بحور 217
بحور 217
كلمة سر

أجمل إحساس

optics

سكارلت

زهرة الإيمان


أعتذر لتأخري

لكن كان عندنا عيد :32::21::27:


**********

اللوحة الثانية : أمومة الشعر


(( كانت أمي أول صورة لتجسيد دور المرأة الشعري في حياتي ،، كانت بمثابة الخلفية الساسية للمشهد الشعري كله . فيض هائل من الحنو الواعي ،، يداخله فرح صامت بتأملي في عذاباتي ألولى مع لحظات القراءة والكتابة .


لم تكن أمي متعلمة بالمعنى المألفو الذي نطلقه الآن في سهولة ويسر ،، كان تعليمها قد توقف عند مدرسة القرية ،، واستطاعت بهذا القدر أن تقتحم عالم القراءة والكتابة .


ما زلت أذكر اصطحابها لي - وأنا دون السادسة - لزيارة بيت جدي في القرية ،، وكانت هذه الزيارة فرصة لها ولي لكي نتابع من داخل البيت أصداء وإيقاعات قادمة من المقهى المجاور ،، لأول شاعر ربابة سمعته في حياتي يروي السيرة الهلالية ،، كان الكلام مزيجا من السحر والدهشة والانخلاع إلى عوالم الخيال والمجهول .


وعندما أدركت فيما بعد أن هذا الشاعر الشعبي هو الذي منح قريتنا " الشعراء " اسمها من خلال ملحمة الحروب الصليبية وتحميس جنود المسلمين على القتال ،، أصبح لكل من الشعر والشاعر ارتباط أعمق في نفسي بالموقف الوطني وتعبئة الهمم وحشد النفوس وتجييش الجيوش للذود عن الحمى والمقدسات .


هكذا ولد في نفسي معنى الشعر مرتبطا بمعنى دوره ورسالته ،، من خلال أمومة حانية ومؤانسة . وكانت هي بإحساسها الفني الفطري وكمال اتصالها بعالمها الداخلي الوحيدة القادرة على فهم هذه الحالة المصاحبة لي كلما شرعت في القراءة أو هممت بالكتابة ،، فإذا بها تصد عني معابثات الصغار وتضفي بفهمها واهتمامها طابع الجدية والأهمية على هذه الهمهمات المبهمة التي تعني لديها إشراق الروح وجلوة الوصول ،، دون أن تسألني عن هذا الذي كتبته ولا مرة واحدة !!!



كان قلق أبي على دراستي يجعله يباعد ما بيني وبين الاندماج في عالم الشعر الذي أخذ يستحوذ على اهتمامي كله ،، وكانت أمي على النقيض منه تهش لنشوتي بالشعر وإقبالي عليه ونسياني لنفسي فيه دون أن يؤرقها موضوع المدرسة أو الدراسة ،، وكانت تعلن باقتناع أن هذا الاهتمام الأدبي والشعري من شأنه أن يقويني في الدراسة .



وعندما ترى نحولي وعزوفي عن الطعام يسبق تفسيرها لحالتي تفسير الآخرين ،، فهذا ليس مرضا وليس علة مثيرة للانزعاج لكنه انشغال وشعر وسرحان تعرف هي كيف تعالجه وتداوره بالاقتراب والمؤانسة أو كما يقولون الآن : بالاستشعار عن بعد ،، دون دخول في التفاصيل .



ستظل هذه الصورة الحية من ملامح الحنو والحساسية المرهفة والفهم الثاقب تلاحقني من خلال كل الوجوه النسائية التي توقفت عندها في رحلة الحياة الممتلئة . أدين لها بهذا المثال الفريد من صفاء الروح والسريرة ،، ورهافة الحس الفني ،، واختلاج الفطرة الإنسانية للخير والجمال .))
سكارلت
سكارلت
جميل جدا أن تحظى الأم بالتقدير والإمتنان والعرفان بالجميـــــــل

والأجمل أن تكون على قدر من الوعي والإحاطة بمواهب إنطلقت من أحشائها

بوركت غاليتنا بحور

وفقت كثيرا في الإختيار

ولا زلنا ننتظر :26:
بحور 217
بحور 217
شكرا لك يا همس الأزاهير :27:

*******************

أظن الفائدة واضحة للغاية

دور الأم عظيم

وكل ما تريد أن تزرعه في نفس طفلها ستزرعه

وكل شيء بتوفيق من الله

على الأم أن تدرك كيف يبقى أثر كل ما تفعله مع أطفالها عليهم حتى عندما يبتعدون

وكيف يكون وجودهم امتدادا لما أرادت وصنعت

وكم من الأجر يكون إذا احتسبت

وكم يفوتها عندما تترك الأيام تمر دون أن تضع في نفوسهم بصمة
عسيله
عسيله
غاليتي بحور شكراً من الاعماق لانك جعلتيني اعيد النظر في قرائتي ان صح الاملاء فانا اخاف في الواحة الادبيه من الكتابه.........:26: :26:
بحور 217
بحور 217
ولماذا الخوف يا عسيلة ؟؟؟

إذا أراد المرء أن يتعلم لا بد أن يكون شجاعا ..

أتمنى أن أرى مشاركاتك معنا قريبا ..





ترقبوا اللوحة الثالثة :27: