
بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم نفرا" من
أصحابه إلى بعض القبائل ليعلموهم أمور دينهم
فغدر القوم بالصحابة الكرام وقتلوا عددا" منهم
وأعطوا الأمان للباقين
لكنهم غدروا مرة أخرى حين نقضوا عهد الأمان
وباعوا الصحابة المتبقين في مكة
وكان من بينهم الصحابي الجليل ( خبيب بن عدي )
الرجل الذي هذّبه الإسلام ، ورباه خير تربية
ونقله من ظلام الجاهلية إلى نور الإسلام
اشترى خبيبا" أُناس من بنو الحارث وقد كان خبيب
قد قتل سيد من أسيادهم وهو الحارث يوم بدر
ومكث خبيب أياما" عند بني الحارث الذين قرروا
قتله ليأخذوا بثأر أبيهم
وقبل أن يُقتل بساعات تقدم من خبيب صبي صغير
لبني الحارث ، فطلب منه خبيب سكينا" ليصلح
شأنه ، فجاء الصبي بالسكين إلى خبيب فتبسم له
خبيب وأجلسه في حجره ، وأخذ يداعبه ويلاطفه
وتفقدت أم الصبي ولدها ، وبحثت عنه طويلا" حتى
وجدته في حجر أسيرهم خبيب
فذعرت الأم عندما رأت خبيبا" يحمل سكينا"
وولدها بين يديه ، فخشيت أن يقتله ، وينتقم
لنفسه بعدما علم أنه مقتولا" لا محالة
لكن الصحابي الجليل الذي تربى في مدرسة
رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ نظر إليها وقال :
( أتخشين أن أقتله ؟؟ ما كنت لأفعل ذلك )
ثم عاد الصبي إلى أمه التي ضمته إلى صدرها
بشوق وحنان وهي غير مصدقة إنه بين يديها حي
يرزق
وكانت الأم تقول : ( ما رأيت أسيرا" قط خيرا" من
خبيب )
( لقد رأيته يأكل من قطف عنب ، وما بمكة يومئذ
ثمرة ، وإنه لموثق بالحديد ، وما كان إلا رزقا" رزقه
الله )
رضي الله عن صحابة رسول الله لقد كانوا مدرسة
نتعلم منهم جميع المبادئ والمثل
سبحان الله العظيم