¨°o.O ( شَغَــفُ الـرحيــــــــل ) O.o°¨

الأدب النبطي والفصيح





خــــــطوةٌ أولى...
" أحزم حقائبَ سفري وأشدُّ أمتعتي..
فلا قدماي تقودني,, ولا وجهِةٌ تناديني!! "



سأرحل.. فحلمُ الرحيلُ لم يزل يتراقص أمامي..
منذُ فقدتُ نفسي..
منذُ أصحبتُ أجهلُ من " أنا " !!
وكيفَ ِجئْتُ إلى " هنـا " !!
منذ أن انتزعوني من رَحِم أُمي.. عنوةً..
منذ أصبحتُ أتنفسُ هوائهم المتسخ!
عبثاً أفتِّشُ عن ملامِحي بين وجوهِهِم ..
فلا تلكَ تُشبِهني ولا الأخرى أحسُّ لها بالانتمـاء !!
سأرحلْ .. لا لشئ..
سوى أننــي.. لم أجدنـــي !!


ضحكاتُهم تملاءُ المكان حولي !!
لا شئ يُهلكني حقاً أكثر مِن نظراتهم!!
أهربُ من أعينهم .. فأقعْ ..
أُلملمُ نفسي المتهالكة بـصمتٍ أعتدتُ عليه واعتادني..
ولا زالت ضحكاتهم تخترقُ مسامعي..
لأرِجع فأقـــعْ ..
ويتوالــى .. " السقـــوط "

أستعجِلُ الرحيلْ .. فالبقاء هنا أشبه بـالموت !!
صَخبُ المكان يُربِكُني..
لا شئ أحسّ له بالانتماء !!
لا أكوامُ البشرِ هذه!!
ولا المكــانُ هذا !!
ولا حتى ....
" نفســي " !!


عَقارِبُ الوقت تمارسُ لعبتها الدنيئة معي !!
تختالُ في مشيتها كعروسٍ تتطلَّعُ إليها الأنظار ..
نَبْضُها البطيئ يُضيفُ موتاً إلى موتي !!
أشغلُ نفسي بأي شئ .. سواهـــمْ..
أرجع لأتأملَ حقيبتي.. وأتفقدُ أمتعتي للمرةِ العاشرة !!
راحلةٌ أنا يا هؤلاء ..
إلى حيثُ لا " أنتـــم " !!


ثوانيُّ الوقت مازالت تلسعني..
مستهترةٌ هي بحرقتي.. ووجعي ..
و بشغفي للرحيل !!
تقترب أجفاني لتتعانق.. فأهزُ رأسي بجنونٍ
ظننتهُ أدهشَ من حولي !!
لا أريُد أن أغفو هنا ... بينهـــم..
سأناااامُ هناااك ..
حيثُ أرحـــلْ ..


تَنظُر إلي بدهشة !! تتوجَسُ خِيفَة !!
وحُــــقَّ لهــا ..
فملامحي مُبهَمة.. وفي عينيَّ يَسكن غُموض يُعجزُ رجلاً في الستين..
فكيف بطفلةٍ تَحبو نحو خريفها الرابع!!
أَفقتُ مِن شرودي على نظراتها ..
تداركتُ نفسي.. وانتزعّت من أعمــاقي ابتسامةً مبتورة..
بلا إحساس..
لم تبتَسِم .. هي ..
انتزعّتُ ابتسامةً أخرى.. أكثر اتساعاً
وموتـــــــاً !!
اختفت عن ناظري.. خاطفةً معها ابتسامتي الباردة ..
حدّ الصقيـــــع..
أرسلت عيني تبحثُ عنها بين أجسادٍ تتحرك هناك..
فرأيتها ممسكةً بثوبِ أمها.. وترقبني بذات الوجَل !!
أغمضتُ عيني بِوَهن.. ليختفي بريَق عينيها..
كما تختفي عادةً.. كلُّ الأشياء الجميلة في حياتي!!


روحي تخفق طرباً لرحيلٍ قادم !!
أعدادُ البشر تتزايد حولي.. ومازلت لا أجدني!!
تحسَسُت قلمي .. فانتفضَ قلبي..
عجباً لروحٍ تذوب لنبضِ الجماد.. ولا تنبض بالحيـاة!!
أخرجتُ من جيبي ورقة صغيرة..
ممـــزّقة .. متهالِكـــــة ..
كذاتي الآن !!
سطّرتُ بحبرٍ أوشكَ على الجفاف هو أيضاً..
(( سأغادرك يازمنَ الزهر .. فلقد أتعبني الذبول !! ))
وكتبتُ تساؤلي المحرق في طرفها..
(( نفسي .. هل سيأتي اليوم الذي سأجدك فيه؟؟ ))
ولم أنس أن أدون ضياعي أسفلَ الورقة..
((( ضَـائِــــعَةْ !! )))
وبحبرٍ قاربَ على النفاذ..
فجاءتْ أحرفي
مـ ـ ـ ـ تـ ـ ـقـ ـ ـطـ ـ ـعـ ـة ..
كأنفاســـِـي حينها .. تماماً...




كلُّ الأشياء حولي مُتشِحَةٌ بالسواد..
بِلا استثناء .. حتى
" أنــــــا " !!
لا بياضْ...
سوى مساحة ضئيلة من ورقتي البالية!!
وحتماً سيطولها السوادُ يوماً..


لحظات الإنتظار تغتالُ كلَّ مساحات روحي ..
ولا سبيلَ للرحيلِ سوى الانتظار ..
تكورتُ على حضن نفسي.. التي أجهلها !!
توسدتُ حقيبتي .. ووضعتُ ورقتي بجانبي..
بأحرفها البلهاء وأحاسيسها المفضوحة !!
سمحتُ لجفني ببدء العناق .. لتبدأ طقوسَ رحلةٍ
ليستْ هيَ من شُغفَ بها قلبي .. أبداً ..


أسطوريةٌ كالحلم أو أجمل ..
صباحُها نــدي ..
ومساؤها خُرافــيّ ..
حولَ أرصِفتها تربعتْ كلُّ الحياة..
بمعنى الحياةِ .. وروح الحيــاة ..
أكوام من البشر .. بل أرواح سكنتْ أجسادَ بشر ..
عذبةٌ كــمطر الصباح .. أو أنقى ..
همساتُهم تَصِلُ مسامعي..
تمسُّ مشاعري فيخفِقُ لها قلبي..
أشــدَّ من خفقهِ للرحيـــلِ يومــاً !!
الآن فقط استهوتني أحاديثهم ..
الآن فقط سأقتلُ " صمتي " !!
أرهف سمعي لهمساتهم بحبورٍ يفوقَ وصفَ الكَلِــمْ ..
أبحثُ عني بينهم .. فحتماً سأجدني .. هُنــا ..
تعلقَتْ عينيّ بنظراتِ الطفلةِ ذاتها ..
ولكن بِلا خِيـــفَة !!
شئٌ ما يشدّني إليها ..
لتتعانقَ أرواحنا قبل أجسادنا ..
ربما حين نستألفُ أرواح ًبعينها .. يخيَّلُ إلينا أنها تَمْتَزِجُ معاً
لِتُكَوّن روحاً واحدةً لجسدين ..

000000000000000000000

فَتَحتُ عينيَّ بهدوء..
فصخَبُ المكان حولي لا يشجِّعُ أبداً على أن نغفو ونحلم..
نحْـــــــلُم !!!
نَهضُتُ فزعةً أتأملُ المكان حولي ..
لا حياةَ .. لا إحساس .. ولا أرواح تتعانقْ !!
لا شئ من ذلك ..
لا شئ أبداً.. سوى حقيبتي ..
وجسدي ..
وورقتي المُمَزقة !!


استشعرتُ لوعةً ستحلّ بي..
أكوامُ البشر أمامي عادتْ لضجيجها القاتل ..
ونفس الجمود يتلبسُ أحاسيسهم ..
ووحشةُ أنكى تلُفّ الأرصِفة !!
هُـمْ.. هُــمْ .. لم يتغيروا ..
و " نفسي " لـم أجدها .. كما ظَننت
تهرب الكلمات لتحتضر على شفتيّ..
أمسكتُ بوريقتي .. لأدون آخــر أنفاس القلم ..
ولألطخ بياضها المتبقي..
(( عذراً نفسي.. فربما لن القاك .. أبداً ))
كورتها بيدي بشدّة .. ورميتها بين خطواتهم البارِدة ..
ومضيتُ تقودني قدماي ..
إلى حيثُ لا أعلمْ !!
13
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

المشمشيه
المشمشيه
باذن الله ستحزمين أمتعتك وستقودك قدمات....وثقي انه ثمة هناك وجهه تناديك..
رائع جدا ماكتبته وفكره أروع...لمست فيه صدق المعانات بعبارات أدبية أكثر من رائعه.
Mrs.x
Mrs.x
ألقيت نظرة أولى انعكست على جمال ..
سأعــــود إليها ..
دنــــــيــــا ااالألم
أمسكتُ بوريقتي .. لأدون آخــر أنفاس القلم ..
ولألطخ بياضها المتبقي..
(( عذراً نفسي.. فربما لن القاك .. أبداً ))
كورتها بيدي بشدّة .. ورميتها بين خطواتهم البارِدة ..
ومضيتُ تقودني قدماي ..
إلى حيثُ لا أعلمْ !!

كنت سأكتب لك بعض أحساسي لكن تراجعت
لأنها لا تكفيه كل الصفحات
بارك الله فيك أختى عذبه
وفي قلمك الرائع
ودمتي بخير
~(( شموخ ))~
~(( شموخ ))~
أمسكتُ بوريقتي .. لأدون آخــر أنفاس القلم .. ولألطخ بياضها المتبقي.. (( عذراً نفسي.. فربما لن القاك .. أبداً )) كورتها بيدي بشدّة .. ورميتها بين خطواتهم البارِدة .. ومضيتُ تقودني قدماي .. إلى حيثُ لا أعلمْ !! كنت سأكتب لك بعض أحساسي لكن تراجعت لأنها لا تكفيه كل الصفحات بارك الله فيك أختى عذبه وفي قلمك الرائع ودمتي بخير
أمسكتُ بوريقتي .. لأدون آخــر أنفاس القلم .. ولألطخ بياضها المتبقي.. (( عذراً نفسي.. فربما لن...


رائــــــعه ياعذبة الروح ..

ومتميزه دائما بأسلوبك والهمس بنبضاتك ..


سبلة الوادي
سبلة الوادي
ابداع غير مستغرب من مبدعتنا عذبة

مهما سطرت من حروف الاعجاب فلن تعبر لك عن شدة اعجابي بما تسطريه دوما

ثقي انني دائما في شوق لكل ماتسطره يداك من ابداع

دمتي مبدعه:26: