
أسرار قرآنيه جماليه
كلما نقرا قصه إسلام أحد اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ,نتعجب متسائلين كيف يفارق هؤلاء العظماء دين الآباء عند سماعهم بعض آيات القرآن من النبي صلى الله عليه وسلم او من بعض الصحابه الكرام ؟؟
وذللك لما قرأناه في تاريخ العرب وتعصبهم لدينهم وحبهم لآبائهم وحميتهم لقبائلهم ...
هذا سعد بن أبي وقاص ابر الناس بأمه .. سمع من القرآن فأسلم وفأقسمت أمه ان لا تذوق طعاما حتى يكفر .
فقالت له يا سعد ,ما هذا الذي قد أحدثت؟ لتدعن دينك هذا أو لا آكل ,ولا أشرب حتى أموت فتعير بي
فيقال ( قاتل أمه ) , فلم تتحرك شعره منه نحو الكفر..
فرد عليها : لا تفعلي يا أماه . والله لو كانت لك مائه نفس فخرجت نفسا نفسا , ما تركت ديني هذا , فإن شئت فكلي وإن شئت فلا تأكلي .
يقف المرء مذهولا حائرا من اولئك العظام , كيف تغيرت احواهم تماما واحتثت الحميه الجاهليه والعصبيه للآباء والعشيره بعد سماعهم شيئا من كتاب الله تعالى ..
من اجل ذلك قام الشيخ الفاضل عدنان عبد القادر باعداد هذه الرساله عن الاسرار الجماليه غي القرآن الكريم لكي نطلع على عظمه كتاب الله تعالى وجلاله
وقد كانت العرب تلحظ الفروق بين الكلمات سواء في التشكيل او في زياده الحروف ونقصانها او في الكلمات وتبحث في دلالتها البلاغيه والا اصبحت زيادات لا اثر لها .
فنجد كتاب الله تعالى مليء بهذه الفروق البلاغيه.
وتشتمل الرساله على عده فصول هي :-
1- الضمه بين حزن يعقوب وكرم الخليل .
2- الكسره بين شوق النبي صلى الله عليه وسلم وهوان الكفار .
3- نقصان الحرف بين عفاف مريم وعجز يأجوج .
4- الحذر بين القنوت وسقوط السماء .
5- ( ما ) المعظمه بين رحمه النبي صلى اله عليه وسلم وغضب المؤمنين .
6- ( ان ) الزمنيه بين تردد موسى ووله يعقوب .
7- توحيد الضمير بين متابعه هارون وحب ابي بكر .
8- الفعل بين نسيان النعمه واستحضار النقمه .
9- الواو بين المفاجأه والاستغاثه .
10- العلو في الذل .
11- الحب ينطق والحياء يسكت .
وان شاء الله اكتب لكم حبيباتي نبذه مختصره عن كل مما سبق ..
1-الضمه بين حزن يعقوب وكرم الخليل .....
* الحزن ( بالضمه على الحاء ) والحزن( بالفتحه على الحاء )
أصلهما واحد والمعنى متقارب وهو الشعور بالضيق الذي يصيب الانسان لما فاته من الخير او ما لحقه من الشر ..
لكن الحزن - بضم الحاء - يدل على الضيق الشديد
في قوله تعالى (( يا أسفى على يوسف , وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم ))
عن يعقوب عليه السلام عندما بلغه خبر فقدان بنيامين الابن الثاني , واتهام اخوته له بالسرقه فاصبح عبدا لعزيز مصر ..حينها تولى عنهم وبلغ الاسف والضيق منه مبلغا شديدا , إذ تذكر في هذه اللحظه قره عينه يوسف عليه السلام الذي فقده صغيرا .ثم الابن الثاني من المرتبه , فبكى بكاء ا مرا أفقده بصره ..
أما الحزن -بفتح الحاء - فيدل على حزن أخف . بل لا ضيق فيه .
لذا اذا دخل اهل الجنه اليها , وتنعموا فيها أخذوا يتندرون بما أصابهم في الدنيا من ضيق وألم وخوف ,ولكن ...الحديث ما هو الا ذكريات مضت , يتسامر فيها الخلان ,
في قوله تعالى (( قالوا الحمد لله الذي اذهب عنا الحزن . إن ربنا لغفور شكور ))
فاهل الجنه هؤلاء ..منهم يعقوب عليه السلام الذي أخبر عنه المولى تعالى انه ابيضت عيناه من الحزن , اي اصابه الحزن , ولكنه اذا دخل الجنه يتذكر الحزن .
* سلاما (بتنوين الفتح ) وسلام ( بتنوين الضم )
في قوله تعالى (( هل اتاك حديث ضيف ابراهيم المكرمين . غذ دخلوا عليه فقالوا : سلاما , قال : سلام , قوم منكرون ))
الضيوف سلموا على ابراهيم الخليل ( بالفتح ) وابراهيم الخليل رد عليهم بالضم
وهو ارفع منزله .
وذلك لما يلي :
أ - الضم يدل على الجمله الاسميه والفتح يدل على الجمله الفعليه ,والسلام بالرفع
أكمل وأرفع لانه يدل على الجمله الاسميه الداله على الثبوت والتجدد ,
فابراهيم عليه السلام حياهم بتحيه أحسن من تحيتهم .
فقولهم( سلاما )يدل على سلمنا سلاما .. وقوله ( سلام ) أي سلام عليكم .
ب - العرب يجعلون الضمه التي هي أقوى الحركات للمعنى الأقوى . والفتحه خفيفه للمعنى الخفيف ..
2 - الكسره بين شوق النبي صلى الله عليه وسلم وهوان الكفار ...
* مت ( بالكسره على الميم ) ومت (بالضمه على الميم )
كلاهما يدلان على تحقق الموت , ولكن مت ( بضم الميم ) تدل على عظم الموت المتحقق إما للمتكلم أو لمن أصابه الموت ..
قال تعالى (( ولئن قتلتم في سبيل الله أومتم لمغفره من الله ورحمه خير مما يجمعون ,ولئن متم أو قتلتم لإلى الله تحشرون ))
فذكرها الله بضم الميم وذللك لمل يلي :-
ا- ان ما حصل للصحابه كان املاا عظيما وهو تحول النصر الى هزيمه وموت غير متوقع .
ب- موت المؤمن عزيز عند الله تعالى ,غذ المؤمن يكره الموت والله تعالى يكره ما يكرهه المؤمن . فلما كان موت المؤمن عظيما في حقه ,اصبح عظيما عند الله تعالى .
اما مت ( بالكسره على الميم ) فتدل على هوان الموت إما في حق المتكلم او الميت
وقد قالها الله تعالى في حق كل من :
أ- الكفار : (( ويقول الانسان أإذا ما مت لسوف اخرج حيا ))
وكذلك (( ءإذا متنا وكنا ترابا ,ذلك رجع بعيد ))
لان الكافر وان كان يشعر ان الموت في حقه امر شديد ,لكنه هين على الله تعالى بل لا وزن له عنده .
ب - مريم : (( يا ليتني مت قبل هذا ))
عندما جاءها المخاض تمنت الموت فاصبح الموت عنها اهون من كل شيء .
وتابعوني اكمل لكم ..