بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على خاتم الأنبياء المرسلين
سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم أجمعين
أما بعد
أختي الحبيبة سأقص لك موقف سمعته بأذني وليس من
عالم القصص و الروايات
أيتها الغالية في ذات يوم
وكعادتي و أنا أنظف بيتي لا بد أن أفتح الراديو لأشتغل
و أستفيد وأثناء استماعي لإذاعة القرآن الكريم
و أسئلة المتصلين على أحد مشايخنا الكرام
دُهشتُ فعلاً من سؤال لأحد المتصلين ...
رددت في نفسي ماشاء الله لاقوة الا بالله هذا هو
الأسلام وهؤلاء هم من ينضوون تحت رايته
يا الله هل يوجد مثل هذا الرجل في هذا الزمن ؟
فقد ، استدعى انتباهي سؤال من أحد المتصلين ...
هل تعلمن ما هو استفساره و عن ماذا ؟
لن أترككن للحيرة
.
.
يقول السائل : يا شيخ أنا أستلفت من أحد أصدقائي
مبلغ و قدرة 505 ريال
خمسُ مئة و خمسة ريالات
وقد قدرني الله تعالى بأن أسدد ذلك الدين و لكن ...
أعطيته الخمس ُمئة ريال و كان معي عشرة ريالات
و ليس معه خمسة ريال ليرد لي الباقي فوجدت معي
أربعة ريال أخذها و ذهب في سبيله و لم اقابله
بعد ذلك اليوم
والآن يا شيخ هل علي شيء في الريــال الباقي
أخاف أقابل ربي و أنا في ذمتي ريـــال ؟
ريــــال واحد
ما جعلني أندهش كثيراً أختي الحبيبة هو
الخوف من عذاب الله في ريــال واحد وربما
كان صاحب الريال قد سامحه عنه و العلم عند الله تعالى
حقا هنا تتجسد الأمانة و حفظها و أدآئها لأصحابها
أمتثالا لأمر الله تعالى
أختي الحبيبة
هناك الكثيرين ممن أضاعوا أكثر من ريال واحد
لقد أضاعوا أماناتهم و عهودهم و مواثيقهم
الأمانة حبيبتي هي ضد الخيانة هي الطاعة
و هي خلق المؤمن و صفة الأنبياء
فقد لُقب عليه أفضل الصلاة و السلام
بالصادق الأمين و ذلك مدحا و تكريما له
و قد أمرنا بها الله تعالى في كتابه الكريم حيث
أختي الحبيبة
الأمانة تدخل تحت مفهوم واسع و كبير من المفاهيم
سأتحدث عن الأمانة في ذكر الحقيقة
أختي الحبيبة
في قسمنا قسم الحياة الأسرية قد نعرض الكثير
مما نتعرض له من مشاكل زوجية و أسرية لنلتمس
الحلول و نطبقها في
أرض الواقع لعلها تجدي أو تساهم في اصلاح
العلاقة الزوجية و الأسرية
و لــكـــن
هل حرصتي غاليتي على الأمانة في ذكر الحقيقة
نحن هنا نستمع من طرف واحد وهو أنتي غاليتي
و لا نعلم عن الطرف الآخر شيئا سوى ما تذكرينه أنتي
فالواجب عليك غاليتي تحري الحقيقة عند طرح أي
مشكلة تواجهينها و لا يأخذك ( الغضب )
فتتهمين شريك حياتك بأشياء غير موجودة
إثارا لكرامتك و لإحساسك بضعفك و للتنفيس
عن غضبك
فالواجب الاستماع للطرفين حتى يتم الاصلاح
و اختيار الطريقة الأمثل في حل المشكلة
" فإن أتاك من يشتكي بفقأ عينه فربما يكون الأخر
قد فقأت عيناه الاثنتان "
أختي الحبيبة
هناك أمور يجب تعلمها و العمل بها لتستطيعي أن تعرضي
مشكلتك بدون أن تتعدي على الطرف الآخر بالاتهامات
التي ستؤدي إلى اختلال في طريقة علاج المشكلة
من هذه الطرق و أولها
أهمية استحضار الأمانة عند عرض المشكلة
قال الله تعالى
( يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا
أماناتكم وأنتم تعلمون )
ولأن الدين كله أمانة فأمتثلي لأمر الله تعالى
قال تعالى :
الأحزاب 72
يقول الشيخ الشنقيطي
" ان هذا العرض للسموات و الأرض و الجبال كله
عرض حقيقة و ليس على سبيل المجاز
فقد خلق الله تعالى إدراكا لهذه المخلوقات
لا نعلمه نحن بل يعلمه سبحانه و تعالى فأدركت
عظمة الأمانة و قدرها و أبت حملها ليس
إباء إعراض و عناد و كبر بل إباء اشفاق و إجلال "
غاليتي ...
من الأمور التي يجب عليك العمل بها لتحري الأمانة
في عرض أي مشكلة
* التعوذ من الشيطان الرجيم
عن سليمان بن صرد قال :
كنت جالسا مع النبي صلى الله عليه و سلم ورجلا يستّبان
فأحدهما أحْمّر وجهه و انتفخت أوداجه ( عروق من العنق )
فقال صلى الله عليه وسلم
" إني لأعلم كلمة لو قالها ذهب عنه ما يجد ، لو قال أعوذ
بالله من الشيطان ذهب عنه ما يجد " رواه البخاري
و قال تعالى
( إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا
فإذهم مبصرون ) الأعراف201
* الصلاة ركعتين فهي قرة العيون و أم العبادات كما
صح عنه عليه الصلاة و السلام أنه قال :
"و جعلت قرة عيني في الصلاة "
رواه أحمد و النسائي
و ذلك لزيادة الراحة و السكينة النفسية لقوله عليه الصلاة
و السلام " أرحنا بها يا بلال "
عن احمد و أبي داود
* اذا استمر الغضب و كنتي واقفة فأجلسي
و أذا كنت جالسة فاستلقي و ارتاحي
و حاولي أن تنامي
* اكثري من الاستغفار و الصلاة على النبي عليه أفضل
الصلاة و السلام
قال تعالى
( فقلت استغفروا ربكم انه كان غفارا * يرسل السماء
عليكم مدرارا * و يمددكم بأموال و بنين
و يجعل لكم جنات و يجعل لكم أنهارا ) سورة نوح
ففي الأستغفار كل خير و سعادة و تفريج هم
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
" من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا
و من كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب "
رواه ابوداود و ابن ماجه و احمد
* بعد أن تهدأي أطرحي موضوعك و تحري الأمانة و الصدق
في شرح المشكلة و لا تهضمي الطرف الآخر حقه
أختي الحبيبة
بما أنك مؤمنة فتحلي بحُلية
و صفات المؤمنين
قال تعالى في صفات المؤمنين
( والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون )
فلا يغرنك الشيطان بذكر السيئات فقط و الزيادة فيها
إنك في تلك اللحظة قد حُملتي أمر عظيم
الأمانة في عرض المشكلة و عليك حق تأديتها
على و جهها الصحيح
فأعملي بما يرضي الله عز وجل
و اطرحي مشكلتك و تجنبي أي ذكر لعلاقتكما الخاصة
لأن حكم ذلك معروف شرعاً
فعن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" إن من أعظم الأمانة عند الله يوم القيامة :
الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ، ثم ينشر سرها )
و الأمر موجه لك أيضا
وقال صلى الله عليه وسلم في ذم الخيانة :
( آية المنافق ثلاث :
إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف ، وإذا أؤتمن خان )
و تغيير الحقيقية من الخيانة لله أولا و لرسوله و للزوج أيضا
فأخواتك هنا يسارعون لمساعدتك و مد يد العون لك
و هم يستمعون من طرف واحد
قال صلى الله عليه وسلم :
" أد الأمانة إلى من ائتمنك ، ولا تخن من خانك "
فكوني عند حسن ظنهن بك فحسن الظن من صفات المؤمن
حتى يتم التوفيق و السداد من الله تعالى
أقول قولي هذا و أخر
دعوانا أن الحمدلله رب العالمين
إن أصبت فمن الله و إن أخطأت فمني و الشيطان
