السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. ..
*********************************
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
.. :: .. آداب المــزاح .. :: ..
إنّ الإنسان قد تمر به لحظات فتور عن العبادة , أو ملل من تكاليف الحياة ومشاغلها , ويشعر بحاجة إلى شيء من الترفيه واللهو المباح , فيمزح مع أحد من أهل بيته , أو أصحابه . وهذا مباح كان يفعله النبي صلى الله عبه وسلم , لكن ينبغي للمسلم أن يراعي في مزاحه أمورا وأدابا , ومنها:
الأدب الأول: النية الصالحة:
فينوي بمزاحه قطع الملل , وصرف السأم والفتور , والترويح المباح عن النفس و حتى تنشط من جديد لما فيه منفعتها في الدنيا والأخرة , من الإنشغال بالعبادة , والالتفات لما لابد لها منه من أمور حياتها ,والاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم . والأعمال بالنيات, فينبغي للمسلم أن يكون له في كل قول وعمل نية صالحة.
الأدب الثاني: عدم الإفراط في المزاح:
فإنّ بعض الناس قد يفرط في المزاح بما يتجاوز به الحد المقبول , وهذا لايكون له نية صالحة في مزاحه هذا , وغالبا ما يسقط من عيون الناس، فلا يهابونه , بل يتجرئون عليه, ويتطاولون عليه حتى السفهاء منهم , لأنّه حطّ من شأن نفسه, ولم يحفظ لها احتشامها ورزانتها . ومن كثر مزاحه نقصت مروءته, وضاعت هيبته.
الأدب الثالث: عدم المزاح مع من لا يقبلونه :
فإنّ المرء قد يمزح مع بعض النّاس الذين لا يحبون المزاح , أو يحملون كل قول و فعل على محمل الجد , أو لا يحبون مزاح هذا الشخص بالذات , أو نحو ذلك, فتكون النتيجة غير طيبة. وقد يرى منهم ما يكره, فلا ينبغي للمرء أن يمزح إلا مع من يقبل منه المزاح.
الأدب الرابع: عدم المزاح في موطن الجد
الأدب الخامس: إجتناب ما حرم الله أثناء المزاح:
إذ لا يجوز المزاح واللهو بما حرّم الله تعالى , فمن ذلك:
(1) ترويع المسلم على وجه المزاح:
بعض الناس قد يمزح أحيانا مع صاحب له ,
(2) الكذب في المزاح:
انّ كثيرا من الناس لا يبالي في مزاحه ، فيكذب هازلا بدعوى المزاح ، و الكذب لا يجوز بحال ، و قد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (أنا زعيم بيت في ربض الجنة لمن ترك المراء و إن كان محقا ، و بيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب و إن كان مازحا ، و بيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه ) 3
و لهذا فقد كان النبي صلى الله عليه و سلم يصدق في المزاح و في الجد ، و كان يقول صلى الله عليه و سلم : ( إني لأمزح و لا أقول إلا حقا )4 و لهذا لا يجوز الكذب في المزاح بحال . و كثير من الناس يكذب في مزاحه ليضحك الناس ،و خصوصا باستعمال النّكات و غيرها ، و هذا لا يجوز أبدا ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك به القوم ، ويل له ، ويل له ) 5
فهو كذب، إضافة إلى ما فيه من العيب و القدح في طوائف من الناس .
(3)- القدح في طائفة معينة من الناس :
كالذي يريد أن يمزح فيرمي طائفة معينة من الناس ، أو أهل بلد معين أو أصحاب حرفة معينة بما يعيبهم ، ولا يقصد إلا المزاح بذلك ، و إضحاك الناس ، فهذا حرام جدا .
(4)- قذف الناس و الإفتراء عليهم :
و هذا موجود كذلك ، يأتي بعض الناس فيمزح مع صاحبه فيسبّه ، أو يقذفه ، أو يرميه بالفاحشة ، كمن يقول لصاحبه : ياابن الزانية ! ، و نحو ذلك . و هذا واقع و مشاهد للأسف بين طوائف من الرعاع و سفلة الناس . و هذا لا يجوز ، بل مثل هذا القذف يوجب الحد ، و لو كان هزلا . و يجب اجتناب مثل هذه الأمور و غيرها مما حرّم الله تعالى .
الأدب السادس: البعد عن المزاح باليد و الألفاظ القبيحة :
فإنّ هذا لا يحبه أكثر الناس ، و قد يتسبب في مشاكل بين الأصدقاء ،بحيث يتطور المزاح إلى شجار و اقتتال ، و قد سمعنا بالكثير من الحوادث التي حدثت من جراء ذلك . فلا ينبغي التمازح باليد إلا لمن كانوا معتدين على ذلك أو يتقبلونه من بعضهم ، كما " كان أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم يتبادحون (أي يقذف بعضهم بعضا) بالبطيخ ـ أي بقشره بعد أكله-" 6.
و أما المزاح بالألفاظ القبيحة فلا يجوز بحال ، و قد قال تعالى : ( و قل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إنّ الشيطان ينزغ بينهم إنّ الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا ) ـ الإسراء : 53 .
فإنّ المؤمن لا يكون فاحشا ولا بذيئا أبدا .
الأدب السابع :الإبتعاد عن كثرة الضحك :
فإنّ كثيرا من النّاس يفرط في الضحك و القهقهة في مزاحه ، و هذا خلاف السنة ، فقد حذر النبي صلى الله عليه و سلم من كثرة الضحك ، فقال لا تكثروا الضحك ،فإن كثرة الضحك تميت القلب )7 ، و كذلك ( كان صلى الله عليه و سلم لا يضحك إلا تبسما )8 .
أما كثرة الضحك فإنها تقسي القلب جدا و تميته ، وأما القهقهة الشديدة فإنها تقسي القلب كذلك ،كما أنّها تذهب الهيبة و الوقار.
الأدب الثامن : أن يكون أكثر المزاح مع من يحتاجون إليه :
كالنساء و الصغار و نحوهم ، و هكذا كان حال النبي صلى الله عليه و سلم كما سيأتي :
أنواع من المزاح النبي صلى الله عليه و سلم :
(1) عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه و سلم قال له: (ياذا الأذنين) يمازحه بذلك صلى الله عليه و سلم .
(2) عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : إن كان رسول الله صلى الله عليه و سلم ليخالطنا حتى يقول لأخ لي صغير يا أبا عمير ما فعل النغير؟ ) و النغير طائر صغير ، و كان لهذا الغلام ، و ذكر أن ذلك الطائر قد مات ، فكان النبي صلى الله عليه و سلم يمازح الغلام بذلك .
(3) عن أنس رضي الله عنه أنّ رجلا أتى النبي صلى الله عليه و سلم فقال: يا رسول الله ! احملني . فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( إنا حاملوك على ولد ناقة ). قال : و ما أصنع بولد الناقة ؟ فقال ( و هل تلد الإبل إلا النوق ! ) .
(4) عن أنس رضي الله عنه أنّ النبي صلى الله عليه و سلم أتى يوما رجلا من أصحابه ،فاحتضنه من خلفه وهو لا يبصره .فقال : أرسلني .من هذا ؟ فالتفت ،فعرف النبي صلى الله عليه و سلم .فجعل لا يألو ما ألزق ظهره بصدر النبي صلى الله عليه وسلم حين عرفه ، و جعل النبي يقول من يشتري العبد ؟ فقال: يا رسول الله! إذا و الله تجدني كاسدا .فقال النبي صلى الله عليه و سلم لكن عند الله لست بكاسد .

شمـ أُنَثَى ــوخ♥| @shm_anth_okh_14
محررة فضية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

أيمونتي
•
يعطيك العافية ع الموضوع الاكثر من رائع....



الصفحة الأخيرة