يعطيك العافيه أختي صراحه قصه جميله
أتمنى لك التقدم والنجاح

مشكوووورة أختي توحة على مرورك والأجمل هو مرورك
تحياتي لك
___________________________________
بعد أن أوصلت باسم إلى منزله مررت على المنزل وأخذت عسلا وقليلا من الحبة السوداء، وقبل أن أخرج من المنزل تذكرت الهدية التي اشتريتها لحلى فأخذتها معي وذهبت إلى المشفى .
طرقت الباب فتحت لي سارة ..
ـ لم تبدو سعيدا هكذا يا وسام؟
ـ أنا لست سعيدا تماما .. ولكنني أعيش حالة من التفاؤل!
لم تعلق سارة على كلامي بل اكتفت بالتحديق بي باستغراب شديد! فأنا منذ أن علمت بمرض حلى .. والكآبة مخيمة علي! ..
ـ مررررحبا يا زعبوبتي .. كيف هو حالك الآن؟
ـ الحمد لله أفضل قليلا
ـ حسنا .. كلي هذا العسل مع الحبة السوداء وستصبحين أفضل كثيرا بإذن الله
ـ إذن لهذا أنت سعيد يا وسام؟
ـ أجل يا سارة .. فقد أرشدني إلى هذا صديقي العزيز باسم
ـ بارك الله فيه وفيك .. لا أعلم كيف غفلنا عن العسل؟ فهو مفيد جدا ويشفي من الكثير من الأمراض كما قال الله تعالى في سورة النحل!
ابتسمت لأمي التي تهلل وجها بنور الأمل والإيمان .. وأنا أشعر بالامتنان من أعماق قلبي لصديقي باسم .. فرغم طابع صداقتنا الذي يمتاز بالمزاح والمرح إلا أنه يظهر حكمته ورزانته وقبل ذلك وفاءه في الأوقات الصعبة ..
قلت لحلى وأنا أمد يدي بملعقة العسل إلى فمها: هيا يا صغيرتي سمي بالله وكليه
بعد أن ناولتها العسل والحبة السوداء .. أخرجت الهدية من الكيس الذي كان معي وخبأتها خلف ظهري ..
ـ زعبوبتي الحلوة .. احزري مالذي أخبأه لك؟!!
ـ ماذا؟ أخبرني .. أرجوك!
مددت يدي إليها بالهدية فارتسمت على وجهها ابتسامة مملوءة بالسعادة ..
ـ يا سلااام شكرا لك يا أحلى أخو في الدنيا!
ـ عفوا .. عجبتك؟
ـ أكييييييييد
ثم أرسلت لي قبلة في الهواء .. لم أكن أعلم بأنها ستفرح بهديتي لها إلى هذه الدرجة!!، عندما تشفين من مرضك بإذن الله سأجلب لك هدية أجمل من هذه بألف مرة!!
في اليوم التالي جاء إلى حلى الكثير من الزوار من أقاربنا وكذلك من جيراننا .. وكانوا جميعا في غاية الحزن والأسى على حلى .. ومن شدة حزنهم عليها .. عادت إلي مشاعر الاستسلام والإحباط ، وبعد قليل اتصل بي باسم وأخبرني بأنه قد أحضر ماء زمزم وهو في طريقه إلى المشفى!، بعد أن أنهيت مكالمتي مع باسم تلاشت عني جميع مشاعر الإحباط والاستسلام التي راودتني قبل قليل وعاد إلي تفاؤلي وأملي بالله!، ربما لأنني قد تذكرت كلام باسم لي في تلك المرة!
بعد ذلك أصبحت حريصا دائما على تناول حلى للعسل والحبة السوداء وشربها لماء زمزم عدة مرات يوميا، كما أنني كنت دائم الدعاء لها وخصوصا عندما كنت أذهب إلى المسجد الحرام مع باسم فقد كنا نقف أمام الكعبة وندعو الله بكل صدق بأن يشفيها من مرضها، وكذلك أبي وأمي فهما لم يبخلا عليها بالدعاء أبدا فقد كانت أمي تستيقظ في جوف الليل وتصلي قيام الليل وتدعو لها .. وكم من مرة رأيتها وهي تدعو الله و تبكي بحرقة .
وبعد ثلاثة أشهر تقريبا .. أجرى لها الطبيب بعض الفحوصات والتحاليل ليرى حالتها .. كنا كلنا نجلس بانتظار قدوم الطبيب حتى يطلعنا على النتائج .. خرج الطبيب من المختبر وبيده نتائج التحاليل .. أسرعنا نحوه وكل واحد منا يسأله: كيف هي النتائج؟ هل هي جيدة أم لا؟! وكأن الطبيب مجرم ونحن نحقق معه ! .. صمت الطبيب قليلا مما جعلني قلقا وخائفا جدا .. يا إلهي أرجوك أن تكون النتائج مفرحة .. مرت في رأسي أفكار كثيرة أغلبها كانت سوداوية .. وكل ذلك في أقل من دقيقة! .. وأخيرا نطق الطبيب بأجمل عبارة سمعتها في حياتي ..
ـ مبروووك .. النتائج مفرحة .. مفرحة جدا فالسرطان قد تلاشى من دمها تماما وكأنه لم يكن هنالك سرطان أساسا!!
غمرتني فرحة عامرة .. هذه هي المرة الأولى التي أشعر فيها بالسعادة إلى هذه الدرجة! أمي وأبي وسارة وأمجد كانت الفرحة لا تسعهم أيضا فأخذ كل منهم يحضن الآخر ويهنئه بهذا الخبر السعيد .. أما أنا فأخذت أقفز بفرح وسعادة .. ومن شدة سعادتي ضممت الطبيب وقبلت رأسه وأنا أغدقه بعبارات الشكر والعرفان ..
ـ شكرا لك أيها الطبيب .. شكرا جزيلا لك! .. أنا لا أصدق نفسي .. يا سلاااام!
أخذ الطبيب بالضحك علي وكذلك أمي وأبي وأمجد وسارة
ـ في الحقيقة كان شفاؤها معجزة ونعمة كبيرة من الله .. إذ أن حالتها كان ميئوسا منها جدا! .. احمدوا الله الذي من عليكم بشفائها ..
قلنا جميعا : الحمدلله، بعد ذلك سجدت سجود شكر لله، ثم ذهبت مسرعا إلى غرفة حلى .. فتحت الباب وأنا أقول بأعلى صوتي: مبروووك يا حلى .. مبروك يا أحلى حلى!
ـ مبرووك! .. على ماذا يا وسام؟!
ـ لقد شفيتي .. أجل لقد شفيتي!!
ـ أحقا؟! .. الحمدلله!
حملت حلى بيدي وأخذت أدور بها عاليا .. ونحن نضحك بسعادة ..
تحياتي لك
___________________________________
بعد أن أوصلت باسم إلى منزله مررت على المنزل وأخذت عسلا وقليلا من الحبة السوداء، وقبل أن أخرج من المنزل تذكرت الهدية التي اشتريتها لحلى فأخذتها معي وذهبت إلى المشفى .
طرقت الباب فتحت لي سارة ..
ـ لم تبدو سعيدا هكذا يا وسام؟
ـ أنا لست سعيدا تماما .. ولكنني أعيش حالة من التفاؤل!
لم تعلق سارة على كلامي بل اكتفت بالتحديق بي باستغراب شديد! فأنا منذ أن علمت بمرض حلى .. والكآبة مخيمة علي! ..
ـ مررررحبا يا زعبوبتي .. كيف هو حالك الآن؟
ـ الحمد لله أفضل قليلا
ـ حسنا .. كلي هذا العسل مع الحبة السوداء وستصبحين أفضل كثيرا بإذن الله
ـ إذن لهذا أنت سعيد يا وسام؟
ـ أجل يا سارة .. فقد أرشدني إلى هذا صديقي العزيز باسم
ـ بارك الله فيه وفيك .. لا أعلم كيف غفلنا عن العسل؟ فهو مفيد جدا ويشفي من الكثير من الأمراض كما قال الله تعالى في سورة النحل!
ابتسمت لأمي التي تهلل وجها بنور الأمل والإيمان .. وأنا أشعر بالامتنان من أعماق قلبي لصديقي باسم .. فرغم طابع صداقتنا الذي يمتاز بالمزاح والمرح إلا أنه يظهر حكمته ورزانته وقبل ذلك وفاءه في الأوقات الصعبة ..
قلت لحلى وأنا أمد يدي بملعقة العسل إلى فمها: هيا يا صغيرتي سمي بالله وكليه
بعد أن ناولتها العسل والحبة السوداء .. أخرجت الهدية من الكيس الذي كان معي وخبأتها خلف ظهري ..
ـ زعبوبتي الحلوة .. احزري مالذي أخبأه لك؟!!
ـ ماذا؟ أخبرني .. أرجوك!
مددت يدي إليها بالهدية فارتسمت على وجهها ابتسامة مملوءة بالسعادة ..
ـ يا سلااام شكرا لك يا أحلى أخو في الدنيا!
ـ عفوا .. عجبتك؟
ـ أكييييييييد
ثم أرسلت لي قبلة في الهواء .. لم أكن أعلم بأنها ستفرح بهديتي لها إلى هذه الدرجة!!، عندما تشفين من مرضك بإذن الله سأجلب لك هدية أجمل من هذه بألف مرة!!
في اليوم التالي جاء إلى حلى الكثير من الزوار من أقاربنا وكذلك من جيراننا .. وكانوا جميعا في غاية الحزن والأسى على حلى .. ومن شدة حزنهم عليها .. عادت إلي مشاعر الاستسلام والإحباط ، وبعد قليل اتصل بي باسم وأخبرني بأنه قد أحضر ماء زمزم وهو في طريقه إلى المشفى!، بعد أن أنهيت مكالمتي مع باسم تلاشت عني جميع مشاعر الإحباط والاستسلام التي راودتني قبل قليل وعاد إلي تفاؤلي وأملي بالله!، ربما لأنني قد تذكرت كلام باسم لي في تلك المرة!
بعد ذلك أصبحت حريصا دائما على تناول حلى للعسل والحبة السوداء وشربها لماء زمزم عدة مرات يوميا، كما أنني كنت دائم الدعاء لها وخصوصا عندما كنت أذهب إلى المسجد الحرام مع باسم فقد كنا نقف أمام الكعبة وندعو الله بكل صدق بأن يشفيها من مرضها، وكذلك أبي وأمي فهما لم يبخلا عليها بالدعاء أبدا فقد كانت أمي تستيقظ في جوف الليل وتصلي قيام الليل وتدعو لها .. وكم من مرة رأيتها وهي تدعو الله و تبكي بحرقة .
وبعد ثلاثة أشهر تقريبا .. أجرى لها الطبيب بعض الفحوصات والتحاليل ليرى حالتها .. كنا كلنا نجلس بانتظار قدوم الطبيب حتى يطلعنا على النتائج .. خرج الطبيب من المختبر وبيده نتائج التحاليل .. أسرعنا نحوه وكل واحد منا يسأله: كيف هي النتائج؟ هل هي جيدة أم لا؟! وكأن الطبيب مجرم ونحن نحقق معه ! .. صمت الطبيب قليلا مما جعلني قلقا وخائفا جدا .. يا إلهي أرجوك أن تكون النتائج مفرحة .. مرت في رأسي أفكار كثيرة أغلبها كانت سوداوية .. وكل ذلك في أقل من دقيقة! .. وأخيرا نطق الطبيب بأجمل عبارة سمعتها في حياتي ..
ـ مبروووك .. النتائج مفرحة .. مفرحة جدا فالسرطان قد تلاشى من دمها تماما وكأنه لم يكن هنالك سرطان أساسا!!
غمرتني فرحة عامرة .. هذه هي المرة الأولى التي أشعر فيها بالسعادة إلى هذه الدرجة! أمي وأبي وسارة وأمجد كانت الفرحة لا تسعهم أيضا فأخذ كل منهم يحضن الآخر ويهنئه بهذا الخبر السعيد .. أما أنا فأخذت أقفز بفرح وسعادة .. ومن شدة سعادتي ضممت الطبيب وقبلت رأسه وأنا أغدقه بعبارات الشكر والعرفان ..
ـ شكرا لك أيها الطبيب .. شكرا جزيلا لك! .. أنا لا أصدق نفسي .. يا سلاااام!
أخذ الطبيب بالضحك علي وكذلك أمي وأبي وأمجد وسارة
ـ في الحقيقة كان شفاؤها معجزة ونعمة كبيرة من الله .. إذ أن حالتها كان ميئوسا منها جدا! .. احمدوا الله الذي من عليكم بشفائها ..
قلنا جميعا : الحمدلله، بعد ذلك سجدت سجود شكر لله، ثم ذهبت مسرعا إلى غرفة حلى .. فتحت الباب وأنا أقول بأعلى صوتي: مبروووك يا حلى .. مبروك يا أحلى حلى!
ـ مبرووك! .. على ماذا يا وسام؟!
ـ لقد شفيتي .. أجل لقد شفيتي!!
ـ أحقا؟! .. الحمدلله!
حملت حلى بيدي وأخذت أدور بها عاليا .. ونحن نضحك بسعادة ..

ـ وساااااام .. هذا يكفي لقد أصبتني بالدوار!!
ـ ههههههههه وأنا أيضا أصبت بالدوار!
في هذه اللحظة جاءت بقية عائلتي الموقرة! لتهنئة حلى على شفائها ..
ـ حلى أنا مجهزلك مقلب في البيت يستناك يادبة!
ـ أمجد!!
ـ نعم بابا!
ـ بدل ما تقلها أنا مجهزلك هدية حلوة تقوم تقولها أنا مجزلك مقلب؟
ـ إش أسوي يا بابا مرة وحشتني حلى ولازم أرحب فيها بطريقتي الخاصة!
ـ هههههه خلي يا بابا .. أنا أحب مقالب مجود
ـ خلاص مادام تحبيها خلي يسويلك اللي يبغا .. أهم شي إنك تكوني مبسوطة، هو كم حلى عندنا؟
ـ شكرا بابا ..
ـ ياعيني .. ياعيني سرت تدلعي أمجد وتقوليلو مجود! وأنا ليش ما أدلع إنشالله؟!
ـ وسام إنت كبــيـــر .. عشان كدا ما أدلعك! ههههههه
ـ خلاص أجل من اليوم ورايح أنا مش كبير أنا صغنن!
ـ يا سلاااام .. طيب وطولك دا كله فين يروح؟
ـ أصصص يا سارة يعني لازم تقعديلي في كل دقة ودقيقة؟!
أخذوا جميعا بالضحك .. وأنا أيضا!
ـ هههههه ولا يهمك يا حبيبي سيمو أنا أدلعك
ـ شكرا يا أمي بس برضوا أن غيران من أمجد!
لم يصدق أمجد نفسه عندما سمع كلماتي هذه فمد لي لسانه الطويل محاولا إغاظتي!، لم أشأ أن أطيل جدالي معه فضحكت معلنا انتهاء هذا الجدل!
بعد ذلك عدنا إلى المنزل وعندما دخلنا سمعت صوت صراخ حلى .. وكان مصدر صراخها ينبعث من غرفتها .. ركضت نحو غرفتها لأرى ما بها وعندما وصلت وجدتها تضحك!
ـ إش اللي صار إنشالله؟!
ـ هههههه ولا شي عملت فيها المقلب حقي وعلقت لعبة على شكل تعبان فوق باب غرفتها ولمن فتحت الباب طاح التعبان عليها فزعقت ولما عرفت إنه لعبة ضحكت! بس!
ـ بس! أقوووول بلا مشاكل وبطلك رجة .. لحسن أنا مو ناقصني طيب يا أستاذ مجووود!
ـ أشوف حتى إنت صرت تدلعني؟
ـ هه مو لعيونك بس عشان عجبني الاسم من فم زعبوبتي
أخذ أمجد ينظر إلي من أعلى إلى أسفل بكل استهتار وهو يقول: زعبوبتك؟!
ـ لأ .. ومال مين يعني؟ تراك ثقيل دم بقووووة
ـ يمكن رغم إن الناس كلهم يقولوا إنه دمي خفيف!
ـ مساكين مخدوعين!
ههههههههههههههههههه ( كانت هذه ضحكة حلى وهي تنظر إلينا) .. ضحكتها جعلتني
أشعر بالسعادة مما جعل مزاجي رائقا بعد أن أثاره ذلك الفتى المشاكس!
ـ إلى أين يا وسام؟
ـ سأخرج قليلا ..
ـ حسنا ولكن أيمكنك أن تجلب معك بعض المستلزمات للعزيمة؟
ـ بالتأكيد يا أبي .. ولكن .. أي عزيمة تقصد؟
ـ سنقيم وليمة كبيرة وسندعو فيها كل معارفنا احتفالا بشفاء حلى .. و يمكنك أيضا دعوة من تريد من أصدقاءك خصوصا باسم
ـ مممممم .. فكرة جيدة أبي!
ـ ولو .. أبوك سيد الأفكار النيرة ! هههههههه
ـ ههههههههه صدقت ..
في الحقيقة كان هدفي الأساسي من الخروج هو شراء هدية لحلى .. أتذكرون عندما أعطيتها تلك الهدية كيف فرحت بها؟ ووعدتها في سري بأن أشتري لها هدية أجمل منها بألف مرة عندما تشفى!، لذا فأنا أفي الآن بوعدي الذي قطعته على نفسي!
أجل هذا هو المكان المطلوب! .. إنه أكبر وأفضل محل للهدايا في مدينتنا .. أتمنى أن أجد لديه ما أريد!
ـ ألا يوجد لديك أجمل من هذه الدمية؟
ـ بلى سيدي .. يوجد لدينا الكثير، أنظر إلى هذه وانظر إلى هذه أيضا، و ...
ـ تماما .. هذه هي التي أريدها إنها جميلة جدا!
وقع اختياري على دمية لها شعر أشقر أجعد وعينان زرقاوان وترتدي فستانا جميلا ذا لون وردي .. وكذلك قبعة مصنوعة من الخزف زينت بورود لها نفس لون الفستان! واشتريت أيضا بعض الاكسسوارات الملونة ، أعتقد بأنني قد وفقت في اختياري!
ـ من فضلك غلف لي هذه الدمية وهذه الاكسسوارات بطريقة جميلة ومبتكرة .. أريدها أن تغدو أ{وع هدية في العالم!
ـ كما تريد يا سيدي!
ذهبت إلى المتجر المجاور لأجلب الأغراض التي طلب مني والدي إحضارها ريثما يغلف لي العامل الهدية ..
ـ ههههههههه وأنا أيضا أصبت بالدوار!
في هذه اللحظة جاءت بقية عائلتي الموقرة! لتهنئة حلى على شفائها ..
ـ حلى أنا مجهزلك مقلب في البيت يستناك يادبة!
ـ أمجد!!
ـ نعم بابا!
ـ بدل ما تقلها أنا مجهزلك هدية حلوة تقوم تقولها أنا مجزلك مقلب؟
ـ إش أسوي يا بابا مرة وحشتني حلى ولازم أرحب فيها بطريقتي الخاصة!
ـ هههههه خلي يا بابا .. أنا أحب مقالب مجود
ـ خلاص مادام تحبيها خلي يسويلك اللي يبغا .. أهم شي إنك تكوني مبسوطة، هو كم حلى عندنا؟
ـ شكرا بابا ..
ـ ياعيني .. ياعيني سرت تدلعي أمجد وتقوليلو مجود! وأنا ليش ما أدلع إنشالله؟!
ـ وسام إنت كبــيـــر .. عشان كدا ما أدلعك! ههههههه
ـ خلاص أجل من اليوم ورايح أنا مش كبير أنا صغنن!
ـ يا سلاااام .. طيب وطولك دا كله فين يروح؟
ـ أصصص يا سارة يعني لازم تقعديلي في كل دقة ودقيقة؟!
أخذوا جميعا بالضحك .. وأنا أيضا!
ـ هههههه ولا يهمك يا حبيبي سيمو أنا أدلعك
ـ شكرا يا أمي بس برضوا أن غيران من أمجد!
لم يصدق أمجد نفسه عندما سمع كلماتي هذه فمد لي لسانه الطويل محاولا إغاظتي!، لم أشأ أن أطيل جدالي معه فضحكت معلنا انتهاء هذا الجدل!
بعد ذلك عدنا إلى المنزل وعندما دخلنا سمعت صوت صراخ حلى .. وكان مصدر صراخها ينبعث من غرفتها .. ركضت نحو غرفتها لأرى ما بها وعندما وصلت وجدتها تضحك!
ـ إش اللي صار إنشالله؟!
ـ هههههه ولا شي عملت فيها المقلب حقي وعلقت لعبة على شكل تعبان فوق باب غرفتها ولمن فتحت الباب طاح التعبان عليها فزعقت ولما عرفت إنه لعبة ضحكت! بس!
ـ بس! أقوووول بلا مشاكل وبطلك رجة .. لحسن أنا مو ناقصني طيب يا أستاذ مجووود!
ـ أشوف حتى إنت صرت تدلعني؟
ـ هه مو لعيونك بس عشان عجبني الاسم من فم زعبوبتي
أخذ أمجد ينظر إلي من أعلى إلى أسفل بكل استهتار وهو يقول: زعبوبتك؟!
ـ لأ .. ومال مين يعني؟ تراك ثقيل دم بقووووة
ـ يمكن رغم إن الناس كلهم يقولوا إنه دمي خفيف!
ـ مساكين مخدوعين!
ههههههههههههههههههه ( كانت هذه ضحكة حلى وهي تنظر إلينا) .. ضحكتها جعلتني
أشعر بالسعادة مما جعل مزاجي رائقا بعد أن أثاره ذلك الفتى المشاكس!
ـ إلى أين يا وسام؟
ـ سأخرج قليلا ..
ـ حسنا ولكن أيمكنك أن تجلب معك بعض المستلزمات للعزيمة؟
ـ بالتأكيد يا أبي .. ولكن .. أي عزيمة تقصد؟
ـ سنقيم وليمة كبيرة وسندعو فيها كل معارفنا احتفالا بشفاء حلى .. و يمكنك أيضا دعوة من تريد من أصدقاءك خصوصا باسم
ـ مممممم .. فكرة جيدة أبي!
ـ ولو .. أبوك سيد الأفكار النيرة ! هههههههه
ـ ههههههههه صدقت ..
في الحقيقة كان هدفي الأساسي من الخروج هو شراء هدية لحلى .. أتذكرون عندما أعطيتها تلك الهدية كيف فرحت بها؟ ووعدتها في سري بأن أشتري لها هدية أجمل منها بألف مرة عندما تشفى!، لذا فأنا أفي الآن بوعدي الذي قطعته على نفسي!
أجل هذا هو المكان المطلوب! .. إنه أكبر وأفضل محل للهدايا في مدينتنا .. أتمنى أن أجد لديه ما أريد!
ـ ألا يوجد لديك أجمل من هذه الدمية؟
ـ بلى سيدي .. يوجد لدينا الكثير، أنظر إلى هذه وانظر إلى هذه أيضا، و ...
ـ تماما .. هذه هي التي أريدها إنها جميلة جدا!
وقع اختياري على دمية لها شعر أشقر أجعد وعينان زرقاوان وترتدي فستانا جميلا ذا لون وردي .. وكذلك قبعة مصنوعة من الخزف زينت بورود لها نفس لون الفستان! واشتريت أيضا بعض الاكسسوارات الملونة ، أعتقد بأنني قد وفقت في اختياري!
ـ من فضلك غلف لي هذه الدمية وهذه الاكسسوارات بطريقة جميلة ومبتكرة .. أريدها أن تغدو أ{وع هدية في العالم!
ـ كما تريد يا سيدي!
ذهبت إلى المتجر المجاور لأجلب الأغراض التي طلب مني والدي إحضارها ريثما يغلف لي العامل الهدية ..

ـ وااااو .. إنها تبدو رائعة جدا!! .. شكرا لك!
ـ العفو .. هذا من واجبي يا سيدي!
ركبت السيارة ووضعت الهدية على الكرسي الذي يجاورني .. وبينما كنت أقود السيارة لمحت شخصا ما يلوح لي من بعيد .. من هذا الشخص يا ترى؟! .. ومالذي يريده مني؟! وعندما اقتربت منه أدركت بأنه لم يكن سوى صديقي باسم! أوقفت السيارة ونزلت لأسلم عليه ..
ـ ماشالله شكلك كدا مبسوط وفرحان إش الحكاية؟!
ثم نظر إلى سيارتي بفضول وهو يقول: وبعدين إش الهدية الحلوة دي؟أكيد جايبها ليه .. صح؟!
ـ ههههههه .. باسم أول شي أحب أقولك هو .. إنو حلى أتعافت والحمدلله!
غمرت بسم أنواع الفرحة فور أن سمع كلماتي هذه ..
ـ الحمدلله .. مبروك يا وسام مبروووك!
ـ الله يبارك فيك يا باسم .. والفضل في شفائها يعود إلى الله ثم إلى نصايحك الذهبية! من جد! إحنا ممتنين لك يا باسم .. وبصراحة مني عارف كيف أشكرك!
ـ وسام أنا ماسويت إلا اللي علي وبعدين لولا الله ثم لولا إنكم كنتو حريصين على علاجها ما كان لنصايحي أي قيمة!
ـ أقوووول .. إنت تبى تسويلي فيها متواضع يعني؟!
ـ من تواضع لله رفع!
ـ صدق نفسه الأخ بأنه حكيم زمانه .. ههههههههه
ـ ههههههههه
ـ أسمع أبوية عامل عزيمة كبيرة بمنابة شفا حلى .. وإنت أول المدعويين طبعا ..
ـ طيب والحلوين اللي هناك ما رح تعزمهم؟
ـ أي حلوين؟!
أشار باسم بيده لبعض الأولاد اللذين كانوا يقفون خلفنا على بعد عدة أمتار ..
ـ ياسر! .. ومحمد! هلا والله وحشتوني يا شباب من يوم ما رجعنا من أفريقيا وأنا ما شفتكم!
ـ إيوه .. وإنت لا تسأل ولا شي!
ـ والله مرض أختي شغلني ونساني عمري!
ـ سلامتها .. إشبها؟
ـ إنت ما قلتلهم يا باسم؟
ـ لأ أنا بس اليوم اللي قابلتهم
حكيت لياسر ومحمد عن حلى ومرضها .. وكيف كتب الله لها الشفاء ودعوتهم إلى العزيمة أيضا ..
ـ خلاص يسير أشوفكم إنشالله في العزيمة بعد تلاتة أيام .. لا تتأخروا!
ـ إنشالله .. مع السلامة
ـ مع السلامة ..
نزلت من السيارة وكنت أحمل الأغراض التي اشتريتها في يد وهدية حلى في اليد الأخرى .. والآن كيف سأفتح الباب؟ بل كيف سأقرع الجرس؟ .. اه لقد عرفت لا زلت أملك قدمين!
ركلت الباب وأنا أنادي بصوت عال: هييييي أمجد .. سارة .. واحد منكم يفتح الباب، يدي حتنغلع من ثقل المقاضي اللي شايلها ..
فتح الباب لتظهر من خلفه سارة .. فلم أتمالك نفسي من الضحك حتى سقطت الأشياء التي كنت أحملها على الأرض!!
ـ خير إنشالله .. إشفي عشان تضحك قد كدا؟
ـ هههههههههااااااي .. طالعي في نفسك في المرايا وشوفي شعرك كيف منكوووش ههههههه شكله رايح شبه أشعة الشمس! هههههه
ـ ههه تراك ما تضحك طيب!، وبعدين ليش ما حطيت الأشياء اللي شايلها على الأرض وفتحت الباب بعدين شلتها تاني بدل ما ترفز الباب وتسويلنا إزعاج؟!
نظرت للأعلى وأنا (مسوي نفسي أبله!)
ـ والله تصدقي .. فكرة عبقرية! .. بس ليش ما خطرت على بالي؟!
تنهدت سارة بضيق وعادت إلى غرفتها وأنا لا زلت أضحك على الشمس التي تشع فوق رأسها!
بعد ذلك ذهبت إلى المطبخ ووضعت فيه الأكياس التي كنت أحملها وقلت: أمي لقد جلبت الأغراض التي طلبها والدي ووضعتها في المطبخ ..
ـ شكرا لك يا ولدي .. جزاك الله خيرا ..
ـ لا شكر على واجب!
بعد ذلك سرت كاللصوص حتى وصلت إلى غرفتي دون أن تراني حلى وأنا أحمل الهدية فأنا أريدها أن تكون مفاجأة لها!
بعد أن وضعت الهدية في مكان بعيد عن أعين الفضوليين! ذهبت إلى غرفة حلى ..
طق .. طق .. طق ..
ـ ادخل
ـ هلا والله بزعبوبتي .. البيت منور يا قمورة!
ابتسمت حلى وهي تقول: أنا القمورة وإنت القمر صح؟
جلست على سرير حلى ووضعتها على (عبي) ثم بادلتها الابتسام وقلت وأنا أغمز لها: صح .. بس القمورة أحلى من القمر!
ـ هههههه أدري من غير ما تقولي!
وضعت اصبعي على جبهتها وقلت مداعبا إياها: لأنك ذكية!
-------------------------------------------
نظرت إلى نفسي في المرآة وأنا أعدل شماغي ثم تناولت عطري المفضل ورششت منه بضع رشات .. هذا يكفي علي الآن أن أذهب لاستقبال الضيوف مع أبي ..
ـ العفو .. هذا من واجبي يا سيدي!
ركبت السيارة ووضعت الهدية على الكرسي الذي يجاورني .. وبينما كنت أقود السيارة لمحت شخصا ما يلوح لي من بعيد .. من هذا الشخص يا ترى؟! .. ومالذي يريده مني؟! وعندما اقتربت منه أدركت بأنه لم يكن سوى صديقي باسم! أوقفت السيارة ونزلت لأسلم عليه ..
ـ ماشالله شكلك كدا مبسوط وفرحان إش الحكاية؟!
ثم نظر إلى سيارتي بفضول وهو يقول: وبعدين إش الهدية الحلوة دي؟أكيد جايبها ليه .. صح؟!
ـ ههههههه .. باسم أول شي أحب أقولك هو .. إنو حلى أتعافت والحمدلله!
غمرت بسم أنواع الفرحة فور أن سمع كلماتي هذه ..
ـ الحمدلله .. مبروك يا وسام مبروووك!
ـ الله يبارك فيك يا باسم .. والفضل في شفائها يعود إلى الله ثم إلى نصايحك الذهبية! من جد! إحنا ممتنين لك يا باسم .. وبصراحة مني عارف كيف أشكرك!
ـ وسام أنا ماسويت إلا اللي علي وبعدين لولا الله ثم لولا إنكم كنتو حريصين على علاجها ما كان لنصايحي أي قيمة!
ـ أقوووول .. إنت تبى تسويلي فيها متواضع يعني؟!
ـ من تواضع لله رفع!
ـ صدق نفسه الأخ بأنه حكيم زمانه .. ههههههههه
ـ ههههههههه
ـ أسمع أبوية عامل عزيمة كبيرة بمنابة شفا حلى .. وإنت أول المدعويين طبعا ..
ـ طيب والحلوين اللي هناك ما رح تعزمهم؟
ـ أي حلوين؟!
أشار باسم بيده لبعض الأولاد اللذين كانوا يقفون خلفنا على بعد عدة أمتار ..
ـ ياسر! .. ومحمد! هلا والله وحشتوني يا شباب من يوم ما رجعنا من أفريقيا وأنا ما شفتكم!
ـ إيوه .. وإنت لا تسأل ولا شي!
ـ والله مرض أختي شغلني ونساني عمري!
ـ سلامتها .. إشبها؟
ـ إنت ما قلتلهم يا باسم؟
ـ لأ أنا بس اليوم اللي قابلتهم
حكيت لياسر ومحمد عن حلى ومرضها .. وكيف كتب الله لها الشفاء ودعوتهم إلى العزيمة أيضا ..
ـ خلاص يسير أشوفكم إنشالله في العزيمة بعد تلاتة أيام .. لا تتأخروا!
ـ إنشالله .. مع السلامة
ـ مع السلامة ..
نزلت من السيارة وكنت أحمل الأغراض التي اشتريتها في يد وهدية حلى في اليد الأخرى .. والآن كيف سأفتح الباب؟ بل كيف سأقرع الجرس؟ .. اه لقد عرفت لا زلت أملك قدمين!
ركلت الباب وأنا أنادي بصوت عال: هييييي أمجد .. سارة .. واحد منكم يفتح الباب، يدي حتنغلع من ثقل المقاضي اللي شايلها ..
فتح الباب لتظهر من خلفه سارة .. فلم أتمالك نفسي من الضحك حتى سقطت الأشياء التي كنت أحملها على الأرض!!
ـ خير إنشالله .. إشفي عشان تضحك قد كدا؟
ـ هههههههههااااااي .. طالعي في نفسك في المرايا وشوفي شعرك كيف منكوووش ههههههه شكله رايح شبه أشعة الشمس! هههههه
ـ ههه تراك ما تضحك طيب!، وبعدين ليش ما حطيت الأشياء اللي شايلها على الأرض وفتحت الباب بعدين شلتها تاني بدل ما ترفز الباب وتسويلنا إزعاج؟!
نظرت للأعلى وأنا (مسوي نفسي أبله!)
ـ والله تصدقي .. فكرة عبقرية! .. بس ليش ما خطرت على بالي؟!
تنهدت سارة بضيق وعادت إلى غرفتها وأنا لا زلت أضحك على الشمس التي تشع فوق رأسها!
بعد ذلك ذهبت إلى المطبخ ووضعت فيه الأكياس التي كنت أحملها وقلت: أمي لقد جلبت الأغراض التي طلبها والدي ووضعتها في المطبخ ..
ـ شكرا لك يا ولدي .. جزاك الله خيرا ..
ـ لا شكر على واجب!
بعد ذلك سرت كاللصوص حتى وصلت إلى غرفتي دون أن تراني حلى وأنا أحمل الهدية فأنا أريدها أن تكون مفاجأة لها!
بعد أن وضعت الهدية في مكان بعيد عن أعين الفضوليين! ذهبت إلى غرفة حلى ..
طق .. طق .. طق ..
ـ ادخل
ـ هلا والله بزعبوبتي .. البيت منور يا قمورة!
ابتسمت حلى وهي تقول: أنا القمورة وإنت القمر صح؟
جلست على سرير حلى ووضعتها على (عبي) ثم بادلتها الابتسام وقلت وأنا أغمز لها: صح .. بس القمورة أحلى من القمر!
ـ هههههه أدري من غير ما تقولي!
وضعت اصبعي على جبهتها وقلت مداعبا إياها: لأنك ذكية!
-------------------------------------------
نظرت إلى نفسي في المرآة وأنا أعدل شماغي ثم تناولت عطري المفضل ورششت منه بضع رشات .. هذا يكفي علي الآن أن أذهب لاستقبال الضيوف مع أبي ..
الصفحة الأخيرة
ـ اذكر الله يا وسام واهدأ
أشار لي أبي إلى كرسيين فارغين طالبا مني الجلوس
ـ والآن يا أبي أخبرني
ـ حسنا يا بني .. قبل خمسة أيام تقريبا جاءت إلي والدتك وقالت لي بأن حلى يبدو عليها التعب والإرهاق كما أنها غير طبيعية!،ذهبنا بها إلى الطبيب وأجرى لها بعض التحاليل والفحوصات وقد صدمنا جدا بالنتائج!،، ثم طلب وضعها في العناية المركزة لشدة تعبها وإرهاقها من المرض
ـ وهل هناك أمل في شفائها؟
صمت أبي ولم يجب على سؤالي بل بدا وكأن أحدا قد صفعه على وجهه! فأدركت بأن الجواب هـــــــو ... لا!!
ـ أيسمح لي بزيارتها الان؟
ـ أجل ولكن عليك أن تكون حذرا ولا تزعجها فهي بحاجة إلى الراحة
ـ بالتأكيد يا أبي
دخلت إلى غرفة العناية المركزة وقدماي غير قادرتين على حملي وكل خطوة من خطواتي أبطأ من الأخرى، اقتربت من السرير الذي ترقد عليه حلى، جلست على ركبتي وأطبقت بكلتا يدي على يدها ثم همست بحزن: حلى .. أتسمعينني .. أجيبيني يا صغيرتي!، حركت رأسها ناحيتي ولكنها لم ترد علي بل إنها لم تفتح حتى عينيها!،كان التعب والإرهاق باديان على وجهها، بقيت أحدق فيها طويلا وأنا ألوم نفسي كل لحظة على أنني ذهبت وتركتها .. ليتني بقيت معك يا حلى ليتني لم أذهب .. ليتني لم أذهب ولكن ماذا ينفع الندم؟، تذكرت في هذه اللحظة عندما سألتني بحزن هل ستذهب وتتركنا؟ .. المسكينة لم أكن أعلم بأن هذا سيحصل لها .. بعد قليل جاء الطبيب وطلب مني الخروج حتى يتمكن من ممارسة عمله دون إزعاج، لم أعترض على طلبه أبدا .. قبلت زعبوبتي وخرجت من الغرفة ولكن قلبي لازال هناك!
نظرت أمامي فوجدت أمي وأبي وسارة وكذلك أمجد كلهم جالسين والحزن والقلق باد عليهم وأعتقد بأنهم قد كانوا هناك قبل دخولي إلى غرفة العناية المركزة ولكنني لم أنتبه إليهم لشدة توتري، سلمت عليهم ولكن أحدا منا لم يبتسم .. ثم جلست معهم وخيم علينا الصمت والحزن، بعد فترة قلت متسائل: هل تنتظرون شيئا ما؟
أجابتني سارة بوجه مصفر وعين سارحة: أجل .. ننتظر خروج الطبيب حتى يطلعنا على جديده ..
كان سؤالي وجواب سارة هما الكلام الوحيد الذي تفوهنا به طوال فترة انتظارنا للطبيب
ـ هاهو الطبيب قد خرج
هتف أمجد بهذه الجملة وهو يقوم من على كرسيه ولكنه لم يكن أسرع مني إذ أنني لم ألبث حتى كنت أمام الطبيب ..
ـ أرجوك أيها الطبيب أخبرني كيف هي حالها الآن؟
قال الطبيب بأسى: سننقلها إلى غرفة عادية فلا أمل في شفائها لقد انتشر السرطان في دمها بشكل سريع ..
أرخيت رأسي بحزن واستسلام وأنا أسمع بكاء أمي وسارة أما أمجد فأخذ يركل الجدار الذي أمامه بكل قوته عله يحس بشيء من حزنه، أما أبي فأخذ يردد: إنا لله وإنا إليه راجعون .. إنا لله وإنا إليه راجعون .. يارب اشفها .. وأنا أقف مذهولا بينهم غير مصدق لما يحدث حولي ..
ـ لقد نقلناها إلى غرفة رقم ) * * * * )
ـ شكرا لك أيها الطبيب
سرنا نحو الغرفة التي ذكرها لنا الطبيب كالأسرى اللذين يقادون إلى السجون في منظرهم اليائس والحزين، فتح أبي باب الغرفة ودخل نتبعه نحن، جلسنا ملتفين حول السرير الذي ترقد عليه حلى منتظرين استيقاظها وبعد ما يقرب من النصف ساعة فتحت عينيها فبادرت أمي بسؤالها: كيف حالك الآن يا صغيرتي الحبيبة؟
ردت حلى بصوت متعب: أنا بخير يا أمي .. لا تقلقي علي!
ثم نظرت إلي وقالت: هل عدت يا أخي وسام؟! لقد اشتقت إليك كثيرا!!
ـ أجل يا صغيرتي لقد عدت، ضممت حلى بين ذراعي وقلت لها: أنا أحبك يا صغيرتي .. أحبك، كنت في هذه اللحظة أضم حلى إلي بكل قوتي وكأنني خائف من أن تضيع مني!
ـ وأنا أيضا أحبك يا وسام، قالت حلى هذه الكلمات وهي تبتسم رغم علامات الإرهاق الظاهرة على وجهها .. ثم عادت إلى النوم مرة أخرى وهي لا تزال بين ذراعي ..
طق .. طق .. طق ..
ـ افتح الباب يا أمجد
ـ حالا يا أبي
فتح أمجد الباب فظهرت من وراءه الممرضة
ـ عفوا .. ولكن وقت الزيارة قد انتهى .. ولا يمكن إلا لشخص واحد أن يبقى هنا!
نظرت إلى أبي وقبل أن أتفوه بأي كلمة فهم أبي مغزى نظرتي فقال: يمكنك البقاء معها هذه الليلة يا وسام ونحن سنذهب إلى المنزل ونعود غدا بإذن الله .. رغم أنني أرى أنه من الأفضل لك أن تذهب إلى المنزل فأنت ولا شك متعب من سفرك!
ـ لا يا أبي .. وشكرا على اهتمامك بي .. ولكنني حتى وإن عدت إلى المنزل فلن أذوق طعما للراحة!
ـ حسنا يا بني كما تريد .. مع السلامة
ـ مع السلامة
خرجوا جميعا من الغرفة وبقيت أنا وحدي مع زعبوبتي ..
أحسست بشيء بارد يمسك بيدي فهززت رأسي بفزع مما جعل حلى تضحك علي! إذ لم يكن ذلك الشيء البارد سوى يدها الصغيرة ـ وعلى ما يبدو بأنني قد غفوت قليلا عنما كنت مسندا يدي على سريرها! ـ ابتسمت لها وأنا أقول: لقد أفزعتني! ، استمرت حلى بالضحك ولكنها لم تكن ضحكة كضحكتها التي عهدتها .. إنها ضحكة ممزوجة بالتعب والألم!
في اليوم التالي جاء أبي وأمي وأمجد وسارة فاستغليت فرصة وجودهم معها وخرجت من المشفى لقضاء بعض الأمور المهمة وقبل أن أضع المفتاح لأشغل السيارة رن هاتفي ..
ـ ألو
ـ السلام عليكم
ـ وعليكم السلام
ـ كيف حالك يا وسام؟
ـ لم أجب على باسم فأنا لم أستطع أن أقول له بأنني بخير لأنني لم أكن كذلك فعلا!
ـ ما بك يا وسام؟ أحدث لك شيء ما؟!
ـ آااه يا باسم .. لن تصدق مالذي حدث أبدا ..
ـ خير إنشالله؟!!
ـ اسمع .. ما رأيك لو أنني مررت عليك وأخذتك .. ثم أحدثك بعد ذلك بما لدي؟!
ـ حسنا .. كما تريد !
ذهبت إلى منزل باسم الذي عادة ما أذهب إليه لأخذه معي حتى نتنزه أو لنذهب إلى السوق معا ولكني هذه المرة كان لي غرض مختلف .. مختلف تماما، بعد أن ركب باسم السيارة توجهنا إلى شاطىء البحر وجلسنا هناك وأخذت أحكي لباسم عن آلامي ..
ـ لا حول ولا قوة إلا بالله .. يالها من مسكينة .. لقد أحزنتني حقا يا وسام
لم أعلق على كلام باسم بل بقيت صامتا وأنا أنظر إلى البحر نظرات سارحة .. أمسك باسم بيدي وهو ينظر إلي .. وقال: ولكن يا وسام بقي هناك أمل في شفائها .. وأمل كبير جدا!
نظرت إلى باسم بنظرة استفهام فأكما كلامه: أجل يا وسام .. لا تنسى بأن الله لا يعجزه شيء! .. فإذا كان هو الذي خلقنا وسيميتنا .. فلن يكون من الصعب عليه أن شفاء أختك!!
كلمات باسم هذه بثت في قلبي نبضا من أمل كنت أفتقر إليه
ـ اسمع يا وسام .. ماء زمزم كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لما شرب له .. وبما أنني دائم الذهاب إلى مكة فسأجلب لها معي من ماء زمزم وعليها أن تشرب منه باستمرار عسى الله أن يكتب لها فيه الشفاء! فقد سمعت عن كثير من الناس الذين شفوا من أمراض لا علاج لها بماء زمزم!! وكذلك عليك بإعطائها العسل والحبة السوداء فهما مفيدان جدا ..
ـ باسم .. لا أ‘رف ماذا أقول لك يا صديقي .. أ،ت بالفعل صديق وفي ولن أجد صديقا مثلك مهما فعلت! .. شكرا لك .. شكرا لك .. لقد فتحت أمامي بابا كبيرا من الأمل..
غمز لي باسم وقال: لا شكر على واجب يا صديقي .. أنا في الخدمة دائما ! ..