um Abdul-Aziz
um Abdul-Aziz
كان أبو الحسين بن السمّاك يتكلّم على الناس بجامع المدينة, وكان لا يحسن من العلوم شيئا الا ما شاء الله, وكان مطبوعا يتكلّم على مذهب الصوفية, فكتبت اليه رقعة:" ما يقول السادة الفقهاء في رجل مات وخلف كذا وكذا؟".
ففتحها فتأمّلها فقرأ: ما تقول السادة الفقهاء في رجل مات؟
فلما رآها في الفرائض رماها من يده, وقال: أنا أتكلم على مذاهب قوم اذا ماتوا لم يخلفوا شيئا.
فعجب الحاضرون من حدّة خاطره.


· قال ابن عرّابة المؤدّب:
حكى لي محمد بن عمر الضبي أنه حفّظ ابن المعتز وهو يؤدبه سورة (والنازعات)
وقال له:
اذا سألك أمير المؤمنين أبوك " في أي شيء أنت؟" فقل له: في السورة التي تلي (عبس), ولا تقل أنا في النازعات.
فسأله أبوه: في أي شيء أنت؟
قال: في السورة التي تلي عبس.
فقال: من علّمك هذا؟
قال: مؤدّبي.
فأمر له بعشرة آلاف درهم.


· قال عبد الواحد بن ناصر المخزومي:
أخبرني من أثق به أنه خرج في طريق الشام مسافرا يمشي وعليه مرقعة, وهو في جماعة نحو الثلاثين رجلا كلهم على هذه الصفة, قال:
فصحبنا في بعض الطريق رجل شيخ حسن الهيئة ومعه حمار فاره يركبه, ومعه بغلان عليهما رجل وقماش ومتاع فاخر, فقلنا له:
يا هذا انك لا تفكر في خروج الأعراب علينا, فانه لا شيء معنا يؤخذ, وأنت لا تصلح لك صحبتنا مع ما معك.
فقال: يكفينا الله.
ثم سار ولم يقبل منا, وكان اذا نزل يأكل استدعى أكثرنا فأطعمه وسقاه, واذا عيي الواحد منا أركبه على أحد بغليه, وكانت جماعة تخدمه وتكرمه وتتدبر برأيه, الى أن بلغنا موضعا, فخرج علينا نحو ثلاثين فارسا من الأعراب, فتفرّقنا عليهم ومانعناهم.
فقال الشيخ: لا تفعلوا.
فتركناهم, ونزل فجلس وبين يديه سفرته, ففرشها وجلس يأكل, وأظلتنا الخيل, فلما رأوا الطعام دعاهم اليه, فجلسوا يأكلون, ثم حلّ رحله وأخرج منه حلوى كثيرة وتركها بين يدي الأعراب, فلما أكلوا وشبعوا جمدت أيديهم وخدرت أرجلهم ولم يتحرّكوا.
فقال لنا: ان الحلو مبنّج, أعدتته لمثل هذا وقد تمكن منهم وتمّت الحيلة. ولكن لا يفك البنج الا أن تصفعوهم, فافعلوا فانهم لا يقدرون لكم على ضرر ونسير.
ففعلوا, فما قدروا على الامتناع, فعلمنا صدق قوله, وأخذنا أسلحتهم وركبنا دوابهم وسرنا حواليه في موكب, ورماحهم على أكتافنا, وسلاحهم علينا, فما نجتاز بقوم الا يظنونا من أهل البادية فيطلبون النجاة منا, حتى بلغنا مأمننا.


· حدثنا أبو محمد عبد الله بن علي المقري قال:
دفن رجل مالا في مكان وترك عليه طابقا وترابا كثيرا, ثم ترك فوق ذلك خرقة فيها عشرون دينارا, وترك عليها ترابا كثيرا ومضى, فلما احتاج الى الذهب كشف عن العشرين, فلم يجدها, فكشف عن الباقي فوجده, فحمد الله على سلامة ماله. وانما فهل ذلك خوفا أن يكون قد رآه أحد, وكذلك كان, فانه لما جاءه الذي رآه وجد العشرين, فأخذها ولم يعتقد أن ثمّ شيئا آخر.


· وقال بعضهم:
خرجت في الليل لحاجة, فاذا أعمى على عاتقه جرّة, وفي يده سراج, فلم يزل يمشي حتى أتى النهر وملأ جرّته وانصرف راجعا.
فقلت: يا هذا, أنت أعمى والليل والنهار عندك سواء.
فقال: يا فضولي, حملتها معي لأعمى القلب مثلك يستضيء بها, فلا يعثر بي في الظلمة فيقع علي فيكسر جرّتي.


· وروى أبو جعفر المديني قال:
خرج قوم من الخوارج بالبصرة, فلقوا شيخا أبيض الرأس واللحية, فقالوا له: من أنت؟
قال: أعهد اليكم من اليهود بشيء أو بدا لكم في قتل أهل الديّة؟
قالوا: اذهب عنا الى النار. وتركوه.


· قال رجل لهشام بن عمرو القوطي: كم تعد؟
قال: من واحد الى ألف وأكثر.
قال: لم أرد هذا!
قال: فما أردت؟
قال: كم تعد من السن؟
قال: اثنين وثلاثين, ستة عشر من أعلى وستة عشر من أسفل.
قال: لم أرد هذا.
قال: فما أردت؟
قال: كم لك من السنين؟
قال: ما لي منها شيء كلها لله عز وجلّ.
قال: فما سنّك؟
قال: عظم.
قال: فابن كم أنت؟
قال: ابن اثنين, أب وأم.
قال: فكم أتى عليك؟
قال: لو أتى عليّ شيء لقتلني.
قال: فكيف أقول؟
قال: قل:" كم مضى من عمرك".


· روي أن رجلين من آل فرعون سعيا برجل مؤمن الى فرعون, فأحضره فرعون وأحضرهما وقال للساعيين: من ربّكما؟
قالا: أنت.
فقال للمؤمن: من ربّك.
قال: ربّي ربهما.
فقال فرعون: سعيتما برجل على ديني لأقتله, فقتلهما.
قالوا: فذلك قوله تعالى:" فوقاه الله سيئات ما مكروا وحاق بآل فرعون سوء العذاب".


· حدثنا اسحاق بن هانىء قال: كنا عند أبي عبد الله أحمد بن حنبل رضي الله عنه في منزله ومعنا المروزي, ومهنّى بن يحيى الشامي, فدق داق الباب وقال: المروزي ههنا؟
فكأن المروزي كره أن يعلم موضعه, فوضع مهنّى بن يحيى اصبعه في راحته وقال: ليس المروزي ههنا.
فضحك أحمد ولم ينكر عليه ذلك.


· وقال أبو بكر المروزي: جاء مهنّى بن يحيى الشامي الى أبي عبد الله أحمد بن حنبل ومعه أحاديث, فقال: يا أبا عبد الله, معي هذه الأحاديث, وأريد أن أخرج, فحدّثني بها.
فقال: متى تريد أن تخرج ؟
قال: الساعة أخرج.
فحدّثه بها وخرج, فلما كان من الغد أو بعد ذلك جاء الى أبي عبد الله, فقال له أبو عبد الله:
أليس قلت لي أخرج الساعة؟
قال: قلت لك: اني أخرج الساعة من بغداد؟ انما قلت أخرج من زقاقك.
um Abdul-Aziz
um Abdul-Aziz
الفصل الحادي عشر

في ذكر من أفحم خصمه في المناظرة بالجواب المسكت

· كان حويطب بن عبد العزى قد بلغ مئة وعشرين سنة, ستين في الجاهلية, وستين في الاسلام, فلما ولي مروان بن الحكم المدينة دخل عليها حويطب, فقال له مروان:
تأخر اسلامك أيها الشيخ حتى سبقك الأحداث.
فقال: والله لقد هممت بالاسلام غير مرّة, وكل ذلك يعوقني عنه أبوك, وينهاني, ويقول:" تدع دين آبائك لدين محمد؟".
فأسكت مروان وندم على ما كان.


· حدثنا محمد بن زكريا قال: حضرت مجلسا فيه عبيد الله بن محمد بن عائشة التميمي, وفيه جعفر بن قاسم الهاشمي, فقال لابن عائشة:
ههنا آية نزلت في بني هاشم خصوصا.
قال: وما هي؟
قال: قوله تعالى:{ وانه لذكر لك ولقومك}.
قال ابن عائشة: قومه قريش, وهي لنا معكم.
قال: بل هي لنا خصوصا.
قال: فخذ معها:{ وكذب به قومك وهو الحق}.
فسكت جعفر فلم يجد جوابا.


· وروي أن معاوية قال لعبد الله بن عامر: ان لي عندك حاجة, أتقضيها؟
قال: نعم. ولي اليك حاجة أتقضيها؟
قال معاوية: نعم.
قال: سل حاجتك.
قال: أريد أن تهب لي دورك وضياعك بالطائف.
قال عبد الله: فعلت.
فقال معاوية: فسل حاجتك. قال: أن تردّها عليّ.
قال: قد فعلت.


· وافتخر قوم من اليمن عند هشام بن عبد الملك, فقال لخالد بن صفوان: أجبهم.
فقال: هم بين حائك برد, ودابغ جلد, وسائس قرد. ملكتهم امرأ’, دلّ عليهم هدهد, وغرّقتهم فأرة.


· قال المتوكل يوما لجلسائه: أتدرون ما الذي نقم المسلمون من عثمان؟
قالوا: لا.
قال: أشياء, منها أنه قام أبو بكر دون مقام الرسول بمرقاة, ثم قام عمر دون مقام أبي بكر بمرقاة, فصعد عثمان ذروة المنبر.
فقال رجل: ما أحد أعظم منّة عليك يا أمير المؤمنين من عثمان.
قال: وكيف؟ ويلك!
قال: لأنه صعد ذروة المنبر, فلو أنه كلما قام خليفة نزل عمّن تقدّمه كنت أنت تخطبنا من بئر جلولاء.
فضحك المتوكّل ومن حوله.


· قال: كان أصحاب المبرّد اذا اجتمعوا واستأذنوا يخرج الاذن فيقول: ان كان فيكم أبو العباس الزجاج, والا انصرفوا.
فحضروا مرّة, ولم يكن الزجاج فيهم, فقال لهم ذلك, فانصرفوا, وثبت رجل منهم اسمه عثمان فقال للآذن:
قل لأبي العباس: انصرف القوم كلهم الا عثمان, فانه لا ينصرف.
فعاد الآذن اليه وأخبره, فقال له: ان عثمان اذا كان نكرة انصرف, ونحن لا نعرفك فانصرف راشدا.


· قال: تكلّم شاب يوما عند الشعبي, فقال الشعبي: ما سمعنا بهذا.
فقال الشاب: كل العلم سمعت؟
قال: لا.
قال: فشطره؟
قال: لا.
قال: فاجعل هذا في الشطر الذي لم تسمعه.
فأفحم الشعبي.


· وقال عبد الله بن سليمان بن أشعث: سمعت أبي يقول:
كان هارون الأعور يهوديا, فأسلم وحسن اسلامه, وحفظ القرآن وضبطه, وحفظ النحو, فناظره انسان يوما في مسألة, فغلبه هارون فلم يدر المغلوب ما يصنع, فقال له:
أنت كنت يهوديا فأسلمت.
فقال له هارون: أفبئس ما صنعت؟
فغلبه أيضا, والله الموفق.


· كان لابراهيم بن طهمان جراية من بيت المال, فسئل عن مسألة في مجلس الخليفة, فقال: لا أدري.
فقالوا له: تأخذ في كل شهر كذا وكذا, ولا تحسن مسألة؟
فقال: انما آخذ على ما أحسن, ولو أخذت على ما لا أحسن لفني بيت المال, ولا يفنى ما لا أحسن.
فأعجب الخليفة جوابه, وأمر له بجائزة فاخرة, وزاد في جرايته.


· قال أبو العباس المبرد: ضاف رجلا قوما فكرهوه, فقال الرجل لامرأته: كيف لنا أن نعلم مقدار مقامه؟
فقالت: ألق بيننا شرا حتى نتحاكم اليه.
ففعلا, فقالت للضيف: بالذي بارك لك في غدوّك غدا, أينا أظلم؟
فقال الضيف: والذي يبارك لي في مقامي عندكم شهرا ما أعلم.


· روى يعقوب الشحّام قال: قال لي أبو الهذيل: بلغني أن رجلا يهوديا قدم البصرة, وقد قطع وغلب عامة متكلميهم, فقلت لعمّي:
امض بي الى هذا اليهودي أكلّمه.
فقال: يا بني, هذا قد غلب جماعة متكلمي البصرة.
فقلت: لا بد.
فأخذ بيدي, فدخلنا على اليهودي, فوجدته يقرر الناس الذين يكلمونه نبوّة موسى عليه السلام, ثم يجحد نبوة نبينا صلى الله عليه وسلّم فيقول: نحن على ما اتفقنا عليه من نبوة موسى الى ما أن نتفق على غيره فنقرّ به.
فدخلت اليه, فقلت له: أسألك أو تسألني؟
فقال: يا بني, أو ما ترى ما أفعله بمشايخك؟
فقال: دع عنك هذا واختر.
قال: بل أسألك. أخبرني أليس موسى نبيا من أنبياء الله قد صحّت نبوّته, وثبت دليله؟ تقرّ بهذا أو تجحده, فتخالف صاحبك؟
فقلت له: ان الذي سألتني عنه من أمر موسى عندي على أمرين: أحدهما: أني أقرّ بنبوّة موسى الذي أخبر بصحّة نبوّة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأمرنا باتباعه وبشّر بنبوته, فان كان عن هذا تسألني, فأنا مقرّ بنبوّته, وان كان الذي سألتني عنه لا يقرّ بنبوّة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ولم يأمر باتباعه, ولا بشّر به, فلست أعرفه ولا أقرّ بنبوّته, وهو عندي شيطان مخزي.
فتحيّر مما قلت له. فقال لي: فما تقول في التوراة؟
فقلت: أمر التوراة أيضا عندي على وجهين: ان كانت التوراة التي أنزلت على موسى الذي أقرّ بنبوّة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم, فهي التوراة الحق, وان كانت الذي تدّعيه فباطل, وأنا غير مصدّق بها.
فقال: أحتاج أن أقول لك شيئا بيني وبينك, فظننت أنه يقول شيئا من الخير, فتقدّمت اليه فسارّني وشاتمني, وقد رأى أني أثب به, فيقول:" وثبوا علي".
فأقبلت على من كان في المجلس, فقلت: أعزكم الله, أليس قد أجبته؟
فقالوا: بلى.
فقلت: أليس عليه أن يردّ جوابي؟
فقالوا: بلى.
فقلت: انه لما سارّني شتمني بالشتم الذي يوجب الحد, وشتم من علّمني, وظن أني أثب به, فيدّعي أنا أثبناه, وقد عرّفتكم شأنه.
فأخذته الأيادي بالنعال, فخرج هاربا من البصرة, وقد كان له بها دين كثير, فتركه وخرج هاربا لما لحقه من الانقطاع.


· ناظر يهودي مسلما في مجلس المرتضى, فقال اليهودي:
ايش أقول في قوم سمّاهم الله مدبرين؟ يعني النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يوم حنين.
فقال المسلم: فقد كان موسى أدبر منهم.
قال له: كيف؟
قال: لأن الله تعالى قال:{ ولّى مدبرا ولم يعقّب}.
وهؤلاء ما قال فيهم: ولم يعقّبوا.
فسكت اليهودي.


· قال نصر بن سيّار: قلت لأعرابي: هل اتخمت قط؟
فقال: أما من طعامك وطعام أبيك, فلا.
فيقال: ان نصرا حمّ من هذا الجواب أياما.


· قال رجل من اليهود لعلي بن أبي طالب: ما دفنتم نبيكم حتى قالت الأنصار: منا أمير ومنكم أمير.
فقال له عليّ رضي الله عنه: أنتم ما جفّت أقدامكم من ماء البحر حتى قلتم:{ اجعل لنا الها كما لهم آلهة}.


· حبلت امرأة يزيد, فقالت له وكان قبيح الصورة: الويل لك ان كان يشبهك.
فقال لها: الويل لك ان لم يشبهني.
طيف الأحبة
طيف الأحبة
احلى الحكايا من اغلى المشرفات

ام عبد العزيز متعك الله بالصحه والعافيه كما متعتنا بحسن القصص تلك

جوزيتي كل الخير
um Abdul-Aziz
um Abdul-Aziz
هلااااااااااااااااا بالعزيزة طيف الأحبة
ومشكوووووووووورة على الكلمات الحلوة والدعاء الأحلى
اللهم آآآآآآآآآآمين
ولك بالمثل إن شاء الله
شكراً لك على رفع الموضوع أخيتي

رفع الله قدرك
وفرج لكِ همك
وأسعد ك بأيامك
وألبسك لباس العافية
وجمع الله بيننا دنيا وآخرة