قيل للحسن البصري ,,,
ما سر زهدك في هذه الدنيا ؟
فقال: علمت بأن رزقي لن يأخذه غيري فاطمأن قلبي له,,,
وعلمت بأن عملي لا يقوم به غيري فاشتغلت به,,,
وعلمت أن الله مطلع عليَّ فاستحيت أن أقابله على معصية,,,,
وعلمت أن الموت ينتظرني فأعددت الزاد للقاء الله,,,


NUR
•
في حياتنا الدنيوية مشاهد تتكرر، فهناك مشهد دخولك إلى منزلك، ورؤيتك لأسرتك، ومشهد ذهابك إلى عملك وسيرك في طريقك المعتاد.
ولكن حينما يكون المشهد "رؤيتك لأعمالك" لا شك أنه سيكون مشهداً غريباً نوعاً ما.
لعلك تنتقل معي إلى أرضٍ جديدةٍ في معالمها، غريبةٍ في أجوائها، متميزةٍ بعظمتها وسعتها.
هناك وحينما يجتمع الخلائق أجمعون في مشهد حافل بالإثارة, ويكون اللقاء كبيراً، تحصل عدة مشاهد, ولعل منها "مشهد رؤية الأعمال".
تأمل معي {يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ} .
أليس مشهداً غريباً؟ إن الله لم يذكر هنا رؤيتك لقريبٍ أو حبيب، ولا لزوجة ولا لزوج، ولا لمالٍ أو متاعٍ جميل، نعم لقد ذهبت متعلقات الدنيا بكل أطيافها، إنك الآن في أرض المحشر وأرض الميعاد.
إن الموعد ليكون اللقاء مع الأعمال {لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ} .
إنها لحظة رؤية المنجزات الكبيرة من الحسنات والصالحات، إنها لحظة مشاهدة السيئات والكبائر التي فعلتها ونسيتها ولكن الله لا ينسى.
إنها ساعة الندم حينما ترى ذنوبك التي ذهبت لذتها وبقيت مكتوبة لكي تشاهدها هناك.
أنسيت كتابة الملائكة لأعمالك {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ} .
وتستمر كتابتهم الدقيقة عليك حتى تكون ساعة موتك, ثم تنتقل لقبرك, ثم ليوم حشرك، ثم هناك تستلم التقرير الكبير لسجل أعمالك لتشاهدها هناك بل وتقرأها {اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا} .
يا الله... ما أعجب اللقاء حينما يكون مع العمل، وما أجمله إن كان العمل صالحاً, وما أحزنه إن كان العمل سيئاً.
إن الواحد منا ليحاول أن ينسى جريمته وخطيئته حتى لا يؤنبه ضميره، ولكن هناك مشهد الرؤية للأعمال وما أعظمه من مشهد.
{وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا} .
إن التأمل في ذلك المشهد يجعلك تستيقظ وتعيد المراجعة لنفسك، لتصحح مسارك, وتساهم في المزيد من الحسنات لكي تشاهدها هناك لتسعد السعادة الحقيقية وتصيح أمام العالمين {هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ * إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسَابِيَهْ} .
وذلك المشهد يجعلك تقف، وتستغفر من ذنوبك، وتبدأ في محوها من كتابك حتى لا تشاهدها هناك {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} .
الشيخ سلطان العمري


الصفحة الأخيرة
تتجافى عيناي عن مضجعي ولا أطيق النوم دون التلذذ بلقياه عز وجل
فأستشعر ضالتي وأبكي على ذنوبي
وأهيم بعظمته سبحانه تفكرا ..
وحبا ..
وتقديسا ..
وتأملا وتحن روحي لذاك الركن الخاص ...
الذي غالبا ما يبتل بمسك دموعي ورغم ذلك أسعى إليه بشوق ...
فأشكو لجلاله حالي ..
ومالي ..
ونفسي التي بين جنبي
وبداخلي يقين بكرمه ومغفرته ورحمته بي وفي تلك الزاوية وبعيدا عن الأعين ..
أشعر بدفء الأثير الخاشع في روحي وأحس بقربك يا من هو أقرب إلي من حبل الوريد
وحينما ألملم مشاعري بفيض حبك ..
وأطهر ثغري بذكرك تَلُفُّنِيْ الدَّهْشَه إذ كيف ضيعت من ليالي عمري دون هذه اللحظات
ويمر الوقت أحلى من العسل ..
وأندى من الزهر ثم تنسال دموعي ..
فيمتزج فيها ملح الحسرة ..
على فوات ما مضى وسكر الفرح بهذه اللحظات ..
وإذ بسيل من الخيال يترائى أمامي ويرسل سهام الألم وورود الأمل
فأناجيك بقلب يرتجف
إلهي
أتيتك مستسلما ودامعا وتائبا ..
فهلا غفرت لي ..
وهلا عفوت عني
إلهي
إن لم تعفو عني فمن لي سواك أفر منك إليك
إلهي
كلما تذكرت ذنبا تجرات فيه وأتيته
يعتريني الخجل
وأستشعر الذوبان فأسجد وأعض على اناملي ندما ..
ويسيل دمعي مشتعلا بحزني وأنت الكريم ..
فاستجب لذلتي ..
ورجائي ..
واغفر لي