة وجذبا للسياح ..





حتى كان ذلك اليوم الذي تجلت به الشمس من بين الغيوم ..
فاشرقت بنورها على نفسي وروحي ..
تناهى الى سمعي خطبة الحرم المكي الشريف من تلفاز غرفة الجلوس
حيث كان الشيخ سعود الشريم كما يبدو يتحدث عن السياحةوالسفر ..
حتى قال
إننا أيها المسلمون نحتاج حقيقة ً إلى مصارحة مع أنفسنا وإلى استحضار عقولٍ وقلوبٍ ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه. إننا لنساءل رواد السياحة بأوضح صور الصراحة، فنقول لهم: أفيدونا، يا هداكم الله: ما هي إيجابيات السياحة؟ وما هي سلبياتها؟ والجواب، أن ظننا فيهم، أن يقولوا: "إيجابياتها تكمن في التعرف على البلدان ومعرفة حضارات الأقوام ومشاهدة المناظر الخلابة والآثار العامرة.." والرابع، يقال على إستحياء: "قتل الأوقات ومجاراة الناس!"
وأما السلبيات فسيجيب عنها غيورون عقلاء على أنها "لا حصر لها،" غير أن من أبرزها: "السفر إلى بلاد الكفر،" والتي نهانا النبي، صلى الله عليه وسلم، عن الإقامة بها، وكذا "السفر بلا مَحْرم عند البعض،" ومثله "التساهل في الحجاب بالنقص منه أو نزعه بالكلية!" وكذا "رؤية المنكرات والعري والإختلاط بين الجنسين ورؤية الكفر بالله ورسوله وانتهاك محارم الله،" وقولوا مثل ذلك في الإسراف والتبذير، ناهيكم عن البعد عن جو الإيمان وطاعة الله: فلا أذانٌ يُسمع ولا قرآنٌ يُتلى ولا ذكرٌ لله، إلا ما شاء الله. ومن دَعته محبته لله إلى أن يؤدي فريضة الله، فعلى إستحياء أو تخوف أو في أماكن صخب يتعذر معها معرفة القبلة أو وقت الصلاة أو أن يفقه مما أدى شيئا!
وأما ندرة الطعام الحلال، فحدثوا عن ذلك ولا حرج. أضافة إلى خطورة ما ذكر على الأطفال والشباب والفتيات، وما يَعلق في أذهانهم من حب اللهو والإحساس بأن ما عند أولئك خيرٌ مما عندنا، وأننا نعيش في أجواء الكبت والمحاصرة وقيد الحرية!
وأمثال ذلك أضعاف مضاعفة، بيد أن الحاصل في الأمر هو أن الإثم في السياحة المزعومة أكبر من النفع، والسلب أضعاف الإيجاب. ولو نظرنا إلى الخمرة، والتي يجمع المسلمون طـُرا ً على تحريمها، يقول عنها، جل شأنه: "يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما." وإذا كنا قد ذكرنا آنفا أن السياحة على وجه العزلة للتعبد، منهي عنها، فكيف بالسياحة على وجه اللهو واللعب: ألا إن النهي أشد والمغبة أسوأ. ولو لم يكن في ذلك إلا أن المرء يذهب بنفسه وذويه إلى بلاد السوء وأرض المعاصي والكفر بالله، فلا يدري: أيُختم له في بلد الإسلام، أم في بلد الكفر؟ أفي جو الطاعة والإيمان، أم في جو المعصية وأماكن اللهو والعبث؟ والأعمال بالخواتيم!
وكان لهذه الكلمات وقعا شديدا على نفسي ..
انتبهت الى تقصيري في طاعة ربي ..
يالله ..
كم كنت غافلة ..كم كنت عن طاعة ربي لاهية ..
<TABLE cellSpacing=0 cellPadding=0 width="85%" align=center border=0><TBODY><TR><TD>
</TD></TR></TBODY></TABLE>
فالسفر وان كان لدول اسلامية ..فلابد من الوقوع في المحظور ..
رؤية للمحرمات من نساء متعريات او عشاق يتبادلون القبلات ..
سماع للموسيقى والأغاني في المطاعم والمحلات ..
حتى الطعام لم يخلو من المحرمات ..
أتذكر أننا تذوقنا مرة آيسكريم بنكهات غريبة لم يسبق لنا أن تذوقنا مثلها من قبل .. فصرنا نمر على المحل لقربه من فندقنا ونتحلا به يوميا
حتى كان آخر يوم لنا في سنغافورة فاردنا توديع المحل (بسكوب من الآيسكريم) ..رأنا العامل وكان جديدا ..فقال : يبدو أنكم مسلمون ولهذا أردت تنبيهكم من أن الأيسكريم يحوي كحول !!!!
ولكم أن تتخيلوا موقفنا .. !!
فلم يكن هناك توضيح على كل صنف او حتى في اي مكان في المحل !!